أخبار السودانمقالات سياسية

تعددت الجهات..والصوت واحد

تعددت الجهات..والصوت واحد…

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

في زمن قياسي انتشرت عدوي الثورات.. كالانفلونزا التي لا تعرف تحصينات الحدود حينما تركب الهواء الطلق والفضاء المفتوح .. فانها تقتحم الجهات الأربع ..تحمل معها ذات الهتافات ونفس الشعارات وما أستجد من المصطلحات ..فاللغة واحدة والنغمة هي النغمة وان تفاوتت الاسباب من بلد لاخر فان القاسم المشترك هو التوق للحرية التي صادرتها منهم الانظمة بشتي الذرائع ..واتفقت في نعت الشارع الثائر هنا وهناك بالعمالة للأجندة الاجنبية وان الذين خرجوا ما هم الا اقلية مارقة علي اجماع عبادة القائد الاوحد والصلاة علي قبلة نظامه أو حزبه والتسبيح بحمد عدالته .. حتي المعالجات لاتختلف من بلد لاخر ذات الخطوات التي تبدأ بخطأ التعاطي مع الشارع ..رفض الحوار والاستخفاف بالمطالب.. من ثم حجب وصله بالعالم الخارجي وقطع اسلاك التخاطب وتغطية شاشات المشاهدة الاسفيرية والتعتيم الاعلامي للصوت الاخر .. وتكثيف ابراز مسيرات النظام المدفوعة الثمن بتركيز وان كانت هزيلة في مقابل الطرف الأضخم . ثم الهجمات الدموية في مواجهة العزل ..وسقوط القتلي والجرحي.. وانقطاع نفس آلة الحكم الباطشة.. .ثم تنداح من بعد ذلك مساحات الملاينة والتنازلات وخفوت الصوت الرسمي مقابل علو هدير الشارع الزاحف باصرار.. ثم الرجاءات باعطاء الزعيم ونظامه فرصة اخيرة ..فانه قد أعلن التوبة والاستغفار..قالها من حكم ثلاثة وعشرين عاما ولكن في لحظة اخراج الشعب البطاقة الحمراء ايذانا باقلاع طائرته لتهيم ساعات في مسارات المجهول بحثا عن موطيء جناح في ليل بهيم ..
وكلما تصاعدت مدة الحاكم جاثما علي صدر شعبه..تعالت نبرة الرفض لانكساره حتي لو طلب فقط امتارا من تراب تواري جسده بعد انقشاع اثره في الحكم.. فيسقط طاغية اخر قضي ثلاثين عاما..ومضي في ثلاثةاسابيع..

وذاك الذي قضي اثنتين وثلاثين سنة ..لاحظ تزايد الاعوام .. هاهو الان عرشة معلق علي ارجوحة الشارع الذي استمرأ منذ اسبوع السباحة عكس تيارظلم النظام الذي أنحني زعيمه يصد رياح الغضب بورقة التنازلات التي طارت منه .. فانزوي يعد ايامه الباقية وقدأغلق عينيه عن رؤية المشهد وصم اذنيه عن سماع ومعرفة اليوم الموعود..

ثم دلفت العاصفة الي عرين الأسد العجوز الذي تخطي اربعين (حكم الشعب) في بلاده بعامين. وقد سخر من ارادة جاره الغربي حينما اجبر زميله علي الفرار…

فباغته الدور لتسقط جافة اوراق خريف كتابه الذي أوهم الناس بانه اخضر فانكشف سواد صفحاته حينما بدأت أضواء النعمة الزائفة تتراجع في عتمة الليل الذي طال بشعبه المفتري عليه بانه الحاكم لنفسه ..فاستيقظ علي دوي سقوط الهرم الكبير شرقا ..وولي عهده.في الجارة الكبري…فابي الا ان يفوّت هو الاخر لعبة توريث ملك الملوك لابنه الذي بدأ يتدرب علي تحريك الخيوط من خلف كواليس مسرحية لتحول المزعوم..

ويظل السؤال مطلا من بوابات أخري مفتوحة علي احتمالات التغيير الأتي لامحالة..من التالي .. ؟؟؟ فكل الاتجاهات مهما تعددت فان الصوت الذي يخرج منها هو واحد …الشعب يريد اسقاط النظام..ولعل الاجابة هي واحدة ..ولكن مع مراعاة فروق الوقت.. فلكل أجل كتاب…. والله المستعان ..وهو من وراء القصد.

تعليق واحد

  1. مع احترامي ..لرأى الأخ/ أحمد وتقديري للزواية التي قرأ منهاالمقال وفهم مضمونه ..فأنا اعتقد انه يمكن ان يكون مقالا صابا في صلب شأننا الداخلي فالكاتب الأستاذ/ برقاوي ..مرر بذكاء مابين السطور تحريضا مبطنا من قبيل الكلام ليك يا المنطط عينيك .. ففي هذه الظروف الحديث عن اي شان وفي اية بقعة فيها شارع ملتهب هو معنون لبقية الشوارع الخائفة أو النائمة أو الغافلة علي اقل تقدير..

  2. بسم الله الرحمن الرحيم
    ما أحلى كتاباتك أخ برقاوي وما أروعها
    لعل الأجابة واحدة مع مراعاة فروق الوقت
    لا توجد مناعة حتى الأنظمة التي تترك لشعبها ربع الكعكة وهي تكفيها في معاشها
    وتتنعم بالباقي فأن الشعب يريد الحرية ويريد باقي كعكته انشاء الله يحرقها
    من الذي دعاك انت لتحكمنا فاننا لا نريدك لو جئت بارادتنا او لم تاتي بها
    اليس هذا الوطن وطنا اوليست الأرض أرضنا خذ قرشك وانزل غادرنا وخذ معك كل ما لوثته
    خذ كلام خطبك الفارغة خذ شتيمتك خذ حلفك وطلاقك ورقصك اتفكفك انقلع انجلي
    خذ حتى كباريك وطرق وجامعاتك وبترولك وزفتك
    فقط أغرب عن وجهنا أتركنا لفقرنا لقلبنا
    فقط نصحو يوم صباحا ولا نرى وجهك وما نشوف خلقتك
    لقد كان يوم شؤم علينايوم قفزت علينا
    لكن أملنا في ربنا أقوى من كل شي
    وهاهي حجارات ديمونو الدكتاتاتوريات تتساقط كاوراق الخريف
    وسننتظر حتى لو كنت انت الأخير
    23- 30 – 42- لا يعلم الاعمار الا الله ونعم بالله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..