مقالات سياسية

الجوع..!

الجوع..!
* الضرب في الأخلاق؛ هو أقسى جريمة يمر بها شعب.. فكل جرح مقدور عليه مع الزمن مهما فسد.. وإلى وقت ليس غارقاً في البعد كانت أخلاق المواطن السوداني مكسوة بعفة في غالبها الأعم… شهدنا ــ على المستوى الضيق ــ كيف كان الناس في قريتنا الصغيرة يغلقون أبوابهم في أيام الجفاف ومجاعة 1984م؛ ابتغاءً للستر..! وهكذا صفات السودانيين الأصلاء قبل أن يستشري بينهم عدم الحياء (المقنن..!!) فالرعية تعديها قوة عين الرعاة حين لا تتعدى القيم أطراف الشفاه اليابسة أو الكذابة..! وإذا ذهبنا إلى البعيد سرّنا حال المتعففين أيام المجاعة الشهيرة في العهد الدكتاتوري المهدوي.. لقد روى الثقاة أن الأهالي كانوا يربطون صغارهم حتى لا يمدوا أياديهم.. ثم وصلنا إلى زمن منحط يمد فيه (أتخن تخين) يده..! فحذار أن يتهم أحدكم إبليس بأنه السبب المباشر في ما يحدث..!!!
* ثمة علامات لدولة الذل ــ لو كان الملأ يقرأون ــ لا علاقة لها بالظواهر الطبيعية مطلقاً؛ إنما مربطها هو (السَّفل) العام الذي وصلنا إليه بمئات الأسباب الجهيرة؛ والتي ملّ العالمون من سردها..! فلا السيل ولا الجراد يذل شعباً لو كانت ثمة مؤسسات محترمة ومخلصة (بالمعنى الحرفي)..!
* الشعب السوداني الكريم يجد نفسه بعد ربع قرن من (المشروع الحضاري) بحاجة إلى مشروع واحد ينتج له الغذاء.. ورغم كل مقومات النجاح المتوفرة للزراعة إلاّ أن نحس الفشل محسوس للغاية في مضارب حياتنا ونحن اليوم ننتظر الإغاثة الوافدة..! ولكنك إذا قابلت أي مسؤول وفمه خارج الماء سيقول لك: الوضع مطمئن؛ وإن لم يكن كذلك.. بل ربما (يكبّر ويهلِّل) ليردد معه قلة من الرجرجة المغيبين.. والذين سيصدقون مجدداً شعار (نأكل مما نزرع) لو هتف فيهم هاتفاً..!!
ــ من كان (يتخيّل) أن (سودانياً) يلقى حتفه في تزاحم على (طعام)؟؟!!!
ــ من الذي أوصل الناس إلى حافة التهافت المذل؟؟
* قطعاً لا هو الطوفان ولا هو الشيطان.. إياك أن تنسب إلى الطرفين شيئاً مما يحدث..!!
* في ناحية أمدرمان مات شخص من أجل الحصول على حصته من الإغاثة.. حصد التزاحم حياته.. فإن لم يحصدها سيموت أيضاً.. له الرحمة..!!!
* لو أن السلطة حاضرة (بقلبها) و(أخلاقها) لما تزاحموا أصلاً.. ولكنها الأقدار؛ تفضح الحكومة وليس الجوعى..!!
أعوذ بالله

عثمان شبونة
[email][email protected][/email]

ــــــــ
الأهرام اليوم

تعليق واحد

  1. كأنك تؤذن فى مالطا أخى/ عثمان.فهؤلاء لا يهمهم أن يجوع الشعب أو يعرى طالما كروشهم ممتدة للأمام ومؤخراتهم أكتنزت لحما وشحما.هؤلاء يعملون بالمثل القائل(جوع كلبك يتبعك)فالشعب عندهم كلاب وستين كلاب.أقول لك يا شبونة معهم كل الحق فى أذلالنا وأهانتنا وأحتقارنا طالما نحن ظللنا ساكتين وخانعين.أذا كان بالجوع سنموت وبالأمراض سنموت فلماذا نسكت هذا السكاتب الذى يجعلهم فى زيادة جرعات المذلة والأهانة.أصح ياهذا الشعب المغيب والمرتجف من عصابة قوتها هشة ومع أول صيحة جوعى ومرضى ومقهورين سيندك عرش الحرامية وناهبى لقمة المحرومين.

  2. اخي عثمان التحيه اود ان اطرح عليك سؤالا برئيا هل اجبرتك الظروف للئيم نحن نعيش عصراللئام ولقد اطال الله جل وعلي اعمارناحتي تحقق قول المتنبئ في زماننا الذي نعيشه ……….جوعان يأكل من زادي ويمسكني ..لكي يقال كريم الاصل محمود …..فتعسا لحياة يذل فيها الحر بالسؤال وتأكل الحرائر من اثداييها فحسبنا الله ونعم الوكيل 

  3. مقال في قمة الروووووووووعه …والله انه واقع مؤلم وتدمي له القلوب وتدمع العين ولانقول في من دمرالسودان غير حسبنا الله ونعم الوكيل

  4. عبر سياسة التحرير الإقتصادي والخصخصة يتم بث قيم مناقضة تماما لشعارات الإسلام السياسي البراقةالتى لا يؤمن بها إلا إنتهازي أو جاهل – ويتم تبنيها لأنها تخدم مشروع التمكين وإن كانت تدمر القيم وتشوه الإسلام في نفوس السودانيين.
    كيف يكون التحرير الإقتصادي بدون قوانين لمكافحة الإحتكار.
    كيف تستطيع الدولة مواجهة الكوارث وتكافح الفقر وقد باعت مؤسسات القطاع العام بإسم الخصخصة.

  5. حسبنا الله ونعم الوكيل , وربنا يحم الفقيد ويسكنه فسيح جناته .
    وحقيقة انها مهازل وذل يتعرض له الشعب السوداني الكريم المشياف والعفيف والذي ما تعود يوما يمد يده الا في زمن هذه الحكومه قاتلها الله , ونحن هنا في بلاد الغربه كم نفخر باننا سودانيون ويحترمنا الغير لاننا شعب عزيز ويعتز بنفسه كثيرا وهذا من تاريخ قديم وضعه لنا الاجداد الكرام وجميع الشعوب تحترم هذا الشعب الا ان الحكومه ابت الا ان تزله , ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل ونسال الله ان يقتلع هذا النظام البائس وترجع للشعب كرامته وعزته .

  6. يا استاذ شبونة اهلنا قالوا الجوع كافر والمولى عز وجل يقول فى كتابه العزيز الذى اطعمهم من جوع وامنهم من خوف فهولاء الاوغاد حرمونا الامن والطعام ولانهم لئام لازالوا يواصلون فى تجويعنا وترويعنا ولسانهم يخرج كل فيح وقيح وقبيح اذا اشتكينا جوعنا وخوفنا والامنا وامراضنا التى تسببوا فيها بافعالهم واقوالهم يوم وقفوا الى جانب صدام وقد كان ظالما ويوم ان رفعوا شعار امريكا وروسيا دنا عذابهما فحاق بنا العذاب ولايزال ولايزال ولايزال ولايزال ولايزال ولايزال ولايزال ولايزال .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..