ذُبَابٌ، بَعُوْضٌ وَ بَشِيْر!


إنّ المَصَائبَ لا تَأتِي فُرَادَى و إنّ فِي مُعْتَرَكِ الأفيال لا تُطْحَنُ إلاّ الحَشائش و إن المهزول لا قدرة له على الصراخ الذي يهز طبول آذان من بهم يستنجد و إن هتزت لارتدت كَمِنْ جُدُرٍ أسمنتية و لا يرجع إلا بـ(ما أسخف أن نسأل حين يكون الصمتُ إجابة).
إن البَوْنَ بين الساسة و المسوسين جدُّ كبير لا يشتركان في أيما أمر فالساسة حياتهم كلها رغد يتقلبون بين الغرف و الفُرش المرفوعة و تمتد أيديهم إلى ما اشتهت أنفسهم من الأكواب الموضوعة .. يشتكون إذا اشتكوا من التخمة و زيادة الأوزان و كثرة المتاع و النساء و إذا شاكت أحدَهم شوكة، تيمم مشافي الغرب استشفاء و تفسحا لا ينفق من حر ماله و إنما من مال جمعه جباتهم من بائعات شاي و ماسحي أحذية.
أما الشعب فمتقلب بين مطرقة الحاجة و سندان الهم الذي لا ينتهي .. يقلّب بصره يريد فرجا لكنه أبدا مصروع بغلبة الدولار و جحيم الأسعار و مياه راكدة و ذباب نهّاب نهاري و بعوض ماصٌ ليلي و بينهما رئيس عَيّيٌّ أينما توجهه لا يأتي بخير .. يضحك قهقةً و يرقص بمجون و يدمن لعبة الحرب التي لا يريد لها انطفاء .. حربٌ وقودها الناس و الزرع الأخضر.
أولئك .. بيوتهم بل قصورهم لا يدخلها الذباب و لا يقْرَبُها بعوض .. لا عهد لهم بحر الشمس ولا غلاء الأسعار .. تكدست خزائنهم بأموال من كل نوع أراد الله أن يفضحهم حين سَخَّرَ مَن لا نسميه لصا و لكن صاحب حاجة ليكشف المخبوء و ما ستروه أعظم.
نعلم أن مع العسر يسرا و أن مع العسر يسرا و ألا نقنط من رحمة الله و أمرنا أن نحسن به الظن و لكنا أيضا مأمورون بعقل الأمور و السعي إليها مع التوكل عليه و أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. فلنغير ما بأنفسنا و نكون يدا واحدة لاجتثاث هذا النبت السرطاني اللعين.
شريفة شرف الدين
[email][email protected][/email]
كلامك صاح لا بد من اجتثاث هذا النبت السرطاني اللعين.
? ? ?
【من قبلُ يا وطنَ الشّموخِ المُشْرَئِبِّ سماحةً
تنداحُ من كفّيك معجزةٌ
فتعتشبُ الروابي معجزاتْ
هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ
معجزةً تطهّرُنا بها
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها
حتى تصالحَنا السماءُ
وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ
تقشّعتْ ظلماتُ هذا اللّيلِ
اخْرِجْ كفَّكَ البيضاءَ يا وطني
وأسْكِرنَا بمعجزةٍ تعيدُ لنا الحياةَ
ويستفيقُ الروحُ في الجسد العليلْ 】
? ? ?
عالم عباس
مقطع من “وطن يباع و يشترى وهلمجرا”