لماذا إذاً العداوة وطول اللسان..؟

باكياً جاء يعدو وصوته يزداد حِدة كلما اقترب من منزلهم..
يا ولد بتبكى مالك الدقاك منو..؟
أجابها وهو يتنخِج دقانى هناى ود السُرة السمين داك البقعد تحت ضل
الصهريج جنب نسوان الفطور..
كان معاك منوا ..؟
معاى أولاد فصلنا كلهم بس دقانى أنا براى..كل يوم قاعد ينهرنى ويكورك
فينى مما يشوفنى يَسُكَنى..
أمش كلم ليهوا أبوك ..
لا لا أبوى بدقنى ذاتوا…كلمتوا يوم داك قلت ليهوا ودالسُرة دقانى قال لى
كان ما سألتوا ما بدقك ..
أمش كلموا تانى يا بلبس توبى ده وبمش أكلم ليهوا أمه أخليها تكلم
أبوهوا..
خلاص أنا بكلم أبوى كان مشيتى إنت لى أمه تانى كل يوم بدقنى..
أبوى ..أبوى ود السُرة تاااانى دقانى ..
شاغلتوا تانى مش كدة ..الولد ده أنا عارفوا كان ما هبشتوا ما بدقك أنا
بمش ليهوا هسا كان قال لى إنت سألتوا أنا ذاتى ما بخليك …
خلاص بكلمك يا بوى أنا بس قاعد أقول ليهوا السمين (التُخة) فى
الفاضى..
طيب ما ليهو حق يدقك إنت بتقول ليهوا كده ليه هو ما قدرك يا ولدى ولا
بتقدر عليهوا الزول ده لو ضربك تانى بعوقك وإنت يا ولدى ما قدروا …
ضربونا وعوقونا وما زلنا نُضرَب …
حاولنا معهم المستحيل حتى تعود العلاقات كما كانت ولم تعُد..
لماذا إذاً العداوة وطول اللسان ما دمنا نحن كذلك لا نحتمل المقاطعة والتى
كانت وبالاً علينا أهدرنا وقتاً ثميناً بعد ذلك بحثاً عن عودة مياه العلاقة إلى
مجاريها ولن تعود ونحن كذلك مهما قدمنا من تنازلات وما قدمناه نحن
منها كان يمكن أن يبنى بيننا وبين العالم أجمع جسور من ثقة تحقق لنا من
المكاسب ما يكفينا إلى حد التخمة ويكفى غيرنا…
أمريكا روسيا قد دنا عذابها..
لم يسلم من لساننا أحد حتى جيراننا والأشقاء ..
أما شعرة معاوية فقد بترناها إذ لم نستطع الحفاظ عليها كما حافظت
عليها بعضاً من دول العالم النامية الراشدة مع غيرها من الدول المتقدمة
استعانت بهم وحققت عبرهم نمواً فى اقتصادها وسياساتها مكنها من
النهوض واللحاق بمن سبق ، أما نحن تذيلنا الصفوف ولم تشفع لنا وفرة
مواردنا فى رتق ما فتقناه بألسنتنا تطاولاً على الكل عاقبته كانت مهاجمة
الكل لنا …
لم نكُ نملك من سلاح نشهره ضد الآخر سوى لسانٍ ومفردة جارحة خشنة
أطلقناها ضد هذا وذاك نسينا أن للآخر لسانٍ يرُد به علينا وعلى غيرنا
مدعوم بقوة فى اقتصاده وأخر ما أنتجته تقنياته من وسائط إعلامية
وأسلحة فتاكة حديثة تفوق ما عندنا أنتجها (هو) يستخدمها متى شاء..
لو كان الكلام من فضة فالسكوت أغلى بكثييير..

بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هؤلاء لا تنفع فيهم مواعظ الدنيا كلها..ومع ذلك نهديهم قصيدة الشاعر البصرى ( صالح عبدالقدوس

    صَرمتْ حبالك بعد وصلـك زينـب ,, والدهـرُ فيـه تصـرّم وتقلـبُ
    وكـذاك وصـلُ الغانيـاتِ فـإنـه ,, آل ببلقـعـة وبــرقٌ خُـلـبُ
    فدع الصّبا فلقد عداك زمانهُ ,, واجهد ، فعمـرك مـر منـه الأطيـب
    ذهب الشبابُ فما له من عودة ,, وأتى المشيـبُ فأيـنَ منـه المهـرَب
    دع عنك ما قد فات في زَمنِ الصبّا ,, واذكُر ذنوبك وابكهـا يـا مُذنـب
    واخشَ مُناقشة الحساب فإنـه ,, لا بُـد يحصـي مـا جنيـتَ ويُكتـب
    والليـلَ فاعلـم والنهـار كلاهمـا ,, أنفاسنـا فيـه تُعـدّ وتحـسـب
    لـم ينسـه الملكـانِ حيـنَ نسيتـه ,, بـل اثبتـاه وأنـتَ لاهٍ تلـعـب
    والروح فيـك وديعـةٌ أُودعتهـا ,, سترُدهـا بالرغـم منـكَ وتُسلـب
    وغُـرورُ دنيـاكَ التـي تَسعـى لهـا ,, دارٌ حقيقتهـا مَتـاعٌ يذهـب
    وجميـعُ مـا حَصلتـه وجمعتـهُ ,, حقـاً يقينـا بعـدَ موتـكَ يُنهـب
    تُبّـا لـدارٍ لا يـدوم نعيمهـا ,, ومشيدهـا عـمـا قلـيـلٍ يـخـرب
    لا تأمـنِ الدهـر الخـؤونَ لأنـه ,, مـا زالَ قدمـاً للرجـالِ يُهـذب
    وكذلكَ الأيامُ فـي غصّاتهـا ,, مضـضٌ يـذلُ لـه الأعـز الأنجـب
    ويفـوزُ بالمـال الحقيـرُ مكانـةً ,, فتـراهُ يُرجـى مالديـه ويُرغـب
    ويُسـرّ بالترحيـب عنـد قُدومـه ,, ويُقـامُ عنـد سَلامـهِ ويـقُـرّب
    لا تحرصنْ فالحرص ليس بزائد ,, في الرزق بل يشقى الحريص ويتعب
    كم عاجز في الناسِ يأتـي رزقـه ,, رغـداً ويُحـرم كيّـس ويخيـب
    فعليـك تقـوى اللهِ فالزمهـا تفُـز,, إن التقـيّ هـو البهـي الأهيـب
    واعمـل بطاعتـهِ تنـلْ منهالرَّضـا ,, إن المطيـعَ لَـربـه لمـقـرّب
    أدّ الأمانة ، والخيانةَ فاجتنـب ,, واعـدل ولا تظلـم يطيـب المكسـب
    واحذر من المظلوم سهمـاً صائبـاً ,, واعلـم بـأن دُعـاءه لا يُحجـب
    وإذا أصابك في زَمانك شدّة ,, وأصابـك الخطـب الكريـه الأصعـب
    فادع لرَبك إنـه أدنـى لمـنْ ,, يدعـوه مـن حَبـل الوريـد وأقـرب
    واحذر مؤاخاة الدّنـي لأنـه ,, يعـدي كمايعـدي الصحيـح الأجـرب
    واختر صديقك واصطفيه تفاخراً ,, إن القَريـن إلـى المقـارنِ يُنسـب
    ودع الكذوبَ ولا يكنْ لكَ صاحباً ,, إن الكذوبَ لبئـس خـلاً يصحـب
    وذر الحسود وإن تقادم عَهده ,, فالحقـد بـاق فـي الصـدورِ مغيَّـب
    واحفظ لِسانك واحترز من لفظـه ,, فالمـرء يسلـم باللسـان ويعطَـب
    وزن الكلام إذا نطقـت ولا تكـن ,, ثرثـارةً فـي كـلّ نـاد تخطـب
    والسرّ فاكتمـه ولا تنطـق بـه ,, فهـو الأسيـر لديـك إذ لا يَنشـب
    واحرص على حفظ القلوب من الأذى ,, فرجُوعها بعد التنافر يصعـب
    إن القلـوبَ إذا تنافـر ودهـا ,, شبـه الزجاجـة كسرهـا لا يشعـب
    واحـذر عـدوك إذ تـراه باسمـاً ,, فالليـث يبـدو نابـه إذ يغضـب
    لا خيـرَ فـي وُدّ امرىءمتملـق ,, حلـو اللسـان وقلـبـه يتلـهـب
    يعطيكَ من طرفِ اللسان حلاوةً ,, ويَروغ منـكَ كمـا يَـروغ الثعلـب
    يلقاكَ يحلف أنـه بـكَ واثـق ,, وإذا تـوارى عنـك فهـو العقـرَب
    وإذا رأيت الرزق ضاق ببلدة ,, وخشيـتَ فيهـا أن يضيـقَ المكسِـب
    فارْحَل فأرض الله واسعة الفضا ,, طولاً وعرضـاً شرقهـا والمغـرِب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..