الحركة الإسلامية السودانية: بعد أن شيعها دكتور الأفندى لمثواها الأخير، ياتُرى أين سُتقَام سرادق العزاء؟

بسم الله الرحمن الرحيم
فى مقالٍ له بتاريخ:12/مايو/2015م بعنوان: الإسلاميون وجاهلية العنصرية-السودان نموذجاً، صوب د.عبدالوهاب الأفندى الإسلامى المعروف، صوب سهام نقده الحاد والهادف فى أنٍ واحد،على كل الحركات الإسلامية فى العالمين العربى والإسلامى، وخص حركته بالسودان بنصيب كبير ووفير من النقد،يمكن أن يقال عليه، إذا صح التعبير ،قد قبرها تماماًأو شيعها إلى مثواها الأخير،حيث أن العنوان وحده يكفى ،إذ أن تعامل الإسلاميون بعنصرية مع الكيانات التى تشاركهم الحياة فى بلدٍ واحد كالسودان،تخرجهم من ملة الإسلام وتجعلهم يعتقدون بدينٍ أخر خلاف الدين الحنيف الذى جاء به المعصوم صلى الله عليه وسلم ،ونأخذ بتصرف بعض الفقرات من المقال المشار إليه أعلاه،والذى يقول فيه الأستاذ الجامعى د.الأفندى:-
(وأعقب ذلك التحالف مع القبائل “العربية” في حزام التماس مع الجنوب، ثم دعم وتسليح هذه القبائل، والتغاضي عن تجاوزات ميليشياتها. وقد مهد كل هذا لكارثة دارفور عبر اصطناع استقطاب عربي-افريقي على حساب اللحمة الإسلامية التي وحدت مسلمي السودان حتى تلك الحقبة. ولا تزال “جاهلية” الحركة المسماة إسلامية للأسف هي التي تشكل الساحة السياسة في السودان، وتنقل البلاد من كارثة إلى أخرى.
وعليه إذا كانت الحركات الإسلامية تحتاج في مجملها إلى أسلمة كما أسلفنا في مقال سابق، فإن الحركة الإسلامية السودانية تحتاج إلى “تطهر عرقي” بالبراءة مما بها من جاهلية، وأن تتوب إلى الله بالعودة إلى قوله صلى الله عليه وسلم: كلكم لآدم، وآدم من تراب).
لا شك أنَ د.الأفندى ليس هو عضو الحركة الإسلامية السودانية الوحيد،الذى قام بمغادرة الحركة بعد أن قام بكشف ونقد أفكارها وأساليبها والتى لا تمت بصلة مع ديننا الإسلامى الحنيف،إنما هنالك أعضاء كثر ولهم أوزانهم الأكاديمية والسياسية،وعلى سبيل المثال لا الحصر: (بروف/الطيب زين العابدين،بروف/حسن مكى،بروف مصطفى،بروف التجانى عبدالقادر ود.غازى صلاح الدين)ولكننا هنا نحمد لدكتور الأفندى مراجعاته الفكرية الهادفة،والتنظيمية الصادقة لحركةٍ تدعى أنَ دستورها الإسلام وهى كما يقول الإمام الصادق المهدى-رد الله غربته -(تؤشر للناس تُجاه اليمين وتجدها تذهب من إتجاه الشمال)ودوماً نراها تسلك مسلكاً،يخالف الكتاب والسنة وفى كل مجالات الحياة،فعلى سبيل المثال لا الحصر:قيامها بالإنقلاب على حكومةٍ شرعية،منتخبة بطريقةٍ ديمقراطية تتفق مع كل المعايير المرعية دولياً من شفافية ونزاهةٍ،وايَضاً قيامها بعد إستيلائها على السلطة بالقوة بفصل عشرات الألاف من الخدمة العامة(مدنين-عسكريين)وإستبدالهم بمنسوبيها،بل ضيقت الخناق على هولاء المفصولين ولم تسمح لهم بالعمل فى المؤسسات الخاصة او السفر خارج السودان،وبالرغم من أنَ هنالك ألاف القضايا أمام المحاكم إلا أنه حتى الأن لم يتم إنصاف مفصول واحد،مالكم كيف تحكمون؟فأهل الحركة الأن يعيشون حياةً مخملية من أكلٍ وشرب وسياحة عالمية ودراسة وعلاج للأهل والأبناء بالخارج ،بينما السواد الأعظم من السودانيين لا يجدون قوت اليوم ،وأبناءهم لا يستطيعون التعليم ولا يستطيعون العلاج بالداخل لضيق ذات اليد ،فأى دين هذا يستحوذ فيه الإمام أو المسئول على إمكانيات الدولة بيد أن رعيته يموتون من المسغبة والسقم وغيرها من المهلكات الكثيرة والمتعددة ،كذلك السياسة الرعناء التى كانت تمارسها الحركة الإسلامية سواء كانت الداخلية أو الخارجية،ففى الداخلية أدت هذه السياسة لإنفصال الجنوب،وهنا بلا شك تم توجيه نقد عنيف من الحركة العالمية الأم للحركة الإسلامية السودانية على هذا الفشل الذريع فى إدارة التنوع الدينى والعرقى داخل السودان الواحد.أضف لذلك الحروب الداخلية المستمرة والتى قضت على معظم إمكانيات هذه المناطق(دارفور-ج النيل الأزرق-جبال النوبة)سواء كانت بشرية أو موارد أخرى،والأن فى طريقها للقضاء على ماتبقى من لُحمة تجمع أبناء هذه المناطق بباقى مناطق السودان،وكذلك غلاء المعيشة وإنعدام الدواء للفقراء وأصحاب الدخل المحدود،وكذلك حصر التعيين فى الوظيفة العامة للذين ينتمون لهذه الحركة،فلا عبرة عندها بالمؤهل او الكفاءة،بل العبرة بالولاء فقط،أما السياسة الخارجية للحركة والتى كانت وماتزال غير متوازنة بل يمكن وصفها بسياسة اللاوعى،فالنماذج كثيرة ومنها الموقف من حرب الخليج (العراق -الكويت)وكذلك العلاقات غير المتوازنة وغير الحكيمة من جهة مع إيران والجهة الأخرى مع دول الخليج،وكذلك العلاقة غير الناضجةمع أمريكا والإتحاد الأُوربى،وفى الختام لا بد لنا من الإشادة بمقال الدكتور الأفندى لأنه من أوائل الإسلاميين الذين غادروا مركب الحركة الغارق او بالأحرى الذى يريد أن يبحر فى اليابسة،أى عكس نواميس الطبيعة والحياة،وهذا قطعاً ضد ما أراده الله خالق الكون لعباده.
ونسأل أن يتعظ أهل الحركة الإسلامية من غيرهم من الحركات،وأن يصحوا من غفوتهم،فعقارب الساعة لا ترجع للوراء،وللسودان ربٌ يحميه وللدين الإسلامى من بعد الله رجالٌ علماءقائمون الليل ويصلونه بالنهار من أجل إعلاء قيم الدين الإسلامى الحنيف.
وبالله الثقة وعليه التُكلان
د. يوسف الطيب محمد توم – المحامى
[email][email protected][/email]
الدكتور يوسف سلام يا استاذ .
اننى لا اضع نفسي في موضع الناصح
ولا ينبغى لي ذلك
ولكننى اقول صادقا :
لا تحسن بهم الظن .
فالافندى وعصبته ( يفوقون سوء الظن العريض ).
الدكتور يوسف الطيب تحية طيبة وبعد؛
حين تختم مقالك كالآتي:
ونسأل أن يتعظ أهل الحركة الإسلامية من غيرهم من الحركات،وأن يصحوا من غفوتهم،فعقارب الساعة لا ترجع للوراء،وللسودان ربٌ يحميه وللدين الإسلامى من بعد الله رجالٌ علماءقائمون الليل ويصلونه بالنهار من أجل إعلاء قيم الدين الإسلامى الحنيف.
فأنت تركِّز على العناصر (الأفندي) (الحركة الإسلامية) (هم: في يتعظوا، غفوتهم ، من غيرهم) لذلك لا تعلم أن الاتعاظ غير وارد الصحو غير وارد ؛ فهؤلاء قالوا نحن متجهين بكم إلى الجنة، وكذلك نحن مالكية يموت التلتين عشان التلت يعيش (ده عمر البشير بصريح الجملتين)؛ فما أنت تراه غفلة هم يروه عين صحو الدين، لذلك حين تصف الأفندي بأنه المفكر الإسلامي ، فأنت تضع هذا المجرم حين كان في سفارة السودان في لندن موضع المفكر والإسلامي الطاهر النقي.. عليك أن تركز على المبادئ لا العناصر.
للأسف مقالك أحيا ما أسميته الحركة السودانية الإسلامية وبعثها من جديد. . . هؤلاء يجب ألا يُلتَفَت إليهم كفاية أعمالهم التي تفوق أسوأ تنابذ داخل اللغة . . . عليكم أن توجهوا النقد للمعارضة والتقاعس الذي تقوم به سواء حزبية أو مسلحة ….
مقال الأفندي قرئ لا داعي لإيراده هنا
إذا كان الأفندي يؤمن بهذا الذي كتبه ، فما عليه سوى الاستقالة والاعتذار الرسمي حين كان مشاركاً فعلياً مع حكومة الحركة الإسلامية هذه؛ لا داعي للوعظ هنا ؛ هذه سياسة وسلطة ظالمة فأين الموقف من هذا الأفندي؟
لكن هذا لن يحصل.. لأن من استراتيجية الإخوان المسلمين أن يظهروا بألف وجه ووجه لتنطلي هذه الوجوه على بعض الشعب؛ وأراها قد انطلت عليك؛ هذه الوجوه كوجه حسين خوجلي ووجه العتباني إلى آخر سلسلة المجرمين هم يؤدون نفس دور الأفندي؛ ويقولون فتواهم حتى لا تنتهي الحركة الإسلامية بنهاية حكومتهم؛؛
فافهم هذا النفاق ولا ينطلي عليك كلامهم؛ السياسة واقع ملموس وليست لعبة قذرة كما يحاولون بكل الفساد أن تكون ذلك.
sudanile.com
الصفحة الرئيسية
الأرشيف
البحث في سودانايل
عن سودانايل
اتصل بنا
الإسلاميون وجاهلية العنصرية: السودان نموذجاً .. بقلم: د. عبدالوهاب الأفندي
التفاصيل
نشر بتاريخ: 12 أيار 2015
رغم كثرة الاتهامات لحكومات السودان ?وحتى شعبه- باستهداف الأقليات على أساس عرقي، فإن السودان المركزي ظل فريداً في بعده عما شهدته بلدان افريقية وعربية أخرى من تناحر عرقي، ما عدا استثناءات سنعرض لها تؤكد القاعدة. على سبيل المثال، فإن نازحي حرب الجنوب كانوا يلجئون باستمرار إلى المواقع التي تسيطر عليها الحكومة، سواء في الجنوب أو في مدن السودان الشمالي، خاصة العاصمة الخرطوم، دون خوف من استهداف على أساس عرقي. بنفس القدر، فإن غالبية نازحي الحرب في دارفور لجئوا إلى المدن التي يسيطر عليها النظام في دارفور. وقد ظلت غالبية المواطنين في حالة حياد في الصراع بين الأنظمة المتعاقبة والحركات المتمردة في مناطق السودان المختلفة، بل ظل كثير منهم يجاهر بالتعاطف مع الحركات ضد النظام. هذا على الرغم من خطاب بعض هذه الحركات الذي يجرم السودانيين الشماليين بالجملة.
ورغم وجود رواسب من التعصب الجاهلي لا يخلو منها مجتمع، إلا أن المجتمع السوداني ظل نموذجاً يحتذى في التعامل المتحضر عبر الفواصل والثقافية، بل أبعد من ذلك إلى المودة الحقيقية والتقارب الشخصي والأسري. وما زال الكثيرون من خارج السودان يعبرون عن مدى دهشتهم عن مستوى الشعور الودي الذي يسود حتى في مفاوضات السلام السودانية بين قيادات القتال في الجانبين.
من الاستثناءات، المجازر التي راح ضحيتها المدنيون الشماليون في الجنوب في أعقاب تمرد عام 1955، والهجمات التي تعرض لها مدنيون في العاصمة السودانية في ديسمبر عام 1964 ثم في أغسطس عام 2005. فيما عرف ب “الأحد الأسود” في ديسمبر 1964، ارتكبت مجموعة صغيرة من الجنوبيين غاضبة من تأخر طائرة وزير الداخلية كلمنت أمبورو القادم من الجنوب وكانوا في استقباله، أعمال عنف عشوائية ضد كل من صادفهم. وأعقب ذلك استهداف جماعي للجنوبيين المقيمين في العاصمة. وقدر عدد القتلى من الجانبين بأربعة عشرة، والجرحى بأربعمائة. وفي الحالة الثانية، وقعت أحداث عنف من قبل أنصار زعيم الحركة الشعبية جون قرنق بعد وصول خبر مقتله في تحطم طائرة في يوغندا. وقعت نتيجة ذلك ردود فعل عنيفة في بعض المناطق، ولكنها كانت محدودة.
إلا أن ما شهدته العاصمة السودانية وبعض مدن الشمال السوداني عقب مواجهات طلابية عنيفة نهاية أبريل الماضي ينذر بأمر لا سابقة له في تاريخ السودان. بدأت بصدامات بجامعة شرق النيل بين طلاب داعمين للحركات المسلحة في دارفور وأنصار للحكومة قتل خلالها زعيم طلابي مناصر للحكومة. انتشرت المصادمات بعد ذلك إلى عدد من الجامعات السودانية، في تزامن مع اعتقالات لطلاب من دارفور. أما المقلق حقاً فقد كان اتساع نطاق هذه المواجهات وزيادة شراستها، كما ظهر من إحراق داخلية مخصصة لطالبات دارفور في الخرطوم بحري مطلع الأسبوع الماضي، أعقبها في نهايته إحراق داخلية طلاب دارفور في مدينة دنقلا في شمال السودان. وما أثار الاستغراب أكثر هو أن الطلاب اضطروا إلى مغادرة المدينة، ولكن سائقي الحافلات رفضوا نقلهم!
وفي زمان غير هذا الزمان، كان التقليد هو أن يخف مواطنو المدينة لمساعدة هؤلاء الطلاب الأبرياء، وإيوائهم في منازلهم حتى تنفرج الكربة. أما تجاهلهم ورفض حتى مجرد نقلهم إلى خارج المدينة بأجر، فيشي بأن كارثة ألمت بالسودان هي فوق كل جائحة وقعت به حتى الآن.
يحتاج هذا الأمر إلى تأمل عميق، خاصة حين يصبح طرفا الصدام طلاب ينتمون إلى إقليم (هو دارفور)، وأخرون ينتمون إلى تيار سياسي، هو ما يسمى ب “الحركة الإسلامية”، “الجناح الديني” (إن صح التعبير) لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان. فكيف تصبح حركة “إسلامية” طرفاً في صراع عرقي-قبلي في الأساس؟ هل أصبح الإسلام قبيلة؟
يعيدنا هذا إلى سؤال سبق حول ما إذا كان الإسلام هو الذي يحرك ما يسمى بالحركات الإسلامية أم دوافع وأجندات أخرى، أحياناً بدون وعي كامل؟ ذكرنا سابقاً أن حركة الإخوان في مصر ظلت لقرابة عقد من الزمان تنادي في البرية داعية إلى العودة إلى الإسلام دون أن يلتفت إليها أحد، حتى تفجرت القضية الفلسطينية، فحملت لواءها وحققت اختراقها الأكبر عبر ذاك السبيل. وفي دول أخرى مثل سوريا والعراق لم تسلم الحركات من التحيز الطائفي-العرقي أو القبلي، وكذلك في الأردن. ولعل أبلغ دليل على عمق هذه الإشكاليات انقسام الحركة الإسلامية السنية في العراق إلى فرعين مستقلين، كردي وعربي، وهو انقسام يثير الدهشة، ويدل على العجز عن القفز فوق هذه التحيزات “الجاهلية” إلى العرق والقبيلة!
لم تكن الحالة السودانية بدعاً من الأمر، سوى أن تحيزاتها كانت كارثية أكثر من غيرها. فقد بقيت الحركة الإسلامية السودانية ممثلة في حركة الإخوان المسلمين هامشية في المجتمع إلى حد كبير، وذلك رغم عمق تأثير الدين على المجتمع السوداني، والطبيعة الدينية لقيادة وجماهير الأحزاب الكبرى في البلاد. ورغم محاولة موفقة في منتصف الستينات لاتخاذ موقف إيجابي من قضية الجنوب، إلا ان الحركة عادت في مطلع السبعينات لاتخاذ موقف سلبي من اتفاقية أديس أبابا للحكم الذاتي. وقد استمر ذلك العداء حتى بعد المصالحة الوطنية في عام 1977، وتعمق مع إعلان النميري تشريعاته “الإسلامية” في عام 1983 في تزامن مع تجدد التمرد بقيادة قرنق في وقت سابق من ذلك العام.
ولم تأت الانطلاقة الحقيقية للحركة إلا في سبتمبر من عام 1985، بسبب ما واجهت من عداء شبه جماعي من القوى السياسية الأخرى على خلفية دعمها حكم النميري الدكتاتوري حتى اللحظة الأخيرة، وتمسكها بتشريعاته المثيرة للجدل. ولكن تعنت حركة التمرد تجاه مبادرات حكومة الانتفاضة والقوى السياسية الداعمة لها، خلق تياراً قوياً داخل الجيش وفي الشارع يناهض التمرد وينتقد القوى السياسية المتحالفة معه، خاصة قوى اليسار. نجح الإسلاميون في استثمار هذا التيار بعد الكشف عن محاولة انقلابية فاشلة قادها ضباط صف من عرقيات افريقية موالية لقرنق في سبتمبر، فأعلنوا عن تظاهرة “مليونية” لدعم الجيش، أكدت هيمنتهم على الشارع، وخلقت واقعاً سياسياً جديداً.
وغير خفي أن هذا “الواقع” قام على استثمار خوف الشماليين “العرب” مما وصف بأنه محاولة “انقلاب” عرقي يقوده “أفارقة” غير مسلمين لتغيير هوية السودان وطمس ثقافته العربية-الإسلامية. ولكن تحولاً عميق المغزى وقع في هذه المرحلة بالتركيز على العروبة أكثر من الإسلام، كما اتضح في التقارب مع أحزاب البعث في العراق وسوريا، رغم معاداة هذه الأحزاب للتوجهات الإسلامية. وأعقب ذلك التحالف مع القبائل “العربية” في حزام التماس مع الجنوب، ثم دعم وتسليح هذه القبائل، والتغاضي عن تجاوزات ميليشياتها. وقد مهد كل هذا لكارثة دارفور عبر اصطناع استقطاب عربي-افريقي على حساب اللحمة الإسلامية التي وحدت مسلمي السودان حتى تلك الحقبة. ولا تزال “جاهلية” الحركة المسماة إسلامية للأسف هي التي تشكل الساحة السياسة في السودان، وتنقل البلاد من كارثة إلى أخرى.
وعليه إذا كانت الحركات الإسلامية تحتاج في مجملها إلى أسلمة كما أسلفنا في مقال سابق، فإن الحركة الإسلامية السودانية تحتاج إلى “تطهر عرقي” بالبراءة مما بها من جاهلية، وأن تتوب إلى الله بالعودة إلى قوله صلى الله عليه وسلم: كلكم لآدم، وآدم من تراب.
[email protected]
////////////
الرجوع إلى أعلى الصفحة
© 2015 sudanile.com