حلفا الجديدة .. المجد للجغرافيا .. ولا عزاء للتاريخ

هي مشروع ومدينة ..و هي سودان مصغر ..لذلك فان ما يحدث فيها يمكن ان يعطي مؤشرات لما يمكن حدوثه في السودان . وتصطرع في هذه المدينة ثلاث مشروعيات رئيسية صراعا يخفت صوته احيانا …ويعلو اطوارا اخري لدرجة الصدام … وتمثل كل مشروعية مجموعة سكانية محدده وهي:-
1/ المهجرون وقد اكتسبوا مشروعيتهم من انتزاعهم من وطنهم الاصلي وتعويضهم بها لذلك قر في واعيتهم انهم يجب ان يكونوا المستاثرين بالارض زراعية كانت ام سكنية ام تجارية وان تكون لهم الكلمة العليا في قضايا المنطقة ما جعلهم غير راضين عن مآلات الامور فيها حالياً .
2/ سكان البطانة من العرب الرحل الذين استقروا بعد المشروع وقد اكتسبوا مشروعيتهم من انهم السكان الاصليون في المنطقة ولديهم احساس باهمال الخدمات في مناطقهم لذلك يصارعون للاستئثار بالدعم الحكومي وقد افلحت ضغوطهم في اخذ النصيب الاكبر من مشروعات تنمية الشرق خاصة مع وجودهم السياسي وزيادة عدد المتعلمين. لذلك يرون ان ما تحقق ليس بالمرضي لطموحاتهم .
3/ الوافدون الي المشروع الذين جذبتهم حقائق الجغرافيا الاقتصادية واكتسبوا مشروعيتهم من مساهمتهم فيها واستطانهم لعقودفاصبحت لهم حقوقهم الكاملة التي يكفلها الدستور. وينقسمون الي ثلاث مجموعات هي :-
أ – العماله الوافدة من غرب السودان بامتداداتهم في غرب افريقيا وقد اصبحوا قوة سكانية واقتصادية وسياسية ذات اثر كبير ولهم حي كامل في المدينة بل هو اكبر الاحياء
ب – مجموعات قبائل شرق السودان من البني عامر ولهم حي كامل في المدينة وقد قويت شوكتهم الاقتصادية بالعمل في السوق وتحويلات مغتربيهم . يضاف اليهم الرشايدة وهي قبيلة رغم قلة اعدادها الا ان اثرهم الاقتصادي كبير بعملهم في التجارة والتهريب ومؤخرا في تعدين الذهب . اضافة الي الهدندوة والملو وغيرهم.
جـ – مجموعة التجار وهي لا تختلف عما في بقية مدن السودان
الوضع الحالي يقول ان نتيجة الصراع في الغالب لا تعطي الحقائق التاريخية وزنا كبيرا وهي ما استندت عليها المجموعتان الاوليتان قبل الالتفات الي حقائق الجغرافيا مؤخرا وتمتلك كل مجموعة اوراق قوة مختلفة كما يلي:
* المهجرون بامتلاكهم الحواشات والاملاك لزراعة المحاصيل البستانية اضافة الي القوة الناعمة التي توفرها ثقافتهم وارثهم الحضاري وارتفاع نسبة التعليم ايا كان مستواه
* العرب بامتلاكهم ضعف المهجرين من الحواشات والاهم منها الثروة الحيوانية اضافة الي الاهتما م بالتعليم وقوة اثر السياسي في ظل سيادة المجموعات العربية للسياسة في الدولة
* المستوطنون الذين ما عادت تنطبق عليهم صفة الوافدين بعد اجيال عدة ولدوا فيها ونقاط قوتهم في عددهم وتبني الحركات المسلحة لقضاياهم ووجودهم شركاء لا عمالة في الاراضي الزراعية وقوة شوكتهم الاقتصادية
صراع المشروعيات هذا له طريقان لا ثالث لهما هما :
1/ التعايش مع حقائق الجغرافيا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والرضي بها والتطور في سياقها مع محاولة كسب ميزات جديدة كحقوق مشروعة للجميع وهو الاوفق
2/ تبني ثقافة العنف وهو المحظور الذي لن تحمد عواقبه
حلفا الجديدة في 13 / مايو 2013
[email][email protected][/email]
؟؟ ماذا تريد ان تقول؟