الحقوا جوازات أم درمان قبل فوات الأوان

أسماء محمد جمعة
خلال السنوات الماضية استطاعت الشرطة أن تحدث نقلة جيدة في كل مجمعات الجوازات بالخرطوم من حيث المبنى والخدمات المقدمة، صحيح لم تكن النقلة للدرجة التي حلت جميع المشكلات، ولكنها اصبحت افضل بكثير مما كانت عليه، ورغم كثرة عدد طالبي تلك الأوراق إلا أن العمل كان يمضي بصورة جيدة وانتظام، الأمر الطبيعي هو ان تحافظ الادارة على ذلك المستوى مع السعي إلى تحسينه من أجل الوصول إلى مرحلة تقديم الخدمات في دقائق كما هو الحال في كل العالم ولكن ما حدث هو العكس، فمجمع جوازات أم درمان اليوم ليس هو الذي رأيته قبل عامين ونصف.
خلال اليومين الماضيين اضطررت للذهاب لجوازات أم درمان كشاهد مع شخص يريد استخراج رقم وطني وقد أصبت بالدهشة للتدهور الكبير الذي أصاب المبنى والعمل، زحمة رهيبة نتيجة عدم إنجاز المعاملات بسرعة، أكثر الناس عددا هم طالبو الرقم القومي ثم الجواز، كل صالات الانتظار مكتظة بالمواطنين وقوفاً وجلوساً على الكراسي والأرض بل وحتى ورقود. أطفال يبكون وكبار سن يتململون وشباب قلقون ونساء يتعذرن باوضاعهن المأساوية، وما يزيد الأمر سوءاً ارتفاع درجة الحرارة داخل الصالات بسبب الزحمة مع توقف التكييف في بعضها، وهو ما يجعل الغالبية في حالة زهج، وأينما تلتفت تجد هناك نقاشا حادا يدور بين المواطنين والموظفين بسبب جهل البعض بالإجراءات، ويعتقدون بما أنهم سودانيون اصيلون فيجب أن يمنحوا الرقم القومي فورا.
وهذا ليس كل شيء فهناك مشكلة أسوأ وهي (الشبكة طاشة) ويعني انقطاع الانترنت الذي تعتمد عليه كل الإجراءات، وكلما تأخرت تعطلت الإجراءات وزادت الزحمة، وقد انتظرنا زمنا طويلا حتى عادت الشبكة واكملنا الاجراء فخرجنا وتركنا بعضهم يموج في بعض، وحقيقة سألت الموظفين لماذا ينقطع الانترنت؟ اخبروني أنهم لا يعلمون وليس بيدهم ما يفعلونه غير الانتظار.. آسفين.
هناك جانب آخر يتعلق بالفوضى التي أمام البوابة الرئيسة حيث المياه الراكدة والباعة المتجولون وبائعو الاطعمة، والحق يقال كل هذا لم يكن موجودا.
السؤال الذي يفرض نفسه ما الذي تغير وجعل جوازات أم درمان بعد تلك النقلة تتراجع وتصل إلى هذه المرحلة، هل المشكلة في مديرها أم مدير الإدارة العامة أم في ضعف رقابة وزارة الداخلية عليها، أم أن الأمر مقصود ضمن حرب الفلول ضد الدولة والمواطن كما يحدث في كل المؤسسات، وحقيقة ترددت من أن أسأل أحدهم فيأتيني رد: (دي المدنية القلتو عايزنها).
ما يجد الاشارة إليه أن جوازات ام درمان ليست وحدها ما يواجه التدهور بل كل المجمعات وحتى الأحوال المدنية بالخرطوم.
عموما ننبه وزير الداخلية ومدير الشرطة والمدير العام للجوازات أن الحقوا مجمع جوازات أم درمان قبل أن ينهار لتتمكنوا من وقف التدهور في بدايته، وبما أن العمل كله أصبح يعتمد على التكنولوجيا فاستعينوا بها وهونوا على الجماهير المشقة، فأغلب هذه الإجراءات يمكن أن تتم (اون لاين) مع قليل من الإجراءات الضرورية المباشرة، والأموال التي يدفعها المواطنون مقابل هذه الخدمات تكفي تماما للمحافظة على الجوازات وتطويرها حتى يصبح استخراج الجواز والبطاقة القومية يتم في دقائق معدودة.
الشعب السوداني شعب فوضي و عاشق للتسيب و عدم إتباع النظام و يتعايش مع القاذورات و اللف والدوران و يتخوف من النظام و القانون، لانهما أعداء الفساد.
يكفي زيارة مجمع خدمات الجمهور بالسجانة لترو مدى التدهور الذي أصابه (قبل سنوات كان جيداً و نظيفاً، و الان المصعد تم تعطيله، و بدلاً من صيانته، تم عمل خرمين في طرفي بابه و ربطهما بجنزير!!!)؛ نعم هذا هو الشعب السوداني و هذه طبيعته و هي التعايش مع الفساد و الخراب و الفوضى و القاذورات كشي طبيعي، قد نلوم الدولة، و لكن المسؤولين اتو من صُلب الشعب السوداني و هم تمثيل حقيقي لمدى فوضويتنا و الله تخلفنا و فسادنا و نفاقنا و جهلنا و رعونتنا كشعب لا يعرف ما هي الحضارة و ما هو النظام و القانون.
يكفي ان تنظر إلى أي مبنى مؤسسة حكومية لتعرف مدى إتساخنا و سبهلليتنا و عدم مسؤوليتنا تجاه أنفسنا و وطننا، انظرو إلى يافطة اي مؤسسة و ساحتها الداخلية و حماماتها لتعرفو مدى قذارتنا، المسؤول السوداني من أصغر مدير حتى رئيس الوزراء تجد مكاتبهم مؤثثة باثاث فاخر مُستورد، و ترى القاذورات في ساحة مؤسسته و حول بنايتها، فقط ادلفو إلى حمامات اى بناية حكومية او خاصة او مستشفى او مطعم لتعرفو ما هو الشعب السوداني المُتكيف و المُتعايش مع العفن و القذارة و الوساخة؛ نحن نحتاج إعادة تربية بالكرباج و العصا و الضرب بالسياط و الغرامات الكبيرة؛ نحن ابعد ما نكون من الحضارة و النظام، و نغوص في أعماق الفوضى و الأنانية و الفساد و اللصوصية و الرشوة و المحسوبية و التسلط و العمالة و خيانة السودان منذ قديم الزمان، نحن شعب سيئ جداً على خلاف ما ندعي و نتباهى، نحن مُتخلفون إلى أقصى درجة، و المؤسف اننا لا نقِر َونعترف بهذه الحقيقة؛ هل نسيتم إحتجاج مذيعات التلفزيون القومي على قذارة حمامات التلفزيون و عدم إكتراث مدير التلفزيون الذى تم جلبه من بين مراسلي قنوات البي بي سي، في حين انه اقذر من قاذورات حمامات التلفزيون، فبدلاً من أن يقوم هو بنفسه بالإشراف على تشييد حمامات جديدة، قام حتى بتعطيل مبادرات موظفي التلفزيون بصيانة الحمامات، فقط لأنه يريد اذلالهم ما دام له حمام نظيف إيطالي نرفق بمكتبه، و حاله كحال جميع المسؤولين السودانيين الذين هم قاذورات يتوجب ابادتها و القضاء عليها بالحديد و النار.
الشعب السوداني شعب فوضي و عاشق للتسيب و عدم إتباع النظام و يتعايش مع القاذورات و اللف والدوران و يتخوف من النظام و القانون، لانهما أعداء الفساد.
يكفي زيارة مجمع خدمات الجمهور بالسجانة لترو مدى التدهور الذي أصابه (قبل سنوات كان جيداً و نظيفاً، و الان المصعد تم تعطيله، و بدلاً من صيانته، تم عمل خرمين في طرفي بابه و ربطهما بجنزير!!!)؛ نعم هذا هو الشعب السوداني و هذه طبيعته و هي التعايش مع الفساد و الخراب و الفوضى و القاذورات كشي طبيعي، قد نلوم الدولة، و لكن المسؤولين اتو من صُلب الشعب السوداني و هم تمثيل حقيقي لمدى فوضويتنا و تخلفنا و فسادنا و نفاقنا و جهلنا و رعونتنا كشعب لا يعرف ما هي الحضارة و ما هو النظام و القانون.
يكفي ان تنظر إلى أي مبنى مؤسسة حكومية لتعرف مدى إتساخنا و سبهلليتنا و عدم مسؤوليتنا تجاه أنفسنا و وطننا، انظرو إلى يافطة اي مؤسسة و ساحتها الداخلية و حماماتها لتعرفو مدى قذارتنا، المسؤول السوداني من أصغر مدير حتى رئيس الوزراء تجد مكاتبهم مؤثثة باثاث فاخر مُستورد، و ترى القاذورات في ساحة مؤسسته و حول بنايتها، فقط ادلفو إلى حمامات اى بناية حكومية او خاصة او مستشفى او مطعم لتعرفو ما هو الشعب السوداني المُتكيف و المُتعايش مع العفن و القذارة و الوساخة؛ نحن نحتاج إعادة تربية بالكرباج و العصا و الضرب بالسياط و الغرامات الكبيرة؛ نحن ابعد ما نكون من الحضارة و النظام، و نغوص في أعماق الفوضى و الأنانية و الفساد و اللصوصية و الرشوة و المحسوبية و التسلط و العمالة و خيانة السودان منذ قديم الزمان، نحن شعب سيئ جداً على خلاف ما ندعي و نتباهى، نحن مُتخلفون إلى أقصى درجة، و المؤسف اننا لا نقِر َونعترف بهذه الحقيقة؛ هل نسيتم إحتجاج مذيعات التلفزيون القومي على قذارة حمامات التلفزيون و عدم إكتراث مدير التلفزيون الذى تم جلبه من بين مراسلي قنوات البي بي سي، في حين انه اقذر من قاذورات حمامات التلفزيون، فبدلاً من أن يقوم هو بنفسه بالإشراف على تشييد حمامات جديدة، قام حتى بتعطيل مبادرات موظفي التلفزيون بصيانة الحمامات، فقط لأنه يريد اذلالهم ما دام له حمام نظيف إيطالي مُرفق بمكتبه، و حاله كحال جميع المسؤولين السودانيين الذين هم قاذورات يتوجب ابادتها و القضاء عليها بالحديد و النار.
ما قلت الا الحقيقة.
لك التحيه اخي ابوجلمبو… لكن السودانيين خارج الوطن غير… انفصام في الشخصيه السودانيه… اتفق معك تماما
يا بت الشيخ الجواز في كوكب اليابان بتاخدو من الشارع كانك بتشتري بيبسي .