ابحثوا معي عن هذا الرجل

ابحثوا معي عن هذا الرجل
الشيخ أحمد الشيخ
[email][email protected][/email]
لك الله يا سودان … فمن عادة الأوطان حين تطول محنتها أن تستجير برجال ( تهز وترز) . رجال … نفوذها أوسع من مواقعها وأدوارها أكبر من ألقابها..قلوبها تسع الجميع.. جاذبيتها غير قابلة للتطويق أو الاستنزاف تختارهم وتختار مصيرهم فيتقدمون اليه. تكلفهم مهمات صعبة. تكلفهم مهمات قاتلة… رجال مثل الجبال تتكئ عليها البلاد .. وكما قيل : بعض الرجال يثير حسد الجبال … رجال ما يهزها ريح .. من أين نأتي بمثل هذه القماشة النادرة من الرجال..
من أين نأتي برجل من هذا الطراز ليرمم معادلة أنهكتها الصفقات والمصالح .. والفساد والمحسوبية والقبلية والعصبية.. والحزبية
معادلة شوهها القتل والتشريد والتهجير والنزوح… شوهها التمرد .. ليس على الأوطان فقط بل على القيم والأخلاق والمبادئ والشعارات .. حتى فقدت هذه الشعارات رائحتها وطعمها ومعناها..
غيّرنا مسميات أحزابنا وعملتنا … وحتى الوطن لم يسلم من التغيير ولكن الشيء الوحيد الذي نحتاج لتغييره ولم نفلح فيه .. قلوبنا..
نريد رجال ترمم هذه المعادلة وترد اليأس عنا وعن خريطة الوطن وتوقف النزيف … وانتحار الجنيه وانتحار الدولة وانتحار منطق التلاقي في منتصف الطريق ..
رجل يستطيع أن يكنس كل هذا الركام .. هذه الأسماء والزعامات التي جثمت على ظهورنا طويلاً ولم تفلح في وقف هذا النزيف.. كيف نستطيع ذلك دون أن نطلق رصاصة واحدة .. أو نسكب قطرة دم واحدة..
نريد من يرمم العظام ويلجم الأوهام .. ويعيد إطلاق الأحلام
رجل يكون بحجم الانتظار على رغم الصعوبات والمكائد والألغام
رجل مسكون بحب الوطن.. يعشق ترابه .. متواضع .. من بيت متواضع ..
في زمن المؤامرات نحتاج لرجل يستطيع أن ينسج «مؤامرة» لإنقاذ بلاده ..
في زمن الانقلابات رجل «ينقلب» على الفقر والعوز والحاجة
في زمن الاغتيالات رجل «يغتال» الصعوبات ويزللها ويجعلها ممكنة .. يعمل .. ولا يتكلم ..
يعرف كيف يعمل على تليين المتشددين والقساة .. يستطيع أن يكون كلاً أو جزءاً من كل جهد صادق لإنهاء المعاناة والحرب والدمار جنوباً وغرباً وشرقاً ووسطاً وشمالاً… بصماته حاضرة في أوراق لمشاريع وصيغ وتوصيات ظلت حبيسة الأدراج لأن «مفاتيحها» ضاعت أو أتلفت عمداً
رجل يمنح فرصة عمل لهذا وفرصة علم لذاك على طريق فرصة لإنقاذ وطن ..
إنه رجل لا بد منه … أكبر من رئيس للوزراء وأكبر من زعيم لمعارضة وأكبر من زعيم لطائفة أو سلطنة..
رجل مصاب بحجمه يجتذب الأضواء إن حضر وتسأل عنه إن غاب .. لا يستجدي حرباً ولا يستفز معارضاً ولا يزدري كبيراً ولا صغيراً ..
يؤمن بأن الخسارة مقبولة شرط ضبط خسائر البلد ..
يصر على قيام السودان ووجود السودان وعودة السودان …
ابحثوا معي عن هذ الرجل .. في رجال .. أو عن هؤلاء الرجال .. في رجل …
خرج و لم يعد حتى الآن ..