كماشة قبض مسمار

زمان عندما يذهب البعض الي مناسبة او حفل زواج او اي مناسبة يبقون لاطول مدة ممكنة . خاصة اذا طاب لهم المقام . ويقولون عن هذه الحالة كماشة قبض مسمار . فمهمة الكماشة هي القبض علي المسمار الي اوان خلعه او قطمه . وهذه حالة الناس في السودان . والدليل اليوم هو البشير الذي كتب بيده دستورا، قام بالانقلاب عليه , وهاهو يصر علي ترشيح نفسه مرة اخري . ومن المؤكد انه بعد المدة القادمة سيجد العهد لنفسه مرات ومرات .
ليس هنالك استثناء في السودان . كله كماشة قبض مسمار . البروفسر علي شمو مثال جيد . مهما كان الانسان نشطا وذكيا فهنالك حدود طبيعية لا يمكن ان يتغلب عليها الانسان . وسنين العطاء هي فترة محددة في عمر البشر . ومهما كان الانسان مميزا فلا يمكن هزيمة الطبيعة . مالذي ينقص البروفسر علي شمو ؟ لقد قدم الكثير . واي مشاركة الآن تحسب ضده . كان من المفروض ان يتنازل وهو علي القمة حتي لاتصدر منه افعال او اقوال تسئ الي تاريخه الطويل .
النظام في السودان يقود حملة مسعورة لتحجيم الصحافة الالكترونية . وهذة الحرب لن تنجح . لماذا يدخل علي شمو نفسه في هذه المتاهات . وهل يحتاج علي شمو لمنصب المجلس القومي للصحافة والمطبوعات . وعلي شمو يعلم ان المجلس ليس بقومي بل هو قبلي كامل الدسم .
ان الاضواء تصيب الانسان بمرض وبعض النرجسية . عندما تنحسر عن البعض قد يصاب الانسان بامراض نفسية . والخوف من فقدانهايصيب الانسان بنوع من الفوبيا , الممثل الامريكي من اصل نمساوي جون ويسملركان بطل الاولمبياد للسباحة . وكان وسيما يتمتع بجسم رياضي رائع . كان يمثل طرزان في الافلام التي اكتسحت العالم في بداية الخمسينات . وكان معبود النساء ، وحديث الناس لفترة طويلة . وكان يطلق صرخة مميزة في الافلام . كان كل اطفال العالم يقلدونها .
وتغيرت الاحوال . ونسي العالم طرزان والبعام او الشمبانزي شيتا الذي كان يرافقه . ولم يصدق طرزان . واصيب بالجنون . وكان يطلق صيحاته في مستشفي الامراض النفسية . الامريكي الاسود الذي كان يمثل معة عاش في مدينتنا لقرابة الثلاثين سنة . كان يبدو في ثياب جميلة ويسير في الطرقات بدون ان يتكلم مع احد . وفي يوم من الايام ذهب الي كبري الصحف في مالمو وطالبهم بالكتابة عنه وعرف نفسه برفيق طرزان . وكتب عنه احد الصحفيين .وربما لانه يعرف بمرض انحسار الاضواء .
المغنية ديانا روز بدات حياتها كثالثة في فرقة ذي سوبريم. ثم انفصلت وصارت اعظم مغنية سوداء واحتلت عرش المغنية اريثا فرانكلين . ومثلت فلم ليدي سنقذ ذي بلوز ؟ والفلم عن حياة اعظم مغنية سوداء بيلي هولييدي ، ورشحت لجائزة الاوسكار . وكان الفنان مايكل جاكسون يعتبرها قدوة بالنسبة له . وتزوجت مليارديرا نرويجيا وضع العالم تحت اقدامها . ولكن عندما انحسرت الاضواء انتهت في مصحة للامراض النفسيه .
الرئيس الامريكي نيكسون عاش تحت الاضواء منذ ان كان نائبا للرئيس ايزنهاور في 1952. ونيكسون اتي للسودان في الخمسينات . وشاهدنا ملصقات علي عواميد الترام الحديدية ، ارجع الي بلادك يا نكسون . حلق عند حلاق يوناني احتفظ بشعره . وصار يباع في مظاريف صغيرة خاصة بعد ان صار رئيسا في السبعينات . الرجل الذي يباع شعره لايقبل بانحسار الاضواء .
وعندما طرد نكسون من الرئاسة بسبب فضيحة ووتر قيت ، صار عصبيا . واعتدي بعصبية علي احد الصحفيين . والمت به حالة اكتئاب . وعندما حاوره التلفزيوني الشهير ديفيد فروست كان ممتلئا بالمراة . وكان الصحفي يقول مستغربا ، ان عند نيكسون كل شئ لماذا هم ملئ بالمرارة والالم ولماذا لا يستمتع بالحياة ؟. كان رده انه قد شاهد اغنياء العالم وخاصة في منطقة الريفيرا في البحر الابيض .وكانوا يعيشون في نعيم ولكن ليس هنالك ما يماثل السلطة والاضواء . فالبليونيرات كانوا يحسدون نيكسون .
وانتهي الامر بنيكسون محطما . واغني اغنياء العالم اليوناني اوناسيس سعي للزواج بجاكلين كندي ارملة الرئيس الامريكي . وكان لها مجموعة من الاطفال . والغريبة انها كاثولكية واوناسيس ارثودوكسي . ولكن من اجل الاضواء والمال تتغير الامور . وكان في امكانه ان يتزوج باجمل نساء العالم ومن هن اصغر سنا وبدون رهط من الاطفال . ولكن فقره وطفولته البائسة وعملة كمهرب في مواني تركيا جعله يحاول ان يصيب شيئا من الاضواء العالمية كزوج ارملة الرئيس الامريكي .
في السودان كان بعض زملائنا من ابناء التجار ومن عاشوا خارج السودان وتحصلوا علي شهادات قيمة ، يريدون ان يطوروا تجارة اهلهم . ويطلبون من الوالد ان يترك الدكان القديم في الموقع الاستراتيجي لتحويله لمكتب عقارات او صيدلية . والوالد كان يرفض ويقول . وانا اعمل شنو ؟ وشاهدت ابناء اصحاب شركات تصدير يعملون في الخليج بالمرتب لان الوالد يفضل جلوس الاصدقاء معه للدردشة علي تطوير العمل .والوالد او العم كماشة قبض مسمار . ويقولون لابنائهم .. يا ولد انا الشغل دي بعرفوا من قبل ما اعرس امك … وهذا هو السبب الوجيه لترك العمل للابناء .
الطبيب الاخصائي المهدي مالك وحامل جواز بريطاني كان يشتكي من رئيسهم السوداني. ودكتور المهدي رجل معقول ومهذب . سألته عن رئيسهم الذي التقيناه عرضا في ابو ظبي . ورأيه عنه انه انسان كويس . لكن ما عاوز يتغير ,, طبه قديم ,و وهو لم يتغير لثلاثين عاما . واهل الامارات الذين عملوا معه كانوا يخافون من يطالهم التغيير اذا غير السوداني من ادارة المستشفي .
لقد سيطر البعض علي اتحاد التنس . وصار اتحاد التنس مربوطا بعوائل معينة . وسيطر البعض علي السباحة . وسيطرت مجموعة معينة علي سباق الخيل . ولم تسلم الضرائب والاراضي وديوان الزكاة …. الخ. وموسسات الحج . وكان الاستاذ زكي الحاج يسيطر علي اتحاد الملاكمة السوداني لعشرات الستين . كان يدير الاتحاد وينظم المباريات ويحد الميزانية وبنود الصرف ويحكم المباريات. ويحدد الفائز والمهزوم .
فرض علي شمو نفسه علي الاعلام السوداني ، بنفس طريقة هيكل . وهيكل اسوا اعلامي في العالم . وهو ربيب وتلميذ الصحفي الكبير مصطفي امين يوسف وشقيقه . وهم من اعطوة الفرصة منذ الاربعينات . وكان يطبل للملك . وهو خلف اعتقال وسجن مصطفي امين يوسف . لانه وشي به لناصر بزعم انه من كشف للامريكان ان مخزون مصر من القمح سينفذ في مدة بسيطة وانه اذا حرمته امريكا من القمح يسرجع للتعاون مع امريكا التي نصبت ناصر . واتي القمح من الاتحاد السوفيتي الذي كان يشتري القمح في بعض الاحيان . وعندما ذهبت ابنة مصطفي امين الي عمو هيكل لكي يتوسط لبابا ، كان رده ان والدها خائن ومجرم ويستحق السجن . وعندما عرف ان قاسم امين يتلقي التفاح في سجنه . منع عنه كل الفاكهة . وكتب ان الشعب المصري لا يجد التفاح ولماذا يجده الخائن قاسم امين . ووجد هيكل الاعتقال والسجن . وخرج قاسم امين لكي يكتب مذكراته ويفضح هيكل شاتم السودانيين .
الآن يتكالب ويسعي اعلامي كعلي شمو لالجام وقهر الصحافة وحرية الرأي في نظام دكتاتوري كريه باطش ومجرم . لماذا يبصق علي شمو علي كل تاريخه . الم يكن الاجدر به ان يتفرغ للكتابة والتوثيق الجاد ، لانه عاش كثيرا ويعرف الكثير .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. صباح الخير يا توأم الروح – اخى الحبيب شوقى , مقالك هذا هو مقال محزن وموجع – حالة على شمو هى نموذج – يدعو الى التأمل والسؤال لماذا يضيع الانسان مجدا بناه بالمثابرة بلا عائد حديد يعود عليه من هكذا عمل . قرأت تصريح على شمو وزاد حزنى على البلد وعلى الانسان على شمو الرجل الحصيف العفيف الخلوق قبل أن يقع فى قبضة الابالسة
    أخ يابلد !

    على حمد ابراهيم

  2. مدير موسسة حكومية كبري كوز كبير امضي 20 عاما في هذاالمنصب اتاها (يقدل) شاباوتركها كهلا مغدورا مطعونا من الخلف بيد الكوز الطموح الاصغر سنا والحق انه في طيلةال20 عاما كاناالاه يعبد … خرج ذاهلا ورفض تسليم المكتب والعربة… وليس هناك اوقح من الكيزان عندما يتعلق الامر بالمصالح ( انقلبو عليه التقول ما بعرفوه) … وبعد فترة صار يهذي بانه مرشح للوزارة وان البشير شخصيا ابلغه بهذا الخبر … الغريب انه لم يجد الشفقة الا من كان ممن يعتبرهم تراب الارض …

  3. سلام،
    ياأستاذ شوقي زي ديل كتاااار في السودان ،وأولهم الترابي والصادق المهدي…زي المثل البقول الداير يظهر يلبس أصفر

  4. نقول لأستاذنا شوقي بدري أمثال على شمو وأحمد البلال الطيب ناس من طينة تانية وأشك في أنهم أدميين فهم ربايب الديكتاتوريات وحاملي بخور ومطبلين لكل ديكتاتور ، يقتاتوا على فتات الموائد ” ليس في قلوبهم إيمان وصمود السودانين الذين رفضوا رهن أقلامهم لديكتاتور وهم يرددون الأرزاق بيد الله ..
    يتمتعون بجلد تخين فلن يجدي معهم النصح وأكيد سيركبوا الموجة إن جاءت ديمقراطية أو ديكتاتور آخر مامهم عندهم لونو أوسياستو ، ظالم أو عادل يهمهم فقط الإعلام وأن تسلط عليهم الأضواء ويوم ماينحرموا منها أكيد سيكون مصيرهم المصحات …

  5. الأخ شوقي..تحياتي وتقديري الكامل لما تكتبه فأنت مؤرخ شعبي مقرؤ ومحبوب
    في بعض الأحيان لايكون الأمر تشبثا ولكن يكون اضطرارا واجبارا على الاستمرار لظروف موضوعية لاتنطبق على الجميع بالطبع..
    في حال العم محمد زكي الحاج (وهو عمي فعلا)..هو لم يكن يسع الى السيطرة ومسك كل الخيوط بيده بل ثقة الآخرين فيه هي التي كانت تجئ به كل مرة ..
    والآن توفى العم زكي منذ أكثر من خمس وعشرون سنة عليه الرحمة والمغفرة..فما الذي حدث لاتحاد الملاكمة بعده..هل هناك اي ذكرلهذا الاتحاد الآن ؟ قارن بين انجازات ذلك الاتحاد في عهده وعهد من أتى بعده ونورنا هنا عن اي تطوير حدث بعده في العقود التالية لوفاته في اتحاد الملاكمة..اعتقد ان الاتحاد مات بموته..فلماذا؟
    اذا كان هناك استثناء لقاعدة التشبث اعتقد ان العم زكي من ضمن اولئك القلائل الذين يستحقون الاستثناء

  6. يا استاذي علي شمو مع احترامنا له كمفكر وعالم فقد كنت اليه رسولا من قريب له واحمل هديه قابلنا في مكتبه بعماره بالخرطوم مقابله اقل ما يقال عنها انها لا تصدر من عالم وهو لا يدرك انني اعرف تاريخه منذ ان اذاع ممباريات كرة القدم ومن يومها اقرا له ولا احترمه وهو اول وزير اعلام للنظام هذا هو الذي بشر الناس البسطاء بان الثورة قام بها اولاد الفقراء في خطبة مشهودة (جوكم من القماير والثرات وام بدة والحاج يوسف ومن بيوت الكرتون )تري كان صادقا ام غامزا فيهم وان كان هو الان غامز يده في دمنا انه السودان يا استاذي ومحنة النخب !!!

  7. (الم يكن الاجدر به ان يتفرغ للكتابة والتوثيق الجاد ، لانه عاش كثيرا ويعرف الكثير). البروف شمو لا يقل في العمر عن السيد هيكل فهما قد تجاوزا المئة عام بكثير .. لأنهما قد ولدا في تسعينيات القرن التاسع عشر – فقد شهدا ثلاثه قرون – القرن التاسع عشر والقرن العشرين وها هما يفرفران في القرن الواحد وعشرون — وقد صدق الاستاذ شوقي إذ أنه يتعين عليهما بعد هذه المده الطويله من العطاء أن يتفرغا للكتابه والتوثيق قبل فوات الاوان فالطبيعه لها قوانين صارمه لا تعرف المجامله فهما في هذه السن المتقدمه يحتاجان للهدوء والراحه والابتعاد عن الاضواء ولشخص هادي ويا حبذا لو كان ممرضاً يمليان عليه ما يمكنهما تذكره تجاربهما عسى أن تجد من يستفيد منها…

  8. من يريد أن يعرف على شمو الحقيقى فليذهب للخرطوم 2 شرق حديقة القرشى ليرى العجب وكيف أنه يؤدى فروض الولاء والطاعة لمشعوذ نظير (حجاب) أو (بخرة) وكله من اجل (كماشة قبض مسمار) تقول لى بروفسر!!!!!!!!!للأسف هذه طينة من البشر تجبرك على عدم احترامها وهم برتمون فى أحضان الشموليات وأحضان المشعوذين وقائمتهم طويلة. ف على شمو هذا عاجز عن الجام هواجسه دعك عن الجام جرية الرأى والتعبير

  9. على شمو معروف بميوله الاسلاموية الاخوانية منذ القدم الا أنه عمد على العوم على السطح حتى لا يضيع فرصه المهنية, وحالته تعرف بألذى يعيد قلب سترته عند الحاجة.

  10. هسي الدخل قاسم أمين هنا شنو ؟!!! قاسم أمين شيوعي عطبراوي لا علاقة له بهيكل أم مصطفى أمين فقط تشابه أسماء .. صحصح معانا يا عم شوقي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..