الدولار كيف ؟ا

حاطب ليل –

الدولار كيف ؟

د.عبد اللطيف البوني

وجدته في حالة (شمطة) مع عثمان سيد الدكان لانه اعطاه اربع (حبات) طعمية عوضا عن الخمس المعتادة ولما سأله عن السبب اجابه بان الدولار قد ارتفع وكان صاحبنا رافضا لفكرة ان ارتفاع اسعار الدولار يؤثر على سعر الطعمية فاسمعه يرافع قائلا (ياعثمان ياخي الطعمية دي دخلها شنو في الدولار ؟ اللوبا مزروع هنا والزيت مصنوع هنا والغاز مستخرج من هنا والطست بتاعك دا ليهو مية سنة ) اجابه عثمان بان اسعار الزيت ارتفعت وكذا اسعار اللوبيا لان بائع اللوبيا يريد ان يشتري بثمنه سكر وصابون وتنباك وكلها اسعارها ارتفعت عشان كدا لازم يرفع سعر اللوبيا ثم اشار لي طالبا مني دعمه في موقفه قائلا (ولاكلامي دا غلط ؟) فقلت له كان يمكنك ان تقلل حجم (حبة) الطعمية وتبيع الخمس بجنيه بدلا من انقاصها لتصبح اربعا . فرد بالقول (انقر ما فكرت في دي؟ لكن القالب بتاعي مصمم على الحجم القديم فبدلا من خسارة قالب جديد قلت اتعامل معاهم بصدق لكن مافي فائدة )
هذه الرمية الطويلة توضح بان حمى الدولار قد وصلت المواطن العادي وزادت سخانة الجيب الذي هو اصلا (مسخن) فثقافة الدولار لم تعد ترفا اكاديميا اوقضية تخص المترفين والاغنياء والدارسين انما اجتاحت كل الطبقات ولعل الاكثر معاناة هم الذين لايتعاملون مع الدولار مباشرة لان الزيادات تتنزل على (يوافيخهم) كالحمم فالموظف العادي يفقد جزءا مقدرا من مرتبه مع انخفاض اسعار الجنيه الذي يتعاطاه مرتبا وكذا الزارع والراعي اما التجار و علية القوم فهؤلاء يمكن ان يجاروا ارتفاع الدولار برفع اسعار ما يقدمونه فبالتالي تضررهم نسبيا اقل من غيرهم ولكن المؤكد ان مجمل الحركة الاقتصادية سوف يتضرر ضررا بليغا بعدم ثبات سعر الدولار وقد يصل الامر حد الانهيار لاسمح الله
في الاسابيع المنصرمة وصل سعر الدولار رقما قياسيا ثم انخفض قليلا لانه اشيع ان هناك قرضا بقيمة مليارين في طريقه الي ميزان المدفوعات وهذا في حد ذاته امر مؤسف ومخجل ومؤلم فان نستدين لمقابلة ميزان المدفوعات امر ينم عن ازمة اقتصادية حقيقية . من المعقول لابل من المطلوب ان نستدين من اجل المشاريع الراسمالية ثم يعاد القرض من المشروع المستثمر فيه ولكن نستدين (عشان ناكل في خشومنا ) امر مؤلم و(مكسف) . ثم نسال ماهي الضمانات التي اعطيناها لهذه الجهة التي سوف تقرضنا ؟ بالطبع لاتوجد صدقات او حتى زكوات بين الدول (وبرضو تقول لي سيادة)
ان ثبات اسعار الصرف وتحجيم سعر الدولار مسؤولية الحكومة مسؤولية مباشرة وفشلها في هذا الامر يعني فشلها في حفظ البلاد وامنها القومي (فالامن القومي يهدده عدم ثبات سعر الجنيه الوطني امام العملة الحرة كالدولار) وللخروج من هذا المأزق على الحكومة ان تبدا بنفسها فهي المستهلك الاول للدولار وفيما لاينفع البلاد والعباد ثم بعد ذلك النظر في الموارد التي ترفع من قيمة الجنيه ان درء المفاسد مقدم على جلب المنافع كما يقول علماء الاصول.

السوداني

تعليق واحد

  1. السبب في إرتفاع أسعار الدولار هو شركات الإتصالات الأجنبية التي تقوم بتحويل أرباحها للخارج وذلك عن طريق السوق السوداء وبعلم الحكومة

  2. صرخة إلى كل من يهمه الأمر، اوقفوا هذا العبث!! لقد ظهر تطور جديد لم يكن مألوفاً قديماً في مسلسل انهيار الجنيه السوداني!1 لقد الناس الآن يحولون الأموال السودانية أو قل يهربونها للخارج للحفاظ على قيمتها!! يعني سوف أعطيك 2 مليار في السودان بسعر متدن، على أساس أن استلمها ريالات أو دولارات في البلد الفلاني وهذه عملية عكسية لتحويل العملة سوف تكون لها نتائج كارثية على البلد لأنه يتم تداول الجنيه السوداني بسعر منخفض جداً، ويقبل التاجر بذلك لخوفه من مزيد من الانهيار. في الفترة المايوية وعند بداية أول تضخم متسارع تشهده البلاد في تاريخها ظهر كرتون على إحدى الصحف يبدو فيه كشك مكتوب عليه (محل تصليح العملات)، وفي الإطار رجل يريد إصلاح ورقة مالية فئةالجنيه، فرد عليه صاحب الكشك قائلاً: جنيهك ده بنصلحه ليك بخمسة جنيه. نخشى أن يصل التدهور والتضخم إلى مستوى تصبح فيه العملة لا تغطي مصاريف طباعتها، وعندها الرماد سوف يكيل حماد، وسوف يحكم الجماعة من توتي جمهورية توتي، وجمهورية مدنى، وجمهورية بربر، والدامر، واللعوته كمان.

  3. الحل بسيط جدا . وزير المالية طلب من دول الخليج بضخ 4 مليار دولار فى النظام المصرفى السودانى لتعود له عافيته ويحافظ الدولار على سعره وهو 2600 جنيه .مجلة ماليزية ذكرت بان للسودانيين 13 مليار دولار مستثمرة فى ماليزيا . بغض النظر عن مصادرها و بغض النظر عن من هم اصحابها . رجعلوا لنا 8 مليار منها الى السودان . فوقتها سيكون الدولار ب 1300 جنيه . وسوف يكون عدد حبات الطعمية 20 حبة بدلا من 5 حبات . اتدرون لماذا ؟؟ اقسم 5200/4 ونحى ونشوف

  4. عندما جاءت ثورة الانقاذالاسلاميه لتنقذنا كان الدولار فى السوق العربى ب12جنيه .الان ورقة الالف جنيه البقت حديده دى . كانت تساوى ما يقارب 84دولار امريكى . يعنى الجريده ب 84دولار الان . لا تحتفظوا بمدخراتكم بعملة امير المؤمنين التى لاتساوى قيمة الورق التى تطبع فيه .. علم الحساب لا يحتاج لفهامة .

  5. تعليقى على الجزء الاخير من المقال وهو كلام صحيح وليست مجرد راى لشخص ما ماينبغى فعله هو ان يفهم كل مواطن سودانى هذا الكلام حتى يدافع عن حقه بكل من اوتيه من قوة

  6. [SIZE=4][FONT=Simplified Arabic]يرجعو يموتو من المرض ؟؟ هو في شنو عشان يرجعو ليه ياخليل العازة البلد ماخربت من ساسها لراسها[/FONT] [/SIZE]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..