لا توجد أغلبية (إسلاموية) في شمال السودان..!ا

رشا عوض

بعد أقل من ستة أشهر من الآن سوف تكتمل إجراءات استقلال جنوب السودان عن شماله، وهذا حدث تاريخي كبير يستوجب مراجعات جذرية لمنهج إدارة الدولة السودانية منذ استقلالها عام 1956م، وهذه المراجعات ضرورية من أجل الحفاظ على وحدة ما تبقى من السودان ومن أجل صياغة تعاقد سياسي واجتماعي جديد يطفيء نيران دارفور وينزع فتيل الاشتعال من جنوب كردفان والنيل الأزرق ويحقق السلام الشامل والعادل والتحول الديمقراطي والمصالحة الوطنية التي تفضي إلى الاستقرار والتنمية، ومن ثم يستجمع الشعب السوداني طاقاته البشرية والمادية التي تبددت في الحروب الأهلية وفي تدمير الذات الوطنية بصورة (إبداعية)، ويوظف هذه الطاقات ويستثمرها في انتشال نفسه من واقع التخلف المريع الذي يعانيه، فهذا (التخلف الشامل) هو أكبر المعطيات الماثلة في الواقع السوداني.

من العناصر المهمة في (مشروع المراجعات الجذرية لمنهج إدارة الدولة السودانية) تنقية البيئة السياسية من المفاهيم المرتبكة والمربكة التي تحوّل الساحة السياسية من ساحة للتنافس العقلاني الحر بين رؤى وبرامج تمثل أفكار واجتهادات أصحابها إلى ساحة للمفاصلة الحدية بين الإيمان والكفر أو بين شرع الله وشرع البشر أو بين الإسلام وأعداء الإسلام، مثل هذه المفاهيم تذهب بالرشد السياسي وتنحرف بالصراع السياسي عن جوهر قضايا السياسة والحكم ممثلة في إدارة مصالح الشعب ورعاية أمنه ومعاشه وصحته وتعليمه؛ تنحرف به إلى مبارزات غوغائية انتهازية تهدف إلى استغلال الدين في إلحاق الهزيمة بالخصوم السياسيين، وهذا الاستغلال غير أخلاقي لأن الصراع في أية ساحة سياسية على وجه الأرض هو (صراع بشري محض) كل أطرافه لا تمثل شيئا سوى نفسها وأفكارها واجتهاداتها ومصالحها (الدنيوية) مهما حشدت من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، لأن أمر السياسة لم تفصله آيات ولم تصفه أحاديث ولو كان أمر السياسة مفصّل بصورة قاطعة في الدين لما تقاتل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفسهم على السلطة السياسية وحسموا أمرها بالسيوف!

من المفاهيم المرتبكة والمربكة التي لن تقوم قائمة للرشد السياسي في البلاد إلا بتجاوزها (فكريا) بشكل حاسم عبر تفكيكها نظريا ومنطقيا مفهوم أن هناك أغلبية إسلامية في شمال السودان، وما دام الجنوب قد انفصل فمن حق هذه الأغلبية أن تقيم (دولتها الإسلامية) التي تطبق (الشريعة الإسلامية)، هذه الفكرة مطروحة هذه الأيام بقوة في الأوساط السلفية وأوساط الإسلام السياسي والهدف من طرحها مصادرة الديمقراطية وتقويض مبادئ الحكم المدني في شمال السودان وإخضاعه لوصاية الإسلام السياسي وإضفاء شرعية جديدة على نظام الحكم القائم ،
أبرز مظاهر الخلل في هذه الفكرة هو أنها تخلط بين أمرين مختلفين تماما هما (الأغلبية المسلمة) و(الأغلبية الإسلاموية المطالبة بالدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية)، ففي شمال السودان توجد أغلبية تدين بالدين الإسلامي، ولكن شعب شمال السودان المسلم غير متفق على نموذج إسلامي واحد في أمر الحكم والسياسة وغير متفق على فكرة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة، حتى الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية مختلفة ومتصارعة فيما بينها، وكل منها له رأي سلبي في البرنامج (الإسلاموي ) للآخر، الحركة الإسلامية الحديثة نفسها والتي مثلت الصورة الآيدولوجية الأكثر صخبا وضجيجا للإسلام السياسي في السودان هي الآن منقسمة على نفسها إلى (مؤتمر وطني) و(مؤتمر شعبي) كل منهما يقول في الآخر ما لم يقله مالك في الخمر ويتهم الآخر في (دينه)! ومنذ أكثر من عشرة أعوام بينهما ما صنع الحداد! وهناك نخبة من أبناء الحركة الإسلامية تقول مالم يقله مالك في الخمر في كلا المؤتمرين (الوطني والشعبي)!! ومن هذه النخبة الدكتور عبد الوهاب الأفندي الذي أصبح يعارض من حيث المبدأ مصطلح (الدولة الإسلامية) ويدعو إلى تجاوزه، ووصف إخوانه في التنظيم الإسلامي بالأمويين الجدد كناية عن استبدادهم وفسادهم، والدكتور التجاني عبد القادر الذي قال إن السودان في عهد إخوانه الإسلاميين محكوم بمثلث(الأمن، القبيلة، السوق)!! ولم يقل أنه محكوم بالشريعة الإسلامية في ظل دولة إسلامية! وهذا على سبيل المثال، لا الحصر الذي لا يتسع له المقام في مقالة واحدة!! أما الجماعات السلفية المتشددة فمنها من يتهم الإنقاذ بالعلمانية والانحراف البائن عن الشريعة الإسلامية ولهم حيثياتهم الفقهية لهذه الاتهامات!!

كل هذه الشواهد تدل على أهمية التفريق بين الإسلام كدين تدين به الأغلبية(تؤمن بعقائده وتتعبد بشعائره) وبين الإسلام السياسي وأطروحاته (المبهمة والفضفاضة وغير المحددة وغير المتفق عليها حتى في أو ساطه هو) حول الدولة الإسلامية والشريعة الإسلامية، ففي السودان توجد أغلبية (مسلمة) ولكن لا توجد أغلبية(إسلاموية)، ففي شأن السياسة والحكم هناك مجموعة من (الأقليات الإسلاموية) متباينة الأفكار والمصالح وتحتاج إلى مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان ومؤسسات الحكم المدني حتى تدير تبايناتها واختلافاتها بصورة سلمية وحضارية، ولا يضرب بعضها أعناق بعض كما فعل المجاهدون الأفغان بعد إطاحتهم بالنظام الشيوعي، وحتى لا يسجنون (شيوخهم) كما فعل الإسلاميون في السودان!
وانطلاقا من ذلك نكرر ولا نمل التكرار بأن الدولة العلمانية الديمقراطية مطلوبة للاستقرار السياسي في الشمال ومطلوبة لحماية (الأقليات الإسلاموية) من بطش بعضها البعض قبل أن تكون مطلوبة لكفالة الحقوق السياسية والمدنية لغير المسلمين وللمسلمين ذوي التوجهات الفكرية والسياسية المختلفة مع الإسلام السياسي، ولا داعي للتهرب من استخدام مفردة(العلمانية) خوفا من إرهاب الإسلام السياسي وعند طرح خيار الدولة العلمانية لا بد من أخذ الحقائق التالية بعين الاعتبار:

أولا: إن مصطلح الدولة العلمانية برز للمرة الأولى تاريخيا مع نشأة (الدولة القطرية أو الدولة القومية الحديثة ) إبان صلح وستفاليا الذي تم التوقيع عليه عام 1648 وقد أنهى حروبا دينية دامية وطويلة، والدلالة الوظيفية للمصطلح على أرض الواقع السياسي منذ ذلك الحين وحتى الآن هي إنهاء التمييز الديني، وقف الحروب الدينية، تحقيق المواطنة المتساوية، إدارة شؤون الدولة على أسس علمية وعقلانية، تشريع القوانين ووضع النظم على أساس موضوعي لقياس المصلحة العامة، كفالة حرية العقيدة والرأي والتعبير، وهذا المحتوى الوظيفي الذي تجسد في التجربة الأوروبية مطلوب لاستقرار الحياة السياسية واستقرارها في كل المجتمعات بما فيها المجتمعات المسلمة، فالإنسانية عشيرة واحدة فيما يتعلق بنشدانها للحرية والعدالة والمساواة، واحتياجها الملح للسلام الاجتماعي والاستقرار السياسي.

ثانيا: العلمانية شأنها شأن أي مفهوم في الحقل السياسي الاجتماعي لها بعد فلسفي ومحمول آيدولوجي، ولكنها أيضا ليست جامدة أو متكلسة، بل هي في حالة تطور مستمر تبعا للتطورات الفكرية والمستجدات التاريخية، فعلمانية عصر التنوير تختلف عن علمانية عصر الثورة الصناعية التي تختلف كذلك عن علمانية ما بعد الحداثة فيما يتعلق بالبعد الفلسفي والمواقف الآيدولوجية من الدين، ولذلك لا يمكن اختزال العلمانية في أنها حرب استئصالية على الدين استنادا إلى معارك العلمنة في وجه الكهنوت الكنسي وما نتج عنها من مواقف آيدولوجية إقصائية ضد الدين، فالعلمانية تحتاج إلى حوار عقلاني تاريخي شامل بعيد عن التبسيط والثنائيات الحدية، حوار يتحسس بوعي الملابسات التاريخية.

ثالثا: الدولة العلمانية والدولة الوطنية (أو الدولة القطرية أو الدولة القومية)، هي مفردات العصر الحديث التي تبلورت في إطار التجربة الحضارية الأوروبية وجاءت تتويجا لمخاضات فكرية وفلسفية ولنضالات سياسية مضنية وصراعات اجتماعية حادة ، ولكن مخاضات الفكر ونضالات السياسة نحو العقلانية والحرية والعدالة والمساواة في أوروبا لم تكن منبتة عن التجربة الإنسانية، وكل مجتمع لو عاد للتنقيب في تاريخه وتراثه الحضاري بوعي لاستطاع اكتشاف عقلانيته الخاصة و(علمانيته الخاصة)، والمسلمون ليسوا استثناء من ذلك، وتاريخهم شهد الاستبداد السياسي المتسربل برداء الدين، كما شهد القمع الوحشي للأفكار التجديدية باسم الدين، ففي التاريخ الإسلامي هناك من ذبح وهناك من رجم بالحجارة وهناك من أحرق وهناك من سلخ جلده وهو حي وهناك من سجن وعذب بسبب أفكاره واجتهاداته (بمن في ذلك الفقهاء وعلماء السيرة والتفسير)، وهذا موثق في كتب التاريخ، أما تاريخ المسلمين المعاصر فهو حافل بحركات التطرف والإرهاب والانغلاق التي تشهر سيف التكفير في وجه مخالفيها وهي حركات تنذر بإعادة المجتمعات المسلمة ألف عام للوراء، وبالتالي ليس هناك منطق في إنكار احتياجنا للعلمانية ليس فقط في الإطار السياسي بل كحركة تحديث شاملة في الفكر والنظم الاجتماعية بموجبها يوضع الصراع الفكري والسياسي في إطاره الصحيح(النسبي مقابل النسبي، البشري مقابل البشري)، ومثل هذه الحركة يجب أن تنطلق من جذور (العقلنة والأنسنة ) الكامنة في التراث الإسلامي نفسه مع الاستنارة بالتجارب الإنسانية المختلفة، فنحن اليوم نحتاج لاستدعاء ابن رشد لا استدعاء (مدرسة النقل والتقليد والاتباع).

رابعا: ليس من مصلحة التطور في مجتمعاتنا مهادنة الإسلام السياسي وتفادي إرهابه الديني بالتخلي عن استخدام المفردات التي قام بأبلستها مستخدما أساليب غوغائية، تجهيلية وتضليلية، بل أن قوى الاستنارة والتحديث من واجبها أن ترد الاعتبار لكل مفردات الحداثة والتنوير، فنحن في حاجة لترسيخ خطاب العقلانية والاستنارة وتطبيع تداول مفرداته بلا مواربة وعلى رأسها (الدولة العلمانية).

تعليق واحد

  1. بدأتي مقالك بطريقة منطقية وسليمة. وباسلوب متين ورصين..ولكن..سرعان ما تحول كلامك الي (خرمجة).. و(هرجلة).
    نتفق ان كل من التصق باسم الدين ليس متدينا.. ونتفق ان هناك استغلالا واستغفالا لعقول البسطاء الطيبين(المسلمين) ودغدغة مشاعرهم بالشعارات والهتافات الجوفاء.
    لكن ذلك لا يبرر ان ننسلخ بالمرة عن ديننا وقوام حياتنا الذي قال الله فيه(ما فرطنا في الكتاب من شيئ) لذلك لا تستخدمي افعال الناس حكما على الدين اخت(لشا).
    الدولة الحديثة ان كانت فاقدة للرقابة الالهية فلن تصلح.وضربك المثل باوربا فهذا من فراغ داخلي وجريا خلف المقولة (ليس كل ما يلمع ذهبا).فنصيحتي لي ولك ولكل احد( ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد)

  2. كم من السودانية (في شمال السودان) يؤدون الصلاة..؟؟

    هل يتجاوز العدد 20% مثلا…؟؟

    أعمل مقارنة بسيطة على أي مستوى تريد سوف لن يتجاوز العدد

    هذه النسبة….

    ما هو رأي السلفيين في ال 80% الباقية…

    الجواب معروف "سلفا"…

    إذن بهذا المفهوم كيف ندعي بأن هنالك أغلبية مسلمة في السودان…؟؟

    طبعا هذا إذا لم نضف الأسئلة من أمثلة:

    كم من السودانية يطلقون لحاهم ..؟؟

    كم من (ال20%) السابقة يؤدون الصلوات كلها في جماعة..؟؟

    كم من (ال20%) السابقة يتبعون الطرق الصوفية؟

    كم من السودانية يعملون الكبائر "خمر،دخان،شربوت،تمباك،….؟؟

    إذا تتبعنا شاكلة هذه التساؤلات الى نهاياتها

    بالله عليكم الله كم يتبقى لنا من ال20% العفينة دي؟؟

    شكرا لك رشا

  3. يعني وضح الامور السياسية والاقتصادية التي لا تنفصل عن الدين حتى تضع الناس في الصورة و كيف حرام فصل الدولة عن الدين فذلك افيد للحوار
    وقارن طرحك مع الامور السياسية والاقتصادية التي تتبعها الحكومة الرسالية التي تحكم السودان.

  4. سلام الى الابنة رشا التي تكتب كلاما قويا مرتبا مدروسا ….ماتعنيه الاخت رشا ان العلمانية نفسها موجودة في بعض السلوكيات للمسلمين دون ان تؤثر على تمسكهم بالدين الحنيف وما تريده ان ينبسط في دولة السودان القادمة هو الاسلام الذي ترضى به كل طوائف المسلمين وليس اسلام الجبهة الاسلاموية وحده وانا ارى ان الجبهة الاسلاموية لو ارادت ان تبسط الدين من وجهة نظرها فانها ستشعل فتنة تضاف الى الفتن التي اشعلتها من قبل حكومتهم الحالية …مع تحياتي هاشم ابورنات .

  5. دعوة لاصحاب التعابير الركيكة والرقص والتصفيق اللا مبرر وعنتريات ابو العفين والخواء الفكري وتصريحات اللحظة والحدث واصحاب الريالة المنسكبة بلا رقيب ….. دعوة لاخذ دروس عصر ولتكن سر ية من الاستاذة رشا في علوم الحديث والكلام اولا ثم التحليل المنطقي للسياسة والتفكير والتاريخ …………… لله درك يااستاذة

  6. ، بل أن قوى الاستنارة والتحديث من واجبها أن ترد الاعتبار لكل مفردات الحداثة والتنوير.

  7. أتفق معك أن هناك أخطاء كثيرةفى التطبيقات الاسلامية وهناك قصد وتعمد فى الحديث عن الاسلام والتمسك به فى كل المنابر الااعلامية مع أن هناك تناقضات كثيرة وكل هذا يتحملون وزره والاسلا م وشرعه ومنهاجه يصلح لاى زمانومكان ولن تنصلح حالنااذا لمنتلزم به بل الان نحن فى امس الحاجه لذلك
    وتقريبا كل الشارع يؤيد ذلك وهوالاغلبية المسلمة

  8. التحيه للاخت الرائعه رشا — يا اخوانا الكلام الفلسفي الكتير ما
    ليهو لزوم –الناس ديل يرجعونا لمحطة ما قبل قوانين سبتمبر
    السيئة السمعه والتي كان نتاجاها الانفصال –اما اذا اصر هؤلاء
    وعملائهم بتطبيق شريعة قدو قدو العرجاء فالله يكون في عون
    السودان —

  9. اقول لكل الاحرار والوطنيين عن لا يترك مجال لهولاء حتى لايعبثُ بشمال السودان مرة اخرى بان الجماعة ديل ما عندهم فكرة الوطن والتعايش مع الاخر واذا تأملت قليل ورجعت الى الوراء ومن خلال تصريحتهم من قبل السلطة التنفذية والسلطة التشريعية كلها تصوب للعنصرية والكراهية ونفى الاخر وجعل انفسهم اهل مكة، وتوهم بان هم الذين ادخل دين الاسلامى فى السودان لذلك هم يعتقدون ان هم المخلفون وحدهم فى الارض من قبل الله لتطبيق شريعة الاسلامية لا غيرهم لذا على الجمع من الان عن يقولوا لا لا لا لهولاء من اليوم

  10. ان القول ان هناك غالبية مسلمة فى الشمال كلمة حق اريد بها باطل لان وجود غالبية مسلمة لا يبرر لهذه العصابة فرض تغسيرهم للدين على هذه الاغلبية والحكم باسمها بحجة تطبيق لشريعة لان ما يزعمون انهم بصدد تطبيقه هو تفسيرهم للشريعة وليس هو الشريعة لذلك يعتبر الوقوف ضدهم هو الجهاد الحقيقى لمنعهم من تشويه شرع الله واستغلاله

  11. نصيحة للاخ البستاني: ازرع شجرة خشخاشك الفكري هذه في بستان اخر فشعب السودان سيقطع هذه الشجرة اللعينة من جزورها فقد علمنا سم ثمارها الزعاف وشكرا علمانية تحمينا من شر هؤلاء العابثين بالدين او الثورة عليهم حتى النصر.:mad: (؟) (؟) (؟) :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad:

  12. الشريعة نفسها في غنا عن هؤلاء في أن يقوموا بتطبيقها وقد ظللنا نقول أن ليس بينهم قدوة في الدين ولا في الأخلاق , أشيروا إلي بواحد منهم !!!! حتي من علمائهم لا يوجد !!!!! , فلسانهم لا ينطق إلا كذبا وبهتاناً والزفر من الكلام والمعاني المخجلة المعيبة التي يعف لسان المؤمن والمسلم عن قولها كما أن أفعالهم لا تنتج إلا فساداً وظلماً وقتلاً وتعذيباً.
    أحداث تونس إستغرقت 23 يوما حتي هرب الديكتاتور بن علي وما زال الشعب المصري ينتفض في مصر في يومه الخامس وكذلك في اليمن تعدت الإسبوعين وفي الجزائر أما الشعب السوداني ما زال ينتظر اللحظة الحاسمة لأن غضبته هي غضبة واحدة وفي يوم واحد وليس لعدة أيام كباقي الإنتفاضات التي حدثت في بعض الدول العربية. ستكون إنتفاضة الشعب السوداني هي مسك ختام الإنتفاضات في المنطقة العربية بإذن الله .

  13. شكرا للأخت رشا على المقال العقلاني الرائع
    نحن الآن محتاجون للتمعن في ما آل إليه حالنا وبلدنا منذ تحكم الإيدولوجيات اليسارية العروبية منذ بداية مايو (مصادرة الحرات ومصادرة الأملاك بسياسة التأميم" ثم مصادرة الأفكار بعد تطبيق قوانين سبتمبر بإشراف الحركة الإسلامية وعلى رأسها الشيخ الترابي الذي صور لنميري أن تحكيم شرع الله هو الذي سيوطد أركان حكمه ثم محاولة نميري الإنقلاب على الإسلاميين بعد فوات الأوان فصادروا ثورة الشعب في مارس أبريل بمجلسهم العسكري الانتقالي بقيادة سوار الدهب المعروف بولائه للأخوان المسلمين منذ العام 1958م وبقية أعضاء المجلس العسكري ومجلس الوزراء الانتقالي: الجزولي وحسين أبوصالح والحمد لله كلهم ظهروا بعد الإنقاذ وتأكد للشعب بأنهم صادروا ثورة الشعب لأنهم جميعا شاركوا بصورة أو بأخرى في الإنقاذ وتجمع كل الإسلامويين بل وملأوا البلاد بكل شذا ذ الآفاق من جماعتاتهم من كل حدب وصوب وأوصلوا بلادنا للتفتت كل هذا لإعطائنا مثالا لحكمهم الإسلاموي الذي يبشرون به المسلمين في السودان وغير السودان.
    الله أكبر عليهم، لم يكن مسلموا السودان قبلهم كفارا ولم يخدموا حتى ما يدعون لأن الشريعة والإسلام السياسي في عهدهم ارتبط بتهميش الغير وسرقة قوت الشعب وانتشار الفساد بكل أطنابه بل والإقتتال حول كعلكة السلطة لا لشيئ إلا للتمتع بنعيم الدنيا على حساب وعرق الكادحين.
    سيدفعون الثمن في الدنيا بواسطة شعب السودان وفي الآخرة عندما يسألون عن أعمالهم السيئة التي جربوها في خلق الله من تعذيب وتجويع وترميل وتيتيم

  14. الشى الغايب عن الناس :انو كل الشعب السودانى لا يعى تاريخه الفعلى.فكل جماعة او جهة ما تدعى انتماءات قبلية لا علاقة لها بالسودان.الحل الامثل لكل مشاكلنا هو المعرفة الحقيقية لتاريخنا والافتخار بالتعددية واحترام وقبول الاخر.

  15. من قال لكم بأن شعب شمال السودان يرفض تنظيم الإسلام الحقيقي لجميع مناحي حياته ؟؟؟ إن الإسلام هو دين الفطرة لكن الإسلامويين السياسيين هم الذين استخدموه لأغراض التسلط والقهر وظلم عباد الله في أرضه حتى يستطيعوا إخفاء جرائمهم من قتل للأبرياء في كل شبر من أرض الوطن ونهب لأموال الشعب الغلبان.إن هذه الفئة الي تدعي بأنها تطبق الشريعة الإسلامية قد أعطت العالم بممارساتها الخاطئة وطوال أكثر من 21 عاماً البراهين بأن الإسلام لا يصلح للحكم.

  16. نحى الاخت رشاء على هذا المقال الجيد
    ونضيف بان لابد من مراجعه للدستور السودانى وما يتخلله من ( عقد اجتماعى) لارساء مفهوم الهوية الغائبة منذ الاستقلال;)

  17. يمكنك ان تتحدث عن الاقتصاد الاسلامي في الـ 21 عام الماضية حتى يستفيد المتابع لحكومة البشير الاسلاموية

  18. أساساً، لا يوجد مفهوم للدولة القطرية في الإسلام
    كما لا يمكن القياس بدولة صدر الإسلام بقيادة المصطفى (ص) التي نحلم بها جميعاً بسبب إنقطاع الوحي.
    دولة الخلافة الراشدة والدولة الأموية والعباسية والعثمانية لم تعرف مفهوم الدولة القطرية، حيث أن جميع الأراضي التي فتحها الاسلام خلال فتراتهم كانت تُدار من موقع عاصمة الخلافة، أي كان موقعها.
    مثلاً مصر بعد الفتح الاسلامي لم تعامل معاملة الند في العلاقات الخارجية و و و وخلافه
    بل كتابع لدولة الخلافة
    كما أن فترة الخلفاء الراشدين التي يستشهد بها الاسلامويون هي الأخرى شهدت إقتتالاً بين الصحابة ولعل أكبر أثار تلك المرحلة لازالت موجودة حتى يومنا هذا، من خلال وجود الشيعة في إيران وغيرها من المناطق، مما يفسر تباين أراء المسلمين لفهمهم للنصوص حسب الزمان والمكان.
    تلك حقيقة لم يعمي عنها الاسلامويون ولكن وبما أن سلاح العاطفة الدينية هو الأمضي لقيادة العامة من المسلمين لن يقولوا بمثل هذ الحديث ولا حتي بينهم وبين أنفسهم
    المعادلة شكلها كالأتي ببساطة:
    سمت الدين = إستدرار عواطف العوام = وضع العوام تحت سلطة رجال الدين
    مثال واحد أضربه هنا لكي أؤكد عدم تبلور أذهان الدولة القطرية لدى إسلاموي اليوم وهو: كلام الطيب مصطفى خال بشبش وحديثه حول أن الله لن يسأله يوم القيامة عن السودان بل سيسأله عن الاسلام.
    شوفتوا كيف…!

  19. قبل ان يظهر بتاعين الاسلام السياسي في السودان كان التدين الوسطي العقلاني مزدهر في الشارع السوداني حتي ايام الاستعمار البريطاني كان خلق الاسلام يجري في عروق اجدادنا مجري الدم اما الان في وجود هؤلاء المنافقين لم يعد الدين مزدهر في الشارع السوداني علي رغم ان الكيزان يرفعون شعارات دينيه براقه رياءا ونفاقا الواحد ماقادر يكمل لان صوت المصريين وهم يتظاهرون تحت في الشارع اطرب اذني وعقبالنا يارب قبل ما يكسروا السودان مليون حته وحته

  20. ده كلو خلو صحى الشارع هيغلى و يثور فى يوم الاحد 30-1-2010 الساعه 11 ص ؟؟؟؟؟؟؟:lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool:

  21. وكأن الميلاد تعدى الخمسين .. وكأن مدادك من مرجل يغلى.. وكأن يراعك حد السكين …
    شففتينا يا بت العوض غيبتك طالت ! !!

    ثم :ـ

    لا شئ يمكن إضافته منى ..

    لكن مؤكد أن لك أشياء ننتظرها لنتعلم .. علمينا وعلميهم يا رشا ….

  22. الاستاذة صاحبة القلم الرائع رشا عوض.
    والله مافي كلام وكلام رائع ومرتب ومنطقي. ورغم اني من اشد اعداء العلمانية بنظرتها الضيقة التي يروج لها البعض بنظرة ضيقة وكأن معناها ان الاسلام وشرعه هما تخلف ورجوع للوراء ولكني اتفق مع ما قلتيه تماماً وفي رأيي انه لا يتنافي مع الشريعة الاسلامية والتي ترك فيها رب العباد للخلق تحديد طريقة تسييرهم لامور حياتهم الدنيوية وفق ما يقتضيه كل زمان مع وضع الاطر العامة لل(الشورى،العدل حتى لغير المسلم،احترام النفس البشرية، المساواة، وغيرها من القيم الفاضلة) ولا اعتقد ان احدا يرفض مثل هده القيم.
    اما امر الحدود فهي متروكة للعلماء الثقات (وليس علماء السلطان) وحتى في عهد الصحابة تم تعطيل بعضها لاسباب (ما بالمزاج ساكت) وهو ما قلتيه بأن كل شعب وفق تراثه يحدد علمانيته والتي قصدتي بها طريقة حكمه. و ايضاً ووفقا للشريعة فقد كانت الدولة الاسلامية تضم غير المسلمين الذين حكموا انفسهم وفق شرائعهم (لا اكراه في الدين) وعاشوا في تلك الدولة بامان مالم يخونو العهد (وهي الخيانة العظمي حسب تعابير اليوم وعقوبتها القتل للمسلم وغيره بكل العالم).
    واعتقد ان قولك (كل مجتمع لو عاد للتنقيب في تاريخه وتراثه الحضاري بوعي لاستطاع اكتشاف عقلانيته الخاصة و(علمانيته الخاصة)، والمسلمون ليسوا استثناء من ذلك) هو عين الصواب ولا اعتقد ان تراثنا وحضارتنا ستدعونا لفتح البارات والدعوة للانحطاط الاخلاقي كما يريد البعض تصوير الحرية، بل ستصير علمانيتنا هي ديننا نفسه مع النأي به من المتاجرة السياسية كما يفعل الجماعة. وبالتالي تاني ما حيكون في حاجة اسمها ناس فلان يجو يقولو لينا (عاوزين نحكم بالشريعة) عشان احنا نكبر ونهلل والجماعة بدقسو فينا ساكت، وبما ان الشريعة تبين المقاصد فيبقي المطلوب من كل مرشح تحديد برنامج انتخابي واضح لادراك المقاصد به اليات تنفيد واضحة مستقاة من تراثه وحضارته وهي لمعظمنا اسلامية مية بالمية(بالجد ما ذي حقت الجماعة). وحنكون حققنا (علمانيتنا الخاصة) وانا حاسميها(اسلاميتنا الحقيقية). والاهم انو حيكون ممنوع الاقتراب والتصوير للجماعة بتاعين الشعارات (المتأسلمة) التي لا يدرون معانيها وبالطبع فهم لايطبقونها وهي مجرد حق اريد به باطل.
    ملاحظة اخيرة:
    الممارسة الخاطئة لا تثبت خطأ النظرية وممارسة الشريعة بصورة خاطئة (وتفصيلها حسب الطلب وتشويهها) من الكيزان او الامويين او بأي مرحلة من مراحل الدولة الاسلامية لا يعني خطأ الشريعة بل هو خطأ وخلل بمطبقيها او (مدعي تطبيقها).
    يجب ان نحذر الخلط بين الشريعة الاسلامية والشريعة الكيزانية، والشريعة الاسلامية تركت الباب مفتوح لطريقة الحكم على ان يكون وفق الشورى. والتحديث والاجتهاد والتطوير والانفتاح لتحقيق ما ينفع الناس هو من مقاصد الشريعة والامور المندوبة والمحببة فيها. اما شغل الفتوة وناس الزارعنا اليجي يقلعناوشغل التعنت والكبت والاضطهاد ده فلا يمت للشريعة والدين بصلة.
    والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

  23. الإسلام سؤال وجواب
    للشيخ محمد صالح المنجد

    الحمد لله

    لقد أمر الله سبحانه وتعالى بالتحاكم إليه وتحكيم شرعه وحرّم الحكم بغيره كما يتضّح ذلك في عدد من آيات القرآن الكريم ومنها ما تضمّنته سورة المائدة التي اشتملت على عدد من الآيات التي تتحدّث عن الحكم بما أنزل الله ومواضيعها تدور على ما يلي :

    ـ الأمر بالحكم بما أنزل الله كما في قوله تعالى : ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ) آية 49

    ـ التحذير من التحاكم إلى غير ما أنزل الله كما في قوله عز وجل : ( ولا تتبع أهواءهم ) آية 49

    ـ التحذير من التنازل عن شيء من الشريعة مهما قلّ كما في قوله تعالى : ( واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ) آية 49

    ـ تحريم ابتغاء حكم الجاهلية كما جاء ذلك بصيغة الاستفهام الإنكاري في قوله عز وجل : ( أفحكم الجاهلية يبغون ) آية 50

    ـ النصّ على أنه لا أحد أحسن من الله في الحكم كما قال عز وجلّ : ( ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) آية 50

    ـ النصّ على أنّ من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر وظالم وفاسق كما في قوله تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) آية 44 وقوله : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ) آية 45 وقوله : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) آية 47

    ـ النصّ على أنّه يجب على المسلمين الحكم بما أنزل الله ولو كان المتحاكمون إليهم كفارا كما قال عز وجل : ( وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط ) آية 42

    فالحكم بغير ما أنزل الله مناف للإيمان والتوحيد الذي هو حقّ الله على العبيد ، وقد يكون الحكم بغير ما أنزل الله كفرا أكبر وقد يكون كفرا أصغر بحسب الحال فيكون كفرا أكبر مخرجا من ملة الإسلام في حالات منها :

    1 ـ من شرّع غير ما أنزل الله تعالى : فالتشريع حق خالص لله وحده لا شريك له ، من نازعه في شيء منه ، فهو مشرك ، لقوله تعالى : { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } .

    2 ـ أن يجحد أو ينكر الحاكم بغير ما أنزل الله ـ تعالى ـ أحقية حكم الله ـ تعالى ـ ورسوله صلى الله عليه وسلم ، كما جاء في رواية لابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في قوله ـ تعالى ـ : { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } حيث قال : ( من جحد ما أنزل الله فقد كفر ) .

    3 ـ أن يفضل حكم الطاغوت على حكم الله ـ تعالى ـ سواء كان هذا التفضيل مطلقاً ، أو مقيداً في بعض المسائل قال تعالى : ( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون } .

    4 ـ من ساوى بين حكم الله ـ تعالى ـ وبين حكم الطاغوت ، قال ـ عز وجل ـ: { فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون } .

    5 ـ أن يجوّز الحكم بما يخالف حكم الله ورسوله . أو يعتقد أن الحكم بما أنزل الله ـ تعالى ـ غير واجب ، وأنه مخيّر فيه ، فهذا كفر مناقض للإيمان . فأنزل الله عز وجل ـ: { يا أيُّها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر } إلى قوله تعالى :{ إن أوتيتم هذا فخذوه } [ سورة المائدة الآية : 41] يقول ائتوا محمداً صلى الله عليه وسلم ، فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه ، وإن أفتاكم بالرجم فاحذروه ، فأنزل الله تعالى ـ: { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } .

    6 ـ من لم يحكم بما أنزل الله ـ تعالى ـ إباءً وامتناعاً فهو كافر خارج عن الملة . وإن لم يجحد أو يكذِّب حكم الله تعالى . ومما يمكن إلحاقه بالإباء والامتناع : الإعراض ، والصدود يقول ـ تعالى ـ {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك يُريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلّهم ضلالاً بعيداً . وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدُّون عنك صدوداً }.

    7 ـ من ضمن الحالات التي يكون الحكم بغير ما أنزل الله ـ تعالى ـ كفرا أكبر ، ما قاله الشيخ محمد بن إبراهيم عن تشريع القانون الوضعي وتحكيمه : وهو أعظمها ، وأشملها ، وأظهرها معاندة للشرع ، ومكابرة لأحكامه ، ومشاقة لله ورسوله ، ومضاهاة بالمحاكم الشرعية إعداداً ، وإمداداً ، وإرصاداً ، وتأصيلاً ، وتفريعاً ، وتشكيلاً ، وتنويعاً ، وحكماً ، وإلزاماً ، ومراجع مستمدات .

  24. الي ——- : ابوبكر] [

    من المؤكد ان ما جاءت به الانقاذ من الفساد والظلم ليس هو حكم الله
    من المؤكد ان تزوير الانتخابات ليس حكما بما انزل الله تعالى وتنزه الله العلي القدير
    ما يحكم به عمر البشير ان هي الا افكار وضعية متعفنة نسجها المجرمون الذين لا يفرقون بين الدين والجريمة المنظمة
    فات زمان الاتجار بالدين يا——- : ابوبكر]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..