[ ذات المئة باب ]

شكري عبدالقيوم

نهار اليوم، وفي المساء، سرت إرهاصاتٌ سريان النار في الهشيم بِنُذُر مواجهة وشيكة بين الجيش والدعم السريع.
من جهة المبدأ، فإنَّ هكذا إرهاصات لا تنبت من عدم، وعندما تنطلق الوقائع وتصرُخ مُعْلِنةً الحقيقة بأعْلى صوتِها، فإنَّهُ لا يكُونُ هناك داعٍ لشَدِّ أزْرِها بالكلمات، لأنَّ الفأس حينها تكون وقعت بالرأس، وأَزِفَت آزِفَةُ الافلاس وانحباس الأنفاس. ويبدو أنَّ مسألة المواجهة هذه هي كالقلعة ذات المئة باب: مهما كانت النقطة التي تبدأ منها، أينما يكون دخولك، ستجد نفسك على قارعة الطريق المؤدي إلى مركز القلعة. ولهذا وهكذا، ومن هذا المنطلق، فإنَّ الحاصل هو نوع من تأجيل عمل اليوم إلى الغد. هو مسألة زمن ليسَ إلَّا. والزمن سَيِّدٌ مهذَّب على ما يُقال.
إِذَنْ، المواجهة حتميَّة. وبرجاء أن تُحْصِهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً، وتُخْرِجنا من بينهم سالِمين لا علينا بل حوالينا في الآكامِ والظِّرابِ ومنابتِ الشر.
على امتداد تاريخه، لم يقترب الوجدان الجمعي لهذا الشعب من الاجماع على شئ كما اقتربَ في كراهية الدعم السريع، وفقدان الثقة في الجيش.