لقد وقعنا في الفخ..!ا

العصب السابع

لقد وقعنا في الفخ..!

شمائل النور

حتى قبل مغيب يوم السبت لم يكن الكثيرون يتوقعون أن يُنفذ الجيش السوداني إعلانه لأبيي منطقة حرب بهذه السرعة، والتصعيد المتسارع، غير الموفّق إلي حد كبير، أمس الأحد الجيش السوداني صلّى المغرب في أبيي، كما نقلت إحدى الصحف، بالمقابل إلى الآن لم تقل الحركة الشعبية والجيش الشعبي كلمتهما في وقائع أبيي باستثناء رد الاتهام إلى الجيش السوداني بل اتهامه وبكل اطمئنان بافتعال الحدث حتى يخول له اجتياح أبيي بصورة مكتملة الشرعية، لكن إن تمعّنّا في تصريحات الجيش السوداني وتكرار عبارة التباكي أن الجيش الشعبي نصب لنا كميناً، فالكمين ليس في أن تشتعل الحرب بين الطرفين في أبيي المتنازع عليها، بل الفخّ الحقيقيّ هو إيجاد الأسباب المقنعة التي تخوّل بعثة الأمم المتحدة لاستخدام الفصل السابع، وهذا ما كانت تطلبه الحركة الشعبية وتُصرّ عليه بذات القوة التي تصرّ بها على ضم أبيي لجنوب السودان، فالفصل السابع يحقق للحركة الشعبية الكثير، ونصب الفخ تزامن مع زيارة وفد مجلس الأمن للسودان، والذي يضع ملف أبيي في الدرجة الأولى في برنامج الزيارة، والوفد يطلب الآن من الحركة الشعبية إيجاد إجابات لما حدث، والغرب بمجمله بعد الإدانة الروتينية للأحداث يطلب من الجيش السوداني الانسحاب من أبيي، في حين أن كل المعطيات أشارت إلى أن الجيش الشعبي هو المسؤول عن هذه الأحداث، هو، لا سيما أنه لم ينفِ بصورة مقنعة صحة ما حدث، والنفي جاء من باب رد الاتهام إلى أهله، وهو ما جرت عليه العادة الإعلامية. الذي يحدث الآن من جانب الجيش السوداني هو أن الخطوة القادمة هي الحرب التي لا هوادة فيها استناداً على “البادي أظلم” لكن البادي استطاع إلى الآن أن يحقّق نسبة كبيرة من أهدافه الرامية لاستخدام الفصل السابع، والفصل السابع إن تم تنفيذه فلن يسمح للشمال بضم أبيي هذا على أقل تقدير.. وفي تقديري سوف لن تحدث ضربة أخرى من الجيش الشعبي إلى أن تتضح له الرؤية، والرؤية ستتضح جزئياً بعد انتهاء زيارة وفد مجلس الأمن الذي سيرفع تقريره بالتأكيد قبل نهاية الفترة الانتقالية، وانتظار رؤيته حول أحقية المنطقة لاستخدام الفصل السابع، وجيشنا في الشمال رفع راية الحرب حتى النهاية، وبقرارات سريعة، ليست متوقعة أن تصدر دون حسابات، ينبغي أن تُتوخى فيها الدقة اللازمة. إذاً الجميع ، بما في ذلك الجيش السوداني ، ينتظر تقرير وفد مجلس الأمن وتقارير أخرى ، فإما الفصل السابع وإما الحرب والرجوع إلي سنوات عجاف ،وإن تم استخدام الفصل السابع الذي تأباه حكومة شمال السودان، إذاً فقد نجحت الحركة الشعبية وجيشها في إرغام الأمم المتحدة لاستخدام الفصل السابع، إذاً التصعيد ليس من صالح الجيش السوداني بكل الحسابات.

التيار

تعليق واحد

  1. ليس لدينا ادنى شك في ان الجيش الشمالي سيضر للانسحاب من ابيي عاجلا أم اجلا حتى ولو باستخدام الطيران الاممي او الجنوبي ولكن السوال ماذا بعد الانسحاب هل سيكون الامر مثل صدام حسين عام 1991م بعد انسحابه من الكويت بمعنى ان الضغط سيستمر ام ان المجتمع الدولي سيعفي حكومة الشمال ويتركها في حال سبيلها ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..