محمد ابراهيم نقد الضفه الاخري

بقلم :الخاتم العاقب

.تمر علينا الذكري الثالثه للرحيل المفجع للفقيد ولا تزال ترن في إذني هتافات الجماهير التي شيعته الي مثواه الاخير(ماك الوليد العاق لا خنت لا سراق) وهو هتاف له ارتباطٌ عميقٌ الجذور بالحزب الذي انتمي اليه الفقيد وافني سنين عمره في خدمه اهدافه وللهتاف دلالات مرتبطة بشخص نقد وطباعه الشخصية التي تجسد ما هتفت به حناجر هولاء المشيعين باعتباره رمزا للمناضل الملتزم بقضايا شعبه وكشخص يفعل ما يقول وتتطابق افعاله مع حياته

اليومية ومن هذا المدخل تأتي ضرورة التوثيق لحياه نقد وآخرين يماثلونه في وهب حياتهم رخيصة في سبيل ما رسخ من قناعات لديهم ولدفاعهم الشرس لتحقيق حياه أفضل لشعبهم ومستقبل أجياله.فالتوثيق لهولاء توثيق لتاريخ حزبهم وشعبهم. خمس سنوات قضيتها في العمل بقطاع الطلاب حيث كان نقد هو المتابع لقطاع الطلبة من قياده الحزب الشئ الذي اتاح لي فرصه العمل معه بشكل دوري والتعرف علي أفكاره تجاه تطوير عمل الحزب في هذا القطاع الهام وتصحيح أخطاء العمل وسط الطلاب.من أهم القضايا التي كانت تشغل بال الراحل هي قضية استقرار الحياة الحزبية من حيث انتظام الاجتماعات وعقد المؤتمرات والاهتمام بالمرشحين ودراسة وثائق الحزب والتحصيل الأكاديمي وقضايا الطالبات ومشاكل السكن كان يطرح تلك القضايا كقضايا من أهم أولويات الحزب وإنها ليست عصَّية علي الحل لكنها تحتاج لمدخل سليم ووضعها في اعلي أولويات الفروع والانطلاق لتحقيقها من خلال التعرف علي رأي الطلاب وعضويه الفرع ثم تأتي مساهمة قياده الحزب كدور مساعد وليس بديلا لها مما حفز العديد من الفروع في تحقيق تقدم ملحوظ في بعض القضايا وهائل في أخري وكان الراحل يتابع ذلك التقدم ويرفده ببعض الأفكار ويساعد في جوانب التعثر بصبر شديد ودون كلل.

علاقة الشيوعيين والديمقراطيين من القضايا مركز الاهتمام في تفكير نقد خصوصا في جانب الحفاظ عليها وتطويرها وتجاوز سلبياتها حيث بذل مجهوداً مقدراً ظهرت نتائجه علي ارض الواقع في ذلك الوقت بتوسع نشاط ونفوذ الجبهة الديمقراطية وبنائها في جامعات جديدة بما في ذلك الجامعات التي تمنع النشاط السياسي كما ساهم في استقرار وتطوير العلاقة بين فرع الحزب والجبهة الديمقراطية من خلال طرح المشاكل واقتراح الحلول في سلسلة من الاجتماعات الطويلة والشاقة والمستمرة شملت لقاءات مع قيادة الفروع والجبهة الديمقراطية في كل الجامعات تقريبا. وكان شديد الإصرار علي عقد تلك الاجتماعات والاستماع لكل جامعةٍ والتعرف علي نوعية المشاكل ورؤية كل جامعةٍ للحلول بصبر يحسد عليه وكثيرا ما كانت بعض المشاكل تصل مرحلة يصعب السيطرة عليها وتنعدم آفاق الحل. حيث كانت تتجلي عبقريته في إنتاج حلول من داخل الاجتماع ومن بين ثنايا ما قاله آخرون يقوم بالتقاطه إعادة صياغته من جديد مما يوفر ارتياح عام بان الحل لم يأت كقرار بل نتيجة إسهام جماعي وبالتالي ضخ دماء جديدة في شرايين كادت أن تتصلب .

تميزت تلك الفترة بانتشار ظاهره العنف الطلابي وتراجع مساحات الصراع الفكري الحر مما خلق حالة من العزوف لدي الطلاب وزهد الكثيرين من جدوى العمل السياسي .موقف الحزب من العنف واضح وصريح وهو رفض العنف والعمل علي حصار أسبابه وتجفيف منابعه باعتباره مخرب للحياة السياسية ويخدم خط السلطة ويوفر لها المبررات في ضرب حركه الطلاب إلا أن الواقع في ذلك الوقت كان رافضاً ومصادماً لموقف ورؤية الحزب مما وضع عبء إضافي علي كاهل الراحل نقد لاقتناعه الراسخ بضرورة محاربه العنف وفي نفس الوقت تفهمه لواقع الطلاب علي الارض ومسبباته ودوافعه لذلك لم يطرح القضيه كقرار واجب التنفيذ بل كمعضلة تستوجب التفكير وطرح اسئلتها بشكل صحيح يتحيح الوصول لاجوبه تصلح كمخرج من تلك الظاهرة كما ساهم ببعض الأفكار التي كان لها دور حاسم في محاصره الظاهرة والتقليل من آثارها السالبة علي الحياة السياسية في الجامعات وان كان لم تصل لدرجه تجفيف الظاهرة والقضاء عليها بالكامل. ولكن ما يجب ان يحفظ للتاريخ ان الحزب الشيوعي والراحل نقد كان لهم إسهام مقدر وموقف صلب تجاه عنف الطلاب.لقناعته بخصوصية الحركة الطلابية ودورها الهام في الحياة العامة وتصديها الشرس في مقاومه نظام الجبهة الاسلامية وتضحيات الطلاب وصمودهم في بيوت الأشباح ومعتقلات التعذيب كان شديد الحرص علي توثيق يوميات نضالها بشتي الوسائل ابتداءا من محضر الاجتماع مرورا بالجرائد الحائطية ومنابر الجبهة الديمقراطية ومجلة المسيرة وصحيفة الميدان انتهاءا بتوثيق تلك التجارب وتعميمها فكان دائما ما يردد ( المشاكل اليومية ما تنتهي لكن ما تخلوها تأخد كل الوكت توثيق التجارب ودراستها هي التي تطور العمل وتحدث النقلات النوعية) لذلك كان شديد الحرص علي الاطلاع عليها وارسال ملاحظاته ودائما ما يسأل (كتبتو تجربة المعركة الفلانية؟؟؟) وغالبا ما يكون الرد بلا فيقول(اها بتكتبوها متين ؟ انا ما شفقان لكن قولي لي بتكتبوها متين أسبوع شهر سنه حددو لكن بلزمكم بالزمن القلتوهو ودي حاجة ما فيها تهاون) .كان شديد الاحتفاء بالتفوق والنبوغ الأكاديمي ودائما ما يوصي بنشره وتعميمه وتوثيقه ليصبح حافز للآخرين وشديد الاستياء من الفشل او كما يحلو له ان يطلق عليه تسمية ( السقوط) وكثيراً ما يردد (ياخ عيب عليكم مافي شيوعي ساقط ما تجيبو لينا السبة مع اهلكم) .

.أخيراً وبرغم مهامه الجسيمة وظروف اختفائه ومحدودية حركته دائم السؤال عن أحوال من التقي بهم وجمعته بهم ظروف النضال وافترقت بهم السبل فيباغتك بالسؤال ( فلان داك كيف؟؟ اشتغل؟ وقالوا لي فلان عرس.بالله وصيه تسلم عليها وقول ليهو عمك بسلم عليك) .

ستظل سيره الراحل نقد جزءاً أصيلاً من سيرة حزب غرس جذوره عميقاً في تربة هذا الوطن وروي أرضه بالغالي من الدماء وعرق النضال وإفناء زهرة الشباب وخريف العمر من أجل بناء وطن حر ديمقراطي .له الرحمة ولحزبه وشعبه إكمال النضال.

الميدان

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..