أخبار السودان

فى انتظار بصات (قوش) !!

زهير السراج

* وصلت الازمة الاقتصادية إلى قمتها بانفلات سعر الدولار مرة أخرى حتى وصل يوم أمس (الاربعاء 25 ابريل، 2018 ) الى 38 جنيها للشراء، و39 ونصف للبيع (إذا وجد)، باسواق الخرطوم، وانضمام الكهرباء الى قائمة السلع الشحيحة، ولولا الصَّدقة الاثيوبية من الكهرباء التى تصلنا من (سد النهضة) لوقف الناس بالصفوف الطويلة لشراء الكهرباء، ولقد أعلنت الحكومة عن برنامج للقطوعات بدأ تنفيذه قبل يومين، ويتوقع أن يصل الى الذروة كلما تقدم الصيف الى الامام وانقطع امداد وقود الفيرنس اللازم لتشغيل المحطات الحرارية للكهرباء، واستفحلت المشاكل الفنية التى يعانى منها سد مروى ..إلخ!!

* ماذا سيفعل النظام العاجز الفاسد الآن مع الاخفاقات المستمرة، وندرة السلع والخدمات وعلى رأسها المواصلات العامة التى شهدت دخول الشاحنات وعربات نقل البضائع والماشية الى مجال نقل الركاب بالعاصمة، فصار من الطبيعى جدا أن ترى النساء والأطفال والرجال وهم يُحملون كقطع الاثاث او الخراف على ظهور الشاحنات تحت وهج الشمس الحارقة او فى بطون الدفارات المكتظة بعشرات الركاب فى درجة حرارة تتخطى الاربعين مئوية ، والمحظوظ هو من يحصل على هذه الركوبة القاسية التى يدفع مقابلها مبلغ (عشرة جنيهات) فى وقت الذروة، أما الذين لا يسعفه الحظ فعليه أن يمشى على رجليه ثلاث او اربع ساعات للوصول الى منزله، او المبيت على قارعة الطريق فى انتظار بصات (قوش)!!

* سعر طلب الفول وصل الى خمس وعشرين جنيها بدون اى شئ غير شذرات من البصل، وملعقة كبيرة من موية التوم وقليل جدا من زيت السمسم وقطعة خبز واحدة، وعليك أن تدفع قيمة اى شئ اضافى آخرمثل الجبنة التى يباع كيس منها فى حجم كيس التسالى الصغير بمبلغ خمس جنيهات، أو الطعمية التى تباع حبتين منها فى حجم (جُلة صغيرة) بجنيه، أما البيضة المسلوقة فيبلغ سعرها عشرة جنيهات كاملة!!

* كيلو الطماطم وصل أربعين جنيها، وكيلو اللحم البقرى مائة وخمسين جنيها، واسطوانة غاز الوقود زنة (12.5 ) كيلوجرام 190 جنيها (إذا وجدت)، والبنزين والجازولين بالصفوف الطويلة، ولقد بلغ سعر جالون البنزين سعة (4 لتر) فى بعض الأطراف مبلغ 250 جنيها كاملة، وتحولت صرافات النقود الى خردة، وازمة السيولة تزداد استفحالا، ورغم ذلك وكل ما تزعمه الحكومة من محاربة الفساد واعتقال المفسدين وتجار العملة الصعبة، كان للدولار رأى آخر فى الأيام الماضية، ورفع رأسه عاليا فى سماء السودان وهو يمد لسانه ساخرا من مزاعم وادعاءات وأكاذيب وألاعيب الحكومة، ويستعد للانطلاق نحو محطة الخمسين .. بينما اجهزة الحكومة مشغولة بفبركة القصص والحكايات المكشوفة عن الوادئع الاجنبية التى وصلت البلاد، والقبض على مزورى العملة الوطنية فئة (الخمسين جنيه) من الاجانب وأعوانهم السودانيين !!

* وفى اثناء ذلك يقبع الكثيرون فى المعتقلات، وتتحكم السلطة فى سرعة خدمة الانترنت لتصعيب وتيرة الاتصالات بين الناس خوفا من تناقل دعوات التظاهرات، وينشط بعض باشكتبة الحكومة المأجورين فى توجيه تهم الفساد الكاذبة لقادة واعضاء الاحزاب المعارضة لارباك الرأى العام واشاعة الاكاذيب بفساد المعارضة لينشغل الناس عن فساد الحكومة، ومنها التهمة المضحكة التى وُجهت للسكرتير السياسى للحزب الشيوعى (محمد مختار الخطيب) بالحصول على قطعة ارض استثمارية بوسط الخرطوم بتخفيض كبير من والى الخرطوم السابق (عبدالرحمن الخضر) الذى اضطر اضطرارا لنفى هذه التهمة عن (الخطيب) مؤخرا عندما علم بنيته فى التوجه للقضاء لمقاضاة وفضح الذين اتهموه زورا بهذه التهمة، بينما كان بامكانه نفى التهمة منذ وقت طويل عندما ظهرت لاول مرة فى مقالة سابقة لباشكاتب آخر، حيث كان يعلم تمام العلم أن الشخص الذى منحه قطعة الارض بتخفيض كبير هو قيادى فى حزب المؤتمر الوطنى يتشابه فى اسم العايلة مع سكرتير الحزب الشيوعى، ولكنه تعمد ان يسكت الى ان أثار التهمة الكاذبة باشكاتب آخر، وعندما شعر أن (الكلام سيجر الكلام) وربما يظهر المزيد من الفساد المدفون فى الاراضى، سارع بنفى التهمة عن (مختار الخطيب) الذى نما الى علمى انه آثر الترفع عن الصغائر، حسبما قال، بعدم الذهاب الى القضاء للتفرغ لقضايا أكثر أهمية، بعد نفى الوالى، وهكذا يكون الساسة النافعون لبلادهم وشعوبهم، أما الفاسدون فنحن وانتم أدرى بما يفعلون !!

* تهمة فساد واحدة من التى طالت ساسة وقادة هذا النظام، أو واحدة فقط من إخفاقاتهم الكثيرة التى تتوالى علينا منذ ثلاثين عاما، لو حدثت فى بلاد اخرى لقلبت النهار ليلا، والليل نهارا، أما هنا فمع كل الدمار الذى لحق بالبلاد والضيم الفادح الذى اصاب العباد، والفساد غير المسبوق، فإن شهية النظام لا تزال مفتوحة للمزيد من الحكم، والمزيد من اللغف، والمزيد من الضيم والقهر للناس .. والمزيد من العبث بدين الله!!
الجريدة

تعليق واحد

  1. إذا أسند الأمر إلى أهله فانتظر مثل هذا الحال الذي وصلنا إليه، وإذا كان أكبر مسئول في الدولة معاناة شعبه لا تحرك شعرة فى رأسه ولا تأخذه بهم شفقة ولا رحمة بل يمن عليهم بأنه قد علمهم أكل الهوط دوق، وإذاكان أكبر مسئول في الدولة ديدنه الاستهتار واللامبالاة بما تعانيه البلاد والعباد من أزمات وضيق في المعيشة فلا يستغرب فى وصولنا إلى ما وصلنا إليه والله المستعان.

  2. أخوان الشيطان ديل ماحايتانزلوا عن الحكم حتي ولو مات كل الشعب من الجوع.عشان كده لازم يقتلعوا إقتلاعا.آنا مستغرب والله ماذا ينتظر الشعب!!! أطلعوا الي الشارع وإنتزعوا حققوقكم .آكلي السحت والحرام ديل أحرص الناس علي الحياه.والله لو الشعب ثبت في الشوراع حايهربوا من قدامكم.
    نسآل عن الأستاذ شبونه إنشاء الله يكون المانع خيرا للأنقطاع

  3. بعد كل هذا هل هناك سبب واحد يخلي الشعب السوداني لا يخرج إلى الشاعر عن بكرة أبيه إلا الخوف .

  4. إذا أسند الأمر إلى أهله فانتظر مثل هذا الحال الذي وصلنا إليه، وإذا كان أكبر مسئول في الدولة معاناة شعبه لا تحرك شعرة فى رأسه ولا تأخذه بهم شفقة ولا رحمة بل يمن عليهم بأنه قد علمهم أكل الهوط دوق، وإذاكان أكبر مسئول في الدولة ديدنه الاستهتار واللامبالاة بما تعانيه البلاد والعباد من أزمات وضيق في المعيشة فلا يستغرب فى وصولنا إلى ما وصلنا إليه والله المستعان.

  5. أخوان الشيطان ديل ماحايتانزلوا عن الحكم حتي ولو مات كل الشعب من الجوع.عشان كده لازم يقتلعوا إقتلاعا.آنا مستغرب والله ماذا ينتظر الشعب!!! أطلعوا الي الشارع وإنتزعوا حققوقكم .آكلي السحت والحرام ديل أحرص الناس علي الحياه.والله لو الشعب ثبت في الشوراع حايهربوا من قدامكم.
    نسآل عن الأستاذ شبونه إنشاء الله يكون المانع خيرا للأنقطاع

  6. بعد كل هذا هل هناك سبب واحد يخلي الشعب السوداني لا يخرج إلى الشاعر عن بكرة أبيه إلا الخوف .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..