ألعب بالوطن

يجتمعون وينفضون بلا طائل؟ يُقدمون المبادرات بلا مبادرة حقيقية ويتساءل الجميع ويديرون فيما بينهم السؤال الخطأ.. من يحكم السودان؟ بينما السؤال الصحيح كيف يحكم السودان؟
ما قُدم من مبادرة ذات صيغة مبهمة ترنو في نهاية الأمر إلى حصر الأمر في دائرة المؤتمر الوطني بعد إزاحة بعض العناصر وإحلال عناصر أخرى ويبقى المؤتمر الوطني حزب النظام الحاكم بموافقة المعارضة المهترئة على ما يدور داخل المؤتمر الوطني. كثيراً ما ذكرت أن المؤتمر الوطني حزب مصنوع والمصنوع يتبع لقوانين صانعه وليس العكس، وما صنع ليحكم بل هو مجرد كلاشيه سياسي ودمية أرادوا بها التعبير عن مسار ديمقراطي مشوه. داخل المؤتمر الوطني يوجد تنظيم آخر سمى بالحركة الإسلامية يتنازع قيادة البلاد معه ورغم أنه تنظيم غير قانوني إلا أنه هو من يحكم حقيقة. مما تقدم نستخلص أن صراعاً خفياً مستعراً في داخل حزب النظام الحاكم وكل يمسك بدفة الحكم يريد توجيهها في الاتجاه المعاكس. وكل من المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية يضعان أمامها السؤال الخطأ من يحكم السودان؟! صراع خفي داخل أروقة حزب النظام بين شقين فيه شق خفي هو الحركة الإسلامية وهي من صَنع المؤتمر الوطني وتريد أن تديره حسب قوانين الصانع والمصنوع، وليتحمل المصنوع تبعات الحكم وأخطائه دون أن يمس الصانع أي عقاب في حين أن الصانع والمصنوع مسؤولان مسؤولية كاملة عن الفشل السياسي والاقتصادي الذي حلّ بالبلاد!.
هذه هي طبيعة الصراع داخل أروقة الحكم وهو صراع تضرّر منه الوطن الذي بدأ يتفتت بسببه، ولا أحد يهتم للوطن بقدرما يهتم لإزاحة فلان أو عزل علان. إن مأساة السودان تتجسد في عبادة العباد لا عبادة رب العباد، فالحزب الذي يظن نفسه حاكماً أوحداً تموج الاضطرابات داخله، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى. من الغريب أن نعيش في عالم ونحن بمعزل عنه، ونحسب أن ما يحدث من حولنا بعيد عنا وما هو بذلك، بل إننا سنواجه الأسوأ مما يدور حولنا، ومصيرنا بعد الركود السياسي وكبت الحريات والقمع هو الفوضى وثورة الغوغاء. فالوعي السياسي تدنى إلى ما دون الصفر لدى الشباب الذين هم صناع المستقبل فالشباب عاطل ضائع وبلا مستقبل، وحتى حزب النظام لم يهتم بالشباب ليعدهم الإعداد السليم فقيادات المؤتمر الوطني لم يطرأ عليها تغيير يذكر طيلة هذه السنوات، قيادات تجاوزت العمر الافتراضي وتعيش إن جاز القول في أوڤر تايم العمر. الـ BBC أرادت التهكم على المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوڤيتي فقالت إن مجموع أعمار أعضاء المكتب السياسي السوڤيتي يبلغ ألف وثلاثمائة وخمسة وثلاثين عاماً وعددهم خمسة عشرة فرداً، فكم يا ترى مجموع أعمار قيادات المؤتمر الوطني.. هذا إذا تغاضينا عن مجموعة أعمار المكتب القيادي للحركة الإسلامية. لماذا يحاول البعض البقاء حاكماً في حين أنه فقد القدرة على البقاء والاستمرار وبلغ من العمر عتياً؟
أين الشباب الذين يتشدقون بأنهم بناة المستقبل، والشباب الذي يبني المستقبل يحتاج إلى إعداد وإعداد فهل يستطيع ّهؤلاء إعداد الشباب وفاقد الشيء لا يعطيه. لقد أثبت نظام الحكم فشله في الحاضر فكيف نتوقع نجاحه في المستقبل؟.
فشل في الحفاظ على السودان فذهب الجنوب تحت ناظريه مستقلاً، فما الذي يجعلنا نطمئن إلى بقاء ما تبقى من سودان في المستقبل القريب؟!
إن الذي يقوم به نظام الحكم هو تكرار لتجربة فاشلة ورغم فشلها يرجو النظام نتيجة مختلفة، لكن التجربة الواحدة مهما تكررت تؤدي لنتيجة واحدة. على من يحكم السودان أن يدرك حقيقة هامة وهي أنه يحكم ولا يملُك؛ فالسودان ليس ملكية خاصة لمن يحكمه..
د. هاشم حسين بابكر
[email][email protected][/email]
وين منبر السلام العادل السياسي الذي انت من مؤسسيه؟
وكرتي أجاز الحريات الأربعه !!
والإنتباهه تحت أقدام الصادر !!!!!!!!
فهل لأ بُد أن يقدم الشيخ يده للبشير ؟؟؟؟؟؟؟