مقالات وآراء

مهد الصوفية

سرف المداد
الطيب النقر

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

ليس هناك ما يثير الدهشة إذا أحصينا أو سعينا لإحصاء الحركات الصوفية في بلد يستمد حماسته الدينية منها ، فقلما نبغ مفكر ، أو سياسي ، أو أديب في “مهد الحضارات” كما يحلو للسودانيين أن ينعتوا وطنهم بهذه الصفة ، إلا وأنه حتماً يدين بالولاء لأحد الحركات الصوفية التي نظمت حياته الروحية ، وأنشأت في نفسه تصوراً مستقلاً لكيفية تعبده ، تصوراً فيه ما فيه من القوة والعمل والتفاني ، تصور يدعوه لأن يدرس نفسه فإذا استوفى تفاصيلها دعاه لأن ينتقل إلى ما عداها ، ويسلك إلى هذا كله أيسر السبل وأسهلها وهو التدبر ، وألا تثور في نفسه رغبة غير تزكية النفس وتطهيرها، “يوجد في السودان ما يقترب من أربعين طريقة صوفية ، يمتد أغلبها في نطاق جغرافي واسع ، ولكل طريقة منها مركز ثقل في منطقة جغرافية بعينها؛ حيث تتمركز الطريقة السمانية في وسط السودان وفي غرب أم درمان وتنتشر الطريقة التيجانية في دارفور ، وفي شندي والدامر ، والأبيض ، وفي الخرطوم ، وفي أم درمان ، أما الطريقة الختمية فيوجد مريدوها في شرق السودان ، وفي شماله ، والخرطوم بحري ، أما الطريقة القادرية فيوجد أنصارها في وسط السودان ، وفي منطقة ولاية النيل ، أما الطرق الحديثة البرهانية ، والدندراوية ، والأدارسة ، فتوجد في أماكن متفرقة بالقرب من الحدود المصرية”.
وتتفاوت مناهج التربية في تلك الطرق التي لا نجد بين أهلها وشيعتها أستاراً صفاقا أو رقاقا ، وكأن الشيطان أخفق أو استيأس أن يوقع بينهم ويجري تلك العداوة والبغضاء التي نألفها بين أهل الضرب الواحد ، فأقطاب التصوف لا يبغضون شيئا كما يبغضوا الوشاة والكائدين ، فهم مسرفين في الشدة عليهم وغمرهم باللوم والتعنيف ، فمن أركان التصوف التي تعارف الناس عليها وكالوا لها المدح والثناء التسامح ، ونكران الذات ، والبعد عن الغيبة والنميمة ، والشيخ يحتمل في شيء من الجهد هنات مريده ، ويستصلح في كثير من الرفق مثالبه حتى يجد المريد بؤساً ممضاً إذا وقع في اللمم ، ولن يخرج من ندمه وحزنه إذا تلطخ بذنب له ما له من الضخامة والارتفاع.  “وتختلف مشايخ الطرق الصوفية في السودان في طريقتها فقد يسلك بعض المشايخ طريق الشدة في تربية المريدين ، فيأخذونهم بالرياضات الشاقة مثل كثرة الصيام والسهر ، وكثرة الخلوة والاعتزال عن الناس ، وكثرة الذكر والفكر ، وقد تسلك بعض الطرق اللين في تربية المريدين ، والبعض الآخر يتخذ الطريق الوسطي في التربية”.

أما من أين وفد علماء الصوفية؟ فليس من المغالاة أن نزعم أن كثيراً من العرب الذين هاجروا لتلك الديار قبل تكوين مملكة الفونج التي نشأت نتاجاً لهجرتهم تلك ، قد حطوا رحالهم في السودان وهم يحملون أبجديات تصوفهم وأركانه ، هذه الجموع التي خفت إلى أرض السودان حتماً قد جاهدت عدوها فأحسنت الجهاد ، وأبلت في ساحات الوغى فأحسنت البلاء ، ولكنها لم تتجرع بعد كل هذا غير مرارة الهزيمة وتنكيل الخصوم ، فلم تجد بُداً ولا بديلاً سوى أن تهاجر حتى تنجو بنفسها، “ولا شك أن معظمهم كان من الذين ألجأتهم الظروف السياسية إلى الفرار بحيلتهم ودينهم ، وجاءوا إلى السودان من الحجاز والعراق والشام ومصر وشمالي أفريقيا بالذات يوم آلت  كلها إلى حكم الفاطميين من الشيعة ، فكان السودان بأفواجه الضخمة النازحة مجالاً رحباً لنشر دعوة جديدة من قوم أصابتهم جراحات سياسية فجنحوا إلى الزهد والتصوف ، وهذا ولا شك أرسى من قواعد هذا الديني الصوفي الوافد المهاجر ، بكل إمكانياته وجراحاته وآماله ، وقد فسر شيخنا الكبير العقاد أن شيوع الطرق الصوفية في السودان قد نجم عن الشقاق بين الدول الإسلامية المتعاقبة، فانتشرت فيه الجماعات الصوفية”.

وحتى نأخذ عقولنا بمناهج البحث العلمي ، يجب أن نسعى خلف الأسباب التي جعلت حياة العرب متصلة في عالمهم الجديد ، هل لأنهم قد حصروا همهم في تفادي الخلاف مع السكان الأصليين ، وقصروا جهدهم على الانزواء وعدم الاحتكاك بهم؟ أما أن السكان الأصليين لا يوجد من أوفى منهم بعهد ، ولا أبقى منهم على مودة؟ ألم تجيش قلوب السودانيون لهم بالغل ، وتضطرم بالعداوة؟ سعينا أن نجد بين نتاف الكتب ، ومطويات الصحف ، وخطفات الأحاديث ، وفي أضابير النت الجواب الشافي لكل الأسئلة التي أوقعتنا في بيداء الحيرة ، فــوجدنا بين طيات عدة مقالات حقائق وأسباب كفلت لهؤلاء المهاجرين إلى تلك البلاد البكر عيش هانئ ، ورزق رغد ، فمما لا شك فيه أن تلك الطائفة التي آثرت المخاطرة والمغامرة والتعرض للمكروه على البقاء في أرضها فيفنيها عدوها ، قد قدمت إلى أرض السودان وهي تحمل معها ـ قيم التسامح ، وقبول الآخر ، ونبذ العداوة والبغضاء ، والبعد عن الغلو والتطرف ، فوضعت بذلك أول لبنة للوجود الإسلامي في أرض النيلين.

وحتماً قد امتزجت الأعراق ، واختلطت الأنساب ، بفضل التصاهر الذي يحرص عليه كل غريب يريد أن يحظى بالخفض والأمن والنعيم ، وسط أقوام لا يمت لهم بصلة ، وتخبرنا كتب التاريخ ومصادره عن ذلك الحلف الذي انعقد في مدينة سنار بين زعيم العبدلاب عبدالله جماع وعمارة دنقس عظيم الفونج وسيدهم عام 1504م ، وهما بهذا التحالف قد وضعا نواة أول مملكة إسلامية في السودان ، بعد أن انتشر الإسلام في ربوعه، والتي عرفت فيما بعد بالسلطنة الزرقاء ، وكان الهدف منها هو القضاء على مملكة علوة المسيحية ، المملكة النوبية الثانية القوية في العصر الوسيط في السودان.

“ولم تكن سنار حاضرة أول سلطنة إسلامية في السودان فقط ، بل أصبحت عنوانا للبلاد ، ومركزا مهماً للإشعاع الثقافي والإسلامي في أفريقيا ، وكان أهل السودان في عهد مملكة سنَّار يعرفون بالسنَّارية ، وربما وصفوا بالسنانير ، عرفت تلك المملكة التي ازدهرت وذاع صيتها ، وقوي مركزها لقرون من الزمن بأسماء متعددة ، فتارة يطلق عليها مملكة الفونج ، وأحيانا السلطنة الزرقاء ، وأحيانا أخرى تسمى الدولة السنارية ، واستمرت زهاء 360 عاما.

ولعل الحقيقة الناصعة التي لا تقبل شكاً أو جدالا ، أن السودان يعد من أكثر البلاد الإسلامية استجابة وطواعية للروح الصوفية ، لسلامة فطرته ، وصدق طبيعته ، ولنزوع أهله إلى الانطلاق من صراع العصبيات القبلية إلى مرفأ وسكن للروح النازعة إلى الأمن والأمان ، وإلى سمو روح الرواد والحكام وكان أهم الآثار التي ترتبت على انتشار التصوف في السودان أن عظم شأن شيوخها وأعلامها أكثر مما ينبغي، فالمريد الذي تثور في نفسه العواطف أضحى يعتقد في شيخه المعجزات التي لا يحصرها خيال أو يحتويها مكان ، معجزات أعلاها الأرض التي تطوى له ، وأدناها علمه بكل من يتربص به ويدبر له السوء ، وشيوخ هذه الطرق أعزهم الله على مر الحقب لم يغيروا هذا الاعتقاد ، ولم يعينوا أحداً على التغيير ، وكأنهم يخشون إذا سعوا لإزالة هذه الاعتقادات الساذجة من قِبْل محبيهم ، أن يزهد الناس في التقرب إليهم والدنو منهم ، وسواء أردنا أم لم نرد هذه هي الطريقة التي انتشر فيها الإسلام في بلاد النيلين ، ونضجت تعاليمه في نفوس قاطنيه نضجاً بطيئا.

وبعيداً عن التعمق والاستقصاء يقر الباحث أن تقدير المريدين لشيوخهم قد اتخذ أشكالاً عدة وألواناً مختلفة ، و”كانت درجة نجاحة الصوفية في هذا المسمى تعتمد إلى درجة كبيرة على ما يتمتعون به من علم وخلق وورع وزهد وانقطاع عن الدنيا ، وصلاح وبركة ولاعتقاد الأحباب المريدين والأتباع ، أن من يخالف شيخ الطريقة أو يغضبه قد تصيبه اللعنة ، ويلاحقه سوء الطالع ، وكانوا يرون أن في مقدور الشيخ لما يتمتع به من بركة وكرامات ، أن يكون خير معين للمريد في دنياه وآخرته ، وبسبب هذا الوضع المتميز صار الشيوخ يشكلون قوة روحية ذات سلطان عظيم في النفوس ، وفي نفس الوقت كانوا مصدر خير للفقراء ، وسنداً للضعفاء ، وحماة من غدر الحُكّام وظلم السلاطين ونوازل الدهر ، وساعدت هذه الوشائج الروحية بين المشايخ والوطنيين على انتشار الإسلام وترسيخ تعاليمه”.

كان هدف الصوفية الأوائل ، وغايتهم التي سعوا من أجل تحصيلها ، هي بث المزاج الصوفي في بلاد تعد أشد تنوعاً واختلافاً عن رصيفاتها ، وكسب أتباع جدد للعقيدة الإسلامية ، يرضون حاجتهم بهم للبذل والعطاء ، فالساذج منهم إلى أقصى حدود السذاجة ، والكيس الفطن إلى أبعد آماد الكياسة والفطنة ، كان لا يرمي إلا أن تسير العمليتان معاً جنباً إلى جنب في مجتمع ما زال يتسكع في بيداء الغواية ، “وما زالت جيوب الوثنية ماثلة فيه وكذلك رواسب النصرانية في بعض الممارسات الاجتماعية ، واتبع رواد الصوفية الذين حلوا بالبلاد منهجاً مبسطاً في سبيل نشر الإسلام وتعميق مبادئه بين المواطنين ، قوامه فيما ترجح إلزام المؤيدين باتباع منهج تعبدي ، وسلوك خلقي ، مع المداومة على قراءة أذكار وأوراد معلومة ولتفشي الأمية يبدو أنهم لجأوا إلى التلقين ، واستعمال الترانيم ، والمدائح والطبول في الأذكار بغرض نشر تعاليم الدين ، وكان لهذا الأسلوب غير المتزمت أثره في جلب العامة ، وتحبيبهم في حلقات الذكر ، والالتفاف حول مشايخ الطرق”.

ولعل في كل الأسباب التي ذكرتها تعليل كاف لشغف المجتمع السوداني بالتصوف ، وهيامهم به ، واحتفائهم بشيوخه ، فهو المذهب الذي بهرهم وسحرهم وفرض نفسه عليهم ، بعد أن وجدوا فيه كل ما يعرب عن ضمائرهم ، وتذخر به عاطفتهم ، كما كانوا راضين مطمئنين إلى تعاليمه ، التي لا يجدون عند الوقوف عليها إطالة أو إملالا ، وكان شيوخ التصوف كما أسلفنا يغذون عقولهم ، ويرهفون خوالجهم ، ويلهبون شعورهم ، بتلك الطرق التي كانت خليقة بأن تزيدهم قوة وتمسكاً بأهداب الدين ، ولكنها مع نجاعتها ، وحرصها على الجهاد والسهاد أسرع إليها الضعف ، وأحاط بها الهزال ، فقد كان “آثار النمط التقليدي لانتشار الإسلام في السودان ، حيث التعويل جله على استذكار القرآن ، ومخطوطات الفقه الأولية دون تفهم ، وعلى نقل شعائر الصوفية وشعاراتها عن طريق التقليد ، أن تمكن الجهل بمعاني الدين في مصادرها الأصلية ، وخالطت عقائد الناس وأعمالهم رواسب وخرافيات وأعراف جاهلية ، بأثر الخلفية التاريخية الوثنية التي استبقاها ضآلة ثقافة العرب الوافدين بالإسلام إلى السودان، إضافة إلى شيء من الانحراف التقليدي في السودان ، شيء من الباطنية في التصور، ومن ضعف الالتزام بالشعائر والآداب والأحكام ، ويتصل ذلك أيضاً بضعف التراث الفقهي عامة ، وغياب الممارسات الدينية التي تعهد في المجتمعات المؤسسة رسمياً على الدين”.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

[email protected]

‫13 تعليقات

  1. الحبوب الدكتور/ النقر.
    هل أسس الاستعمار البريطاني
    الطرق الصوفية في السودان؟!!
    الصوفية، حاربها الامام/ محمد أحمد المهدي ومن بعده الامام/ التعايشي خلال سنوات حكمهم، وبعد سقوط دولة المهدية عام ١٨٩٩ عزز وجودها الحكام البريطانيين الذين حكموا البلاد من عام ١٩٩٩ حتي عام ١٩٥٥.
    السودان يدين بالمذهب “المالكي”، لكن غالبية المواطنين وحتي المثقفين منهم لا يعرفون عن هذا المذهب الا القليل النادر، ويتم التذكير بها عن إتمام عقد الزواج.

  2. 😎 كما تم ابتذال الألقاب الاكاديمية في امارة سودانستان الإسلامية فأصبح الكل دكتور او بالأحرى دكتوركوز فان اصحاب عقيدة الاسلام بشقيه يصرون على اطلاق لقب العالم على شيوخ و فقهاء الدين 😳

    لماذا كل هذا الإسفاف و الابتذال و الغش و الخداع ؟😳😳

    1. الحبوب، نجارتا.
      تحية طيبة ممزوجة بالشكر والعرفان علي المشاركات التي سبق أن شاركت بها، وصراحة- نسبة لضعف معلوماتي عن الاديان- تجدني قد استفدت كثيرا من المعلومات القيمة والمفيدة التي قدمتها في التعليقات واغلبها اصلا ما سمعت بها لا من قريب او بعيد ، تعليقات في غاية الروعة.
      يا حبيب،
      في كل التعليقات السابقة جنحت للهجوم علي بعض المعلقين، حقيقة اقولها بكل صراحة أن هذه الهجمات قللت الي حد بعيد من تعليقك، واتمني-(بالطبع وهذا شيء يخصك) أن تبتعد عن الذم والهجوم علي المعلقين حتي تخرج مقالاتك صافية كاللبن ومرجاع نستفيد دون ان يكون فيها ما يشوه ما تكتب.

      1. يا أستاذ بكري،

        والله كل يوم تزداد حيرتنا في أمرك! عما “هالولة” لهذا الكوز مدعي المعرفة، دكتور الغفلة، وكمان تنادبه بالحبوب!
        لا يوجد كوز فاسد ومنافق يستحق بأن ينادى بمثل هذه الكلمة إلا إذا كانت الكلمة لا تحمل أي مدلولات سودانية في قاموسكم.

        هداكم الله وفتح بصيرة محرري الراكوبة وإدراتها لوضع حد لهذا الغثاء الذي يغق به هذا الكوز هذا الموقع المرموق.

        1. الحبوب، الجركين.
          مساكم الله بالعافية التامة،
          يا حبيب،
          بحكم طول فترة اقامتي بألمانيا والتي فاتت ال(٤٠) عام تعودت خلالها أن احتك احتكاك مباشر بكل ألوان الطيف الألماني:-
          (مسيحيين، ارثوذكس ، انجيليين، كاثولكيين، ملحدين، مسلمين شيعة، سنة، يزيديين، علويين، وهابيين، حنابلة، مالكيين، حنابلة، يساريين، يساريين متطرفيين، يمنيين متطرفيين، حزبيين، بدون احزاب،عرب، افارقة، أمريكيين لا تينيين، اطباء، صحفيين، قانونيين، مهندسين، سيدات، انسات، ارامل، موظفات، معلمين، معلمات، دكاترة، سياسيين، كتاب، مؤلفين، تجار، موظفين، رياضيين….. ومنهم استفدت وعرفت الكثير الهام كانت غائبة عني.
          يا حبيب،
          تصرفك – مع احتراماتي لك- تشبه تصرفات عبود والنميري والبشير، الذين كمموا الافواه ومنعوا المواطنين من استخدام حقهم في ابداء والكلمة وعدم نشر أفكارهم… اعطي الدكتور/ النقر أن يقول ما عنده وناقشه باهتمام في ما هم مضمون في المقالات.

          النقر- برئ حتي تثبت ادانته إنه “كوز”… وحتى أن ثبت انه “يجوز” جادله فأفحمه بالتي هي احسن.

          يا حبيب،
          بحكم انني قانوني، لا استطيع ان انحاز لرأيك المغاير لعاداتي وطبيعتي.

  3. 😎 سعادة الدكتوركوز لا يتعب من التدليس حيث انه ( عامل غمران ) من موقف رهطه من اصحاب الإسلام السياسي و طابورهم الخامس من السلفيكوز ( السلفية بجميع صنوفها من التصوف و هنا اهدي امك النقر قصة اكبر المتصوفة الحلاج 😳

    الحلاج وأزمة العقل الديني

    محمد دوير

    احتلت تجربة الحلاج الصوفية ومسيرة حياته ودراما إعدامه مكانة بارزة في تاريخ المسار الديني من حيث علاقته باللاهوت والناسوت،فالتجربة كانت مأساوية إلي أقصي حدود المأساة، والواقع الذي نشأ فيه الحلاج لعب دورا مهما فيما انتهت إليه تجربته وما آلت إليه مواقفه، ذلك أن القضية لا تتوقف عند حدود قسوة مشهد القتل والتخلص منه بصورة وحشية فحسب، بل– وهذا هو الأهم – تكمن فيما قدمه الحلاج من تصورات متعلقة بعلاقة الإنسان بربه، وإمكانية أن يحل الإله فيه، بما يعرض فكرة التمايز لخطر قد يقوض كل مزاعم العلو الميتافيزيقي. لنصبح هنا أمام قضية مركبة أو مزدوجة،فالعقلانية ترفض التمايز والعلو الميتافيزيقي، والعقلانية أيضا ترفض فكرة الحلول، ومن ثم تصبح إشكالية الحلاج ( المشروع والتوجه والمذهب ) هي استبدال اللا معقول الديني الرسمي بلا معقول أشد وطأة منه لا يقبل البرهنة عليه، فاللا برهان الذي كان سمة لكل ما هو ميتافيزيقي – بالمعني الكانطي – لم يصبح سمة ربانية فحسب بل وجد من يبتدعه كسمة بشرية أيضا بشرط أن يدخل الإنسان في تجربة وجد صوفية ذات الأربعين خطوة أو مرتبة.
    1- السيرة والمسيرة
    وأبو عبد الله بن منصور بن محمي المعروف باسم أبو المغيث بن منصور الحلاج الذي ولد في قرية الطور بالقرب من فارس عام 244 هجرية / 858 ميلادية، قد ترعرع في تستر أو واسط بالعراق، واستمد لقبه : الحلاج” من مهنة أبيه في السادسة عشر من عمره ت” 260 هـ ” تتلمذ علي يد سهل بن عبد الله التستري ،احد أوائل المتصوفة المسلمين، لمدة سنتين، وكان للتستري أثر واضح علي الحلاج كشف لنا ذلك الأثر عن نفسه في كتاب ” الطواسين “.ثم رحل إلي البصرة عام 262 هـ وتتلمذ علي يد الصوفي او عمرو عثمان المكي ولكن سرعان ما اختلفا،ثم تزوج في البصرة من زوجته ام الحسين عام 264 هـ ابنة يعقوب الأكتع البصري الصوفي وفي نفس العام رحل إلي بغداد وتتلمذ علي يد الجنيد الصوفي. ولكن لم يرق له الحال في بغداد فعاد إلي البصرة، ثم استمع إلي نصيحة الشافعي بالذهاب إلي مكة لأداء مناسك العمرة. وفي عام 286 هـ اعتزل الناس وانشق عن الحركة الصوفية،ثم بدأ رحلة كبري في عام وفاة معلمه الأول التستري عام 296 هـ دار فيها بين جنبات مناطق عديدة في شرق الإمبراطورية الإسلامية حيث زار الهند وفارس والأهواز وكشمير وتركتسان، وقد اشتهر شهرة واسعة في تلك البلدان حتي أن الشعراء والمغنيين كانوا يتناولون اسمه وزهده في أشعارهم وأغانيهم.بعد تلك الرحلة التي استمرت لسنوات عاد للبصرة ومعه أربعمائة من أتباعه. بيد أن تلك الرحلات الغامضة كانت محل شك وريبة من السلطة الإسلامية في بغداد التي ظنت ان الرجل إنما يتحرك بين أنصاره لشد أزرهم في إحداث قلاقل للسلطة البغدادية، وان سلوكه الديني هذا ليس سوي تغطية علي تحضير لأعمال تخريبية تقودها حركات التمرد التي كانت منتشرة في ذلك الحين.إضافة إلي أن شهرته الواسعة التي اكتسبها بين متصوفة العالم الإسلامي خاصة في شرقه الأسيوي أحدثت حالة أزاج كبري بين منافسين الحلاج من المتصوفة، فاستجمعت حوله سحب السياسة والدين وسيطرة حالة الخوف والبغض علي سلوكياته، إضافة إلي اتصال الحلاج بالحركة الإسماعيلية وتوقعه بقيام دولة علي منهج الإسماعيلية وهي الدولة الفاطمية حينما أشار إلي أنه قد آن الأوان لدولة فاطمية تبسط العدل، إضافة إلي ظهور حركة إخوان الصفا التي تبنت بعض أفكار بعد نصف قرن من وفاته. ومن ثم يتضح أن المؤثرات التي شكلت عقل ووجدان الحلاج كانت شعوبية فارسية أكثر من كونها عربية ، وإسلامية ثورية أكثر من كونها مسيحية وشرقية أكثر من كونها نابعة من قلب شبه الجزيرة ، لذلك سنجد اثر مانوي وزرادشتي وفارسي في ثنايا دعوته.
    كانت الفترة 299 هجرية إلي 301 فترة عصيبة علي الحلاج حيث زادت عليه القيود والملاحقات والمتابعة ، واضمر له الأعداء الكثير من البغضاء، حتي صار أسيرا في القصر لمدة تسع سنوات انتهت بتنفيذ الإعدام فيه بطريقة بشعة ومروعة حيث في 23 ذي الحجة عام 309 للهجرة توقع الحلاج قصة موته، وفي اليوم التالي مباشرة تم جلده، وقطعت أطرافه ورفع علي الجذع ، ثم في يوم 25 ذي الحجة قطعت رأسه، وصب الزيت علي رأسه وبدنه واحرق وقذف برماده في نهر دجلة
    جري علي الحلاج العديد من الروايات التي تجزم كلها بعظمة كفره وإتيانه ألفاظا وعبارات خارجة عن النصوص الدينية مثل قوله “أنا الحق”و”ما في الجبة إلا الله “ويري الجويني إمام الحرمين أن الحلاج هو احد ثلاثة تواطئوا علي إفساد العقيدة الإسلامية بخطة مدبرة وهم الحلاج والسهروردي وأبو سعيد الحسن بهرام القرمطي.ويقول السراج” وبلغني ان جماعة من الحلوليين ومنهم الحلاج زعموا آن الحق عز وجل اصطفي أجسامنا حل فيها بمعاني الربوبية وأزال عنها معاني البشرية “، وقال عمرو المكي” كنت أماشي الحسين بن منصور في بعض أزقة مكة وكنت اقرأ القرآن، فسمع قراءتي،فقال: يمكنني أن أقول مثل هذا، ففارقته” وذكر أبو بكر الاصبهاني” إن كان من انزل الله علي نبيه” ص” حقا ، فما يقول الحلاج باطل”
    2- المذهب والنظرية
    يقوم مذهب التصوف عند الحلاج كغيره من المتصوفة الكبار حول فكرة الحلول عبر المجاهدة ، ويذهب بعض المفسرين لاعتبار تصوفه نموذجا لحال التصوف الإسلامي في دوره الثالث، من حيث كونه إطار مذهبي واحد تندرج تحته نظرية فلسفية محكمة الربط، ويتدرج من أفكار الحلول إلي الاتحاد ثم إلي الوحدة المطلقة وذلك اتساقا مع عملية التقدم والصعود الروحي في المعراج المقدس. والحلول يعني”أن يحل الشيء محل أخر”، وهو يلزم وجود الشيئين معا، ويأتي علي نوعين: أ- حلول مطلق أي أن الله تعالي حل في ذاته، ب- وحلول معين أي حلول الله في إنسان ونموذجه عيسي بن مريم، أي حلول اللاهوت في الناسوت.والحلول يختلف عن الاتحاد لكون الأخير شهادة بوجود واحد مطلق من حيث أن جميع الأشياء موجودة بوجود ذلك الواحدة ومعدومة في نفسها ، ويكون أيضا علي نوعين اتحاد مطلق واتحاد معين.
    وللاتحاد في الفكر الإسلامي خمس معان، وفهم معاني الاتحاد هام جدا في تناول تصوف الحلاج لبيان القيمة المعرفية الكبري للدور الوظيفي الذي تقوم به مقولات الحلاج في استيعاب التصوف الإسلامي.
    الأول:الاتحاد بالعقل الفعال،وقال به الفارابي والقرامطة وإخوان الصفا،ويذهب القرامطة إلي آن الإنسان اتحد بالله مثال محمد”ص”وهو ما يفسر لنا النور المحمدي، وكذلك عيسي بن مريم الذي حل الله فيه،بينما يري السهروردي تفسير آخر وهو أن النفس الإنسانية هي من إشراق العقل الفعال وبذلك فمن السهل أن تعود إليه فتتحد به.الثاني:إن وجود المحدثات هو عين وجود الخالق ليس سواه، أي أن الله هو الوجود المطلق والمعين أيضا، فلا وجود لمخلوقات بدون الله، والعكس إذ لا وجود لله بدون المخلوقات. والثالث: أن الاتحاد يعني أن النفس الجزئية” الناسوت” يمكن لها الاتحاد بالنفس الكلية طبقا لفكرة الصعود، فتشعر حينئذ أنها منفذة للآراء الإلهية فتكون وكأنها كلمة ” كن” التي تنفذها كل الاكون والعناصر.والرابع: أن الاتحاد هو– في رأي العفيف التلمساني- إنه لا يوجد أغيار غير الله ولا يوجد سواه، وان كل الموجودات هي الله. أما الخامس: فلا موجود إلا الله، فالله والموجودات من طبيعة واحدة، إذن يجب أن يكون وحدة شاملة لأنهما لو من طبيعتين مختلفتين لامتنع الاتحاد.
    نخلص من هذا إلي محاولة الكشف عن عناصر النظرية المركزية في فلسفة التصوف عند الحلاج، ونعني بها نظرية ” الـ هو ..هو “، حيث تكشف عن نفسها في الخطوات التالية:
     نظرية الخلق: استند الحلاج إلي ما ورد بالقرآن الكريم من أن الله خلق ادم علي صورته، وابتدع نظريته في تفسير الخلق مفادها أن الإنسان يمكن أن يتحقق بالإلوهية عن طريق المجاهدة الروحية فيكتشف في نفسه تلك الصورة الإلهية التي طبعها الله في نفسه استنادا إلي خلق الله لآدم يقول”ما آدم إلاك”. أما تفسير وجود المخلوقات وفقا لهذه النظرية، فانه يرجع إلي تأمل الله ذاته وتقديسه لها فكان أن تأمل بهاء نوره القدسي فخلق ادم علي صورته كمرآة تجلي فيها عيسي والنور المحمدي وهو هنا يؤكد أن ادم هو الله أو هو هو.
     اللاهوت والناسوت:اختلف المفسرون لنظرية الحلاج حول أمور عدة منها ماذا يعني الحلول عند الحلاج. أو ماذا يعني الاتحاد وكيف يحل اللاهوت في الناسوت ؟ وهل هما روح واحدة ام أن هناك اختلاف بينهما ؟ وأخيرا هل يمكن إرجاع نظرية الحلول عند الحلاج إلي نظرية حلول اللاهوت في الناسوت بمعناها المسيحي؟.وحقيقة الأمر قد يتشابه الحلول المسيحي مع ما يقول به الحلاج وإن اختلف الحلاج عنه في أنه يعتبر الحلول عتبة من أجل الوصول إلي الاتحاد النهائي”الهو هو” ذلك لأن الاتحاد التام هو عدم بقاء طرفي الحلول بل تبقي الألوهية وحدها وينتفي الأغيار تماما، أما في المرحلة الحلولية فيكون الإنسان مازال روحا وبدن ولا يمكن اتحاد الله مع البدن، ولذلك فنحن نري روحا إلهية في جسد كما رأينا عيسي وهذا هو الحلول.
     نظرية الاتحاد عند الحلاج أو حقيقة الهو هو:ألهو هو تعبر عن محو الآنية تماما بحيث يصبح كل شيء مستغرقا في الله، ولا يصل الصوفي إلي هذه الحقيقة إلا بعد أربعين مقاما كما يذكر البعض. فلا سوي ولا أغيار وليس يوجد شيء سوي الله، وبذلك يمكن للحلاج أن يقول” أنا الحق” و” ليس في الجبة إلا الله” وفي تلك اللحظة– لحظة الاتحاد– يكون اللاهوت في الناسوت، ولكن حقيقة الأمر يري الناس العاديون إلهاً في صورة إنسان” عيسي” ولكن الواصلين هم الذين يرون اللاهوت فقط، أي الله منزه عن كل مادة. يقول الحلاج :”أنا الحق والحق للحق حق..لابس ذاته فما من ثم فرق”
    تلك هي نظرية الحلاج التي لاقت معارضة ونقد شديدين، من الفقهاء ورجال الدين، ورغم اقتناع بعض المتصوفة بهذه النظرية إلا أنهم لم يستطيعوا الدفاع عنها آو عنه أثناء محاكمته خوفا من بطش السلطة فتنصلوا منه ومن النظرية في المحاكمة الكبري التي وجهت له فيها اتهامات متعددة منها استبطان عقيدة مناقضة لأهل السنة والجماعة وقوله بتأليه الإنسان ومخالفة نصوص الكتاب.عن التهمة الأولي فقد رأوا أن فكر الحلاج قام علي عقيدة باطنية انطلقت من فكرة الحلول المسيحية ثم تدرج بها إلي أن وصل إلي اتحادا تاما يتحدث فيه الحلاج باسم الله، وهو مالا يمكن قبوله طوال الوقت، ذلك أنه يمكن قبول ذلك والشخص في حالة سكر أو حالة وجد صوفي، ولكن أن يظل يردده في كل الأحوال والأوقات فهو ما يخالف العقيدة مخالفة صريحة وتامة. بينما يشير بعض المنتقدين إلي أن القول بتأليه الإنسان– وهي التهمة الثانية– إلي أنه قول مسيحي لا جدال في ذلك وهي عقيدة لا يقبلها الإسلام الذي لا يقر بحلول اللاهوت في الناسوت، فالقول بأنه ليس في الحبة إلا الله يخالف العقيدة ويؤدي به إلي التصنيف في دار الكفر ومن هنا جاءت الفتوي بإهدار دمه.أما عن التهمة الثالث– مخالفة النص القرآني– فقد ورط نفسه في تقديس فرعون وتبرئة الشيطان مما اقترفه وكذلك تقديس نفسه في قوله” أنا الحق” ومخالفته الصريحة لنصوص القرآن التي جاءت من اعتباره أن فرعون المزعوم في القرآن رمزا للفتوة، وكذا تبرئة إبليس لأن المشيئة الإلهية هي التي أوجدته بالضرورة في الدنيا لكي يري الناس عن طريق القبائح ومن ثم فلا جناح عليه ولا ذنب له. إن مسألة رفض الشيطان للسجود لآدم لأنه من طين بينما هو فمن الملائكة وقد خلق من نار وهو حاصل علي العلم الأبدي وله قدم في المشاهدة الإلهية.
    إذن يتضح من هذا أن الحلاج خالف الشرع والنص القرآني وذهب إلي شطحات لا يقبلها مسلم وتتمثل في الآتي:
     كل عبارات الحلاج ومواقفه لا تنم عن أخلاقيات التصوف وما ينبغي أن يتحلي به الصوفي من آداب في رحاب الحضرة الإلهية.
     أن تلاميذه قد اسقطوا التكاليف الشرعية واستبدلوا الفرائض الخمس بأعمال أخري تتفق مع أساليب الطريقة.
     والنتيجة أنه لا يمكن اعتباره داعية إسلامي بل هو ثائر علي العقيدة السنية يبغي هدمها وتهديد دعائم الإسلام.
    3- التصوف وأزمة العقل العربي
    كانت نشأة التصوف في الإسلام نشأة إسلامية خالصة، ولم يكن الأثر المسيحي علي الحلاج سوي احدي صور المؤثرات وليست الصورة الوحيدة التي شغلته ، بل هناك من يفسر دوافع الحلاج في وضع تلك التصورات عن موقفه من اللاهوت والناسوت وعلاقتهما الجدلية، فهناك مثلا جده ” محمي” المجوسي الفارسي الذي كان قريب العهد بالإسلام، وكذلك تعلمه في واسط بالعراق التي كانت تموج بها حركات الزنج التي كانت حركة انقلاب اجتماعي علي السادة من أمراء وأثرياء العرب، وأيضا تفشي دعوة القرامطة في عصره لدرجة استيلائهم علي الحجر الأسود في مكة بعد وفاة الحلاج بثمان سنوات.ولكن احدي أهم إشكاليات الحلاج تكمن في مساره الفلسفي قياسا بمسار العقل العربي ذاته حينما يسعي الي التفاعل مع القضايا المطروحة عليه، فالقفز فوق الواقع واحتقاره والنظر للحياة بوصفها خدعة كبري يجب عن الإنسان أن يجاهد للتخلص منها ومن عثراته عبر الترقي لدرجات أكثر علوا وسموا، فكلما ابتعد عن الواقع كلما تحققت ألوهيته – وليس إنسانيته– ومن ثم تتحول فلسفة الحلاج الصوفية إلي أسوأ حالات الخلاص الفردي التي لا تعتمد علي صالح الأعمال وخيرها قط بل علي الانزواء بعيدا حيث مفارقة البشر ومقاربة الألوهية إلي أن يحل اللاهوت في الناسوت، أو يتحد الناسوت باللاهوت.. ويتحول الإله إلي ” الأنا ” وتنعدم الغيرية.واخطر ما في هذه التصورات التي حينما تسود ويتشيع لها الناس تصبح أداة قتل جماعي لعقول الناس، حيث ينعزل العقل الفردي وينكمش في معية اللا شئ، ومع احتقار الجسد بالضرورة والتعامل معه بوصفه وعاء بلا روح لا قيمة له كالكأس الفارغ من الشراب تخرج الجماعة البشرية من التاريخ والجغرافيا وتصبح كائنات هائمة في فضاء اللامعقول بحثا أو طمعا في ألوهية تغنيهم عن كل كفاح أو نضال ل‘مار الكون والتدافع الاجتماعي والطبقي بين البشر.
    إذن، تتحول تجربة الحلاج – رغم ما بها من دراما إنسانية – إلي تجربة تعمل علي إسقاط العقل والعقلانية، الصراع الاجتماعي وصوره ومراحله، التفاعل مع المجتمع والطبيعة والانسان بنوازعه ومسبباته؛ هذا السقوط الذي يدفع به الحلاج وكل من اتبع خطاه ومنهجه المتعالي علي التجربة الإنسانية سواء جاء متصوفا أو معتزلا أو متشيعا أو سنيا …الخ هو سر أزمة العقل العربي التراثي والمعاصر.إن اللاهوت الإسلامي بصفة خاصة والديني بصفة عامة يتناسب طرديا مع كل محاولة لفتح آفاق العقل العربي نحو المستقبل

  4. الدكتور الصائغ تحايا واحترام
    الصوفية مثلت تهديدا لمهدية الإمام وتوجس من بعض قادتها لأجل ذلك سعى لمناهضة كل طريقة لم تخضع لفكرته..الطرق الصوفية كانت موجودة قبل وصول حوافر خيل العسكر الغازي لتراب السودان ولكنه عمل على استقطاب قادتها وأغراهم بمتاع الدنيا الزائل لتفيذ أجندته.
    كل الود

    1. لا تحاول يا سعادتك ان تجمل التصوف خاصة و انك من اتباع الاسلام السياسي الارهابي فمثلما ارتبطت السلطة في سودانستان بالإسلام الطائفي ثم الاسلام الكيزاني في التاريخ القريب كانت الطرق الصوفية هي الهيكل الذي استندت عليه دولة الفونج و دولة الترك ثم دولة المهدي ثم دولة الخواجة😳

      لو استشارني شخصاً احبه ماذا يختار بين ان يصير طبيباً او مهندساً او كيمائيا او مصرفياً او شيخ طريقة صوفية لنصحته ان يصير شيخاً حيث المال و السلطة و النساء 😳

  5. عجيب يا بكرى الصائغ ،
    ما الذى حدث لك ؟
    وجعلك تستسيغ هراء فارغات ؟
    إذا هان عليك ذلك ،
    سيهون على قراء الراكوبة
    أن تفقد مصداقيتك .

  6. يقول بكرى الصائغ :
    ” النقر- برئ حتي تثبت ادانته إنه “كوز”…”
    متى وصل بكرى الصائغ إلى درجة
    أن يحتاج إلى دليل على توجهات فارغات ؟
    هل قرأ بكرى الصائغ مقال الطيب النقر
    الذى نشرته الراكوبه اليوم ،
    بعنوان ‘ المنظومة الخالفه ” ؟
    وذلك بعد أكثر من ثلاثين سنه
    من كوارث حسن الترابى وطغمة الإنقاذ ،
    التى لا يزال يعانى منها السودان ؟
    وما هو رأي بكرى الصائغ فى ذلك المقال ؟
    وهل لا تزال لديه الرغبه فى أن ” يتعلم ”
    من مقالات فارغات ؟
    يتعلم شنو ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..