أخبار السودان
الراهن الثوري…

• الحشود الجماهيرية تصل البوابة الجنوبية للقصر وهي تهتف العسكر للثكنات..
• لجنة أطباء السودان المركزية: محاصرة المستشفيات انتهاك صارخ لحرمة المرافق الصحية..
• المكتب الموحد للأطباء: القوى الانقلابية لا تستحق البقاء لحظة على سدة السلطة…
تظل الانتهاكات المستمرة من قبل القوات الأمنية للقوى العسكرية الانقلابية هي السمة الأبرز ضد المتظاهرين السلميين، الذين أسقطوا دكتاتورية وسلطة المخلوع عمر البشير في ثورة ديسمبر العظيمة، وهم في الطريق الآن لإسقاط دكتاتورية وسلطة الطغمة العسكرية الحاكمة ورميها في مزبلة التاريخ حيث يليق بها المكان، فقد ظلت ترتكب أسوأ الانتهاكات ضد شعبها الأعزل، ولم تراعي لحرمات البيوت والمساجد، بل اقتحمت حتى المستشفيات في سلوك بربري لا يحدث حتى في الحروب بين الدول ناهيك ضد شعب الدولة الواحدة، مما يستلزم تقديم مرتكبي تلك الانتهاكات والجرائم للمحاسبة والحرص على عدم إفلاتهم من العقاب عاجلًا أو آجلا…
الميدان: تقرير هيثم دفع الله
قتلت القوات الأمنية للقوى العسكرية الانقلابية شهيدين بالرصاص في مليونية 28 فبراير، والتي اطلقت عليها لجان المقاومة مليونية (ميثاق تأسيس سلطة الشعب)، وبذا يصبح عدد شهداء انقلاب 25 أكتوبر حتى الآن 85 شهيدًا خالدين في ذاكرة الشعب.
وكانت لجنة أطباء السودان المركزية أكدت في تقرير ميداني الاثنين الماضي سقوط الشهيد أحمد من العباسية في مواكب أم درمان برصاصة حية في مؤخرة الرأس أدت إلى خروج المخ، كما قتلت القوات الأمنية الشهيد مهاب عادل قسم السيد من الدروشاب 16 عام في مواكب بحري بطلقة خرطوش في الصدر والبطن.
وأكدت أن مجمل الإصابات التي تم حصرها في أم درمان وبحري والخرطوم بلغت 210 حالة إصابة، من بينها 3 إصابات في الرأس نتيجة الضرب المبرح بالهراوات، من بينها حالتان أدت إصابتهما إلى حدوث نزيف دماغي وهي غير مستقرة وموجودة في العناية المكثفة. وأشارت إلى تنوع حالات الإصابة من الرصاص الحي إلى الخرطوش والقنبلة الصوتية والدهس والطعن بسكين، إضافة إلى إصابات بالغاز المسيل للدموع في الرأس، اثنان منهم في العين إحداهما لطفل.
إن كم الإصابات ونوعيتها يشير إلى أن الإصابات حدثت في معركة حربية وليست ضد متظاهرين سلميين خرجوا للمطالبة بحقوقهم الأساسية.
الجدير بالذكر أن مليونية (ميثاق تأسيس سلطة الشعب) هي آخر مليونية في جدول التصعيد الثوري لشهر فبراير وقد وضعت تنسيقيات لجان المقاومة جدولها التصعيدي لشهر مارس، وجاءت مليونية ميثاق سلطة الشعب بعد أن أنجزت تنسيقيات لجان المقاومة بالخرطوم ميثاقها والذي أعلنت عنه في مؤتمر صحفي الأحد الماضي، مما يعني جديتها في الوصول مع قوى التغيير الجذري لحل للأزمة السياسية الراهنة بإسقاط الانقلاب العسكري، وإقامة السلطة المدنية الكاملة كما جاء في البند الأول من الميثاق.
وكانت الحشود الجماهيرية خرجت في الخرطوم وأم درمان وبحري رافعة شعار اللاءات الثلاثة (لا تفاوض، لا شراكة، ولا شرعية)، وحملت لجان المقاومة أعلامها وهي تهتف مع الجماهير (الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات والجنجويد انحل)، كما طالبت بمحاسبة بمرتكبي جميع الانتهاكات. وقد وصلت إلى البوابة الجنوبية للقصر الجمهوري وظلت تهتف أمام البوابة حتى موعد نهاية الموكب في الساعة الخامسة مساء، وقد أحضرت القوى الانقلابية قوات كثيرة من الجيش بشاحنات نقل الجنود بالجهة الشرقية للقصر الجمهوري، كما حضرت قوات أمنية بعربات الدفع الرباعي، وقد اطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع بكثافة شديدة إضافة إلى القنابل الصوتية، وبدأت في مطاردة المتظاهرين حتى حي الديم وسط الخرطوم.
وفي السياق أدان أطباء مستشفى الخرطوم للأذن والأنف والحنجرة في بيان الثلاثاء الماضي مهاجمة المستشفى وقالوا “ندين ونستنكر بشدة هذا التصرف الهمجي المشين وانتهاك حرمة المستشفيات مع سبق الإصرار”. وأضافوا أن القوات الأمنية بدأت بتهشيم الأبواب وترويع المرضى والمرافقين، وإرعاب الكوادر العاملة بالمستشفى بإشهارهم للأسلحة وتفتيش الهواتف الشخصية، ومداهمة المكاتب الإدارية والحوادث والعناية المكثفة ومطاردة الطبيبات في ممرات المستشفى وإطلاق الغاز المسيل للدموع داخل صالة الحوادث.
وطالبوا بمحاسبة المعتدين وتقديم الاعتذار والتعهد بعدم تكرار ما حدث في وسائل الإعلام، وتأمين المستشفى بما يضمن سلامة الكوادر العاملة به بما في ذلك إعادة تأهيل البوابات “البوابة الشمالية”، ووضع خطة لتأمين المستشفى خلال المواكب.
وقد نظموا وقفة احتجاجية للمطالبة بتنفيذ هذه المطالب وهددوا بالتصعيد في حالة عدم تنفيذها.
وفي ذات السياق حمل المكتب الموحد للأطباء سلطات الانقلاب نتيجة تهورها الذي حسب وصف البيان أصبح يهدد ديمومة الخدمات الصحية بالمؤسسات العلاجية، وطلب من شركائه في مجال القضاء والعدل توثيق هذه الانتهاكات، والتي قال إنها تعد تعديًا صريحًا على حق المواطنين في الحياة الكريمة، وطالبهم بالدفع بإجراءات قانونية إلى المحاكم لحفظ حقوق المرضى والمستشفيات.
وقال داهمت قوات الانقلاب مستشفى الأربعين بأم درمان وقام منسوبوها بقذف المستشفى بالحجارة مما تسبب في تهشيم زجاج الأبواب والنوافذ ليقوموا بعد ذلك بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع داخل غرفة العملية.
وأشار إلى أن مستشفى الأربعين ظل يتعرض للاقتحام من قبل قوات الانقلاب بشكل متكرر ما سبب إزعاجًا ومضايقات للعاملين بالمستشفى، وأضاف هذا ما يعرض حياة المرضى المنومين بالمستشفى إلى الخطر، وقال إن بعض هؤلاء المرضى حالته حرجة ويعاني من أمراض الجهاز التنفسي، وأدان الهجوم الوحشي على مستشفى الأذن والانف والحنجرة.
وأكد المكتب الموحد للأطباء إن قوات الانقلاب وهي تقوم بهذه الأفعال الشنيعة دون أن تعبأ لحياة المواطنين، تثبت يومًا بعد يوم أنها لا تستحق البقاء لحظة على سدة السلطة، وشعبنا الفطن يدرك ذلك وسيعمل بجد لخلع هذا النظام والإتيان بالحكومة التي تلبي تطلعاته.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان الاثنين الماضي إن محاصرة القوات الانقلابية مباني المستشفيات يعد انتهاكًا صارخًا لحرمات المرافق الصحية، وترويع للمرضى والكوادر الطبية والصحية.
الميدان