أخبار السودان
الدعم السريع تكشف تفاصيل توقف محادثات جدة

كشفت قوات الدعم السريع بالسودان، يوم الخميس، ملابسات توقف المحادثات بينها والجيش السوداني في منبر جدة السعودية.
وقالت في بيان إن الذي أعاق التوقيع على اتفاق وقف العدائيات وإعلان المبادئ العامة لمفاوضات الحل الشامل، هو تعنت وفد الجيش وإصراره غير المبرر على فك الحصار عن قياداته في القيادة العامة، وإدخال الإمدادات الغذائية، والوقود، والدواء، لهم.
وكان الجيش السوداني قد قال إن وفده تباحث حول مسودة لوقف العدائيات، واكتمل التوافق فيها على كثير من النقاط، إلا أن الخلاف حول بعض النقاط الجوهرية أدى إلى عدم التوصل لاتفاق وقف العدائيات.
ومن بين نقاط الخلاف حسب بيان الجيش هي “إخلاء قوات الدعم السريع لمنازل المواطنين بكافة مناطق العاصمة، وإخلاء مرافق الخدمات والمستشفيات والطرق”.
وفندت قوات الدعم السريع ما ورد في بيان الجيش حول أسباب توقف المحادثات، وقالت إن “وفد الجيش كان منقسماً ومتنافراً حيث يمثل كل عضواً فيه جهة بعينها وينطلق كل فرداً فيه من موقف مختلف عن الأخر”، موضحا أن الوفد متحكماً فيه من قبل قيادات حزب المؤتمر الوطني المنحل والذين يديرون التفاوض من الخلف.
وذكر البيان أن وفد الجيش استغل تواجده في جدة، ليس لتسهيل انسياب المساعدات الانسانية؛ بل لتقنين نهب المساعدات الانسانية واستخدامها سياسياً لمعاقبة المتضررين في دارفور وكردفان والنيل الابيض والنيل الأزرق والخرطوم.
وأشار إلى أن المساعدات الغذائية والأدوية تباع حالياً في الأسواق فيما تم تحويل معظمها لإعاشة وعلاج قوات الجيش في المعسكرات.
وأكد البيان إن الجيش تعمد إعاقة وصول أي مساعدات لإقليم دارفور وكردفان براً وجواً تحت ذريعة السيادة الوطنية، بينما الحقيقة أنه “اراد إذلال سكان تلك المناطق حتى يلقوا بالتهمة على قوات الدعم السريع التي طالبت أكثر من مرة بفتح مطارات ولايات دارفور وكردفان لتوصيل المساعدات للمتضررين”.
وكذب البيان وفد الجيش السوداني حينما قال إن المباحثات مع الدعم السريع كانت غير مباشرة، قائلا انهم انخرطوا في مباحثات (مباشرة) مع وفد الدعم السريع وفي حضور الوساطة السعودية.
وأوضح أن وفد الجيش طالب بفك الحصار عن قياداته المتواجدين في “القيادة العامة والمدرعات وسلاح الإشارة” وفتح ممر آمن لهم للمغادرة، وهو ما رفضه وفد الدعم السريع جملة وتفصيلا.
وتابع: “لن نسمح بذلك إلا بتوقيع اتفاق الحل النهائي والشامل للأزمة السودانية، وإذا كتبت لهم الحياة وقتها سيكون خروجهم إلى السجون ومنها إلى المشانق”.
ونفى البيان تواجد قوات الدعم السريع في المستشفيات والمرافق العامة، واعتبر الحديث عن ذلك ادعاءات كاذبة، ومحاولة لفك الحصار عن المقرات العسكرية التي تتواجد داخل المناطق المأهولة بالسكان خاصة القيادة العامة للجيش، كما اعتبر الاتهامات محاولة لإيجاد مصوغ لقتل المدنيين بالطائرات والأسلحة الثقيلة.
وأشار البيان إلى التقرير الذي اصدرته لجنة المراقبة من الطرفين (5+5) بمشاركة أطراف محايدة، وباشراف المسهلين، الذي أكد عدم وجود قوات الدعم السريع في المستشفيات والمرافق العامة.
وكتبت اللجنة تقريرها بعد زيارتها للمستشفيات والمرافق العامة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، للتأكد من خلوها من أي مظاهر عسكرية.
وأوضح البيان إن الجيش سحب اعضائه في لجنة المراقبة بعد ذلك لأن التقرير لم يأت على رغبته، وفق نصه.
وأكدت قوات الدعم السريع أن “وفدها لا زال متواجداً في مدينة جدة احتراماً وتقديراً لرغبة الشعب السوداني برفضه المطلق لدعوات توسيع دائرة الحرب وإفشاله لدعوات التجييش والتعبئة العامة التي يتزعمها عناصر المؤتمر الوطني الهاربين من السجون”.
وكان وفد الجيش السوداني قد وصل يوم الأربعاء إلى مدينة بورتسودان، عائدا من مدينة جدة السعودية بعد نحو ثلاثة شهور من المباحثات مع قوات الدعم السريع بوساطة سعودية اميركية.