بالعَصِر مرورو !

@ رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها إدارة المرور في تقليل نسبة الحوادث في الطرق القومية خاصة أيام الاعياد بابتداع الرقابة الجوية و طريقة التفويج التي تتحكم فيها ادارة المرور بتسيير (كنفوي) المركبات في كل الوجهات بسرعة محددة تمنع التجاوز والتخطي الامر الذي وجد تجاوب و قبول من الركاب إلا أن سائقي بعض المركبات يلجأوون الي التفلت و(التغريد) خارج سرب التفويج لكسب الزمن بتحقيق سفريات أضافية فوق المعدل . الاجراءات التي اتخذتها ادارة المرور لم تمنع وقوع الحوادث باعتبار علي الاقل ان (الحذر لا ينجي من القدر) وان الحوادث تقع في لحظة زمن و لها العديد من الاسباب .
@ من ابشع حوادث المرور ما حدث ثاني أيام عيد الفطر في شارع الخرطوم مدني الذي يعرف بطريق الموت ، قبالة مدينة الحصاحيصا ، حيث اسفر عن مصرع و اصابة 42 شخصا . هذا الحادث يكشف الكثير من الخلل الذي يضع ادارة المرور في قفص الاتهام ، اولا لجهة أنها إهتمت (أكثر) بالجبايات عبر التسويات الفورية التي تقنن للمخالفات لدرجة أن اصبح شعار المرور عند سائقي المركبات العامة ( خالف و ادفع). ثانيا ، رغم أن هنالك اسباب كثيرة للحوادث إلا أن إدارة المرور تكتفي فقط بأسباب الحادث المباشرة لحظة وقوع الحدث بينما لا تهتم بإبراز الجوانب الاخري والهامة ، التي تتسبب في وقوع الحادث وهي كثيرة جدا . علي إدارة المرور الاهتمام بإدارة الحوادث و تأهيل افرادها وتدريبهم علي الاسعافات الاولية والمحافظة علي الارواح و الممتلكات ، آن الأوان ان تقوم ادارة المرور بتوفير عربات الاسعاف المتكاملة جنبا الي جنب مواقع الارتكاز والكمائن في الطرق القومية وما تقوم به ادارة المرور من جبايات يجب ان تعود للمواطن بتوفير كل المعينات اللازمة .
@ معظم حوادث المرور البشعة تتسبب فيها مركبات صغيرة بالإضافة الي تلك التي تعوذها الكفاءة الفنية والقدرة الميكانيكية من المركبات الكبيرة التي تستخدم لنقل الركاب . الفوضى العارمة التي يشهدها طريق الموت تتسبب في غالبيتها ، العربات الصغيرة التي اصبحت وسيلة مواصلات (طرحة) بين المدن وهذه العربات (الآكسنات) رغم حظرها من السفر بسبب منافستها للنقل العام إلا أنها ما تزال (محتكرة) تعمل بطريقة (علي عينك يا قانون) و للأسف معظم هذه العربات الصغيرة التي تعمل بالأجرة وغير مرخص لها بذلك ، أصحابها من بعض أفراد القوات النظامية المختلفة ، من هم في الخدمة او بالمعاش لدرجة ان هذه العربات اصبحت (معروفة لديهم) ولا تخضع للرقابة او التوقيف والطامة الكبري ، أن تلك المركبات معظمها يقوده شباب متهور و بسبب مغامراتهم تلك تسببوا في ارباك المرور لسرعتها و مراوغتها في المرور و بالتالي وقوع الحوادث.
@ غالبية حوادث المركبات في الطرق القومية ، خاصة تلك التي اصبحت غير مؤهلة من النواحي الميكانيكية والكفاءة الفنية من بعض البصات والحافلات التي ظلت تعمل لأكثر من 30 عاما فقدت قدرتها علي الصمود الآمن عند الحوادث، الامر الذي يضاعف نسبة الاصابات عند وقوع الحادث . اعداد كبيرة من سائقي المركبات العامة غير مؤهلين للقيادة من ناحية فنية و من نواحي أخلاقية و صحية غير ضعف الخبرة والتجربة معظمهم كانوا مجرد مساعدين و سائقي ركشات و فاقد تربوي وحتى الذين بحوزتهم رخصة عامة لا يكف ان يقودوا ارواح من البشر دون ان يخضعوا لاختبارات وكشف دوري ولحظة وقوع الحوادث للتأكد من سلامة العقل و البدن من تأثير المخدرات كأحد اسباب وقوع الحوادث مع ضرورة رفع قدراتهم بشكل دوري عبر كورسات و دروس تأهيل . رداءة الطرق القومية و عدم ملاءمتها لمتطلبات السلامة المرورية ، لا ينبغي ان تصبح شماعة تعلق عليها كثرة الحوادث و بشاعتها .
@ يا ايلا .. العقد الذي وقعته امام رئيس الجمهورية في افتتاح مهرجان (الصفقة والرقيص) والخاص بتوسعة طريق الخرطوم مدني كان مجرد (مكنة) و (هوشة) فارغة ،، إذا كان الراجل بمسكوهو من لسانو ، فالوالي من قرارو !