ابوبكر .. ضجيج وقح لمخرجات الحوار

طارق الشيخ
ابتداء لست في موقع ادافع فيه عن أبوبكر حمد ، وليس لي ما أقوله عدا كونه رجل صديق عرفته في قطر وعرفت فيه من خصال كريمة . مالحقه من حديث تتطاير في الأسافير أحزنني بلاشك ولكنه أدرى واجدر بالدفاع عن نفسه لأن هذا من صميم المهنة التي اختارها وعمدها بالدراسة والمعرفة كخريج قانون من جامعة الخرطوم . وليس مهما كثيرا بعد ماجرى سوى أن يقدم أبي بكر مالديه من دفوع لاتشوبها شائبة في حقيقة مؤهلاته العلمية ويبريء ساحته تماما مما لحق به .
ويقيني أن حالة ابوبكر والزخم الكبير الذي وجدته رغم انها وإن صحت لاتمثل استثناء في تراث مجيد من التمكين الانقاذي طوال عقود من الانقاذ . يقيني انها حالة مثالية لدرجة من التشبع تضافرت فيها عدة عوامل .. استهداف أمني حزبي اسفيري متلقين حجج كله على بعض ولد الانفجار الكبير الذي استهدف ابوبكر ، وجعلت من حالة ابوبكر حالة مثالية لانفجار مختلف وداو . فمن ناحية تربصت به العصبة الحاكمة لأنهم يعرفون أنه جاء للسلطة يحبو لطموح خاص جدا وسذاجة سياسية قاتلة فاختار الباب الخطأ في الزمن الخطأ ، وخاض في بحر الفساد آملا في النجاة من عطن الفساد الوبائي . تربص به أمن الدولة الذين وجدوا في سذاجته السياسية صيدا سهلا لضرب أوهام الشركاء الجدد وجرهم على الخط ، ولشغل الناس عن حقيقة مخرجات فاسدة وحكومة جديدة عادت بخيباتها المستوطنة .
ولكي أوضح فكرتي هنا أورد مثالا لحادثة جرت معي في ذات مرة طلب مني سفير السودان بلدياتي في الدوحة قبل سنوات وكنت أقف الى جواره بأحد فنادق الدوحة وبمعيته وزير للتربية والتعليم السوداني الذي لم أعرفه حقيقة من قبل . وكان الوزير غير معروف لكثرة الاسماء المبهمة التي أتت بها آلة التمكين الاخوانية من شخصيات لم يسمع بها أحد حتى لحظة توليهم الوزارة وغيرها من مناصب . قدمه لي السفير على أنه المربي الفاضل . كان الرجل ? الوزير ? عاديا بجلبابه الذي حافظ على طابعه التقليدي لدرجة انه لم يعبر عن حالة الفساد الذوقي الذي ابتلي به مستحدثو النعمة في حكومة العصبة ، والى جانب ذلك فهو شخص لايلفت الناظر اليه بشيء يوحي بوقار الوزير أو العلم . ثم بعدها بقليل قال السفير ممازحا ” انت بس تعمل حوارات مع جماعتكم ? يقصد بعض رموز المعارضة – ماتعمل حوار مع وزير التربية والتعليم ” . وبكل هدوء قلت وأين هو الوزير حتى أعمل المقابلة ؟ كنت صادقا في تساؤلي لكنه اعتبرها عملا قصدت منه احراجه مع ضيفه وهو الاخر بلدياتنا . عاد السفير بعد أن أوصل الوزير ? المربي الفاضل ? لغرفته وتحدث الى بغضب ظاهر . قلت له بصراحة الحق عليك انت لم تقدمه لي بأنه وزير التربية والتعليم وعرفته بالمربي الفاضل . وزدت بالقول الحق عليكم انتم ” الناس دي بتجيبوها من وين ؟ ” . وقلت صدقا استطيع ان اعدد لك اسماء وزراء التربية من لحظة دخولي المدرسة الابتدائية والى ماقبل الانقلاب بقليل ? لأن الطائفية كمان ماقصرت – .
أريد القول أن الثبات طبع ثابت في كل الحكومات الشمولية ، فالتغيير سمة تتعارض مع مبدأ استفراد قلة بالحكم . والحكومة الشمولية لاتحب تغيير الوجوه و تعشق تدوير المناصب فيما بينها مكوناتها . وهي في جوهرها نظام قائم على حلقة متنفذة تدير شئون البلاد بمزاجها ووفق اهدافها غير الواضحة دوما . والوزراء من اعضائها ليس مطلوب منهم سوى تنفيذ المطلوب ، وان لايشغلوا بالهم كثيرا بالتغيير والابتكار والابداع . واكثر مايعبر عن هذا التوجه السافر نجده بوضوح مجسد في حجم الموازانات التي ترصد للتعليم والصحة والخدمات . هنا الارقام لاتكذب فالانسان آخر همهم . وبالطبع من يختطف أمة بحالها لايعنيه من حياة الناس وآدميتهم شيء فالشعب خارج المعادلة . ولهذا اقول ” ريحوا بالكم ” يامن تنتظرون المعجزات وتتمنون التغيير . فلم تكن المؤهلات مطلوبة في يوم من أيام الانقاذ ، فالدولة شأن يخص التنظيم ولا علاقة ولا شأن لأهل السودان به . تأملوا الاسماء التي تقلدت الحقائب الوزارية تجدوا بها العشرات من عديمي الكفاءة وبامتياز . ولا أدل على عدم الكفاءة من الدرك الذي وصلته أحوال السودان اليوم .
ولهذا من المهم طرح السؤال لماذا ابوبكر حمد ؟ ولماذا لم يجد من يؤازره بين كل اهل الحوار الوطني سوى تراجي ؟ وفي الواقع ابوبكر هو حالة تكشف انحطاط الدولة والحكومة بكاملها ، فما دام الفساد استوطن قمة الدولة . تأملوا في كل ماأثارته الصحافة الحكومية من قضايا فساد وفضائح مختلفة الالوان والذي لايشبهه شيء سوى طفح المجاري عندما تنسد كل المنافذ والمجاري . وسواء جرى تحقيق أم لا فالنتيجة في كل الاحوال مزيدا من العفونة والطفح لخبايا القذارة والفساد الذي يحكم . ولو لم يكن وراء حالة ابوبكر طفح من فساد وقبح مترابط متشابك لكانت الفضيحة بجلاجل كما يقال . وحيث ان الحكومة بكل مفاصلها والغة في الفساد فإننا وكالعادة سنقف أمام حالة مجردة مبهمة وفرقعة ستنتهي حتما كغيرها من حالات الدفاع بالنظر وغيرها من سفالة وسخف .
ومن يتأمل في واقعة ابوبكر سيجد انها حلقة تافهة وسط سلسة مقززة من العفن السرطاني المستوطن . ولهذا فإن المتفائلين المطالبين بافادات رسمية تفصل حقيقة ماجرى عليهم ان ينسوا كل أمل في الحقيقة . تماما كما كانت الامور قاطعة في الكوميديا الالهية لدانتي ” ايها الداخلون الى الجحيم انسوا وراءكم كل أمل في النجاة ” . الفساد في السودان يستوطن الدولة ” من فوق لتحت ” لاشيء غير ذلك . والحوار الوطني كان أحد حلقات الفساد الساطعة ، والاجرام السياسي غير المسبوق . فالحوار بداية بني على كذب وباطل وانتهى الى النتيجة التي كانت على بال المواطن العادي . تأملوا قصاصات الصحف الحكومية اليومية لتجدوا ان أبطال الفساد بكل مستوياته هم وبشكل ثابت أركان النظام وعلى كافة المستويات . وببساطة من هم القتلة وابطال الجرائم ضد الانسانية في دارفور اليسوا هم أهل الحكم أنفسهم . ولهذا بديهي ان يقول محمد أحمد ” يعني هي خلاص فضلت على ابوبكر ؟ ” . والمؤكد ان أهل السودان لايذكرون بالخير طوال 30 عاما من عمر الانقاذ وزيرا واحدا ” نقول فيه الخير ” . حكومات بوزراء مثوا اصفارا كبيرة على خارطة تاريخ العمل السياسي في السودان . واتساءل ماذا اضاف قاموس السياسة السودانية طوال هذه السنوات للإنقاذ سوى مصطلحات بذيئة لاتصدر عن رجال دولة يحترمون المقاعد التي يجلسون عليها ” الجايبنا غير الله يجي يقلعنا ، ولحس الكوع الخ .. من بذاءات ” .
وخلاصة القول ان فرقعة ابوبكر هي مزحة سخيفة من الاجهزة الأمنية لالهاء الناس عن سخافة أكبر توجت مخرجات الحوار الفاسد وعودة حليمة بقديمها .. الحوار كان ملهاة سياسية وكذبة استمرت لعامين لتعبئة رصيد الحكم المتآكل . وهاقد عدنا الى نقطة البداية إذ لم يتغير شيء على الخارطة فلا الحروب الجهوية توقفت ولا الحريات تحققت وحال الناس يزيد سوءا والفساد الفائز الوحيد . وان كانت من عبرة في قضية ابوبكر كلها فإن على كل الحالمين من امثاله أن يعرفوا بأن النظام الشمولي لا يمكن ان يستقيم عوده وعليهم بذيل الكلب فهو أطرى . وعليهم تذكر ان الفساد محرقة وقودها ابتداء المتطلعين للاصطفاف والتصالح مع الفساد . فلم يكن المطلوب من ابوبكر ولاغيره ممن ابتلعوا طعم الحوار أبدا الكفاءة ولا الشهادات الاكاديمية وانما المطلوب اولا وأخيرا القابلية والجدارة للولوغ في بحر الفساد . ولهذا سيغلق ملف ابوبكر بعد انتهاء مفعول الضجة التي اتارتها . وسيدرك الجميع انه الضجة مفتعلة وقد اختير لها كبش فداء اسمه ابوبكر ، صديقي الذي غاص في بحور اوهام مستحيلة ، فضاع بعض عبق مرتجى في مستنقع للفساد الوقح .
كلا اخي ، اسمح لي أن اختلف معاك، لازال الباب مفتوحا والفرصه العظيمه للبلد انو يخدمها ابن بار من ابنائها، حواء السودانيه أتت لهم باسم صهور وثعلب مكارا يبذ زولهم الهالك كبير المكارين. دعهم في غيهم يعمهون، ذلك الرجل نتوسم فيه كل الخير لقياده الدفه لههذه السفينه في بحر أسن ملئ باصحاب العاهات والاغراض الدنيئه ، الذين حولو البلد الي مستنقع.
اقراء عن الاستبسال الذي حدث من جانبه في لجان الحوار الوطني الذي كان الدبابين يرىدون له أن يكون مهرجان الاسفاف وشراء الذمم
“أيها الداخلون إلى الجحيم أنسوا وراءكم كل أمل فى النجاة”
“جاء للسلطة يصبو لطموح خاصإ جداِ وسذاجة سياسية قاتله فإختار
الباب الخطأ فى الزمن الخطأ” إقتباس.
حديث طارق الشيخ أعلاه يؤكد أن من يفكر فى إقتلاع الفساد من
داخل بؤرة الشيطان هو هالك لا محالة وأضيف من عندى أن المعتوه
الذى يفكر فى مقاومة فساد العصبة الشيطانيه من داخلها قد
يلتقط جسده جرثومة الفساد ويصير هجيناً أشد خطورةً منهم
وكمثال لذلك أحمد البلال وغيره كثر.
الأخ الكريم طارق أسهبت فى وصف إجرام العصبة الشريرة فى أسلوب
صادق ومرتب وإجرامهم يعلمه كل الشعب السودانى وبنفس الحماس
دافعت عن الوزير المعلق تقلده للوزارة رغم دمغك له بالسذاجة
السياسية القاتله وأضيف أنا إنطباعى عنه بعد قراءة الحوار بأنه
شخص طيب لدرجة فائته عن الحد.
هناك خيط رفيع يفصل بين من يريد التغيير حقيقةً وبين من يطمح أو
يطمع فى نصيب من الفساد عن طريق الإستوزار.
الباب البجيب الريح سدو وإستريح، لماذا أدخل أبو بكر إصبعه فى
جحر الأفاعى ؟ وهل تشفع له السذاجة السياسية فى إراقة ماء وجهه
بإصراره الطفولى الإنتظار فى مذلة لهفةً للوزارة؟
للأمانة، ردود أبوبكر كما جاءت فى الحوار تؤكد على سذاجة شاملة
وليست سياسية فقط ؛ اللهم إلا إذا حصل تحوير لردوده وعموماً القلم
ما بزيل بلم، ولنا فى دراب الشيطانيين أصحاب الدرجات العلميه
الرفيعة (طبعاً بقت على قفا من يشيل) خير مثال.
خريج. جامعة الخرطوم ؟ سنة كم؟
لكن يا أستاذ طارق الشيخ لم تخبرنا عن شهادات ابى بكر التى أتهم بتزويرها – خاصة وقد ذكرت أنه صديقك – وهل هى مزورة او غير مزورة ..؟؟
وبهذه المناسبه فى تقديرى لو كانت مزورة لما سببت لهم مشكله فمعظمهم يحمل درجات علميه مزورة أمثال ربيع عبدالعاطى وامين حسن عمر وغيرهم كثر وعيب عليهم لو رفضوه .. ؟؟ أما أن كانت شهاداته مثار الاتهام حقيقيه وأن الرجل يحمل مؤهلات علميه تجعله فى مصاف العلماء فوالله عيب عليه لو جرى خلف الدنيه فى علمه .. وحيث انك استاذ طارق صديقه فانصحه ليبتعد من هذه المواخير..!
كنت قد كتبت في تعليق سابق ان كل هذه الضجة كان من الممكن انهائها من قبل ابو بكر نفسه بتقديم اوراقه للراي العام ثم اعلان استقالته وزهده في المنصب وزهده في الحكومة ولكن المؤسف ان الاخ/ ابو بكر اظهر خلاف ذلك فلا بل اظهر شبقاً محموما نحو السلطة وانه يتوقع مكالمة من القصر لإكمال مراسم تعيينه وزيرا للعدل والدخول الى نادي الوزراء والحصانة السياسية.
صحيح ان الوزر الاكبر يقع على من عينه ومن قام بتعيين الوزراء واختارهم واختار النواب وقد انتهي الحوار بأدخال المتحاورين الى قاعة البرلمان والمجالس التشريعية الولائية واختيار الموالين للسلطة في الوزرات الفارغة المحتوى ولكن يتحمل ابو بكر الكثير مما دار حوله لأنه جاء للحوار الوطني مثل ما جاء مصطفى محمود في موسم الهجرة الى الشمال من اين اتى من الذي اتي به كشخصية قومية ومن اختاره وزيرا للعدل واي حزب يمثل ؟ لا احد يدري
ولكن يبقى السؤال لماذا لا يعلن هذا الرجل عن شهاداته وينفي حادثة إيقافه من العمل بالإمارات وانت لم تشفي الغليل بل سرت مشاهد الراعي يعلمها ويبقى السؤال لماذا لا يعرض شهاداته على الملأ حتى نضيف سطر لفساد الانقاذ والذي لن نجد له ولو في الهامش مساحة فقد امتلأت صحف الانقاذ بالفساد وهم مصرون على الكذب على أنفسهم أولا وأخيرا
يا طارق الشيخ بطل النقة ، كلكم أبوبكر، أي واحد فيكم داير ليهو كده في السلطة ، قلت لي السفير بلدياتكم هههههه
قرأت مقالك بتانى ولقد ابنت الحقيقة كاملة وبشجاعة
اعجبني فيك غيرتك على بلدك وخوفك على أهلها من هؤلاء الاوغاد
لا اعرف متى يكون الفكاك منهم – يقولون الصوملة وأنها لاارحم منهم
تسلم ياطارق
قضية أبوبكر مهمة يا رجل … تريد أن تدافع عنه بطريقة مبطنة . ولعلمك الإنقاذ ليست بهذا الذكاء حتى تشغل الناس بقضية في هذا الوقت والكل من الكيزان مشغول بالمناصب … أبوبكر صديقك مزور كبير ولو كان مدير دائرة عادية نقول معليش ولكن يزرو من أراد أن يتولى منصب وزارة العدل فهذه هي اللفتة البارعة لوزيرك الذي صادقته في قطر …
الأمر الثاني أنت عنصري والعنصرية تفوح من كتاباتك وحروفك … كيف تريد الكفاءة ثم تقول الإنقاذ تأتي بوزراء غير معروفين … نعم في السودان كفاءات كبيرة جدا ولكنها غير معروفة بسبب عنصريتك هذه .. وهذا يعني المعرفة أهم من الكفاءة .. هل تعلم اليابان بدأة نهضتها بمهندس ميكانيكي كان في بعثة في ألمانيا رجع اليابان بعد 16 سنة ولم يأتي بأي شهادة وهو ليس من أسرة أو طبقة معروفة ولكن وجد من يستمع له ودعاءه الإمبراطور في قصره بعد أن صنع 20 ماكينة سيارات
ولو السودان منتظر أن يتقدم بنظرتك العنصرية هذه وبفكرة إن التطور يأتي بأسماء معروفة يظهر سنكون أسوأ دولة في العالم وأكتر من هذا السوء يا مثقف إنت
خريج 86 وسوف يستلم منصبة قريبا