تبرؤ

*جوبا والخرطوم صديقتان لدودتان يحلو لكل منهما مشاكسة الاخرى حد الخصام ولو لحين، ثم تتراجعان عنه ليبدأ مشوار جديد يحمل ذات نكهة ولون التشاكس ولكن الان بلغ التشاكس مدى بعيدا بإغلاق (بلف )تدفق النفط الذى وعلى مايبدوان جوبا لم تعترف به رسميا بعد، فنفطها الان يطوي المسافات عبر الانابيب فى طريقه الى الخرطوم وسيطويها رغم الستين يوما وبينما يجري سريعا ذهبها الاسود يقفز الدولار هنا بنفس سرعة جريان النفط فتتبادل الخرطوم( الطرائف) على الموبايل مايجعل صوت اغلاق البلف هو الاعلى بين اصوات الاتفاقيات التسع التى يكتنفها التهديد بالالغاء الان مالم تكف جوبا عن دعم الحركات المسلحة.
* الحكومة ممثلة فى ناطقها الرسمى تؤكد بمستندات ووثائق ان جوبا تدعم الحركات المسلحة،وجوبا تتبرأ من ذلك وتتهم الخرطوم بدعم متمردى جوبا وهكذا يجد الشعبان نفسيهما يدوران فى حلقة مغلقة .ماتدفع به الخرطوم من اتهام تنقضه جوبا والعكس كذلك . الامر الذى يعنى ان الحوار فى اثيوبيا لم ينطلق من منصة الثقة ابدا فعصف به ماوراء الستار والنوايا فعادت للخرطوم وجوبا الروح القديمة ماقبل الاتحاد وبعد الانفصال .
*مستندات احمد بلال ووثائقه تهم السودان وشعبه الفقير الصابر وبما انه يملك من المستندات مايدين جوبا وتورطها فى مخطط الامداد العسكرى للحركات ضد الخرطوم فإننا نتمنى ان يكشف بلال عن وثائقه للرأي العام بدلا ان يلوح بها فقط فى كل مؤتمر صحفى خاصة وان جوبا اكدت ان مستندات الخرطوم لاتمت بصلة لادانة جوبا بل تشير الى تورط بعض الضباط فى دعم الحركات، والفرق واضح وبين هنا بين جوبا المؤسسة الحكومية وجوبا (الافراد) فى صفوف الجيش الذين يتسللون سرا لدعم جهات اخرى لذلك لم تكن زيارة بلال وعطا ذات تأثير يذكر او تغيير حتى فى ملامح ما بعد ايام الزيارة ما دى الى اغلاق البلف .
*لن تحسم مشاكسات الخرطوم – وجوبا الاتهامات المتبادلة والشكوك فما فى جعبة الدولتين يحتاج الى تصحيح ورسم خارطة جديدة للعلاقة الحالية اولا ثم النظر لمستقبلها بما ينفع الشعبين ويراعى مصالح البلدين خاصة ان جوبا هى محطة التجار الشماليين منذ قديم الزمان اضافة لشباب هذا اليوم الذى اتخذها مقرا يشده اليها العمل والحنين لما قبل الانفصال .
*اذاً كيف يأتي التصحيح لمسار العلاقة الشمالية الجنوبية والشك يتصدر قائمتها اذ يدخل من الشباك ليهرب الود من الباب فيبقى تبادل الاتهامات هو المسيطر على الاجواء السياسية التى دخل وسيطا فيها من قبل الاتحاد الافريقى لتقريب الشقة بين الخرطوم وجوبا اللتين الان هما سبب جر الازمات على شعبيهما بتواصل مريع .
*على حجر جوبا اتهام ومستند من الخرطوم بالادانة وعلى كف الخرطوم ادانة مماثلة من جوبا مايعنى ان مسلسلا (مكسيكى) ينتظر الشعبين لحين الوصول لنقطة الصفاء،فجوبا دفعت عن نفسها الاتهام وانطلق من الخرطوم التهديد بنفض اليد عن الاتفاقيات التسع، الامر الذى يحمل فى طياته لمحات من سيناريو معركة هجليج وهذا مالا نود حدوثه ابدا.
همسة
كم عشقت وجه وطنى الصبوح …
وكتبت فيه احلى القصائد ..والبوح…
منحتها من قلبى ونفسى جمال الروح ..
واهديتها لوطن مثخن الجراح ..ينوح…
الصحافة
ما فهمنا حاجة