النزول من الأبراج العاجية

مساعد رئيس الجمهورية، الدكتور فيصل إبراهيم نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني، دعا قيادات حزبه في المركز والولايات للنزول إلى القواعد للمشاركة في إيجاد حلول لمشكلات معاش الناس ..!!!..

والحقُّ أن قضية معاش الناس في السودان في الوقت الراهن، وفي ظل إحماء الضائقة المعاشية والغلاء المتصاعد، خرجت من دائرة كونها قضية اقتصادية تتصل بالمعاش إلى قضية سياسية وأمنية واجتماعية وإستراتيجية تحتاج إلى جهود ومُقدرات دولة تمتلك الإرادة السياسية، والعزيمة والإصرار ؟؟ دولة مؤسسات وحكم راشد، دولة القانون وفوق كل ذلك دولة العلم والتخطيط الإستراتيجي ، ولا أخال أن نزول قيادات المؤتمر الوطني إلى الشارع والناس سيحِلُّ معضلة الضائقة المعيشية والغلاء والأوضاع الاقتصادية المتأزمة الحالية التي تعيشها بلادنا اليوم ، ولا أظن أن نزول قيادات المؤتمر الوطني من أبراجهم العاجية سيجدي فتيلاً، اللهم إلا إذا كان من باب العزاء والمؤاساة وشيء من التخدير وإطلاق الوعود والبشريات ريثما “تقوم النجيلة”…

مثل هذه الدعوة لم تبد غريبةً على مسمعي فقد سمعتها كثيراً وطالعتها بين سطور الأخبار فألفتها وألفتني ، وهي مثل دعوة مساعد رئيس الجمهورية الشيخ إبراهيم السنوسي الذي سمعته قبل أشهر من توليه منصب مساعد الرئيس يقول في تسجيل فيديو شهير: “إنها ميتةٌ واحدة فلنجعلها في سبيل الله” ـ وهو يحرض شباب حزبه للتظاهر ضد الحكومة، ويضيف: “أنني نذرت ما تبقى من عمري لإسقاط النظام”.. لكنَّ دعوته لحل الضائقة المعيشية والغلاء بعد دخول القصر كانت نصيحة غالية للشعب السوداني بأن الحل في تلاوة القرآن ـ ونعم بالله يا شيخ إبراهيم ـ ، وأما دعوته لحل المشكلة قبل “القصر” فكانت تحريضاً لمقاومة رجال الأمن:” ضربك تضربو، قطع أضانك تقطع أضانو، العين بالعين والسن بالسن”..

أعود وأقول لمساعدي الرئيس المُحترميْن د. فيصل ، والشيخ السنوسي ، إن نزول قيادات المؤتمر الوطني من أبراجهم للمواطنين الغلابى لإيجاد حلول للأزمة لن يفيد وهو كلام سياسي لاقيمة له ، وتلاوة القرآن للأفراد لن تحل الأزمات الاقتصادية الكبرى التي تتسبب فيها السياسات الخاطئة للدول بقدر ما تهدي القلوب طمأنينة وصبراً على البلاء… أخيراً أقول يجب على رجال الدولة أن يزنوا كلماتهم بميزان الذهب لتخرج حسمًا وحكمةً وإنصافًا وعدلًا فقط لأنهم رجال دولة وليسوا كما نحن، فالحديث عن النزول والتلاوة لايعفي مسؤولاً من مسؤولياته أمام شعبه هنا وأمام الله هناك…..اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائمًا في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

الصيحة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..