أخبار السودان

مات الترابي و من قال بان الموت يجب ما قبله ؟

سمية هندوسة

ما كنت أودّ ان أتناول وفاة الترابي كموضوع لمقال لان كل ما يمكن ان يقال سلبا و إيجاباً في حق الرجل قد كُتب و لكن حاصرتتي افعاله منذ وفاته و الي الان ، توفي الشيخ حسن الترابي صاحب فكرة التمكين و لكن ما زالت مئات الألاف من الأسر الذين شردهم باسم الصالح العام تدفع ثمن قراره التعسفي ، حيث ان الصالح العام اسم أطلقه الترابي مجازا لتسريح الموظفين الذين لا ينتمون للجبهة الاسلامية و فصلهم من وظائفهم بكافة المرافق الحكومية نهائيا وبلا معاش او مكافأة نهاية خدمة كما ينبغي وفقاً للقانون في حال الفصل التعسفي ، وهو يدري جيداً انعكاس فصل ثلائمائة الف موظف من خدماتهم و بخبراتهم التراكمية في وظائفهم يعني انهيار الخدمة المدنية و تشريد ثلاثماية الف أسرة دون اي جنحة سوي انهم لا ينتمون لحزبة الرايكالي ، كيف ننسي افعاله و موته نكأ فينا الجراح و نفض غبار الذاكرة المنسية ، فعند موته تزكرت صديقتي ببورتسودان داليا ابراهيم و كيف مات والدها ذات يوم بطلقة في رأسه اثناء عودته من عمله فقط لانه لم يسمع صوت من طلب منه التوقف اثناء حظر التجوال ، لم يسمع ذلك الجندي لأنه يستعمل سماعة في أذنه فهو يعاني من صمم في أذنه و كان رافعا زجاج سيارته ، لم يسمعهم فأردوه قتيلا دون ان يترحموا عليه ، مات العم ابراهيم محمد ابراهيم نصر يسكن الثورة مربع ١٢ ببورتسودان و يعمل موظف بهيئة الموانئ البحرية الي جانب انه كان فنان تشكيلي يجيد الرسم ، ترجع جذوره الي النوبيين بالشمال و تحديدا منطقة ( حفير مشو) توفي والد داليا و شقيق الاستاذ عبد الحليم محمد ابراهيم ( ممثل و من مؤسسين فرقة النورس للعلم و الفن ) و كانت وفاة والد صديقتي صدمة قاسية علي جميع أفراد عائلتهم الكبيرة و أسرته الصغيرة فقد شهدت معاناتهم جراء افعال حكومة الترابي آنذاك ، ثم قتل قنصا شاب زي الورد امام باب منزلهم بحي (طردونا) و هو الشاب محمد حبيب الله الذي كان يقف امام منزلهم و لم يطلبوا منه أفراد الدفاع الشعبي الدخول او سواله عن اي شيء فقط أردوه قتيلاً و ولوا ، فموت الترابي لن ينسينا افعاله و لن يطمث اخيلتنا فما زالت صور الشهداء تطاردنا ابتداءا من مجدي وجرجس لشهداء الحركة الطلابية لشهداء رمضان و طلاب معسكر العيلفون ، كيف لنا ان نقول عف الله عما سلف و هو من اتي بهولاء العصابة بكذبته الشهيرة ( الي السجن حبيساً والي القصر رئيساً ) كيف لنا ان نترحم علي من لم من يرحم الشيوخ او النساء او الاطفال و لم يسلم منه الوطن برمته فانفصل الجنوب و هو من حول الحرب السياسية جراء مظالم اهلنا بالجنوب الي حرب دينية مقدسة و ذهب الي الضحك علي العقول برائحة المسك و الحور العين و بدعة زواج الشهيد الرمزي ( عرس الشهيد ) و بعد المفاصلة أنكر ما أطلقه و طلب من جميع أسر الطلاب و الجنود الذين ماتوا بالجنوب ان يطالبوا الحكومة بالدية المغلظة لان من مات بالجنوب (فطيس و ليس شهيداً) ، كيف لنا ان نغفر لمن أسس لأدب استحلال الوطن و نهب المال العام لجماعته و أوجد لهم مخارجاً فقهية لينهبوا ما شاءوا متخذين مخارجه الفقهية ساتراً و محللاً لذلك ، و كانت من ابداعات الشيخ المجدد تجديده لمصطلحات دينية تتماشي مع ذلك فأوجد فقه الحاجة لاستحلال السرقة و فقه السترة لأجل عدم مساءلة السارق و فضحه اذا كان منهم و فقه الضرورة و غيره من مناهجه للاتجار بالدِّين ليتناسب مع ممارساتهم ، مات الترابي و هو في كامل صحته و أهليته العقلية و مع ذلك ظل يستمتع بقتل المدنيين العزل و اغتصاب النساء و دمار دارفور وهو القائل بانه اذا اراد حل مشكلة دارفور يستطيع ذلك فقط بإصبع واحد فقط و لكنه لم يفعل ، ظل متفرجا علي دمار فتنته بدارفور ، قضي حسن الترابي في السلطة اثنا قرابة الاثناعشر عاما سام فيها جميع الشعب كل صنوف العذاب ، فكيف لنا تجاوز ذلك بهذه البساطة و نري بأعيننا وطننا يتداعي و قد يفني جراء افعال من ارسله للقصر رئيساً ، هذا ما نذكره للترابي من افعال و لسنا بصدد ذهابه الي الجنة او النار و لسنا مؤهلين لذلك و الامر برمته لا يعنينا لانه أمراً اخروياً و نحن نتحدث عن ممارساته الشيطانية دنيوياً ، فقط لنا انت نتساءل ان لم يكن الترابي موجوداً اصلاً في هذه الحياة هل سيؤول الحال في الوطن الي ما ال عليه الان ؟

تعليق واحد

  1. موت الترابي لا يهمنا يهمهم لوحدهم كل م احاول اتناساه تذكروننا به لم ولن ننسي م عمله لا نملك شئ غير سلاح الدعاء عليهم جميعا ب الهلاك لنري فيهم حكم ربنا كلنا موجوعون الترابي كل بيت يشتكي منه حتي بيوت مناصيره لكنهم يتكابرون منتظرين مرافغتة لجنتة المزعومة وفيهم من يرمح ف جنة الدنيا متناسي غفلة الموت ي جبار نحن ف انتظار ضرباتك نحن الضعفاء

  2. كلما ذكرتيه صحيح استاذة سميه (_هندوسة ) ولكن اذا حذفتى الواو اجمل وانقى واوفق شكرا سميه على وطنيتكم وحبكم للعداله

  3. شكرا سميه هندوسة فقد كان مقالا للتذكرة وعودة للوراء حتي لا ينسى البعض كوارث أخلاقية ألمت بالشعب ما كنا نحسب أن تلحق بشعب قل ما يقال عنه أنه شعب مروءة ووفاء
    لك التحية مثنى وثلاث
    محمد مختار جعفر
    إعلامي صحفي وتشكيلي الإمارات / دبي

  4. إقتباس ~ فقط لنا انت نتساءل ان لم يكن الترابي موجوداً اصلاً في هذه الحياة هل سيؤول الحال في الوطن الي ما ال عليه الان ؟
    يا سمية الشيطان موجود وأحياناَ يظهر في صورة رجل كالترابي فقط إقرئي التاريخ بتمعن !!!

  5. لن ننسى ما فعلته عصابته بالسودان جنوبا و شرقا وغربا و مؤخرا شمالا!!!
    “قضي حسن الترابي في السلطة اثنا قرابة الاثناعشر عاما سام فيها جميع الشعب كل صنوف العذاب”
    بس يا عزيزتي أرجو الانتباه لأخطاء مثل : يطمث “و لن يطمث اخيلتنا” و الصواب يطمس /
    أوجد لهم مخارجاً فقهية

  6. الاخت سمية الترابي خراب العيش حطب النار كبير اخوانو الدمر البلد وسام اهلها الوان الهرج والمرج الترابي يزكرنى الشخصية الاسطورية التى نسجها خيال قدما الفقهاء الكازبين للتغطية على الجرائم التي ارتكبها المسلمون الاوئل ضد بعضهم البعض والمسمي بابن السوداء عبد الله بن سبأ

  7. عمري الان 56 سنة قبل 36 سنة ( وأظنها سنة 1984) وكنت حينها ابلغ 24 ربيعا, ذهبت الي محاضرة يلقيها حسن عبدالله الترابي بميدان المايقوما….( وكنت أيام الجامعة اميل الى الجمهوريين -ليس على أساس فكري ، ولكن بدوافع الوقوف مع الضعيف )…..فخرجرت فاعر الفاه بتلك المحاضرة أعجابا وأنبهارا ( كانت عن تمثيل سورة هود على واقع البلد أنذاك ). ثم تابعت معظم أعماله فى مجال تجديد أصول الفقة الاسلامي…….لقد كانت للرجل أهداف نبيلة وغايات أنسانية رفيعة….أثارها نحتت فى صخور الحضارة الانسانية……..وما سر هذا الاختلاف الهائل حول ميراث الرجل ،إلا دليلا على تفرد نوعة وثراء مادته…..وهكذا حال كل من حاولوا البحث عن الحقيقة السرمدية واجتهادوا فى ذلك……ولابد فى مسيرتهم أن تصادفها الخطاء و / أو الصواب…..التاريخ وحده سيحكم على هذا الرجل

  8. الاخت سميه ،مقال رائع ورصين .ولكن ما اتوقعه ستخرج وصيته قبل موته في شكل نبؤآت عن طريق انصاره ،اشاهد علاقاتهم بالترابي كعلاقه قدسيه ،كانوا يقدسونه قبل مماته ؛

  9. موت الترابي لا يهمنا يهمهم لوحدهم كل م احاول اتناساه تذكروننا به لم ولن ننسي م عمله لا نملك شئ غير سلاح الدعاء عليهم جميعا ب الهلاك لنري فيهم حكم ربنا كلنا موجوعون الترابي كل بيت يشتكي منه حتي بيوت مناصيره لكنهم يتكابرون منتظرين مرافغتة لجنتة المزعومة وفيهم من يرمح ف جنة الدنيا متناسي غفلة الموت ي جبار نحن ف انتظار ضرباتك نحن الضعفاء

  10. كلما ذكرتيه صحيح استاذة سميه (_هندوسة ) ولكن اذا حذفتى الواو اجمل وانقى واوفق شكرا سميه على وطنيتكم وحبكم للعداله

  11. شكرا سميه هندوسة فقد كان مقالا للتذكرة وعودة للوراء حتي لا ينسى البعض كوارث أخلاقية ألمت بالشعب ما كنا نحسب أن تلحق بشعب قل ما يقال عنه أنه شعب مروءة ووفاء
    لك التحية مثنى وثلاث
    محمد مختار جعفر
    إعلامي صحفي وتشكيلي الإمارات / دبي

  12. إقتباس ~ فقط لنا انت نتساءل ان لم يكن الترابي موجوداً اصلاً في هذه الحياة هل سيؤول الحال في الوطن الي ما ال عليه الان ؟
    يا سمية الشيطان موجود وأحياناَ يظهر في صورة رجل كالترابي فقط إقرئي التاريخ بتمعن !!!

  13. لن ننسى ما فعلته عصابته بالسودان جنوبا و شرقا وغربا و مؤخرا شمالا!!!
    “قضي حسن الترابي في السلطة اثنا قرابة الاثناعشر عاما سام فيها جميع الشعب كل صنوف العذاب”
    بس يا عزيزتي أرجو الانتباه لأخطاء مثل : يطمث “و لن يطمث اخيلتنا” و الصواب يطمس /
    أوجد لهم مخارجاً فقهية

  14. الاخت سمية الترابي خراب العيش حطب النار كبير اخوانو الدمر البلد وسام اهلها الوان الهرج والمرج الترابي يزكرنى الشخصية الاسطورية التى نسجها خيال قدما الفقهاء الكازبين للتغطية على الجرائم التي ارتكبها المسلمون الاوئل ضد بعضهم البعض والمسمي بابن السوداء عبد الله بن سبأ

  15. عمري الان 56 سنة قبل 36 سنة ( وأظنها سنة 1984) وكنت حينها ابلغ 24 ربيعا, ذهبت الي محاضرة يلقيها حسن عبدالله الترابي بميدان المايقوما….( وكنت أيام الجامعة اميل الى الجمهوريين -ليس على أساس فكري ، ولكن بدوافع الوقوف مع الضعيف )…..فخرجرت فاعر الفاه بتلك المحاضرة أعجابا وأنبهارا ( كانت عن تمثيل سورة هود على واقع البلد أنذاك ). ثم تابعت معظم أعماله فى مجال تجديد أصول الفقة الاسلامي…….لقد كانت للرجل أهداف نبيلة وغايات أنسانية رفيعة….أثارها نحتت فى صخور الحضارة الانسانية……..وما سر هذا الاختلاف الهائل حول ميراث الرجل ،إلا دليلا على تفرد نوعة وثراء مادته…..وهكذا حال كل من حاولوا البحث عن الحقيقة السرمدية واجتهادوا فى ذلك……ولابد فى مسيرتهم أن تصادفها الخطاء و / أو الصواب…..التاريخ وحده سيحكم على هذا الرجل

  16. الاخت سميه ،مقال رائع ورصين .ولكن ما اتوقعه ستخرج وصيته قبل موته في شكل نبؤآت عن طريق انصاره ،اشاهد علاقاتهم بالترابي كعلاقه قدسيه ،كانوا يقدسونه قبل مماته ؛

  17. أخي الجعلي الطفشان
    أين التشدد فيما حواه تعليقي؟ ماذا استنتجت منه؟
    كلنا ننشد الجودة لذلك طلبت من هندوسة الانتباه للأخطاء أعلاه

    “ههههه ، الله يكون في عونك صدقني نقوم نهبشك هسع نلقاك ما خارم بارم .”

    ثم يا أخي لا أطلب منك شهادة
    ثم ارجو الكف عن التهريج فيما لا طائل و الاحترام المتبادل واجب الجميع!!!

  18. الأخت سمية لك التحية والتقدير . الانتفاضة الثالثة قربت وحينها سيتم القصاص من القتلة ستفتح الملفات وستعاد التحقيقات وسترتاح صديقتك داليا إبراهيم عندما يقتص لها الشعب السوداني من قتلة ابيها بإذن الله تعالى . سيثأر الشعب السوداني لكل شخص قتل في عهد الدجل والشعوذة . على الجميع ضم الصفوف فالبشريات كثيرات بدأت بموت الترابي وسوف ن تنتهي .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..