دمية ….

**ضجت باريس عاصمة السحر والجمال ، بالاحتجاج ، على ارتفاع اسعار الوقود ، ماحدا بحكومة ماكرون الى نشر اكثر من ثلاثة الاف جندي ، حول العاصمة، وتامين قصر الاليزيه ، فانطلق الغاز المسيل للدموع ، لتفريق المحتجين الذين توسعت قاعدة احتجاجهم فبلغت ليون وليل وبوردو في حملة (السترات الصفراء).. لم يثنيهم الغاز عن الاحتجاج فالخواتيم يحسمها القانون ..

*** حادثة الاحتجاج تعبر عن ارادة الشعب الفرنسي ، في اختيار حياة لا ارهاق فيها على مواطن ، مع عزم تام لاثناء الحكومة عن القرارات التي تثقل كاهل المواطن الفرنسي ، الذي تتباين مصادر دخله في هذا البلد الجميل والنظيف ، فحقوق الانسان يحفها الاحترام ويصونها القانون …

***في الخرطوم يسوق الحزب الحاكم المواطن ، الى جحيم الحياة ، التي اصبحت تسير من سىء الى أسوأ ، ويطالبه بالصبر ،ويتحدى مشاعره التي انهكها الحزن والوجع ، اعلان النائب الاسبق ، وافصاحه عن عدم الاعتذار عن القفز، فوق رقبة السلطة عنوة ، ليل الثلاثين من يونيو 1989 ، وبينما يفغر المواطن فيه بالدهشة والاستغراب ، للمسيرة التي وجد نفسه معلقا في تفاصيلها منذ الانقلاب المشوؤم ، نجد ان اصحاب الانقلاب في فرح ونشوة، بانهم يحتكمون الى الدين ، وينفذون مايأمر به ، لكن ماهي الا شعارات استخدمت لتخدير المواطن الطيب ،الذي غرق الان في في مشروع الانقاذ الزائف ، الذي بدأته بدغدغة المشاعر ، فانتهى الى السيطرة الكاملة وامتلاك قلوب البسطاء ، الذين مازالت الانقاذ تطوف بهم في سماوات الوعود الكاذبة..

**طوقت الانقاذ السودان بطوق فساد قاتم جدا ، انتشرت رائحته ،وعرف المواطن البؤر النتنة، لكن الانقاذ مازالت تكابر ، وتندس بين المواطنين لحشد اكبر ، تبشر نفسها بالفوز فيه ،واستمرار حكمها الى سنوات ، والتي ستصبح عجافا على وطني ، ويكفي مانشهده ونلمسه ونعيشه اليوم ،وصمت يطبق على شفاهنا ..

**ولانها اي الانقاذ تسقط حق المواطن في التعبير عن رأيه ، حتى داخل برلمانها الموسوم بالكسل وضعف الاداء ، نجدها كشرت عن انيابها اكثر ، لتفرض قانون الانتخابات فرضا ،والذي سيؤكد والله للعالم العربي والافريقي ، ان السلطة في الخرطوم ، تغذي نفسها للجلوس على الكرسي بممارسة الديكتاتورية ..

*** دواء اصبح وامسى وبات في ليلة وضحاها ، يصطف مع الغول والعنقاء والخل الوفي ، تحفى اقدام الباحثين عن قليله وبسيطه ، وتمتلىء حقائب العائدين من بلاد الغربةبطلبات الاهل الذين تعذر عليهم الحصول عليه ، فلقد ذهب بخطة شيطانية ، الى مخازن (عصابات) الدواء من تحت شجرة (نيم) الى منازل في الاطراف !!!!

** ولان الاحتجاج في بلدي ، يقود الى الهلاك الفوري بقانون الانقاذ ، التي تحايلت والتفت على القوانين ، لتظفر بنصر تكميم الافواه، وتنفرد بادارة البلاد بهدوء وسكينة، فلقد اقصت به الراي العام ، وانفردت بالسودان اقطاعية مملوكة للحزب الحاكم ، لاصوت يعلو على صوت مشروعها الحضاري ، الذي جعل المواطن دمية فقط .

** لمجرد الاعلان عن زيادة اسعار الوقود خرج الشعب الفرنسي الى الشارع ، ونحن هنا تزداد يوميا اسعار السلع الاستهلاكية، وينعدم الوقود ، ونقف صفوفا طويله جدا من اجل الحصول على لتر واحد ، ونحن جوعى لعدم توفر الخبز في المخابز ، ولانتحرك قيد انملة تجاه حقوقنا ، لنقتلعها من براثن المشروع الحضاري ، الذي جعل السودان اضحوكة بين اقرانه من الدول الافريقية ، التي اصبح بيننا وبين انجازاتها في ملف المواطن ورفاهيته ، سنوات ضوئية !!!!

همسة

لو انها خرجت ….

لزغردت الارض بالطبول ، ورقص الشجر ..

وسرد الاطفال حكايا المساء في فرح ..

عن وطن ، تطهر واغتسل ….

[email][email protected][/email] إخلاص نمر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..