أخبار السودان

حزب الأمة والشيوعي.. سوء فهم أم خلافات سياسية؟

تقرير ـ مريم حسن ـ مهيبة بين
تضارب التصريحات وسط قيادات الحزب الشيوعي، عكست التباين في المواقف داخل الحزب، الذي ظل لوقت طويل متمترساً خلف معارضته لعدة قضايا سياسية، سواء أكان أطرافها العسكريين، حلفاء الأمس في قوى الحرية والتغيير، ويظهر ذلك جلياً في المعركة الكلامية المبطنة بين عضو اللجنة المركزية للحزب صديق يوسف، وبعض القيادات الأخرى فيما يتصل بلقاء حزب الأمة القومي.
ففي الوقت الذي نفى فيه الحزب الشيوعي وصول طلب له للقاء حزب الأمة، أوضح القيادي بالحزب صدقي كبلو، ملابسات الأمر، وقال لـ(الحراك): إن الأمر به سوء تفاهم لا أكثر، ويشير كبلو إلى أن كل هذه الاجراءات يتعب عليها كل حزب في عمله وتختلف من حزب عن الآخر، واضاف صدقي انهم  في الحزب الشيوعي اعنلوا مرارا انهم مستعدون للقاء اي تنظيم سياسي منفردا ولا يلتقوا بالكتل السياسية، واشار كبلو ان إجراءات اللقاءات اصبحت الكتابة ضرورة واذا طلبوا جهة نكتب اليها، واذا طلبتهم جهة يطلبوا منها ان تكتب واما اقترحوا هم الاجندة، واشار صدقي ان اللقاءات المكتوبة مهمة لتنظيم العمل حتى لا يدعي اي من الطرفين ان من جاء لا يمثله، حيث  نوه الى حادثة كانت قد حدثت لهم وكانوا قد اجروا مقابلات مع اناس وقالت  تنظيماتهم ان من جاءوا لا يمثلونهم، وانهم يجروا اتصالات منظمة ومثمرة مع عدد من الجهات، وان ماحدث  بالتحديد انهم اوضحوا عدم الممانعة لمقابلة حزب الامة وطلبوا  منهم الكتابة اليهم  وانه ليس هنالك خلافات، ولكن ما دار من توضيحات سكرتارية اللجنة المركزية، وان تصريح صديق يوسف خلف سوء فهم، وفهموا بانهم في الحزب  يتعالى عليهم ويقلل من قيمتهم في الاعلام وهذا غير صحيح، واضاف كبلو انهم يحترمون حزب الامة كحزب سياسي وكان لتعاونهم معه اثر ايجابي في العمل السياسي العام بدءاً من الامام عبدالرحمن مرورا بالامام الصديق حتى الصادق عليهم رحمة الله، و يأملوا في ان الاجراءات التنظيمية التي يطلبها كل حزب لنفسه لا تكون عائقا في الاتصالات السياسية بين الاحزاب  بما في ذلك حزب الامة، لذا يجب ان لا تقف الاجراءات التي تخص كل حزب حاجزا بين لقاءاتهم مع كل الاحزاب .
وكما اتفق القيادي بحزب الامة القومي، عروة الصادق، مع ما ذهب اليه كبلو، إذ  انه يرى ليس هناك صراع أو خصومه بقدر ما هناك سوء فهم للمواقف والتقديرات، ويقول: حزب الأمة القومي يرى بضرورة كسر الجمود بين كافة قوى الثورة والقوى الرافضة للإنقلاب وتجسير الهوة بين كافة الفصائل السياسية السودانية الحرة، وفي ذلك يسعى الأمة جاهدا ويسعد بالتواصل والاتصال لإبداء وجهة نظره وسماع وجهة نظر الآخرين، وكل ذلك يأتي في سبيل التدافع السياسي المطلوب للخروج بالبلاد من وهدتها.
ويضيف عروة: الأمر الذي استجاب له بعض الشيوعيين كالسيد الباشمهندس صديق يوسف، فيما قابله آخرون في الحزب الشيوعي بنوع من الأنفة والتأفف والاستعلاء المقيت من بعض كوادره من المتفرغين منذ الأربعينيات ويتعاملون وفق بيروقراطية الماركسية اللينينية التقليدية القابضة، ويعتقدون أن الراديكالية في التعامل هي السبيل الأوفق لتحقيق الاختراق السياسي، وما يؤسف له البيان الأخير للحزب الشيوعي الذي يطالب فيه حزب الأمة بطلب مكتوب للقائه مع تحديد الأجندة وهو أمر سيجعل التواصل بين الحزبين عسيرا إن لم يستحيل التواصل بينهما.
ونوه عروة: إذا استمرت القيادة المتفرغة في الحزب الشيوعي بالتعامل مع قيادة القوى السياسية والأحزاب بهذه العنجهية فسيعزل الشيوعي نفسه من العمل السياسي، وبالأخص مع حزب الأمة القومي الذي تجاوز أنصاره آلام ومآسي ومذابح تاريخية ودماء كان للشيوعي وقيادته السبب وراء ارتكابها في حق الأنصار..
لافتاً الانتباه إلى أن يكون التعامل بين القوى السياسية بما يعلي المصلحة الوطنية ويحقق المخرج الآمن لنجنب بلادنا ويلات الحرب والعوز والجوع والمرض، وأن نسمو فوق الأجندة الحزبية الضيقة، ونترك الفيصل بيننا صناديق الاقتراع التي يعمد بها الشعب في المستقبل شيوعيا كان أو أمة أو غيرهما.
وعلاوة على ذلك يقول المحلل السياسي راشد محمد علي إن طبيعة الصراعات بين الاحزاب السياسية السودانية قائمة منذ مؤتمر الخريجين وأصبحت هذه الصراعات مؤثرة على حالة الاستقرار السياسي وفي الفترة الاخيرة ارتكزت على مسألة الصراع على السلطة وأضرت كثيرا بالسلطة والنمو الطبيعي للدولة وبالتطور المتعلق بالانظمة السياسية ، وتابع محمد “الاسقاطات على مستوى الاحزاب السياسية ما بين حزبي الامة والشيوعي قائم على المرتكز الاساسي وهو الامتداد المتعلق بالمنظمة الحزبية جغرافياً وواضح جدا ان حزب الامة لديه امتداد كبير جدا على مستوى القواعد نتيجة الارتباط بالمفاهيم الدينية المتعلقة بالثورة المهدية وايضا المسألة المتعلقة بكثافة الوجود بالفعل السياسي على مستوى التاريخ  السياسي للدولة .
وأشار محمد الى دور الحزب الشيوعي في المشهد السياسي وهو حزب مؤثر وصاحب تكتيك عالٍ جدا والفرق بينه وبين الامة ربما يكون في مستوى القواعد الجماهيرية ..
 وأضاف: “مؤخرا ظهرت الحالة المتعلقة بكثافة التركيز على الصراع السياسي فيما بين الحزبين على تأثيره في المشهد السياسي خصوصا بعد حالة التغيير التي تمت في أبريل  2019م . واتم: في تقديري ان الخلاف مرتبط بين كيفية التعامل مع المفهوم المتعلق بالمنظومة السياسية واستخدامها لادوات الصراع وهي السلطة وهذا أضعاف كبير جدا للدولة ،وتاريخيا ان الحزبين ارتبطا بحالة صراع وهي مستمرة الى الآن، الصراع فيما بينهما ومن المأمول ان ينعقد لقاء بين الحزبين خلال الايام القادمة ربما يفضي الى حالة توافق بين الحزبين لادارة المرحلة الانتقالية.
الحراك السياسي

‫3 تعليقات

  1. الحزب الشيوعي ارتقى لمرحلة متقدمة جدا من الشفافية ورفع سقف التحدي للتغيير السياسي والطريق لديمقراطية مستدامة للسماء واحرج القوى السياسية الاخرى امام الشارع وقواعدهم والآن الشارع كله والشباب بالاخص يتحدث ويجري نقاش في ما بينه عن سقوفات الحزب الشيوعي وصراخ القوى الاخرى المستسهلة والمستعجلة نحو الثروة والسلطة باسم الديمقراطية والحكم المدني دون التاسيس لها ودفع مستحقاتها بتحقيق شعارات الثورة بررررررافو الحزب الشيوعي حزب معلم و تيرموميتر السياسة في السودان رضى من رضى وابى من ابى

    1. الحزب العجوز يزايد وهو الذى شارك الانقاذ وجاست فاطمة أحمد ابراهيم وفاروق ابوعيسى وسليمان حامد وصالح محمود جنبا الى جنب مع الجاز وقوش نافع يتقاسمون القفشات والمخصصات والامتيازات والعتاب ان استدعى الامر
      الحزب العجوز يوهم نفسه بقيادة الشارع وهو الملفوظ شعبيا وحصاده دائرتيين فى اخر انتخابات ديمقراطية فى السودان

  2. اعتقد يجب على الاحزاب والكتل والتيارات ومؤسسات المجتمع المدنى مثل النقابات واللجان وغيرها ، كلها الرافضة للانقلاب والرافضة لنهج اتفاقية جوبا والطريقة التى يتعامل بها قادة الحركات مثل جبريل ومناوى مع المجتمع ككل ، ان ينظروا لسياسات الحزب الشيوعى الرافضة منذ البدء للعسكر والعمل معهم والرافضة لآتفاقية جوبا المعيبة وان ينظروا للمقاومة الطويلة ضد المؤتمر الوطنى او الجبهة الاسلامية او الاخوان المسلمين او سمهم الكيزان ، قد تكون هناك اختلافات فى التكتيكات وهذا شىء طبيعى ومفهوم لكن ما يطفخ فى الاعلام وفى التواصل الاجتماعى من محاولة شيطنة الحزب الشيوعى مفهوم مصادرها ، فالكل يعرف ان الدعم السريع ومخابرات الانقلاب استحدثت منصات الكترونية تبث هذا العداء وتصدر المقالات والبوستات بأسماء مختلفة وقد استعانوا بخبراء من شركة فاجنر الروسية ومقرهم معروف فى طريق لفة الجريف ومقر آخر للدعم السريع ، يريدون ان يبثوا الفرقة وان يثيروا الكراهية والعداء ضد الحزب الشيوعى لأنهم يعرفون انه واقف صلد ضد الانقلاب وضد المؤتمر الوطنى والكيزان ، عليه ارى ان تكون هذه الاحزاب والكتل حصيفة فى معرفة الواقع والتعامل معه بذكاء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..