أبطلوا مفعول كرت الضغط

واشنطن التي كانت قد فرضت في مارس الماضي عقوبات جديدة على كوريا الشمالية وقبلها كانت قد عادت لتفرض عقوبات مرة أخرى على إيران وقبل يومين وبعد لقاء ترامب ببوتين أعلن أنه لن يتم تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا.. لم نكن نتوقع أن ترفع أمس العقوبات عن السودان، وكتبنا هذا خلال الأيام الماضية في مقال بعنوان (توقعات التأجيل جدية السودان مغرية) وقلنا فيه نصاً: (جميع المؤشرات تشير إلى ترجيح خيار تمديد المهلة أو تجديدها لستة أشهر أو سنة بعد 12 يوليو.. خاصة وأن الولايات المتحدة قد شعرت الآن بنتائج إيجابية لسياسة التحفيز والترغيب الجديدة مع السودان والذي فعل الكثير من الأشياء حتى ينال البراءة الأمريكية في يوليو، وبالتالي فإن تمديد المهلة أو تجديدها سيجعل السودان يفعل المزيد وينجز ويحقق للولايات المتحدة ما تريده من السودان).
وهذا هو الذي يحدث الآن بالتمديد المعلن لثلاثة أشهر أخرى ليس لأن السودان غير جاد في معالجة الملاحظات المقدمة من واشنطون أو شروط رفع العقوبات بل لأنه أبدى جدية كبيرة ورغبة حقيقية في رفع العقوبات الأمريكية وبالتالي فإن تَمَنُّعْ أمريكا الهدف منه انتزاع أكبر قدر من التنازلات التي يمكن أن تقدمها الخرطوم..
فواشنطن لا يمكن أن تفرط بسهولة في كرت رابح بالنسبة لها مثل كرت العقوبات خاصة وأن السودان بدأ يتجاوب مع مرحلة التحفيز التي ابتدرها أوباما في آخر أيامه أكثر من استجابة السودان لضغوط العقوبات في المرحلة التي سبقتها والتي كانت فيها الولايات المتحدة تتعامل مع السودان بتصنيف قاطع وموقف متجمد لا مرونة فيه ولا استجابة من جانبها.
لسنا من دعاة الحماقة والتعامل بردة الفعل الانفعالية بعد قرار التمديد لكن في اعتقادي أن الدبلوماسية السودانية بإمكانها إدارة المرحلة القادمة بنوع من التوازن ما بين مواصلة السير في موكب العالم الذي ينشد مكافحة الإرهاب لأن ذلك يحقق هدفاً مطلوباً لنا وللسودان ولأمنه قبل أن يكون هو هدف أمريكا أو شرطها وكذلك الحرص على تطوير الأوضاع الحقوقية والحريات وما إلى ذلك لأنها هي أيضاً مطلوبات ومبادئ متفق على أهميتها لتطورنا الحضاري قبل أن تكون هي محفزات على تبرئة السودان.. لكن في نفس الوقت علينا أن نخفض من صوت المطالبة بإلحاح برفع العقوبات..
هذا الصوت العالي وتلك المطالبات المكثفة لم يعد لها داعٍ الآن فالرسالة مفهومة لهؤلاء وبالتالي فإن أفضل طريقة لتحريك موقفهم من نقطة الابتزاز والتمنع هو تخفيف الاهتمام بالقرار الأمريكي القادم.. وإبداء نوع من الزهد الذي يحفظ لنا كرامتنا.
أمريكا وفي نفس اللحظة التي أصدرت فيها قرارها بتمديد المهلة المحددة بثلاثة أشهر أخرى كانت وكان وزير خارجيتها تيلرسون يوقع على اتفاق تعاون خالٍ من أي اتهام مع الدوحة لمحاربة تمويل الإرهاب في الوقت الذي تتبنى فيه مجموعة من دول الخليج اتهاماً معلنا وإجراءات عملية ضد الدوحة بوصفها داعما وممولا للإرهاب..!!
لم يتوقف تيلرسون كثيراً أو يتردد في توقيع هذا الاتفاق ولم يعر تلك الاتهامات الخليجية اهتماماً لأن قضيته بالأساس ليست هي التحفظ على التعامل الأمريكي مع من يطاله اتهام بدعم الإرهاب من دول العالم.. وإلا فإن براءة السودان من تمويل الإرهاب واضحة بالنسبة للمؤسسات الأمريكية المعنية بهذا الملف وهي السي آي إيه والإف بي آي ولا تحتاج للانتظار دقيقة واحدة لإعلان رفع العقوبات غير المبررة تلك.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالي
ونسيت الفشقة ليه يا بطل ولكن ا لمثل يقوبل “الفي بطنوا حرقص براه برقص”
ونسيت الفشقة ليه يا بطل ولكن ا لمثل يقوبل “الفي بطنوا حرقص براه برقص”