الطوبة والنوبة (كلاكيت المرة الألف)..!!

مجددا مشاهد تطفر الدمع من جبال النوبة. السودان أيام الرعب كما بثت قناة العربية وقامت حريات بنشره على موقعها في الرابط أدناه:-
[url]http://www.hurriyatsudan.com/?p=117136[/url]وكأنهم ليسوا سودانيين، والصحف والإعلام مشغول بقضايا وهم أهم. فهو يضج بذبائح قوش التي ذبحت كمدا في التمثيلية السخيفة وتبارك هذا الفرح التعيس في بيئة النفاق وجو التملق. وخائبين الرجاء والتعساء يرفلون في النعيم و يعيشون عيشة الأباطرة و المهراجات و شعبهم يموت من القصف و الجوع و المرض و لا يجد حتى الأدوية المنقذة للحياة. ونحن وما أدراك ما نحن، كالطوب المرضوض، من إدمان الفرجة على البهرجة والتسلية بأخبارهم ونشاهد كل هذا ونحن كالصور التي بلا أحلام، والأشباح التي بلا عقول.
هل هو كج السودانيين أن نكون هكذا وأصوات العقل تنادى: “موت اي مواطن سوداني هو حزن لكل اهل السودان… و في حرب النظام ضد شعبه يبقى القاتل سوداني و المقتول سوداني و هي جرائم يتحمل وزرها النظام الفاشل الفاسد البائس، و فشل النظام انه بعد ان تزهق كل هذه الارواح سدى و بعد ان يهدر الموارد الشحيحة على الحروب ضد شعبه – يقوم آخر الامر و بعد خراب مالطا – بالبحث عن وسيط لاتفاقية سلام تنتهي بنهاية كارثية…
300,000 قتلوا في دارفور من قبل والرئيس الضرورة يعترف بلسانه بقتله 10,000 فقط، وكأن العدد له اهمية والله يقول: ((من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)) [المائدة: 32]. أي أن قتل نفس واحدة فساد في الأرض ناهيك عن عشرة ألاف أو ثلاثمائة ألف. والآن يموت بالقصف العشوائي الآلاف في جبال النوبة والنيل الأزرق والذين أصيبوا سيعيشوا مشوهين، والذين سلموا سيكونوا مشردين وتكون لهم ذكريات سيئة ربما تترك أثار حرب نفسية يصعب علاجها.
غير المجاعة التي ستجهز عليهم فى الشهور القادمة والنظام الظالم يرفض دخول منظمات الإغاثة. و قوات ومليشيات المؤتمر الوطنى تحرق وتنهب القرى. ويقوم أفراد من الجيش بالهجوم عليهم بإسم الجهاد المفترى عليه وهو ليس جهادا و لا عملا وطنيا فاي جهاد يكون دفاعا عن نظام فاسد و ظالم؟ و اي جهاد يكون ضد مواطن يدافع عن نفسه ضد الظلم و تابى السلطة حتى ان تستمع اليه ناهيك عن ان ترفع الظلم عنه؟. أليس للجبهة الثورية حق.
إذن هو إستهداف ممنهج ومستمر.
ومن قبل كانت كارثة القطن المعدل وراثيا على منطقة النوبة. وبعدما كشفت الفضيحة وهرب المسؤول الصيني وأحضر وزير الزراعة الضرورة المتعافي ليستجوب حول دخول هذه البذور ولماذا سمح بزراعتها في جبال النوبة؛ رد بكل صفاقة: (ما عندي شغلانة بجبال النوبة)!.
لذلك:
أبكي وطني
وأبكي أبنائه الذين دخلوا أتون جهنم
يتشردون ويجوعون
ويقتلون ويحرقون
لماذا يا أبني تقتل أخاك
مذا فعل غير أنه دافع عن حياته وعرضه وأرضه في الجبال
لماذا تحرمه من زراعته ولقمة عيشه وصحته وأسرته
لماذا توجه فوهات المدافع نحو المسكين
ماذا فعل لك
لا حول ولا قوة إلا بالله
يموت الأول وتثكله أمه دفاعا عن قضية بدون قضية
ويموت الثاني دفاعا شرعيا دفاعا عن عرضه وأرضه وأسرته وماله
تفد الأمة سواعدها الفتية ورأس مالها الأول
ويجوع أبنائها ويتشردوا
أين جبالنا الخضراء وأهلنا الطيبين في الجبال
لقد شردناهم وأجعناهم
اللهم أرحمنا لأن عذابنا طويل
من قصيدة للبروفسير عصام عبدالوهاب بوب
فأين نحن من هذا كله. أين نحن ونحن في هذا الشهر الفضيل. شهر الإنتصارات والعزة والكرامة للإنسانية. أين أنت يا مسلم يا رحيم. أين أنت يا مسلم لتسمع صوت هؤلاء وتقف وتتظاهر من أجلهم وتسمع صوتهم لجميع العالم، أم صار جلدنا مثل جلد أهل الإنقاذ.
الجلد هين المشكلة في القلوب. بل نخاف على قلوبنا أن تكون قد أصبحت مثل قلوب بني إسرائيل: ((ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون)) [البقرة: 74].
قربت قربت ساعة اذاعة البيان بإنتصار الثورة يا اهلنا.. ولكن الله معكم حتى تلك اللحظة.. قال الملك داؤود فى احد اشهر مزاميره:( الربُّ راعىَّ فلا يعوزنى شئ.. فى مراعٍ خضرٍ يربطنى.. الى مياه الراحة يوردنى.. يرد نفسى هلليلويا)..
اذا كان هنالك ما يتعلمه المرء من هذه التجارب هو انه من يريد ان يعتنق دينا آخر غير دين الآباء والاجداد عليه ان يختار دينا يحترم كيانه وخصوصيته وانسانيته وارثه وعقله وشكله ولونه وتاريخه ..؟؟..وان يكون واضحا في كل مناحيه وليس (مدغمساً)..؟؟..اطاره الكذب والنفاق . فطوبى لكم ايها النوبة…….