سياسة أنقذ بقرا .. أغْرِقْ بشرا

أرجو أن أكون قد احترمت عقول الإخوة القراء و عقلي إن قلت إن نخب حكومة الإنقاذ قد انتشت بالفرح لما اجتاحت الأمطار أغلب مدن السودان و سوت السيول البيوت بالأرض. إن غاية غايات الإنقاذيين هو البقاء و الاستفراد المطلق بالسلطة و إشباع نزواتهم المريضة إلى حد التخمة و لا يزالون. واحدة من مقلقات هذه السلطة الشمولية هي انتفاضة شعبية تجتثها من جذورها لذلك عمدت إلى تكسيح و تشليل كل ما من شأنه يقود إلى الاستقواء ضدها و سخرت في سبيل ذلك إمكانات الدولة لطحن و سحق أيما بارقة ململة ضدها. كلنا يذكر مسرحيات أبي كرشولة و هجليج و كيف أن النظام حول كل هالته الإعلامية ليس فرحا بتحريرهما المزعوم و لكن لتشتيت التركيز عليها و على بلاويها و في ذات الوقت العمل على استدرار عاطفة شعبية يطيل عمر و حياة خطيئة الإنقاذيين في مزيد من الإجترام في حق الشعب و الوطن.
لم يكن غريبا أن ترفض السلطة بتسمية ما حدث بالكارثة أولا لأنها ستبقى هذا الشعب ردحا من الزمان لا يفكر في الإنقاذ طالما أن له ما يشغله .. و ثانيا إنه عرف الإنقاذيين أن الكوارث و إن تكن طبيعية فهي تخصم من رصيد انجازاتها التي تريدها بيضاء من غير سوء و لكن هيهات. لم يكن غريبا أن يتيمم رئيس السلطة شرقا إلى بلاد الدولة الشيعية في طائرة مستعارة مخلفا شعبه يعاني الأمرين سلطة خرقاء و غرق ضرب بطول و عرض البلاد. لم يكن غريبا أن يرقص جيش النظام على ذلك النحو المائع في عيدهم الخمسين في حضرة كبيرهم الذي علمهم الرقص و من ثم يوزعون الجوائز على جائزة أحسن تحية و جائزة أحسن نشيد بينما كان حقيق بهم أن يكونوا في وسط الكارثة البيئية يتقدمهم كبيرهم يغيثون بشرا تسببت السلطة في غرقهم لما لم تحسن هندسة المجاري و تصريف الماء و باتوا في غفلة كديدنهم بذريعة فوقية التوقعات المطرية المفاجئة. لم يكن غريبا البتة أن تسخر السلطة أمنها لضرب شباب نفير و تقتل فيهم صفة ايجابية عندما شمروا السواعد لنجدة أهلهم لما تقاعس النظام و سدنته. لم يكن غريبا أن يروي الشهود أن الطائرة العمودية خفت سراعا لإنقاذ أبقار نافع على نافع من الغرق تاركة بشرا غارقين أو يكادون.

كأني بالإنقاذيين قد جلسوا يديرون ما يطيل أمد حكمهم فخلصوا إلى أن شعبا تتجاذبه الحاجة و يعضه ناب الجوع و تتهدده المصائب من كل جانب لن يلقى بالا بمن يحكمه و لا كيف يحكمه .. و هكذا فإن ما تفننت فيه السلطة هو كشف مواضع الضعف لدى الشعب ثم ضربه ضربا متواليا تريده خاضعا مستسلما خائفا يترقب.

لكنا نقول للشعب السوداني .. إن السلطة الإنقاذية لم تكن أعتى من نيكولاي شاوسسكو و لا أمنع من هتلر و لا أقوى من القذافي و كل الذي يريده الشعب هو استنهاض القوة الكامنة فيه جمعا لا أشتاتا .. واضعين جانبا و لو إلى حين كل الإنتماءات الحزبية الضيقة و القبلية المقيتة واضعين هم الوطن و المواطن أولا و أخيرا و عندها ستكون لهم الحرية من بني كوز و لن تكون لهم حتى مجار يعتصمون فيها هربا لأنهم لم يحسنوا عملها.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شريفة مرحبا والعود احمد فقد عُدتُ اقرأ لكي ولكتاب وقراء الراكوبة.وأكتب . لكي ولهم التحية .فمن هنا كانت بداية انطلاقي …ان المداد لن يجف ولن يكفينا .ولن تنتهي مصائب وعجائب هذه الجماعة .الا بزوال هذا النظام …فلندعم نفير …التي اتت بالبديل …ولتكن هي اداة التغيير…لقد اخرسوا كل مُتشكك في امكانيات شبابنا وشعبنا …وفي انتظار الكثير منك …

  2. شريفة أشرفتي وشرفتي وطناً ولود من حواء ،وحواء تولد ذكوراً وإناثاً لهم شيم،فهولاء لاهذا ولاذاك و منهم براء،
    فان إستنهاض القوة قد وضح بشباب نفير ،وبالفعل الإنقاذيين قد جلسوا يديرون ما يطيل أمد حكمهم فخلصوا إلى أن شعبا تتجاذبه الحاجة و يعضه ناب الجوع و تتهدده المصائب من كل جانب لن يلقى بالا بمن يحكمه و لا كيف يحكمه ..ولكن هيهات فقد فات الاوان ،فلك التحية شريفة ولامثالك من الحادبين على هذا الوطن العتيد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..