هل السيد عبد الرحمن «الحفيد» صورة أخرى من السيد عبد الرحمن «الجد»؟

لفت نظري السيد عبد الرحمن الصادق المهدي بدعوة جريئة دعا بها أباه السيد الصادق المهدي وصهره السيد حسن عبد الله الترابي والسيد محمد عثمان الميرغني زعيم الختمية والسيد المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية، إلى لقاء تفاكري الهدف منه السودان وليس المصالح الحزبية الخاصة، وقبل جميع هؤلاء المدعوين الكبار الدعوة وأمنوا على أهمية الموضوع.
نحن إذن لسنا أمام إنسان يملأ وظيفة مساعد رئيس الجمهورية فقط، ولكننا أمام زعيم وطني جديد من زعماء السودان. وقبل ذلك رأيته يجتمع بقادة من دولة جنوب السودان يحثهم على التعاون المشترك، بل وتسند إليه رئاسة الجمهورية ملف الجنوب بكامله لكونه وجهاً مقبولاً هناك. كما رأيته يجتمع مع سفراء الاتحاد الأوروبي والسفير الأمريكي وهم يتفاهمون معه بشكل جدي يوحي بأنهم يضعون له اعتباراً كبيراً.
والرجل بقامته المديدة ووجهه الطلق وتاريخ أسرته المعروف يترشح فعلياً لدور ضخم في تاريخ السودان الآن.
فهل السيد عبد الرحمن الصادق المهدي ومضة جديدة في بيت السيد المهدي تعيد عقارب الساعة إلى حوالى المائة سنة الماضية، وتجدد في شخصه زعامة جده السيد عبد الرحمن المهدي، خاصة أن اسمه متطابق مع اسم جده، فيكون إذا صح هذا التأويل هو السيد عبد الرحمن «الجديد»؟
أنا لا أعرف من صفات السيد عبد الرحمن الصادق الخاصة ما يؤهلني لأن أقول إنها كصفات جده الذي عرف بالكرم وحب السودان والصفح والصبر على الأذى والإحسان إلى الخصوم، مع سعة الأفق وتطوير ما هو متاح إلى أعلى الدرجات والمرونة السياسية والاستفادة من الآخر وعدم استفزازه.. لكن مارشح لنا مع مراقبة سلوكه العام يدل على أنه مؤهل جداً للزعامة الكبرى، خاصة أنه إلى ذلك عسكري منضبط.
ولكن بالطبع لن تتاح له هذه الزعامة إلا إذا نجح في إصلاح وترميم وإعادة تأهيل حزب الأمة القومي. وستتاح هذه الزعامة بشكل أكمل لو نجح في إعادة توحيد فروع حزب الأمة الكثيرة التي نشزت عن مركزها، وهذه لعمري مهمة شاقة وصعبة وعسيرة تحتاج إلى المال الذي هو إلى الآن في يد حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وإلى الرجال الذين حنق معظمهم وطمع بعضهم وزهد أكثرهم في منظومة الحزب القديمة، ومهمة السيد عبد الرحمن الحفيد هذه شبيهة جداً بمهمة السيد عبد الرحمن الجد بعد معركة كرري، إذ كان على السيد عبد الرحمن الجد أن يجمع الأنصار وأن يكون لهم حزباً. والسيد عبد الرحمن الحفيد وإن لم يكن مطلوباً منه تكوين حزب جديد، فمهمته أصعب، إذ عليه أن يرمم حزباً مشققاً آيلاً للسقوط.
فهل سيتمكن السيد عبد الرحمن الحفيد من إنجاز هذه المهمة في حياة والده وتحت زعامة والده وإمامته، أم أن ذلك لا بد أن يتأجل إلى أن يصير هو الزعيم الوحيد والإمام الوحيد؟
وكيف ستكون علاقته «بالتضامن النيلي» المسنود بالحزب الحاكم والذي غالباً ما يفضل أن يتقارب مع الطائفة الأخرى المنافسة لطائفة الأنصار، ذلك التضامن الذي هزم أباه وهزم زوج عمته؟ وهل سيتصالح معه كما يبدو من ظاهر الحال الآن أم أنهما سيصطدمان؟ وهل عند السيد عبد الرحمن الحفيد أو ستكون عنده في المستقبل أدوات كافية لهذا الصدام الرهيب؟
وما هو رأي المجتمع الدولي في السيد عبد الرحمن الحفيد.. هل سيدعمه كما دعم جده؟ وأظن لو أن المجتمع الدولي دعمه بنفس الفهم الذي دعم به جده السيد عبد الرحمن، إضافة إلى استفادته من المكونات المحلية الجمة المتاحة له الآن بعد حكم الإنقاذ لربع قرن من الزمان، فإن زعيماً حقيقياً فعالاً سيبرز في شخصه بشكل أكثر من لفت النظر.
يقولون إن السيد عبد الرحمن الحفيد لم يتزوج بعد، وهذه ثغرة من الضروري الإسراع بسدها، حتى تكتمل مؤهلات السيادة المطلوبة في المجتمع السوداني.
ولنفرض أن كل ما تخيلناه قد تحقق للسيد عبد الرحمن الحفيد، فمن أين للأيام أن تسعفه بـ «باب الله» آخر وبـ «ود نفاش» آخر كاللذين كانا لجده العظيم؟

الصحافة

تعليق واحد

  1. سيد نفسه فاننا اجيال لا نعمل بالاوهام والاشياء الزائلة وبل ما عليه الحال اليوم وود المهدي مجهزين ليه عيدان فلا يصلح فان كروته احترق نهائياً وليس له اي مكان في الاعراب

  2. يازول انت بتتكلم عن شنو عبد الرحمن الجد شنو و الصادق شنو و عبد الرحمن الاخير شنو ديل طائفية دمرت السودان ولا يمكن للسودان ان يرجع للوراء كفانا طائفية غبية و حهوية سافلة و اصلا السودان ده بتاع ال المهدي طظ فيهم عملوا للسودان شنو الطائفية لا يمكن ان تتوافق مع الديمقراطية التي يحكمها دستور دائم للبلاد وبصراحة خلاص الشعب بيقول الطائفية و الاسلامويين الى مزبلة التاريخ الصادق و ابنه الى مزبلة التاريخ و معهم الترابي و الميرغني وكل الاسلامويين (اقصد دعاة اسلمة السياسة)سينتهى عهد النفاق والضلال واستجداء عاطفة الشعب بالدين ليحلوا لانفسهم ما حرمه الله اللعنة لهم

  3. اخر امري عجبا عجبا الاخ عاصم كانه اتي من كوكب اخر لاعلاقه له بواقعنا السوداني ولا له علاقه بالديمقراطيه والحداثه التي يتحدث عنها فهو يريد ان بحجب ضؤ الشمس بعين كليلة حينما صب جام غضبه علي السيد عبدالرحمن المهدي الحفيد فشمل معه مكون مهم من مكونات هذا البلد بل من صناع تاريخه وتضحياتهم شاهده لا تريد من له مصباح علاء الدين السحري ليسلطه عليها. فبالرقم من راينا في مشاركة العقيد عبدالرحمن المهدي في حكم الطغمة الباغيه وتمثيله لهم وحديثه باسمهم الا ان هذا لا يعطينا الحق في نفي وتغييب مكون سوداني مهم ككيان الانصار وحزب الامه فهؤلاء (القندول الشنقل الريكه) وهؤلاء هم اهل الحارة ان حمي الوطيس ) فارجو ان نكون واقعيين ومنصفين ان اردنا لهذا البلد ان يستقر.

  4. نتمنى ذلك القائد الملهم ونتمنى خلاص الافكار قبل الامكنة

    دعوة الترابى والصادق والبشير والميرغنى ليس فيها ذلك الجديد هم شركاء اصيلين فى ادارة الدوله من89 الى الان تتبدل المواقف والمواقع والثابت واحد هو عمر النظام الممتد على صفحات هذا الحلف

    دعونا نحلم بقائد يرجع ثقة الامة فى ان حواء السودان ولادة وكفى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..