الخروج من عنق الزجاجة

٭ وضع الشعب السوداني في عنق زجاجة منذ زمن بعيد، عنق زجاجة تم حشره فيه بالقوة حيناً وبالخدعة أحياناً وبالحيلة والكذب أحياناً أخرى.
٭ وداخل هذه المساحة الضيقة تباينت التفاعلات.. قطاعات صغيرة وأحياناً كبيرة تحاول التحرك والخروج من هذه المساحة الضيقة الخانقة.. وهناك الذين يحاولون وينادون بكسر الزجاجة وتهشيم عنقها والخروج للهواء الطلق.
٭ في فترات عديدة من تاريخ هذا البلد الحبيب مرت السياسة بأزمان متفاوتة وفي عهود وطنية ولكن الأزمة الحالية التي تمر بها السياسة السودانية لم يسبق أن عاشها انسان السودان إنها أزمة مركبة.
٭ إنسان السودان الذي عرف وخبر التعامل مع كل أنواع المشاكل بما فيها مشاكل الحكم وأزمانه وفي كل العهود عهود الاستعمار والقهر وعهود الديمقراطية الغبشاء وعهود الهبات والثورات والانتفاضات لم يسبق له أن وجد نفسه في حالة مثل التي غارق فيها الآن.
٭ إنسان السودان اليوم منه الذي يعاني التوهان الكامل تختلط أمامه الدروب يتلفت إلى الأحزاب يجدها في حالة من الانقسامات والتشظى والبيات الشتوي والصيفي ان كان هناك بيات صيفي ويلتفت إلى الانقاذ تجدها في خطابها السابق.. خطاب ما قبل نيفاشا والدوحة وأبوجا والقاهرة والشرق.. ولا يدري ما يفعل سوى التلفت الحائر العاجز.
٭ إنسان السودان اليوم فيه المرتبك.. المرتبك تماماً ويقرأ ما قاله رئيس حزب الأمة الصادق المهدي لصحيفة الأخبار في ان الرئيس نميري عرض عليه السلطة ولكنه رفض والدكتور الترابي عرض عليه السلطة ولكنه رفض أيضاً والرئيس البشير أيضاً عرض عليه السلطة ولكنه رفض. ويزداد ارتباكه ويحس خطورة الموقف ويدرك عمق الأزمة ولكنه لا يدري ماذا يفعل.
٭ إنسان السودان اليوم فيه المهتز المتردد الذي تتبدل مواقفه وأقواله مع مطلع شمس كل يوم ومع حراك الأحداث المتعرج.
٭ إنسان السودان اليوم فيه الانتهازي الذي يبحث عن فرصة الخطف والتملق في طرق الثراء السريع والأعمال المتمددة والعمارات الشاهقة والعربات الأسطول والزوجات الأربع.
٭ إنسان سودان اليوم فيه الذي ينتظر الامريكان حتى ولو على شاكلة قدومهم إلى العراق ولا يهمه شيء يردد في لامبالاة «دار أبوك كان خربت شيل ليك منها شلية».
٭ ولكن ومع كل ذلك.. مع الأزمة والاحباط والاكتئاب والسحب السوداء هناك في السودان انسان لم تفارقه الحكمة والبصيرة والتفاؤل وهو الذي يفهم جيداً ان الوطن يمر بمرحلة الخطر.
٭ هذه حال أهل السودان داخل عنق الزجاجة والأزمة نعيشها وتحاصرنا من كل الجهات ولا نحتاج إلى شرحها وتفصيلها في زمان التمدد الامريكي الغاشم والعولمة الظالمة.
٭ لم يبق أمامنا إلا أن نلتف حول أهل الحكمة والبصيرة وندفعهم لأن يقودوا السفينة وسط هذه الأمواج والأهوال ويبحروا بها نحو المرافيء الآمنة وإلا ضاع السودان بكامله ولم يجد الإسلاميون ولا الأحزاب ما يتصارعون حوله أو من أجله.. الوقت ازف? ازف? ومواجهة الذات أعلى درجات النضال.. انه الجهاد الأكبر ليبقى السودان.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة

تعليق واحد

  1. مقال يلخص الوضع الرهن الخروج من عنق الزجاجة يحتاج الى وعىى بخطورة لاستمرارية على نهج التشبس بالكراسى التضحيات من اجل الوطن هى المخرج وهى الحكمة المطلوبة من كل المتصارعين على خراب الوطن

  2. مقال يلخص الوضع الرهن الخروج من عنق الزجاجة يحتاج الى وعىى بخطورة لاستمرارية على نهج التشبس بالكراسى التضحيات من اجل الوطن هى المخرج وهى الحكمة المطلوبة من كل المتصارعين على خراب الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..