مقالات وآراء سياسية

إعلان مهم.. جداً

عثمان ميرغني

(ترغب وزارة الخارجية السودانية في شغل مواقع قيادية في السلك الدبلوماسي بدرجة السفير للعمل في سفاراتنا بالمواقع التالية:

واشنطون- لندن – برلين – جنيف – القاهرة – وأديس أبابا.

الوظائف مفتوحة لكل السودانيين بشرط توفر المؤهلات والخبرات المناسبة، يرجى ممن يأنس في نفسه الكفاءة والرغبة أن يبعث بالسيرة الذاتية على البريد الإلكتروني التالي)

في الحال إنهمرت على وزارة الخارجية مئات الرسائل مدججة بأرفع الشهادات في مختلف التخصصات مع إجادة لعدة لغات واسعة الانتشار. ونظرت لجنة متخصصة في الطلبات وتوصلت إلى أفضل 30 اسماً من الجنسين وضعتهم على قائمة قصيرة للمعاينات النهائية التي تقرر أن تكون مفتوحة في مركز الدراسات الدبلوماسية، ويسمح للدبلوماسيين العاملين بوزارة الخارجية والمعاشيين حضور المعاينات بل وإبداء الرأي، وتعلن النتيجة النهائية لاختيار 10 منهم في هذه المرحلة.

طبعاً؛ في اليوم الموعود بقاعة كبيرة في مركز الدراسات الدبلوماسية احتشد عدد كبير من الدبلوماسيين المعاشيين والعاملين وجلست لجنة المعاينة في منصة عالية بينما وضعت منصة جانبية يعتليها بالتتابع المتقدمون للمعاينة.

كان أعضاء لجنة المعاينة يوجهون أسئلة ويسمحون للحضور في القاعة بالمشاركة بتوجيه أسئلة أيضاً، بينما كاميرات تلفزيونية تسجل وترصد الإجابات اللفظية ولغة الجسد للمرشحين للوظائف الرفيعة.

أعضاء لجنة المعاينة كانوا من مختلف التخصصات المتصلة بالعمل الدبلوماسي إضافة لخبراء في اللغات المختلفة التي تستخدم في توجيه الأسئلة وتلقِّي الإجابات بها أيضاً.

من ضمن الأسئلة، لماذا يرغب في الالتحاق بالدبلوماسية السودانية؟ ومعلومات عن تاريخ وجغرافية السودان والمجتمع السوداني..

كانت أشبه بمعركة حامية الوطيس بين المرشحين للوظائف ولجنة المعاينة والحضور من جهة أخرى.. مبارزة بالخبرات والكفاءة.

بالله عليكم لماذا لا نستخدم مثل هذه الشفافية والمهنية العالية لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب؟

أولاً سنحصل على أفضل الخبرات والكفاءات السودانية في مختلف التخصصات وليس الدبلوماسية وحدها، ثانياً – وهو الأهم – سيشعر كل سوداني بالرضا لأن الفرص متاحة للجميع بلا وساطة أو شلليات أو محاصصات لا ترى بالعين المجردة..

لدينا كوادر رفيعة في كل تخصص، مهما كان نادراً ، لكن للأسف لا تزال الوظائف في مختلف الدرجات توزع بحسابات ضيقة لا تسمح لأهل الخبرة غير أولى الإربة والقربى السياسية أو الشخصية أن ينافسوا فيها.. لماذا لا نفتح كل الوظائف للمنافسة المفتوحة؟ ولماذا لا نرفع مناسيب الشفافية لنسمح لمعاينات مفتوحة في الهواء الطلق من مبدأ (العدالة لا تتحقق، حتى تُرى وهي تتحقق)

عثمان ميرغني

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..