انعدام المؤسسية وحكاية العجوز المطششة

من الظواهر اللافتة في الآونة الأخيرة ، أن بعض من يفقدون وظائفهم الرسمية في جهاز الدولة ، دأبوا على نقد الحكومة لاصدارها لكثير من القرارات الكبيرة بلا مؤسسية ودون مشاورات واسعة مع كافة مؤسسات الدولة واستشارة الخبراء حتى لا تضار البلاد، ويجئ هذا النقد من هؤلاء متسقاً مع السياق والمسار الجديد الذي اتخذوه لأنفسهم بُعيد مغادرتهم لمناصبهم ، وقد بدا من مجمل أحاديثهم وتلميحاتهم الناقدة أن الخانة الجديدة التي وضعوا أنفسهم فيها تطلبت منهم أن يتخففوا من أحمالهم السياسية وأثقالهم الفكرية والايدلوجية السابقة وأن يشقوا مساراً جديداً يختلف بدرجةٍ ما، عما سار عليه حالهم طوال مسارهم السابق ، وما يبرهن ذلك ببساطة أن الذي ينتقدونه لم يكن جديدا، بل ظل ممارسة مشهودة ويشهدوا عليها بأنفسهم إبان شغلهم لمناصبهم الكبيرة ، ولكننا طوال تلك المدة لم نسمع منهم أو نقرأ لهم سابقا كثيراً مما يقولونه اخيرا، وعلى أية حال أن يأتوا متأخرين وأياً كانت الدوافع خير من أن لا يأتوا أبداً، هذا من جهة ، أما من جهة المؤسسية التي يقولون إنهم افتقدوها بعد أن غادروا مواقعهم وكأنها كانت قائمة وفاعلة اثناء تسنمهم لوظائفهم الكبيرة ، فتلك هي المفارقة التي تخصم من مبدئيتهم ، ولكن رغم ذلك تبقى الملاحظة صحيحة والمأخذ في محله ، فكم من قرارات صدرت ولم تعلم عنها الجهة صاحبة الاختصاص المباشر شيئا الا بعد أن طالعتها كما يطالعها القراء ..
الحقيقة أن القضية الجوهرية هي هل هناك فعلاً وحقاً عمل مؤسسي قائم وفاعل ولم نفتقده إلا بعد أن فارق هؤلاء الناقمون والناقدون مواقعهم؟. إن أحاديثهم عن المؤسسية التي إفتقدوها في الكيفيات التي تصدر بها بعض القرارت تذكرني بحكاية العجوز المطششة مع طبيب العيون. ذهبت تلك العجوز لطبيب العيون لإجراء كشف نظر، أجلسها الطبيب على الكرسي وطلب منها أن تركز نظرها على اللوحة أمامها، ثم وضع المؤشر على إحدى الدوائر المرسومة على اللوحة وسألها يا حاجة الدائرة دي فاتحة على وين، قالت الحاجة الدائرة وينا يا ولدي، قال وهو يضرب بالمؤشر الدائرة دي المرسومة في اللوحة، قالت اللوحة وينا يا ولدي، قال اللوحة المعلقة في الحيطة دي، قالت والحيطة وينا يا ولدي؟، وبدورنا نسأل هؤلاء الذين افتقدوا العمل المؤسسي بعد أن فقدوا مواقعهم على طريقة العجوز ، وأين كانت المؤسسية وقتها إننا لم نرها أيضا على أيامكم تلك؟.
الصحافة




لك التحية استاذ/ مكاشفي وبعد،
لا حظت انك في كل كتاباتك تورد قصص او طرائف تدعم بها موضوعك وهو اتجاه حميد ولكنه يتطلب مجهودا” كبيرا” لربط الموضوع مع القصة او الطرفة، وهذا الأمر يجعلك في ورطة احيانا” وانت تحاول (صنع) القرينة صنعا” يتنافى مع سياق الموضوع مما يؤدي الى توهانك -معذرة”- والفشل في ترسيخ الهدف الذي ترمي اليه.
مثلا”: لا يوجد اي رابط بين قصة العجوز المطششة وعدم المؤسسية الذي اردت انتقاده ، وبالتالي قمت بالتضحية بالموضوع لسواد عيون القصة.
اقترح عليك ان تتحلل من هذه النمطية وتعطي نفسك الحرية الكاملة في كتابة المقال دون ان تكبله بقصة قد لا تتناسب معه، وبعد نهاية الموضوع ضع ما تريد من قصص او طرائف تحت عنوان منفصل مثل: طرفة، هدية، قصة، نكتة، خروج،،، وما إلى ذلك من (مخارج).
جرب هذا الاسلوب ولا شك ستجد انه يكفيك مؤونة تنميط الموضوع بالقصة، وستكتشف انك قد اعطيت لنفسك فضاءا” اوسع في التعبير عن افكارك، ولك تقديري واحترامي.
ظل أحدهم يعمل مديرا لجامعة.. ثم مستشارا ثم رئيسا للجنة فى المجلس القومى…و زعامة لأبناء القبيلة جديدة.. و مهرجانات طالعة ونازلة.. و لما بلغ نيف و ستين.. و ضعفت قواه…أحيل للتقاعد.. و رجع للعمل السابق “أستاذا” بالجامعة.. و نحن حوله نرحب به.. و نتلاطف..أدهشنى تلخيصه لتجربته التى إمتدت زهاء العقدين من الزمان بين القصور و الدثور..بأنه كان “مهمشا”.. و “كالضيف”.. و أن البلد “ما فيها حكومة…!!!!”
لك التحية استاذ/ مكاشفي وبعد،
لا حظت انك في كل كتاباتك تورد قصص او طرائف تدعم بها موضوعك وهو اتجاه حميد ولكنه يتطلب مجهودا” كبيرا” لربط الموضوع مع القصة او الطرفة، وهذا الأمر يجعلك في ورطة احيانا” وانت تحاول (صنع) القرينة صنعا” يتنافى مع سياق الموضوع مما يؤدي الى توهانك -معذرة”- والفشل في ترسيخ الهدف الذي ترمي اليه.
مثلا”: لا يوجد اي رابط بين قصة العجوز المطششة وعدم المؤسسية الذي اردت انتقاده ، وبالتالي قمت بالتضحية بالموضوع لسواد عيون القصة.
اقترح عليك ان تتحلل من هذه النمطية وتعطي نفسك الحرية الكاملة في كتابة المقال دون ان تكبله بقصة قد لا تتناسب معه، وبعد نهاية الموضوع ضع ما تريد من قصص او طرائف تحت عنوان منفصل مثل: طرفة، هدية، قصة، نكتة، خروج،،، وما إلى ذلك من (مخارج).
جرب هذا الاسلوب ولا شك ستجد انه يكفيك مؤونة تنميط الموضوع بالقصة، وستكتشف انك قد اعطيت لنفسك فضاءا” اوسع في التعبير عن افكارك، ولك تقديري واحترامي.
ظل أحدهم يعمل مديرا لجامعة.. ثم مستشارا ثم رئيسا للجنة فى المجلس القومى…و زعامة لأبناء القبيلة جديدة.. و مهرجانات طالعة ونازلة.. و لما بلغ نيف و ستين.. و ضعفت قواه…أحيل للتقاعد.. و رجع للعمل السابق “أستاذا” بالجامعة.. و نحن حوله نرحب به.. و نتلاطف..أدهشنى تلخيصه لتجربته التى إمتدت زهاء العقدين من الزمان بين القصور و الدثور..بأنه كان “مهمشا”.. و “كالضيف”.. و أن البلد “ما فيها حكومة…!!!!”