محطات الوقود .. ألاعيب ما بعد منتصف الليل

أم درمان : أحمد عمر خوجلي
في مساء الأربعاء الماضي كان الوقود متوفراً بعدد من محطات مناطق أم درمان، برغم ذلك كانت معاناة أصحاب السيارات من طالبي الخدمة مضاعفة لأسباب تتصل بظهور نوع جديد من الحيل لحصد المال باستغلال الأزمة، أو لهث واستعجال المواطنين للحصول على الوقود بأي طريقة وبأي ثمن لحل أزمتهم الخاصة وبعدها فليكن مايكون .
يقول مواطن من أم درمان مضينا إلى إحدى محطات الوقود على عجل بعد صلاة العشاء بشارع الشنقيطي وصلنا بعد وقت وجيز من انتشار خبر توفر الوقود بها .. بعد الأسئلة والسخط من جانب المواطنين الذين اصطفوا للحصول على الوقود، عادوا للتفرق من جديد والسؤال عن محطة جديدة تارة لسائقي السيارات في الطريق من هنا أو هناك أو عبر شبكة الهاتف الجوال .
ويتابع وصل اتصال بأن محطة بشارع الزعيم الأزهري بها وقود متوفر .. وصلنا على عجل وجدنا السيارات بدأت في الاصطفاف بسرعة بدأوا في ضخ الوقود لفترة لم تطل كثيراً، حتى قال الشاب الممسك بمسدس الماكينة انتهى الوقت وسنواصل في الصباح .. انفعل المنتظرون في أصحاب السيارات كثيراً واعترضوا على قرار الرجل الذي نسبه إلى أن الأمن منع توزيع الوقود بعد الحادية عشر، من حسن الحظ أحد الحاضرين اتصل بشخصية كبيرة في الأمن الاقتصادي، صحيح أنه قال له إن الأمر من اختصاص ولاية الخرطوم لكن لا يوجد قرار يمنع صرف الوقود في أي وقت وأي محطة تعمل إلى أن تنتهي حصتها .. في تلك اللحظات وأثناء الجدل انتشر خبر جديد يشير إلى أن محطة الهجرة أم درمان تعمل الآن وبها الوقود ليسارع الجميع إلى هناك، ليجدوا الأمر حقيقة لكن قال العاملون في المحطة إن الوقود موجود وسيواصلون العمل بشرط أن يدفع صاحب السيارة عشرين جنيهاً .. الغالبية وافقت على الدفع بل أنها صارت تدافع عن الزيادة حتى تحصل على الوقود وتمضي إلى المنازل، لذلك تقوم الغالبية بمهاجمة من يعترض على ذلك وإذا حدث هرج ومرج عمال المحطة يقومون بوقف البيع وإطفاء الأنوار للمزيد من الضغط على المعترضين .. لكن المواطن الذي اتصل بالمسئول في الأمن الاقتصادي رجع مرة أخرى إليه وقال له إن الوقود موجود لكن بالزيادة على السعر الرسمي ..
بعد أن نجح محدثي في الحصول على الوقود جاء إلى محطة شارع الأزهري ليجدها تعمل وعدد السيارات في تزايد توقف عندها ? وكنت شاهداً على ذلك ? فسأل العامل الممسك بالمسدس ? قبل قليل قلت إن الأمن يمنع البيع بعد الساعة الحادية عشر وتفرق الصف .. فلم يجب فاقتربت منه لأسمع وسألته ذات السؤال لم يرفع عينه من مسدس تعبئة الوقود وقال لي (مجموعة من أصحاب السيارات ذهبوا إلى رجل الأمن وأحضروه من المنزل وبدأنا نعمل من جديد فقلت له أين رجل الأمن فقال : رجع المنزل مرة أخرى . بعدها عدنا إلى محطة الهجرة فوجدنا الصف قد تفرق والأنوار مطفأة .. سألنا أحد العمال فقال الوقود الصباح ? ليغير رأيه بسرعة الوقود انتهى .. فسأله مرافقي صاحب السيارة بي ورقة ? يقصد عشرة جنيهات زيادة ? فقال له بكل شفافية نعم .
التيار