المراحيم..!!!

* طلب من صاحبه أن يدلف معه إلى مقابر «أحمد شرفي» قبل أن يبلغه مسكنه بمدينة (الثورة!!)..
* وطفق يترحّم على كثير من الأهل والأحباب والأصحاب الذين انتقلوا إلى الرفيق الأعلى خلال فترة غيابه عن السودان التي امتدت لأربع وعشرين سنة..
* ثم كاد أن يدفع بصاحبه هذا إلى التشكيك في سلامة قواه العقلية حين سأله عن قبور (أربعة!!) كيما يترحم على (أصحابها!!)..
* وارتسمت على وجه القادم آيات التعجّب الشديد عندما أخبره رفيقه ألاّ مقابر للذين ذكرهم..
* كيف لا تُوجد لهم قبور (يعني)؟!..
* هكذا تساءل القادم وهو ينظر في عيني صاحبه عميقاً انتظاراً لإجابةٍ مقنعة..
* ولما لم يحر رفيقه جواباً رفع كفيّه نحو السماء وأخذ يدعو بصوتٍ عالٍ:
* أللهم ارحمهم رحمةً واسعةً إنّك أنت الغفور الرحيم..
* أللهم اغفر لهم بقدر ما قدموا لهذا البلد ولمواطنيه..
* أللهم إن كانوا قد أحسنوا فزد في حسناتهم، وإن كانوا قد أساءوا فتجاوز عن سيئاتهم..
* اللهم إنك تعلم أنهم ما ضعفوا وما وهنوا وما استكانوا إلّا حين عجزت قلوبُهم (المُسِنَّة!!) عن تحمل رهق الجهاد من أجل إعلاء راية (العدل!!) الذي هو أساس (الملك)..
* أللهم أورثنا خلفاً خيراً منهم لا يُرهبهم سلطان، ولا تفُتُّ في عضُدهم محن، ولا يؤثرون السلامة بالاستسلام..
* أللهم إنّ منهم من أُبتلى بطموحات (جنونية) للأبناء والبنات والأصهار فرضخوا لها حتى ضاعت (هيبتُهم!!)..
* وإنّ منهم من أُبتلى بـ(نقص من الأموال والثمرات!!) فلم يكونوا من (الصابرين) الذين يستحقون أن (يُبشَّروا)..
* وإنّ منهم من أُبتلى بـ(شدّة البأس بينهم!!) فانشغلوا عن سد (الثغور) لينفذ إلى عقر دارهم الأعداء..
* وإنّ منهم من أُبتلى بالمفاضلة بين (شعارات جميلة) يدعون لها و (رمز!!) هو نقيض للشعارات هذه، فتاهوا بين (اللافتتين) كتوهان اليهود أربعين سنة..
* وبعد أن مكث بين أهله ثلاثين يوماً طلب (القادم) من صديقه أن يوصله إلى المطار بمثلما استقبله..
* ولما بلغا مقابر «أحمد شرفي» ترجّلا- تحت إلحاح الأول- كيما يفعل الذي فعله أول مرة..
* وفوجيء الثاني- أي صاحبُه- بشواهد أربعة لـ(المراحيم!!) الذين كان قد سأله عن أماكن قبورهم..
* شواهد (رمزيّة!!)- حسب القادم المغادر- لأموات يمشون بين الناس كما (الزومبي!!)..
* والأموات الأحياء هؤلاء يرمزون لكيانات لم يبق منها سوى (دور) ذات لافتات بأسمائها فوق المداخل..
* والشواهد هذه كُتب على أحدها (هنا يرقد حزب الأمة القومي!!)..
* وعلى الثاني (هنا يرقد الحزب الاتحادي الديمقراطي!!)..
* وعلى الثالث (هنا يرقد الحزب الشيوعي السوداني!!)..
* وعلى الرابع (هنا يرقد حزب البعث القُطري!!)..
* وبعد أن (ترحَّم) على المراحيم- المغادر- غمغم قائلاً: (اذكروا محاسن موتاكم)!!!!!
اخر لحظة
بس نسيت تقول يا عووضه..انو حارس المقابر كان عنو كشك مكتوب عليه…المؤتمر الاوطني لدفن الموتي وهم احياء..ادارة الدكتور نافع يساعده الصادق الصديق اخصائي حفر القبور
الحصة الليلة فلسفة برضو مقبولة منك يا ود عيوضة
و”البعاتى”الاسمو “الحركة الاسلامية” ما عندو شاهد؟ الله لا ترحمو.
والكيزان قبرهم وين؟
يتربع وبامتياز ك أفيد وأروع وابلغ واهدف مقال سياسي كتبته ……
بالجد بالغته ….
شكرًا
أللهم أورثنا خلفاً خيراً منهم لا يُرهبهم سلطان، ولا تفُتُّ في عضُدهم محن، ولا يؤثرون السلامة بالاستسلام…… أمين
الزول ده نسى يترحم على كورتنا المدعومة بالتجنيس ,و جيشنا جيش الهنا , وشوارعنا المليانة حبش ,وووووووو…..
ما مات من خلد ذكره بين العالمين . هنالك احياء هم كالاموات .ما رايك في من مات ضمييره و من ماتت مرؤته و من ماتت همته
فعـــلا اذكروا محاسن موتاكم ، بس مين السبب
اللهم ارحمهم بواسع رحمتك وصبر جماهيرهم والى مزبلة التاريخ
أما الخامسة فهي: “وهنا يرقد الشعب السوداني الأبي”
حزبنا جبهة ثورية و دستورنا فجر جديد و املنا سودان جديد .
طالما الصادق المهدى موجود سيحكم الكيزان مئة سنة أخرى
واين المؤتمر الوطني