الجامعة الأهلية محاولات لإفساد اليوبيل الفضي

الجامعة الأهلية محاولات لإفساد اليوبيل الفضي..
عروة الصادق
[email protected]
حينما تقتادك الأفكار لاقتطاف الأزهار ولكتابة الأشعار حتما سيرتد إليك فكرك خاسئا وهو حسير لأنه لن يستكتب سطرا واحدا يفي جمال الفكرة التي لأجلها جعلت الجامعة الأهلية منارة العلم والمعرفة ورائدة التعليم الأهلي في العاصمة الوطنية خاصة والسودان قاطبة.
هذا الصرح المعرفي الممرد العصي المتمرد على الأمية والتخلف تحل عليه هذه الأيام الذكرى الخامسة والعشرين على تأسيسه وتقف لجان التحضير لليوبيل الفضي على قدم وساق وفي كل يوم يرتشف أهل السودان وأم درمان وطلاب الجامعة رحيق الفرحة التي ستعم مباني الجامعة والعاصمة الوطنية والسودا.
أكتب بوصفي طالبا بكلية الهندسة قسم الأتصالات عسى ولعل أجد مدخلا لإيصال ما أراه من تشوه يعتري مسيرة الجامعة للقارئ الكريم، المشهد الجاذب للأنظار هذه الأيام هو ربع قرن من العطاء الأهلي مر على مسيرة هذه الجامعة جمعا لشتات العلوم والمعارف بكلياتها المختلفة وتجميعا لطلاب السودان بكل مناطقة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ووسطا ومهجرا، إذ تعد هذه الجامعة من قلائل الجامعات السودانية التي لا زالت تضخ معارف نقية بعد التشوية الذي طال التعليم العالي في ظل ما يسمى بثورة التعليم العالي التي لم تكن إلا فورة بلهاء في زمن إخترق فيه العالم السماء ووصل القمر، جعلتنا هذه الثورة نرزح في زيل الأمم معارفا.
إلا أن الجامعة الأهلية ظلت تتمنع عن حملة التشويه والإلتحاق بركب الأمية المعرفية والتقنية والتكنولوجية التي تسود السواد الأعظم من الجامعات السودانية، ورفدت طلابها بباقة من المعارف نأمل أن تطور لتكون كما قدر لها أن تكون رائدة التعليم الأهلي في السودان ورائدة المعرفة بإذن الله.
هذه الآمال الجسام تحول بيننا وبينها آلام عظام سببها لنا بعض المشوهين من أبناء الوطن، حملوا الكلمة القبيحة بدلا عن الحسنة وحملوا ماهو أخشن عوضا عما هو أحسن وتسلحوا بالسيخ والسياط والسكاكين والملوتوف والأسلحة النارية بدلا عن التسلح بسلاح المعرفة الذي تحتاجه عقولهم وتهوي إليه قلوبهم ويريده أهليهم ووطنهم السودان.
صار طلاب المؤتمر الوطني يسيرون على هدي هرمهم السياسي الفوضوي الذي شوه التعليم والمعرفة والدين والأخلاق ومزق الوطن وأشعل أوار الحرب في كل بيت، فلقد صاروا نسخة طبق الأًصل من ماضي سيخية بموديل (2011م) في قمة الغباء واللامبلاة، فطلاب المؤتمر الوطني بالجامعة الأهلية مستفيدون من تحصيلهم الأكاديمي بمباني هذه الجامعة التي تمتاز دون غيرها بميزات فقدتها جامعات أخرى، ومع ذلك يخربونها ويروعون طلابها ويهددون استقرارها الأكاديمي وتعطيل العام الدراسي الجديد (تلك أمانيهم) ولكن:
لنور الحق برهان تنير به القلوب المطمئنة
يريد الجاحدون ليطفئوه ويأب الله إلا أن يتمه
فالجامعة الأهلية مؤسسة على حق وعلى تقوى من الله ونقاء سير وسرائر لأناس ضحوا بالغالي والنفيس من أجل تشيييدها بهذه الصورة، رحم الله الأموات منهم ووفق الباقين جميعا وعلى رأسهم المرحوم البروفيسور محمد عمر بشير مؤسس صرحها الشامخ.
هذه العصابات التي تجتاح مباني الجامعة هذه الأيام كثير منهم بل جلهم ليسوا طلابا ولا صلة لهم بالجامعة وإنما يقتادهم بعض تجار (النخاسة) في قرننا هذا ليدربوهم على مشروع فوضوي بانت ملامحه للعيان، فما حدث من سجال وقتال بين طلاب حركة العدل والمساوة وطلاب المؤتمر الوطني واعتقال طالب من حركة جيش تحرير السودان (مني مناوي) وتهديد لبعض الطلاب وإصابة بعضهم بإصابات بالغة معظمها في الرأس ليس بتقدير ولا تدبير طلاب المؤتمر الوطني بالجامعة بل بتقرير كبراؤهم الذين علموهم السحر وحمل السيخ، هذا يعني أن ما يحدث من فوضى لن يقف ولن تحده حدود وإنما سيستمر إلى أن تصل هذه العصابة لمبتغاها وهو إغلاق الجامعة الأهلية وإفساد فرحة السودان وأم درمان بها لبلوغها الذكرى الفضية، فحتما ما سينهال من خير على الجامعة من أهلها وخريجها البارين في هذا اليوبيل ستنوء بحمل فضائله ومزاياه العصبة أولى القوة، وذلك لأن الصيت الذي ستبلغه هذه الجامعة سيجعلها في مقدمة الجامعات السودانية والعربية ويلحقها بركب جامعات العالم، خصوصا وأن بعضا من قادة الكليات هم من أنبل نبلاء المعرفة والعلم وأخلص الآدميين في العمل، هذا بجانب ما فيها من مراكز بحثية ودراسية متخصصة في شئون إنسانية شتى واستقطابها لشراكات عالمية كانت بشائرها بجامعة أكسفورد بواسطة بروفيسور أحمد الشاهي الذي وطأت قدميه أراضي الجامعة محاضرا فيها ندوة متخصصة أمها لفيف من قادة الأمة والسودان على رأسهم الإمام الصادق المهدي.
مالم يتم تدارك هذه الأزمات والخفايا التي تمكر للجامعة الأهلية لتحول دون اكتمال الفرحة حتما ستتحول هذه الجامعة إلى مسلخ مليء بالدماء ومباني خراب تنعق فيها الغربان، وغربان الشؤم تحوم حولها هذه الأيام.
هذا يوجب علنا تحمل كل ذي مسئولية مسئوليته بدأ من سعادة السيد رئيس مجلس الإدارة مرورا بالإدارة وعمادة شئون الطلاب والكليات والعاملين والموظفين وهيئة التدريس ومراكز الدراسات إلى بلوغ المسئول الأول عن فوضى هذه الأيام الحرس الجامعي الذي تدار كل هذه المعارك على مرأى ومسمع منه دون أن يحرك ساكنا. وإني أرى أرواحا ستزهق إن لم يتم إيقاف هذه الفوضى باسم المؤتمر الوطني وطلابه في الجامعة الأهلية لذا أختم مقالتي بالدعاء والاجتهاد فيه بأن يعلي اسم جامعتي عاليا وأن يجنبها طيش الطائيشت وتيه التائهين ويغيض لها الخير على أيدي الأخيار، على أن يكون:-
? طلاب الجامعة فقط من يحق لهم دخول الجامعة، ومن سواهم بإذن معلوم من جهات مسئولة تتحمل تبعات دخولهم.
? طلاب الجامعة تقع عليهم مسئولية الجامعة كاملة في الحفاظ على ممتلكاتها ومقدراتها ومنشئاتها التي هي ملك لهم وليست ملكا لأحد.
? احترام إدارة الجامعة لن ينتقصه الطلاب إذا ما اتخذت الإدارة مسئوليتها كاملة تجاههم.
? الحرس الجامعي هو المسئول الأول عن أي بذرة عنف تبذر داخل الجامعة خصوصا إن كانت آلات العنف المستخدمة تشرع لها أبواب الجامعة على مصراعيها لإدخال العربات والماكينات البشرية التي تقوم بتنفيذ ما يملى عليها.
هذا أو أن يقابل السودانيين بعضهم بعضا مختصمين أمام الله عز وجل لإراقة أحدهم دم الآخر في سوح الجامعة الأهلية، وحينئذ سيقول الظالم يا ليتني كنت ترابا.
هيا لنحتفل باليوبيل الفضي للجامعة الأهلية والسير في طريق الخلاص.