تبا للجنجويد وويل للعنصريين..!!

أصبحت أخشى تتبع الأخبار بإستمرار لأني أصدم في كل مرة بحمامات الدماء والإغتصاب والدمار والإنتهاكات الإنسانية مع مقابل عدم سما أي رد فعل من الناس مما يدل على عدم شعورهم بهذه الجرائم وهذه المآسي الإنسانية الحقيقية. فتسمع خبر مثل هذا: “عثر الاهالى على جثث 6 اطفال فى بئر بقرية دلما من جملة 26 طفلا تتراوح اعمارهم ما بين 5 الى 12 عاما وفقدهم ذووهم اثر هجوم مليشيات الجنجويد المسماة بقوات التدخل السريع بقيادة حميدتي على مناطق شرق جبل مرة ” [حريات: 26-03-2014]. فلا تجد صدى ولا أثر للناس لأن قتل الأطفال والأبرياء أصبح من الأمور الإعتيادية اليومية الذي لا يثير حفيظة أحد. فهذا هو الله العظيم من فوق سبع سموات يهمه هذا الأمر بقوله تعالى: ((من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)) [المائدة: 32]. ولكن نحن خلقه الجهلاء الضعفاء لا نلقي بالا لخطورة هذا الأمر الذي يرى الله فيه قتل نفس واحدة أمر خطير و عظيم حقا. وأرى لأن الناس تعودت أساسا على هذه الأخبار وتخدرت بقشور الدين وإستكانت للظلم وتطبعت على العنصرية.
والذي يغيظ إن المتنطعين يخرجون في مسيرات هادرة لمجرد صدور حكم إعدام على إرهابيين ويرسلون رسائل في الواتساب بذكرى حرب الصرب على البوسنة والهرسك، وكأن الذين يموتون حاليا في بلدانهم ليس لهم علاقة بهم!.
لهذا ستظل مشكلة العنصرية جالسة وخالفة رجل فوق رجل على ظهر مجتمعنا المنبطح وتتفاقم يوما بعد يوم مع زفير الحروب وزفارات الصحف الصفراء والأيادي الحمراء والقلوب السوداء. ولا أفهم كيف يتقبل أناس للآن ممارسة هذا الفعل البغيض الذي يعني إحتقار الإنسان لأخيه الإنسان والتكبر عليه وإذلاله و الحط من قدره لإستصغاره وإهانته. فقد عانت البشرية من هذا الإرث النتن من قديم الزمان ثم جاءت مختلف الأديان وآخرها الإسلام لوضع حدا يخلص البشر جميعا من هذا الفعل من خلال ترقيهم وتطورهم في مسار الحياة.
ولكن ظلت الشعوب الأفريقية هي الأكثر معاناة من غيرها في العالم إكتواءا بهذه النار للآن. فقد مزقت أوطان وصارت الوقود المشتعل ذاتيا الذي يستخدمه الفتانون السياسيون في أغلب الأحيان.
فنهشت العنصرية المجتمعات حتي قال أحدهم “Black community is full of envy” أو مجتمع السود مليئ بالحسد، بالرغم من الحنية والعطف التي تتمتع بها مجتمعاتهم عن غيرهم مقارنة بالبيض. فنجد الغرب المادي والجادي الذي ليس لديه كثير من المشاعر والعواطف، ولكن يسعى للإرتقاء في المبادئ الإنسانية، بذل خطوات حثيثة في تجاوز عقبة العنصرية. فبعد أن جلبوا قديما الأفارقة عبيدا صارت لهم الآن حقوقهم، وشاركوا في بناء الدولة بدون تمييز في كل المرافق. ولعلهم أدركوا سر التنوع والإختلاف وأنه قوة فعمدوا إلي إستقطاب مختلف البشر من شتى أنحاء العالم بنظام الهجرة Lottery وبذلك أصبحت دولهم عالما و شعوبا وقبائل تتعارف تعيش بمفهوم المواطنة و الحرية والمساواة في دولة برغم من القبيلة والدين والعرق. ومن يخرج من هذا السياق ويحتقر أخيه الإنسان “في الوطن” فإن القانون يعاقبه ويجرمه. وقد كانت هناك محاكمات كثيرة ومن أشهرها كان محاكمة لاعب فريق شيلسي الإنجليزي لكرة القدم جون تيري بتهمة إساءته العنصرية الى انطون فرديناند لاعب كوينز بارك رينجرز. وفي إطار دولة القانون هذه وضعوا أرجلهم في أول سلم التقدم والرقي.
أتذكر جيدا مقالا رائعا للأستاذ عاطف نواي بعنوان ” عُنصرية العرب تجاه السودانين وعُنصرية السودانيين تجاه بعضهم البعض” بين فيه الكثير من أثار هذا الفعل المدمر. فلهذه المعضلة جذور ماضية وإثنية وعرقية، إلا ان الإنقاذ المشئوم صاحبة اليد العليا في إستفحالها بعملها كنافخ الكير في التفرقة والقبلية لمصلحتها و الكسب السياسي الرخيص على حساب المجتمع للإستفراد بكرسي السلطة.
وبرغم إننا معفيون من المسؤولية السياسية ولكن لدينا واجب وطني لابد أن نقوم به جميعا، وهو بالبحث عن حل على المستوى الفردي والإجتماعي يمكن أن يساعد في الحل الجذري. وأنا أؤيدك بأن أول خطوات الحل هو ذهاب طغمة الانقاذ وقيام دولة الحرية التي ستشكل الماعون الذي ينصهر فيه الجميع سواسية رغما عن أنف العنصريين المتكبرين. ولكن تحت مظلة الديمقراطية والحرية ستظل تظهر منابر داعية إلي النتانة لأن هناك جذور وشرايين مليئة بقيح الإتضطهاد والعنصرية ما تزال تضخ في المجتمع. فمن المهم إيقاف هذا المصدر بتوعية الناس وجعل المجتمع يشعر ويستحث رائحة المستنقع المنغمس فيه إلى أخمص قدميه.
فالحل الجذري لهذه المشكلة في تقديري يجب أن يكون متكاملا بحيث يكون ديني، وأخلاقي، ومجتمعي، وسياسي.
ولكن أرجع لأكرر إن المسئولية الفردية لأخلاق الشخص تأتي في المقام الاول ومنها يحدث الإنعكاس التدريجي للمسئولية المجتمعية.
والسؤوال الآن كيف يمكن أن يستحث الأفراد؟
في رأيي ان إلتزام كل فرد بإنسانيته هو أولى الخطوات. وإذا لم يكن لدى الشخص إنسانية فعليه الإلتزام بالدين، ولكن الدين جاء من أجل الإنسان وتكريمه وليس من أجل الله الغني الحميد. والدين يرجع للضمير الإنساني. لذا إذا كان الشخص ليس إنسانا وليس له ضمير فإلى جهنم وبئس المصير.
لقد نهى دين الله الحق عن السخرية وإزدراء الغير وتحقير خلق الله بقوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ..)) [الحجرات: 11]. فهذه السخرية والإحتقار للآخر في أفعاله فما بالك أن تحتقر إنسانا علي لونه أو شعره أو هيئته التي خلقه الله عز وجل بها في أحسن تقويم. أليس هذا معناه والعياذ بالله إستخفاف وإستهزاء وسخرية من الله سبحانه وتعالى نفسه بإحتقارك لخلقه الذين قال هو سبحانه نفسه عنهم: ((لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)) [التين: 4]. ماذا يعني إذا أن تحتقر إنسانا لمجرد إن خلقته مختلفة عنك؟! ألا يعنى ما ذكرت؟.
بل إن ما تعنيه بإزدراءك وعنصريتك النتنة يمتد للطعن في الله تعالى وإبداعه بقوله: ((ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين)) [الروم: 22]. لماذا تقلل من آيات الله وتدعي إنك مؤمنا بالله حقا؟
فهذه هي هجرة القرآن بمجافاة أبسط القواعد التي يجب الإلتزام بها في حياتنا بإحترام خلق الله. ولقد حثنا رب العزة بأن نتعارف ونتزاوج؛ ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا..)) [الحجرات: 13]. فالخطاب هنا موجه لكل الناس وليس المؤمنين فحسب. فالمطلوب هو الإنصهار بين جميع الأعراق والقبائل والألوان والألسن التي خلقها الله تعالى عكس ما يدعي الإسلاميون الذين يجعلون مبتغى الدين إقامة دولة فقط!.
وهنا ورد بخاطري القول الشائع في مجتمعنا وهو: “تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس!”. فهل تعلم ان هذا ليس حديث أساسا فلا سند له أو صحة كما عرفت أنا مؤخرا. وكيف يكون صحيحا وهو يناقض القرآن الكريم أساسا. فقد كانت لدي تساؤلات في مخيلتي، كيف يمكن أن يتناقض حديث لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع آية. وكيف يناقض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله المطابق للقرآن: (لا فرق بين عربي و لا أعجمي و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى، وكلكم لآدم وآدم من تراب).
فللأسف تتفشى كثير من المقولات بإسم الدين والتى نحسبها بسيطة و لا نتحرى عنها، ولو أمعن أحدنا فيها لوجدها مصدركثير من البلاوي والمحن التي لا يستهان بها. فتجدها تغرس لهتك مجتمعنا وتمزق نسيجه وتهدم أخلاقنا وتضيع تديننا من دون أن نشعر. لهذا احذروا من تناول أحاديث كثيرة على أنها صحيحة، وليكن دائما المقياس الأول بالقرآن.
وقد يقول قائل بأن القرآن ذكر العبيد و الشريعة الإسلامية لم تجرم وتضع حدا لتجارة الرق والعبودية، لذلك الدين لا يجرم العنصرية!!. وهذا خطأ في فهم الدين، ونكرر إن الدين جاء ليساوي بين الناس وهذا هو المقصد السامي بتجدد وتطور الشرع مع الزمن وكما ذكرنا مرارا ولا نريد أن نكرر. فإرتقاء الناس ووصلهم لوضع القانون الذي يكفل للإنسان وأخيه الإنسان كرامته دليل على الفطرة الإنسانية السليمة، والدين أساسا لن يكون دينا إذا لم يأمر بالفطرة. وإذا كنا نعرف دين الله حقا سلوكا وأخلاقا لصرنا من أرقى الأمم. ولكن للأسف لا نعرف من الدين إلا مظاهره وطقوسه والإمساك بالقشور الفارغة التي تغطي وراءها الأخلاق الفاسدة المفسدة وكل أنواع الموبقات و الهلاك.
فالدين وضع القيمة الثابته وهي النهي عن العنصرية وإحتقار الإنسان لأخيه الإنسان. وعلي كل من بقلبه عنصرية أن ينظر إلى نفسه أولا وضعفها ويضع نفسه مكان الآخر ويوجه إحتقاره لذاته أولا و يعاملها بالطريقة التي يريد أن يعامل بها الآخر، فهل يقبلها؟.
لن تنتهي هذه المعضلة بين ليلة وضحاها، ولكن أكرر لك ان خيط الحل يقع كمسئولية علي عاتقك الفردي أنت أولا. وأذكر نفسي دائما بأننا إذا تدبرنا وتفكرنا فيما نقرأه فقط في سورة الكهف كل يوم جمعة لعرفنا قيمة العلاج الناجع الذي يمكن أن ننجو به من هذه الفتنة. و نبذ العنصرية لا يترجم عمليا عبر الأفراد والمجتمع إلا بخلق التواضع والذي هو لب ثمرة الحل.
وسياسيا لابد من رؤية شاملة. فعن نفسي ما أزال أؤؤمن بطرح د. جون قرنق للتخلص من العنصرية. والسر هو السودانوية فقط التي تستطيع مزج السودانيين بشتي إختلافهم في بلد يسعهم. فلا الدين ولا اللغة ولا اللون يستطيع أن يصنع لنا هويتنا. ولذلك إذا أردنا يجب أن نعبئ أنفسنا حول فكرة السودان الجديد بغض النظر عن انتماءاتنا الجهوية والدينية والعرقية والطائفية لكي يكون لنا مستقبل نستطيع فيه أن نعيش في بلد نسميه وطن ويرفع لنا فيه علم.
[email][email protected][/email]
بعد عودته من كردفان و حرقة لمناطق انقونا اخد حمدتي سته من المناطق التي عبث بها وحملهم معه الي جي الرياض بنيالا قائلا للنسوان الجنجاداكوا طردت النواب و جبت ليكم الخدم و كانت الفرحة عظيمة و سط الحكامات و ارتفعت الزغاريد هذه حقيقة وليس فتنه لانني متاكد من قوات الجنجويد الاسفيرية قد تتهمني باثارة الفتن و لكن هذا من حصل و ما يحصل الان في شرق الجبل و شمال دارفور امر فذيع عليكم الاتصال بالناس في نيالا و الفاشر لتتاكد
الأخ الكاتب باسم سيف الحق كان عليه ان يعرف ان هؤلاء المظلموميين في نظره ذهبوا و استعانوا لاوكامبوا و المحكمة الجانية الدولية فما استطاعت ان تنصرهم …. اما الاخوان المسلمين في مصر فما استعانوا الا بالله ثم بإخوانهم عشان كده طلعوا لنصرتهم فهمت ….
بارك الله فيك وفى امثالك وزادنا منهم فهم الخلاص مما نحن فيه
قرأت المقال موخرا وتوقعت عشرات التعليقات ولاكنى صدمت لان الموضوع يخص الانتحاكات التى يتعرض لها اهل الهامش ومن هم اهل الهامش ؟ ولان الموضوع يتعلق بالعنصريه فى السودان وسبب الحروبات الاهليه الكثيره اليس هنالك مهتم بما يحدث فى دارفور جبال النوبه بلاد الفونج (الجنوب الجديد)اوليس هنالك مؤمن بفكر السودان الجديد لله درك يابلد
سلام عليكم
لحياه لمن تنادى الا من رحم الله
سرطان مستحكم فى العقول والقلوب