مقالات وآراء

أين اعتذار “الدعم السريع” لوزير الإعلام؟

: نورالدين عثمان

من أفراد الدعم السريع حد التأدب مع هذا الشعب، بتكرار الاعتداءات على المواطنين بطريقة مستفزة وفي وضح النهار، دون أدني احترام أو تقدير، وكأنهم ينتقمون، بسبب انتقاد وضعية هذه القوات غير الواضحة حتى اليوم، والرفض الشعبي لتحركها باستقلالية تامة عن مؤسسات الدولة، بميزانية منفصلة، وعقيدة منفصلة، وولاء غير محدد.

ولم نسمع صوت القوات المسلحة حتى اليوم فيما يحدث من تجاوزات، في الوقت الذي نجدها تهدد وتتوعد بسبب لفظ صدر من أحد الشباب ضد الفريق الكباشي، ورغم الرفض الواسع للسلوك، إلا أنها صعدت القضية بطريقة درامية وقتها، واليوم تصمت عن تجاوزات قوات الدعم السريع، واعتداءاتها المتكررة على المواطنين.

وسط هذا الصمت أدانت “الدعم السريع” حادثة الاعتداء على الطالب محمد حافظ في محطة وقود على يد قواتها، بحلق رأسه وضربه ضرباً مبرحاً تركت علامات على ظهره، واعتذرت لأسرة الطالب، موضحة أن الاعتداء لا يمثل مؤسسة الدعم السريع وسيتم تقديم المعتدين إلى المحاكمة العادلة خلال يومي السبت والأحد.

وأيضاً تم الاعتداء من قبل مجموعة من الدعم السريع والشرطة العسكرية على سائق بالهيئة القضائية في محطة وقود، واقتادوه إلى غرفة وواصلوا ضربه.

وفي وقت سابق منع أحد أفراد حراسة التلفزيون وزير الإعلام فيصل محمد صالح، من الدخول إلى مباني التلفزيون الأمر الذي أثار ضجة واسعة في الوسط الإعلامي، وصمت الوزير ولم يرد الاعتبار للمنصب الذي يمثل قبيلة الإعلاميين، ولا حتى لشخصه حتى اليوم، مؤكداً بذلك ضعف شخصيته وقدراته الإدارية.

وقبل أشهر، اعتقلت هذه القوات، زملاء صحافيين اثناء تأدية واجبهم الصحافي، ومتابعتهم مناسيب النيل في منطقة الشجرة جنوب الخرطوم، متجاوزة بذلك صلاحياتها التي لا نعرفه لها سقفاً حتى اللحظة.

وأخيراً الاعتداء على مذيعة التلفزيون القومي حنان عثمان، على يد فرد حراسة من قوات الدعم السري، أثناء دخولها الى مباني التلفزيون، وإبرازها بطاقة العمل ورغم ردود الفعل الغاضبة وسط العاملين في الحقل الإعلامي، صمت وزير الإعلام مرة ثالثة، ولم يرد الاعتبار للزملاء.

وتكراراً لمبدأ الاعتذار، قدم المتحدث باسم الدعم السريع اعتذار للمذيعة حنان على ما بدر من فرد الدعم السريع، ولكن تمسكت المذيعة بمبدأ المحاكمة، والتحية لها لعدم تنازلها، واثبات الجرم، وجميعنا في انتظار محاكمة كل المعتدين.

وناسف بكل صراحة، لتجاوز هذه القوات، وزير الإعلام، وتقديم الاعتذارات بصفة شخصية، رغم أن ما حدث للإعلاميين تم أثناء تأدية الواجب، وتخطي الوزير إهانة واضحة للمنصب، وإثبات آخر لضعف القدرات الإدارية لوزير الإعلام، حيث اكتفى فقط بتوجيه التلفزيون بالاستمرار في الإجراءات القانونية.

ولنا أن نسأل – وسط تكرار هذه الاعتداءات، ومحاولات الاعتذار، والتصريح بأن هذا السلوك لا يمثل مؤسسة الدعم السريع -، لمن تتبع هذه القوات، ولأي قانون تحتكم، ما هي معايير تدريب هذه القوات، وسلوك أفرادها والاعتداءات المتكررة من تمثل، إذا لم تمثل المؤسسة التي ينتمون لها، وتدربوا على برامجها، وآمنوا بعقيدتها؟

الاعتذار الحقيقي لهذا الشعب، من هذا السلوك غير القانوني، هو أن تحتكم هذه القوات، لقانون مؤسسة القوات المسلحة ولوائحها، واستمرار هذه الوضعية الخطأ، يجعل هذه المؤسسة مهدداً للأمن القومي والسلم الاجتماعي، وستواصل في مسلسل الرعب الذي نشاهده اليوم، وستتكرر الاعتذارات، وعدم دمجها في “الجيش”، سيفتح شهيتها إلى المزيد من الاعتداءات، وستصنع من نفسها جهازاً جديداً للقمع، نرجو الانتباه.. حباً ووداً..

 

‫7 تعليقات

  1. لو كان الجيش السوداني جيش وطني خالص لاوقف عبث عصابات الجنجويد ولكن للأسف الجيش تم تسيسه بواسطة الكيزان واصبحت قياداتهم مجموعه من اللصوص ألمرتشين لاهم لهم سوي التكسب من الشركات الامنيه التي تنهب أموال وثروات بلادنا…
    لا أمل مرجو من الجيش ولقد أدرك الثوار ذلك مبكرا ولعل هتاف الثوره الخالد.. معليش ما عندنا جيش خير دليل على ذلك..
    استغل حميدتي ضعف وهوان لجنة البشير الامنيه وقيادات الجيش فأصبح الأمر والناهي في بلادنا مستندا على قوة عسكريه ضاربه قوامها عصابات الجنجويد القبليه تم تجنيدهم من قبيلة الريزيقات الإجراميه وامتدادها في تشاد والنيجر. مالي هذه القبيله التي تمتلئ قلوبها غلا وحقدا على أهل اهل السودان كما شاهدنا ذلك في مجزرة القياده واستباحة العاصمه ومدن السودان الأخرى بعد تلك الجريمة النكراء..
    لا حل لأهل السودان سوي مواجهة عصابات الجنجويد الريزيقاتيه بقوة السلاح واخراجهم من العاصمه ومدن السودان بعد أن تتم إبادة اكبر عدد منهم.و طرد ما تبقى منهم كالكلاب الضاله الي صحراء الريزيقات وغرب افريقيا..
    اما حديثك عن فيصل محمد صالح ومنعه من دخول مبنى الوزارة دون أي رد فعل منه مقارنة بالكنداكه حنان التي تصدت للجنجويد ونالها من الضرب َما نالها، السبب ان فيصل رجل وضيع وجبان لا أدري ما هي المواصفات التي على ضوئها تم اختيار هذا الرعديد النكره لمنصب وزير الإعلام بعد ثورة عظيمه تمخضت لتلد أمثال فيصل!!!

    1. عبرت عن اغلبية الشعب فى رأيهم فى الدعم السريع والطرطور وزير الإعلام ..شكرا ليك ياسنابى

  2. ( والتصريح بأن هذا السلوك لا يمثل مؤسسة الدعم السريع -، )

    هذا كلام للاستهلاك ولذر الرماد في العيون وللطبطبة على خدود الضعفاء الجبناء
    لمن يتبع الذين قتلوا الطلاب في الأبيض
    لمن يتبع الضابط الذى قتل الشهيد حنفى في امدرمان
    لمن يتبع الهمج الذين يصرخون على أشلاء المعتصمين وظهروا في كل الفيديوهات
    لمن يتبع المتوحشين الذين ظهروا في الفيديوهات وهم يدرشون الشباب في الطين
    لمن يتبع الذى قتل الشاب في مدينة المهندسين في امدرمان امام اخته وامام البقالة
    لمن يتبع الذين اطلقوا الرصاص في جنوب كردفان بسبب التعدين
    لمن يتبع الذين روعوا الاسر في مدينة الدبة قبل سنوات
    لمن يتبع الذين هاجوا وماجوا في الدمازين وسنار قبل سنوات
    لمن يتبع الذين حلقوا شعور الشباب في الكلاكلة والشجرة قبل عدة سنوات

    1. يتبع كل من إرتكبوا هذه الجرائم الفظيعه
      للمجرم حميتى ومليشيا الجنجويد التى يقودها
      هم الذين يقتلون ، ويقمعون ، ويضربون ، ويجلدون ،
      ويتسلطون على الناس ، ويرهبونهم ، ويذلونهم .
      يجب أن تكون ثورة الشعب السودانى ضد المجرم حميتى
      وضد عصابة الجنجويد ، يجب أن تكون أقوى الثورات
      ضد قوى التَسَلُّط والتخلف والجهل التى تهدد حاضر
      السودان ، ومستقبله ،
      وإلا فلن تكون هناك عداله ، ولا حريه ، ولاسلام ،
      و لن يكون هناك أي مستقبلٍ للسودان .

  3. الراعي مسئول عن بهائمه, وحيمدتي مسئول عن تلك البهائم مسئوليه شخصيه, سيحاسب عليها طال الزمان ام قصر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..