
البرهان يخطب خطبته العصماء متوعداً ومهدداً، والوزير الأمريكي للخارجية يزور السودان برفقة الأسرائيلي جواً من تل أبيب الى الخرطوم مباشرةً ، وكسلا تشتعل حرباً عرقية مدمّرة بينما جوبا تتزين للأحتفاء بكرنفال السلام الذي مازال في رحم الغيب، إذ لا يعلم أحد هل سيتحقق هذا الحلم الذي طال الوقوف على بابه أم لا، وهنالك آخر متشائم لا يريد لجراح الوطن أن تندمل أو تلتئم فيطلق الشائعة المغرضة عن احتضار حادي ركب السلام مسموماً في بلاد الأشقاء الجنوبيين، كل هذا الغليان يمثل مرحلة من مراحل تخلّق الكائن المسمى (السودان)، فهو لم يكن ذلك القطر الأوحد على سطح الكرة الكوكبية المعزول عن حتميات التحول نحو تحقيق مشروع الدولة المحترمة.
السودانيون أخذوا يتعرّفون على أنفسهم بعد زوال غمة الطغمة الأنقاذية الباطشة، فاكتشفوا أن الوطن في حقيقته الراهنة لم يكن يسعهم جميعهم في يوم من الأيام، وأن حكاية ورواية (السودان وطن يسع الجميع) ما هي الا مجرد أكذوبة غبّش بها السياسيون وعي هذه الشعوب السمراء، منذ زمان أهزوجة (منقو زمبيري) وحتى هتاف شباب الصبّة (العنصري المغرور)، لقد برع ساسة بلادنا في تخديرنا باستحداث الشعارات البرّاقة والالحان الزائفة المثيرة للشعور والحس الوطني، فأخبرونا أن رجل الدولة الناجح هو ذلك الأديب الأريب والشاعر الفحل الذي يقرض الشعر، فجاء أرشيفنا السياسي ذاخراً بالمحجوب وجعفر بخيت ومهدي ابراهيم.
السياسيون أطعمونا شعراً ونثراً وفلسفةً، ولم يقدموا لنا طبقاً من الخبز أو الرغيف، أسقونا مياه حسن القول ولم يكفلوا لنا أمننا وأماننا وسلامة أتربة اوطاننا، حتى اصبحنا البلد الأشهر والأنجح في تصدير الشعراء والأدباء والمذيعين والمراسلين، والأفشل في تصدير الثروات الحيوانية والزراعية التي تكتظ بها مساحات أراضينا، عدد الصحف والمجلات الورقية والالكترونية لدينا يفوق احصائية تلك التي توجد في كثير من البلدان التي حققت نواتج قومية إجمالية جبّارة، نافست بها عظام إمبراطوريات المال والاقتصاد في القرن الواحد والعشرين، وبلادنا ما يزال جنيهنا كسيحاً يزحف على بطنه وسط عوالم الأسواق الإقليمية والعالمية، برغم ازدحام قنوات إعلامنا بحملة لقب الخبير الأستراتيجي.
البلاد ليست بحاجة الى هذا العدد الهائل من الجيوش الجرّارة، الحاملة للالقاب الوهمية والحاشدة للسير الذاتية المفخخة في هذا الظرف التاريخي الحرج، إن بلادنا وهي ما تزال تعاني وتكابد على سطح هذا الصفيح الحارق أحوج ما تكون الى الإنسان الوطني الغيور، الذي يشتعل قلبه وجعاً وتعتصر دواخله الماً جراء ما جرى ويجري في الجنينة وبورتسودان وكسلا وكادقلي، لقد نضجت الجلود وتفحمت الأجساد وتيقن الناس من أن ما حل بهم ليس غضباً من الاله ولا ندبة من ندبات الحظ، وإنما غفلة منهم في عدم أكتراثهم لقرارات الحكام القاصمة لظهورهم، ومنحهم كل من دغدغ وجدانهم شيكاً على بياض يكتب على صفحته الثمن الواجب عليهم دفعه، لقد تساهلت وتثاقلت خطوات هذه الشعوب المستضعفة في السعي من أجل حقوقها الأساسية فظن الساسة أنها مجتمعات بلهاء.
الصحوة الشعبوية التي انتظمت البلاد تعتبر البداية الأولية لتخلّق النواة الحقيقية للمجتمعات السودانية، المتراضية والمنضوية تحت كيان الدولة الواحدة بكل ما تعنيه كلمة تراضي من معنى، إنها المرة الأولى في تاريخ البلاد الحديث التي تواجه فيها الكيانات المجتمعية السلطة السياسية بهذه الجرأة المشاهدة، بفضل تساقط أوراق التوت من جسد الدويلة التي خلّفها المستعمر البريطاني، تلك المنظومة الحكومية التي فشلت في مخاطبة مجمل مكونات المجتمع الخطاب المستوعب لحقائق سكان أقاليم السودان، هذا الخطاب الذي أخفقت في صياغته حتى هذه الحكومة الثورية الإنتقالية.
المشاهد المأساوية بأسواق وطرقات كسلا اليوم تعيد للأذهان صور مآسي دارفور، التي أسهمت منظومة الحاكم والوريث الشرعي للمستعمر في إشعال حروبها القبلية، لقد كان الناس في الخرطوم لا يصدقون الرواية القائلة بأن النظام الإخواني يشرف على زرع الفتنة بين القبيلة والقبيلة في الإقليم المنكوب، ولكأنما يريد المهندس الأعظم لهذا الكون أن يخلع آخر ورقة توتية ساترة لعورة الجماعة المنحرفة فمدد هذه الحروب العبثية لشرق السودان، وربما يبسط ذراعها حتى تصل الشمال الأقصى بعد حين، لإكمال حلقات الشر المستطير الذي ظل يزرعه أبناء الوطن غير البررة، فالبلاد أقعد تقدمها وانطلاقتها الجواسيس والعملاء والمرتزقة والسماسرة والمرابون والمتاجرون في سلعتي الموت والدمار.
المرجفون في المدن السودانية بدأوا يبثون الأباطيل والأراجيف والشائعات، الحاضة على تفتيت بوادر تماسك اللحمة الوطنية التي أحيتها ثورة ديسمبر، بالترويج لبضائع الحرب النفسية الكاسدة والقاصدة الى كسر عزيمة الشباب الخُلّص، وإطفاء جذوة الأمل والتفاؤل والتطلع الى الغد المشرق لبلادهم، لكن سيهزم الجمع وسيولون الدبر أمام عزيمة الشباب وصبر الشيب، فمهما تآمر الذين تضررت مصالحهم من زوال نظام حكم الطاغية لن ينالوا مقصدهم وسوف يخيب فالهم، فعزيمة الثوار لن تلين ولسان حالهم يقول (لا يجوز الأستلقاء والراحة أثناء المعركة)، فديسمبر ثورة مشتعلة متوهج نجمها حمل مشعلها الكبار والصغار اليافعين، وثورة كهذه لن تهزمها الدسائس الخائبة ولا السهام الطائشة وغير الصائبة.
إسماعيل عبد الله
[email protected]




تشكر السيد سكرتير عاشر إعلام الجنجويدي حميدتي
السودان وصل الحضيض والدمار اصاب كل شئ تقريبا.
البلد دخلت منعطف خطير ولا عودة تاني لما كنا عليه قبل الثورة المسروقة.
حمدوك وقحط ووزراءها ونشطاءها المعروفين. دمرتم الجنيه السوداني والاقتصاد والنسبج الاجتماعي والخدمة المدنية كأنكم في سباق ماراثوني لتدمير كل البلد.
ايها الاوغاد سارقي ثورة الشعب الذين نصبتم انفسكم على البلد بغير وجه ودون ان ينتخبكم احد، لم يعد هناك شىء لم تدمروه. كلكم ستذهبون الى الجحيم لتتعفنوا مع الكيزان..
لن تذهبوا الى الجحيم بواسطة الجيش كما يزعم بعض الحمقى.. بل بواسطة الشعب السوداني.. ذات الشعب الذي قتلتوا أحلامه وآماله بالاوهام والتضليل والأكاذيب. الشعب الذي افقرتوه فقرا لم يشهده السودان في كل تاريخه.
اما احداث الشرق الدامية والتي تتسع بسرعة في غياب كامل لحمدوك وقحطه، فالجيش لا ولن يتدخل بنص وثيقتكم الدستورية الموسعة الا بموجب اعلان الطوارئ في الولاية بواسطة الوالي، والوالي هو أس الفتنة و المشكلة.
والشرطة لن تتدخل الا بموجب اذن مكتوبةمن وكيل النيابة وبصحبة وكيل النيابة ويمنع استخدام اي قوة ضد المحتجين عشان ما بعد شوية يتم اتهامهم بالعنف المفرط او استخدام الرصاص الحي ويجد الجندي المسكين نفسو متهم بقتل المتظاهرين ويحاكم بالإعدام كما حدث لزملاءهم في أحداث الابيض و غيرها. الأسوأ من ذلك انك نزعت من القوات الحصانة فلماذا يدخل نفسو في مشكلة اثناء ممارسة مهاموا ثم لا يجد سند او ظهر او دولة تحميه؟
حذرناكم من اضعاف الاجهزة الامنية والعسكرية للدولة على حساب تقوية الحركات والجماعات المسلحة التي تملك السلاح خارج يد الحكومة والدولة فاسميتوها الكفاح المسلح بينما اطلقتم على هيئة العمليات بجهاز الامن (المنمردين) وحليتوها، والان ستحصدون ما فعلته ايديكم لن تستطيعوا حتى حكم البلاد في ظل انفلات امني شامل وانعدام للاستقرار الاقتصادي ودمار كامل في كل شي وحاليا ساد النهب والسلب والقتل عشان يشيلو منك موبايل او ٥٠ جنيه.
يا عنصري الخرطوم دي سكنوها الانت متخيل انهم مضطهدين حسب نفسك المريضة، وعصابة الفطيسة الترابية النتنة النجسة كل جيشها وحرسها وأعضاءها كانو من ناسك ولما تصارعو فيما بينهم كعصابة عنصرية ظهرت حقيقية عنصريتكم التي اتيتم بها انت وجيش خليل هو وجه من وجوه عنصريتكم، فلا تعتقد بأن ما يحدث يمكن أن يقوى من عنصريتكم ويضعف أطراف كانت تمثل السلام والطيبة والتمازج والقبول بالآخر في السودان قاطبة، لماذا لم تتحارب وتتقاتل قبائل الشمال والوسط فيما بينها؟ تلك المكونات التي تتعنصر عليها في كتاباتك النتنة، اقول لك لأن هذه المكونات هي التي تجعل من السودان سودان متماسكا وهي من جعلت منه دولة، ولكن انتم منذ أن أتى بكم الفطيسة الترابية النتنة النجسة من أصقاع السودان تحول السودان إلى هذا المسخ الذي يماثل ما نفسك من نتانة وحقد وغل تجاه من جعلو منك سوداني والدليل ان عنصريتكم تتضاعف حتى وانتم في بلاد اللجؤ حيث منبع العنصرية في دولة عصابة اليانكي.
نعم يا إسماعيل إنها الام المخاض والميلاد للدولة السودانية كما تريدها شعوبها إنها ملامح التغيير المنشود والتبدل المرام والوطن القادم المرتجى. السودان كان كيانا هلاميا خياليا غير موجود إلا في تهويمات الشعراء كان وطنا مستلبا حتى أسماه بعضهم بالأندلس المفقود تيمنا بما حدث فى الأندلس وشبه الجزيرة الأيبيرية اسبانيا اليوم. والله رغم المشاق والمصاعب الحياتية ولكنى وجدت نفسى اتسمر أمام تلفزيون السودان الذى قاطعته منذ عقود لا لأتابع برامجه ولكن لأتفحص الوجوه واراجع القضايا قيد النقاش فهذا الجهاز الحكومى الذى يمول من دافع الضريبة محصور لجهات بعينها ثقافة وأهتماما..وهو مثال ساطع للدولة التى مضت ولن تعود دولة المركز والشريط..إنه من طبيعة الأشياء ألا يدع المستفيدون بروز السودان الذى يسع الجميع لأنهم رضعوا من ثدى السودان الذى أرادوه لأنفسهم فقط دون سائر مواطنيهم. حميدتى إتفقنا معه أو إختلفنا فالسودان فى أحوج حالاته لمثله وأن يكون يظل فاعلا ومؤثرا في وجهة السودان ولئن أختاره الله فليمض إليه راضيا فالذى يتمنى موت الخصم تقصر أمامه قامته ويعجز عن مواجهته فمن نشر ذلك الخبر المضروب هو من نفس طينة أولئك الذين أقتلعتهم الثورة المجيدة ولن يعود السودان ضيقا أو حكرا على بعض أبنائه دون غيرهم والمشاركة في إدارة البلاد ليست منحة من أحد فمن أقر بهذا التغيير الذى حدث وما سيحدث لا حقا فهو ضمن الأماجد من أبناء السودان الذين تساموا عن عصبة القبلية والإنتماء الضيق فالسودان يسعنا جميعا ولن نتركه لأهواء الإنكفاء ولن نستجيب لرغبة الإنفصاليين أينما ما كانوا . حمى الله السودان وأبنائه وثورته.
انتو النيل ده عقدتكم ليه؟ منو مدير التلفزيون الان؟ يا عنصريين السودان ده لو ما أهل النيل كانو تكونو حسي مجرد كائنات بدائية تسكن الكهوف وتاكل أوراق الشجر.