على من يكذب الصادق الصديق 9/10

العودة وخطابه أمام مستقبلية
أربع مهام وليست ثلاثة لعلك نسيت الرابعة

منذ تكوين ما سمي بالتجمع الديمقراطي والذي كان الشعب السوداني يرجو منه الكثير. وأصيب بالخذلان. هناك بالطبع مجموعة من العوامل ساهمت في فشل التجمع من أداء وظيفته السامية. ولكن حسب وجهة نظري أن أهم عامل هو انضمام الصادق الصديق عقب (تهتدون) المثيرة للضحك فقام الرجل بإفشال كل خطط التجمع الديمقراطي بمطالبته بإعادة هيكلة التجمع. ولم يزل التجمع يتبدل حاله إلي الأسوأ حتى ابتدع الصادق فكرة المصالحة مع نظام البطش. ولكن الخلاصة كما قلت سابقا كانت لقاء جيبوتي والذي اتخذه الصادق ذريعة ليعود للبلاد. ويبدو أن الحكومة أيضا رضيت من الغنيمة بالإياب. فمن المعلوم أن التجمع في واحد من أهم نجاحاته هو عرض سيئات ما يسمى بالإنقاذ في الخارج مما تعده السلطة تآمرا ضدها. واكتفت بوعد عرقوب للصادق باتفاق جيبوتي.
وأمره مع الجبهة الثورية معروف للكثير من السودانيين فقد ظل الرجل يطالب دوما بالعقدة الملازمة له وهي أعادة الهيكلة. وأيضا إصراره على ما درج على تسميته بالجهاد المدني بمعني ترك البندقية جانبا. ولا يمكن لعاقل طبعا ألا يوافق على الحلول السلمية ولكن تقديري أن الصادق يريد أن يبرهن لتلك الحكومة أنه على عهده.وكما لا يمكن لعاقل أيضا أن يدع واحدا من وسائل الضغط التي يملكها وسأكرر هذه النقطة في موضع آخر. وكما عمل الصادق الصديق من قبل على تفتيت التجمع الديمقراطي،ها هو يكرر نفس الفعلة بتشتيت الجبهة الثورية. وعلى هذا لا أعيب على الصادق الصديق بل على أعضاء ما يسمى بالجبهة الثورية كيف لهم أولا سمحوا للصادق الصديق أن يكون طرفا من أطراف مجمعهم وهم شاهدوا بأم أعينهم ما فعله الصادق بالجبهة الوطنية إبان عهد الدكتاتور نميري. ومرة أخرى باتفاق جيبوتي حيث كان الضربة القاضية للتجمع الديمقراطي.فهاهو لآن يجرد الجبهة الثورية من قوتها الفعلية.

خطاب العودة

ككل خطاب جماهيري حوى الخطاب على عدة محاور. استهل الصادق الصديق خطابة بالترحيب بمستقبليه وقال إنه عاد للبلاد بعد أن أكمل المهام التي من أجلها خرج كما زعم وتلك المهام الثلاث هي

الأولى: المهمة الوطنية المذكورة هنا أي جمع كلمة جبهة عريضة على ميثاق لبناء الوطن
المهمة الثانية: مهمة في إطار منتدى الوسطية العالمي
المهمة الثالثة في رحاب نادي مدريد.
فليقل هو ما يريد ولكن من حق أي شخص أن يفهم على قدر حاله وله الحق في ذلك. حتى لا يشب في عنقي من يتهمني بأني لم أفهم حديث الملهِم.
ولنبدأ من البند الأول من مهام الصادق الصديق وهو المهمة الوطنية كما أسماها والسؤال هل جمعت طيوف المعارضة الممانعين على برنامج واحد ؟أم على الحد الأدنى من الاتفاق. وإذا كان الاتفاق على الحد الأدنى وهو التغيير السلمي، وهل التغيير السلمي يعني تصفية النظام القائم أم التصالح معه لقسمة السلطة والثروة والسلاح؟ وإذا كان الهدف النهائي هو تصفية النظام. هل تم ترتيب ما بعد التغيير؟ هل وافقت جموع المعارضة على ما تمت تسميته الجهاد المدني.بحيث يضع كل فصيل أسلحته وينتظر النتائج سواء أكان مؤتمرا جامعا، أم حوارا آخر، أم يتم تعديل توصيات ما أسمى بحوار الوثبة. وكيف سيتم كل هذا؟ أم أن تلك الأطياف تركت للصادق الصديق تحديد طريقة التعامل مع الأزمة وفق رؤيته ام وضعت له أسس يتم التعامل وفقها.وما هي الحدود التي على الصادق أن يلتزم بها و الخطاب لم يوضح كيف سينفذ الصادق الصديق وعده لكل من تعاهد معه معهم بباريس ومن عاهدهم في قصر غردون باشا.

المهمة الثانية: مهمة في إطار منتدى الوسطية العالم
كثير من الناس لا يعرفون ما هي الوسطية لربما لعدم إلمامهم المعرفي بكثير من تعقيدات التفاكر والفكر. او لزهدهم في مثل تلك الأمور وعدم قناعتهم بالخوض فيها.او ايضا لعدم معرفتهم أصلا بها ولم يسمعوا بها. بالطبع لكل شخص الحق في اختيار أي المنظمات التي تلبي طموحه في الظهور أو المشاركة عن قناعة في فعاليات تلك الجمعيات ولم يوضح لنا الصادق الصديق ما هي الفائدة التي تعود على البلاد والديار السودانية من الوسطية تلك.
المهمة الثالثة في رحاب نادي مدريد.
وينطبق عليه نفس ما كان على الوسطية.

ثم عرج الصادق الصديق بلغته الرائعة ليذكر مستمعيه بانه قسم المتابعين والمتتبعين للشأن السياسي إلي ثلاث فئات.
((هنالك في الساحة السودانية إذن ثلاثة مواقف
موقف الملتزمين بتوصيات حوار العاشر من أكتوبر.
وعلى النقيض منه موقف الذين يرفضون الحوار من حيث المبدأ
والموقف الأوسط موقف الاستعداد للحوار باستحقاقات رسمتها خارطة الطريق))
الموقف الأول موقف الملتزمين بالحوار. ويبقى السؤال الأول هل كان ذلك الحوار حوارا يهدف لحل مشكلة إن كان من أطلق الحوار يعترف بأن هناك مشكلة أصلا وهل استوفى الحوار شروط الحوار من بسط الندية وفتح مشارع الحرية ليقول الناس كلمتهم دون أن يكمم ألأمن أفواههم . الحوار جرى ليفرض وضعا اشد سوءً من الراهن الآن وها نحن نرى نتائجه برفض جهاز أمن القمع من الحد من سلطاته التنفيذية.
أما الرافضين للحوار أصلا من الجهلاء وقليلي أو عديمي الوطنية أمثالي الذين يرفضون مبدأ الحوار من أصله مع هذا النظام. فلا يدخلون في حساب الصادق الصديق وينطبق عليهم القول انتظروا إنا معكم منتظرون.
الموقف الثالث الله الله يا حلاوة يا سكر نقع. وهو الموقف الأوسط موقف الاستعداد للحوار باستحقاقات رسمتها خارطة الطريق سيظل السؤال قائما هل ستتنازل ما يسمى بالإنقاذ قيد أنمله لشخص تعرف هي قبل غيرها أنه يغير رأيه في اليوم أكثر من ألف مرة. وكم عدد المرات التي جرت فيها مثل تلك الحوارات التي لم يتمخض عنها إلا اللاشيء.
سنة أولى سياسة الحصة الأولى. الدرس الأول الحوار، موجبات الحوار، الاعتراف بأن هناك أمرا او مشكل يمكن الوصول فيه لنتيجة عن طريق الحوار. الدرس الثاني، شروط الحوار الندية الحرية. الدرس الثالث، سير وطريقة الحوارـ درس غير مهم ممكن تدك الحصة وتزوغ ـ. الدرس الرابع التوصيات إياك أن تنسى شيطان التفاصيل.الامتحان تنفيذ التوصيات.
كان على الصادق الصديق أن يقول للناس هل اعترفت سلطة قصر غردون بأن هناك تقصيرا من جانبها تريد أن تشرك الناس في تلافي تلك المعضلة أو التقصير أم أنها هي بذات نفسها المشكلة. فوجود نظام غير شرعي ودستوري هو مشكلة في حد ذاته. مع من يكون الحوار في هذه الحالة؟ يتعلل الصادق الصديق وغيره بأن هذا هو الأمر الواقع. بمعنى وجود حكومة قائمة يتعامل معها المجتمع الدولي ، وعلينا التماهي معها. والتعامل معها على أنها أمر واقع. هذا التحليل الافتراضي أوجبه عليّ تعامل الصادق الصديق مع حكومة ما يسمى بالإنقاذ بالتخاطب معها بصورة مباشرة او عن طريق وسيط. وافتراض سقته على حديث غير موثق حينما سئل الصادق الصديق عن حكومة ما يسمى بالإنقاذ.
وتكلم الصادق الصديق بثقة عظيمة قائلا:ـ
((ومهما كانت الخلافات المحدودة فإنني سوف أبذل جهداً كبيراً لوقف العدائيات، وانسياب الإغاثات، واعتماد خريطة الطريق سبيلاً للحوار الجامع. حوار يحقق السلام العادل الشاملوالتحول الديمقراطي الكامل)
أولا أعطى الصادق الصديق نفسه الحق في تقييم الخلاف بين معارضي النظام والحكومة على أنه خلاف محدود! لم أعرف هل يسمي الصادق الصديق النزاع المسلح والذي كانت نتائجة كارثية بحيث اعتبرت إبادة جماعية وتطهير عرقي و جريمة وصلت لأعلى محاكم الكون يمكن وصفها بخلاف محدود!
ثم قال انه سيبذل جهدا كبيرا لوقف العدائيات. بالرغم من إطلاق الحديث هكذا بتلك الثقة يوحي بأن الصادق الصديق له المقدرة على تنفيذ ما قاله، وهو أمر لا يمكن تصديقه فليس للصادق الصديق القوة التي تمكنه أن ينفذ بها وعده. ومن يعهد لنفسه بمهمة كهذه يكون له من وسائل الضغط على الطرفين المتنازعين وله من مكامن القوة ما يؤهله لفرض رأيه فهل يا ترى للصادق الصديق مثل تلك القوة ؟
المهمة الرابعة التي لم ترد في خطاب العودة ألا وهي تدمير ما بقي من معارضة للنظام سواء أكانت مسلحة أم تتخذ من النضالات اليومية سبيلا لتحقيق مرامها الواضح ألا وهو إسقاط النظام. عن طرق أكثر فعالية واقلها تكلفة كما حدث إبان الاعتصام الذي قاده شباب البلد بجسارة نادرة لم تعرف إلا طرق الوطن.
ولعل أخطر ما خطر ببالي هو أن الصادق الصديق عاد للبلاد في السادس والعشرين من شهر يناير بداية العام 2017 بعد شهر ونيف من البطولات الملحمية لشباب بلادي الواعد في رسم طريقة جديدة غير مكلفة وهي وسيلة العصيان والتي كانت ستتطور لتصبح سلاحا قادرا على إزالة ذلك النظام. وعودة الصادق في تلك الأيام لإحباط أي محاولة لإسقاط النظام الحالي ولخوفه من أن يتم إسقاط النظام وظهور بدائل أكثر حداثة وأكثر وعيا تتخطى الطائفية لتؤسس لدولة مؤسسات حقيقية . وسعيا وراء تثبيت أركان النظام الذي يأمل الصادق الصديق في إصلاحه لا إسقاطه. خلافا لما كان يرمي إليه شباب بلادنا الواعد من اجتثاث هذا النظام من جذوره.
عاد وهو يطرق ذات الطرق الذي سلكه نظام قصر غردون وهو العزف عل وتر رفع العقوبات الأمريكية ورغم محاولات الصادق الصديق ان يبين لمستقبليه أنه واجب أن يتبع رفع العقوبات مجموعة من الإجراءات الاقتصادية والوصفات السحرية. إلا أن طرق ذلك المنفذ منفذ رفع العقوبات يوحي بأن مشكلة البلاد هي العقوبات الأمريكية كما يشيع أهل سلطة ما يسمى بالإنقاذ وأن الخير فتحت أبوابه السبع من سابع السماوات.ناسين أن المشكلة أساسا ليس في العقوبات لكن تكمن المشكلة في النظام نفسه فالعقوبات لم تكن السبب في تبديد أموال البترول المنهوبة من جنوب البلاد.ولم تكن العقوبات يوما السبب في التعدي على المال العام ولا الاختلاسات التي أرهقت المواطن السوداني
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. من فهم اخير ا ضحك كثيرا ,,,,انت جاي تحلل خطاب العودة بعد شهرين ,,,والله يبدو ان (كيسك فاضي)

  2. من فهم اخير ا ضحك كثيرا ,,,,انت جاي تحلل خطاب العودة بعد شهرين ,,,والله يبدو ان (كيسك فاضي)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..