كندمة البلد!!.

في ما أري

كندمة البلد!!.

عادل الباز

اعترت المدينة الاسبوع الماضى حالة من الهياج العصبى والنفسى، وسيطرت عليها حالة كوندمية من (كوندوم)، وذلك منذ ان اذيعت حلقة تلفزيونية حوله فى برنامج صديقنا الطاهر حسن التوم (حتى تكتمل الصورة) ولم ادرِ ماهى صورة الكوندوم التى يريد ان يكملها الطاهر فى برنامجه!!.منذ ذلك البرنامج (الكوندمى) فاضت اجهزة الاعلام والصحف والمواقع الاليكترونية بالحوارت الجادة والساخنة والهازلة وحتى البذئية حول الكوندم.ماحيرنى ان هذا الحوار كان شاملا شمل جميع قطاعات المجتمع ولم يتبقَ فرد ذكرا كان ام انثى لم يشارك فى الحوار الكوندمى.جاء رجال الدين الى ساحة الحوار بفتاويهم واختلفوا كعادتهم حول ضرورة او ضرر الكوندم، بل عرضوا عيناتهم على الهواء مباشرة لدرجة اننى خفت ان تصدر فتوى بتكفير المكندمين( الذين يستخدمون الكوندوم).ثم جاء دور الصحفيين فعزفوا على الايقاع بنهم محير فى البداية لم اعرف السبب واخيرا تذكرت ان الحوار حول الكوندم يدخل ضمن مفردات حرية التعبير التى لاتمس!!.
افردت صفحات لنشر ماجرى فى اللقاء التلفزيونى ثم اتيحت مساحات واسعة للتعقيبات والمغالطات والفتاوى، وكل من هب ودب اصبح خبيرا فى الكوندوم. دخل الاطباء على الخط فأفتوا بضرورته فى حالة إصرار الزناة على ممارسة تلك الفاحشة!!.ثم عددوا فوائده المجتمعية وقدرته على تقليص احتمالات نقل العدوى. اما الاقتصاديون فأشاروا لتصاعد فاتورة الاستيراد ،خاصة انه اصبح تجارة رائجة تصل للبلاد عبر حاويات ضخمة.الحكومة وممثلوها فى وزارة الصحة ابدوا تفهما للحاجة لاستخدم الكوندم ولم يبدوا مقاومة اومعارضة تذكر لاستخدامه.فى مجالس المدينة دخل الموضوع الى حيز الفكاهة والكلامات التحت تحت!!.
وسط هذه الحملة الكوندمية الشاملة والمتصاعدة افتقدت شيئين:الاول يتعلق بأصل الموضوع الذى من اجله تقوم هذه الضجة وهو المرض نفسه( الايدز).. كان الاولى ان تفرد الحلقات للتوعية حول خطورة المرض واضراره الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، ولكن للاسف تركوا المرض الخطير ومسكوا فى الكوندوم!!.الشى الاخر هو هناك طرف غائب لم يستنطقه احد وهم المتهمون الرئيسيون الذين يستخدمون الكوندوم او لايستخدمونه عمدا اين هم لماذا لم نسمع رأيهم؟ لماذا يفعلون مايفعلون بدون كوندوم؟.هل هو عدم وعى وثقافة ام هو قصد بالاضرار مع سبق الاصرار والترصد.؟.استنطاق احدهم يمكن ان يجرى دون ان يتم الافصاح عن هويته.الصحف تفيض بالمصادر مجهولة الهوية (الا فى دى مالقيتو مصدر مجهول معقول بس)!!.
السؤال الذى خرجت به من معمعة الكوندوم هو ياترى من يضع للاعلام اجندته لصياغة اجندة الوطن؟.ان يطرح موضوع خلال اسبوع كامل ليصبح هو محور النقاش فى البلد صحف وتلفزيون واسافير هل هو فعل عشوائى؟ هل من جهة تخطط وتقرر وتصيغ الاجندة ام ان القصة سداح مدح واعلام بلا اجندة؟.البلد تمتلئ بالمآسى والحروب والعواصم الافريقية تشتغل على القضايا الحاسمة والعالقة وعاصمتنا معلقة فى كوندوم!!.
المؤسف بعد كل هذه الضجة لم ننتهِ الى نتيجة محددة كل ذى قولة قالها ومضى دون ان يفضى النقاش لشئ لاحول الايدز ولاحول الكوندوم. فى يوغندا حين اصبح الايدز وباء عاما قام نشطاء مكافحة الايدز بحملة منسقة شعارها اغنية (دع الفيروس ينتهى عندى) شملت الاطباء والمرضى الذى هبوا لمكافحته علنا، باذلين تجاربهم دون خوف ولاخجل ثم جاء رجال الدين من كل الاديان والطوائف الى الحملة مسرعين لا ليتغالطوا انما ليساهموا فى حملة المكافحة، ثم جاءت الشركات العاملة فى مجال الكوندوم وقدمت دعمها ليس للترويج انما للمكافحة، ثم دخلت شركات الادوية على خط الحملة فدعمت المحتاجين للمساعدة والعلاج ثم دعا نشطاء حملة المكافحة، الفنانين الموسيقيين للنهوض بدورهم فانتجوا عشرات النصوص واقاموا الحفلات من اجل محاربة المرض، كانت كل تلك الجهود تجرى تحت بصر الاعلام الوعى والذى قاد حملة التوعية وعكس تلك الحملات المنسقة للقضاء على المرض بعد ثلاثة اعوم من انطلاق الحملة احتفلت الامم المتحدة بالنتائج المذهلة التى حققتها يوغندا فى مكافحة المرض، فتقلصت معدلاته لادنى نسبة فى دول جوارها.اما هنا فلقد ساهم الجميع فى (كندمة البلد) دونما افق لمكافحة المرض ولا خارطة طريق للخروج من ذاك ( التيوب)!!

الصحافة

تعليق واحد

  1. حقيقة يا استاذنا حلقة البرنامج كانت ضعيفة جداً وطابعها المغالطات وكل يريد ان يثبت انه في الاتجاه الصواب بدون اعطاء الفرصة للاخر .. فكان التهريج طابع الحلقة ممن نعتقد أنهم شيوخ وكبار سن ومتعلمين .. اللهم الا القلة – (تحاشياً للظلم) – فكيف نصل الى نقطة التقاء وكل شيوخنا لديه رأي في الثاني..؟؟؟

    الملاحظ في عضو البرلمان الشيخ دفع الله حسب الرسول انه يهتم بصغائر الامور ويصورها كأنها من الكبائر (عشان ما يطلع واحد يقول الزنا من الكبائر – ان من اهتم بتوزيع الكوندوم ومن اجاز استعماله لم يحلل الزنا – يصفق اعضاء البرلمان بمن فيه الشيخ دفع الله لزيادة اسعار السكر – يعني يشقواصحابه الاعضاء على امة سيدنا محمد (ص) بزيادة سلعة ضروريةومساندتها بالتصفيق وكأنهم انجزوا شيئاً- ثم يطالبون بحوافزهم الخاصة وبدلاتهم .. وبعد ذلك يتفرغون للشعب المغلوب على امره ويوعظون ..

    ما يسمعك شيخ سعد او الطيب مصطفى.. سيتم تكفيرك على طول يا استاذ الباز… لمجرد انك كتبت كوندوم..

  2. مشكور يا أستاذعادل..
    ويا ليت فعلا يكون لدينا توجه عام نابع من وطنيتنا لمخاطبة القضايا المهمة ومن أهمها عدم وجود الوطنية لدى غالبيتنا…
    كيف يمكن ان نغرس قيم الوطنية في المواطن حتى يهتم بوطنهبصفة عامة ؟!؟

  3. تاتي الكندمة هذه بعد ” الرمدنة” اي بعد مرحلة كيل الرماد على البلد و اقتصادها و مواردها و سيادتها، فبعد ان قامت حكومة الفشل في كيل الرماد في مشروع الجزيرة و المشاريع الاخرى و الصناعة و في النقل البحري و النهري و الجوي و السكة حديد و بعد ان كالت الرماد في الاراضي و المقدرات التي ” خصصت” أو بيعت و اكلوا ثمنها، و بعد ان كالت الرماد في جنوب السودان و ما تبقى من بترول بعد ان نهبوا ما استخرج منه، و بعد ان فرطوا في الحدود و السيادة الوطنية ،و بعد ان كالوا الرماد في التعليم و الصحة و بعد ان طفشت كل الكفاءات و الخبرات الوطنية، بعد كل هذه ” الرمدنة” يقوم الممثلون الفاشلون تبع حكومة السجم و الرماد باخراج تمثيلية الكندمة” ليشغلوا بها الناس عن مكاييل الرماد التي تغطيهم من اعلى رؤوسهم لاخمص اقدامهم و لتحول انتباههم عن سوء الحال و فشا المفاوضات و الهزائم العسكرية من المعارضة المسلحة ، لينشغل الناس بمناقشة الكندمة فاتوا بنائبهم ابو جرادة ( على وزن ابو قبورة) ليمثل دور عوير الفلم الهندي في المسرحية التعيسة تلك و ليضحك السوقة بحركاته الغريبة و هجومه في غير معترك…
    لا ادري حقيقة شغف و هوس متاسلمي السودان الحاكمين بالجنس و كل يمت اليه بصلة و حبهم للنكاح و اكثار الزوجات. و لا عجب ان تفشت الرذيلة و اللقطاء في عهدهم غير الميمون!

  4. شيخ دفع الله ( شيخ هنا لكبر السن وليس لأنه صاحب علم أو مال )لا اعرف بأي
    طريقة اصبح عضوا بالمجلس الوطنى و تؤكل اليه و من شابهه مسئولية عباد الله
    مع احترامنا لسنه رجل ضيق الفكر متحجر لا يمت للواقع ابدا ، مكانه وامثاله
    الجلوس على العنقريب و الدعاء لنفسه بحسن الخاتمة…

  5. مادام البلد تحكمه عصابة (مكندمة) العقول من يستغرب هذا او لا ينتظر الافظع فهو – لا ريب – ساذج.

  6. الكندم ضرورى جدا يا شباب ,مشكلة امثال شيخ دفع الله انو بيظن ان الزناة هم ناس معينين من المجرمين , وانو ماممكن شاب فى الجامعة يزني , وكان بيسأل باستغراب هل شباب الجامعة والطلاب زناة؟
    الجنس خارج اطار الزواج واقع يمارسه الناس فى كل انحاء العالم خصوصا الشباب والطلاب, لا علاقة لهذا بالتزام ديني معين , ولا تربية ولا اخلاق معروفة فى بيئة معينة, اما العفة والالتزام الديني فاشياء موجودة ولكن هي مسائل غير ثابتة تتراجع وتتقدم فى نفوس البشر, لانو الايمان نفسو بيزيد وينقص, ولذلك الزناة ليسوا اناس ذوى صفات مخددة زى صفات المجرمين فى نطرية لمبروزو ,اطرافهم كبيره ووجوههم مش عارف كيف!
    عموما شيخ دفع الله ليس عجوزا هو فى الخمسينات لكن اعتقد انو يظن ان الانقاذ هي دولة المدينة لكونو لايرى الا طلابو ومجموعة من المتدينين فى محيطو الضيق, وثقتو فى الوطني تجعلو يبصم على مقرراتو بدون تفكير طالما انو الامر امر دين!!! يجب ان يعرف ان وجود النائب فى البرلمان هو الدفاع عن المواطن والعمل على وضع ومساندة التشريعات التى تسهل حياة الناس, اما مواضيع من هو الزاني وكيف يدخل الناس الجنة فهي مسائل لاتخصه ولاتخص البرلمان فى شىء
    وزعوا الكندم لانكم ببساطة لاتستيطعون توفير تكلفة علاج الايدز, ولا الملاريا ولا غسيل الكلي
    طبعا دا موقتا بس لغاية مايذهب نظامكم الى مزبلة التاريخ

  7. “كندمة المشروع الحضاري” هو العنوان الانسب لهذا المقال
    وعلي الاستاذ الباز ان يحدد مسئوليته في هذه الكندمة وكذلك كل الذين أتوا بالمشروع الحضاري ودعموه.

  8. عزيزى ود الحاجة
    التعليق لايهدف الي التقليل من الزنا كجريمة, وهي جريمة لها عقوبة دنيوية واخروية ايضا, لكن النقد هنا منصب على موقف الشيخ دفع الله الذى يعتبر ان الزنا لايمكن ان يقع فيه الا فئات معينة ليس من بينها اولاد الناس من الطلاب
    والصحيح هو ان الزنا يمكن ان يقع فيه اى انسان, بدليل ان اول من طبق عليه الحد فى الاسلام كان صحابيا جليلا نترضي عليه ونأخذ بحديثه وهو معروف وقصته معروفة, والقاعدة معروفة فى ايمان اهل السنة ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي, ولولا ذلك لكنا ملائكة
    لذلك لاتستطيع ان تعتمد على العفة والاخلاق فقط فى محاربة الانحراف مايبرر ان نقول بتوزيع الكندم ,
    , والزني معصية لاتخرج من الملة والله يقبل التوبة حتي ان كان للمجتمع رأى آخر
    الدعوة لتوزيع الواقي الذكرى قال به شيخ الكودة ايضا فى اللقاء نفسه وبرر هذا بأن الزاني الذى لايستطيع الا ان يزني فعليه ان يستخدم الكندم ختي لاتقع جرائم اخرى ليس اقلها قتل الجنين او قتل الفتاة الخ
    كل الاحترام طبعا لمشاعر القراء ان اورت مايسيء لاى منهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..