الحماس.. الأعمى

الحماس.. الأعمى
الصادق المهدي الشريف
[email protected] .
?قال المستشرق الروماني نيقولا دوبريشان عن القرآن الكريم (القرآن من أهم الكتب المقدّسة التي اسست للحضارة الإنسانية.. وقد ثبت أنّه الوحيد الذي لم يتعرض للحذف أو الإضافة ولو من باب الحماس له).
?وشاهدنا في العبارة السابقة هي كلمة واحدة.. وهي (الحماس).. فالحماس قد يدفع البعض الى فعلٍ أو قولٍ يضرُّ ب(مَن) أو (ما) تحمس له الشخص.
?وبالفعل.. فقد عفى الله القرآن من حماس المتحمسين الذين (قد) يعتقدون أنّهم بحماسهم سيضيفون جديداً.. أو سيشعلون قلوباً فتتحمس مثلما يتحمسون.
?في الإسبوع الفائت وقف رجلٌ كثيف اللحية.. تقطر لحيته ماءاً.. في أول يوم لرمضان.. بعد صلاة التراويح مباشرةً.. صلاة التراويح الأولى في رمضان.
?وقف الرجل ف(حمد الله وأثنى عليه.. ووعظ الناس موعظةً وجلت لها القلوب).. وقال فيما قال انّ الأئمة الأربعة كانوا يتركون مجالس وحلقات الفقه في رمضان ويتفرغون تماماً للتعبد.. وخاصةً قراءة القرآن.
?ومضى في حديثه ليقول أنّ الإمام الشافعي كان يختم القرآن في كلّ يوم.. ونظر في الناس يرقبُ أثر حديثه.. ثمّ قال والإمام أحمد بن حنبل كان يختمه في اليوم مرتين.. ثمّ نظر يمنةً ويسرةً.. ورمى بسهمه الأخير فقال أمّا الإمام مالك شيخ شيوخ دار الهجرة فقد كان يختم القرآن في ركعةٍ واحدةٍ.
?ولولا أنّ المقام مقام عظة وعبرة.. لضحكتُ مما يقول الرجل.. الذي دفعه الحماس الى رمضان لكي ينسج من خياله قصصاً عن الأئمة لا نعتقد في صحتها البتة.
?وقد لا يكون ذلك الرجل قد اضاف أو (ألف) تلك الفترات الزمنية من تلقاء نفسه.. فلربما قرأها في كتابٍ ما.. كتبهُ رجلٌ آخر أكثر حماساً منه.. ولم يكن له من نصيب سوى النقل ب(حماس).
?بيد أنّ الأحاديث الواردة في (مدة) ختم القران هي أحاديث صحيحة يُعتدُّ بها في مثل هذه المواضع.. فعن عبد الله بن عمرو (أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم في كم يقرأ القرآن؟ قال: في أربعين يوماً، ثم قال في شهر). وفي رواية البخاري قال له: (اقرأ القرآن في كل شهر، قلت: إني أجد في نفسي قوة، قال: فاقرأه في سبع ولا تزد).. وهناك حديث آخر يقول فيه صلى الله عليه وسلم (من ختم القرآن في ثلاثٍ.. فما فقه فيه شيئاً).. وهذه الأحاديث تشيرُ الى أنّ أقل مدة (معقولة) هي سبع ايام أو سبع ليالي.
?فلو انّ الإمام مالك أراد ختم القرآن في ركعةٍ واحدة.. فإنّ طول تلك الركعة يجب أن يكون على أقل تقدير خمسة عشر ساعة.. بإعتبار انّ المتوسط المتعارف عليه لختم الجزء الواحد ب(الترتيل) وليس (الحدر) هو نصف ساعة.. وثلاثون جزءاً تحتاجُ الى خمسة عشر ساعة.. وعليه فسوف تَفُوتُ على الأمام أحد الصلوات المفروضة.. أو صلاتين.
?فالحمد لله الذي حفظ القرآن بنفسه ولم يتركه للمتحمسين الذين يضرون أكثر مما ينفعون.
التيار
صدقت فيما قلت هنالك كثير من الشيوخ المتحمسين ينسجون قصصا من الخيال ويتكلمون على هواهم ذكرتنى هذه العبارة شيخ نجدى كان يتكلم بحماس شديد ويحاول جذب الناس اليه كان يتكلم عن الغناء والموسيقى وحسن الخاتمة وسوء الخاتمة فذكر ان هنالك شابا منطلق بسيارته الفارهة وصوت الاستريو بالسيارة على آخره تنطلق منه الاغانى والموسيقى وبينما الشاب هذا سائرا فى رحلته ويتمايل مع ايقاعات الاغنية ويردد احيانا مع الفنان فاذا بالسيارة تنحرف عن مسارها ةتقلبت عدة مرات وعندما جاء رجال الاسعاف وجدوه فى حالة خطرة اقرب الى الموت ويرد د فى تلك الاغنية التى كان يسمع فيها من الشريط ! ! ! ! وكان هذا الشيخ يرفع صوته احيانا ويخفضه حسب ايحاءاته وقد توفى هذا الشاب المسكين على هذه الحالة السيئة الا وهو ترديده للغناء وذكر ان ذلطك من سوء الخاتمة . كيف نصدق ان شخصا فى حالة غرغرة الموت وهو يغنى مجرد شريط كان يسمعه من سيارته بالله هل يعقل ذلك وقصص كثيرة من هذه المبالغات فكيف لمثل هذا الشيخ يصدق ان الناس يصدقونه ؟
يا زول خليك في سياستك التي عفنت عقولنا وعقولكم.أنا أعرف الكثيرون في سودانا هذ يختمون القران في العشرة الاوhخر يوميا وبتدبر وتمعن وهم مفسرون للمصحف زنقة زنقة,والجزء من القران لا يتجاوز العشرون دقيقة ,لكنهم في هذه العشرة تاركون للسياسة التي خربت عقولكم وعملتم فيها اصحاب فتيا.