أخبار السودان

مسؤليات وتحديات المرحلة الراهنة وما بعدها!!!

سعد محمد عبدالله

يمثل العصيان المدني الذي قاده الشعب السوداني خلال الأيام الماضية، نقطة تحول مهمة في مسار الإنتفاضة التي انطلقت منذ سطوة المؤتمر الوطني علي السلطة، وتمر البلاد بمرحلة تاريخية حساسة تحتاج لتقديم تضحيات كبيرة من قبل كافة الراغبين في التغيير وبناء دولة ديمقراطية حرة.
هناك مسؤلية وطنية تقع علي جميع السودانيين وقواهم الحية التي ظلت تقاوم النظام طوال فترة الحكم الإستبدادي.
وهناك تهديات تواجه القوى الشعبية والسياسية ويجب تناولها بكل شفافية ووضوح حتي تستبين الرؤية المستقبلية لإنتفاضتنا المجيدة التي كللت بعصيان مدني عظيم، ونرى في هذا الصدد ضرورة أن يدلي الجميع بدلوه، ونتشارك التفكير بالحوار البناء الذي يفضي الي نتائج من شأنها أن توحد وتطور المقاومة، ونوجزها في المحاور التالية؟
1- لا بد من العمل علي إيجاد قيادة ثورية تنبع من عمق المقاومة الشعبية وتتكامل مع القوى السياسية والمدنية لقيادة المرحلة الراهنة.
2- لا بد من وضع جداول وبرامج مرتبة يتم تنفيذها علي الأرض خلال الأيام المقبلة، وتهدف الي تصعيد المقاومة بأشكال متنوعة بغية إسقاط الطغمة الحاكمة.
3- إستفراد بعض المجموعات بالمشهد العام والتسابق نحو البروز ومحاولة تهميش باقي مكونات المقاومة، لن تضيف هذه الخطوة للإنتفاضة ما تطلبه حتي تسير بالشكل المطلوب وتنجز اهدافها.
4- المرحلة القادمة تتطلب تكوين لجان ثورية في المدن والقرى والترتيب بين كافة قوى المقاومة من تحالفات الأحزاب والحركات الثورية المسلحة وقوى المجتمع المدني والقوى الشبابية الصاعدة.
5- ليست المشكلة في الدواء والوقود فقط، إنما هي مشكلة وطن يعيش في تردي إقتصادي وفساد مالي وإداري وتدهور الخدمة المدنية والعنف الذي ينطلق من قمع الجماهير وتشريد ابناء الوطن بحرب دموية تمارسها السلطة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وداخل الجامعات السودانية وعلي إمتداد الشوارع، وهذا يسوقنا لتوسيع مفاهيم الإحتجاجات والمطالبة بعودة المفصولين عن العمل بسبب مشاركتهم في العصيان وعودة الصحف واطلاق سراح المعتقلين.
6- نجاح الإنتفاضة بكل وسائلها يكمن في مقدرتنا علي طرح مشروع بديل يعبر عن المطالب الشعبية، وكي نسلك الطريق الصحيح الذي يحقق التغيير لا بد من تنحي الرئيس الإنقاذي وحل حكومته بكل مستشاريها ونوابها ووزرائها وتقديم كل جاني الي قضاء عادل، والشروع في ووقف الحرب والإسراع في قيام مؤتمر دستوري يجمع كل أهل السودان.
7- يجب تقديم دعوة لشرفاء الجيش والشرطة للتضامن مع قضية الشعب السوداني وحمايته من بطش النظام وهذا وفاء للعهد الذي قطعوه وقسمهم بحماية ارض السودان وشعبه لا قتل الشعب واهمال الأرض،
8- تعاون الحركات الثورية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والمجموعات الشعبية والحركات النسوية والطلابية والشبابية في إستنهاض الهمم ومواجهة النظام في معركة حاسمة، هو الحل الذي يؤدي الي التغيير الذي ننشده.
9- لا بد من مخاطبة المجتمع الإقليمي والدولي وشرح كل ما يدور في السودان والدعوة لضغط النظام من الخارج بالتزامن مع الضغط الداخلي ومطالبته برد السلطة الي الشعب ليقرر الشعب مصيره.
9- لا بد من الإتفاق علي عقد مؤتمر إقتصادي يشارك فيه الجميع ويتقدمهم خبراء الإقتصاد السودانيين ودعوة خبراء الدول الصديقة لحضوره من أجل وضع خطة إستراتيجية تنتشل السودان من التدهور والإفلاس وتؤمن حياة المواطن.
10- يجب البحث في كيفية عقد مؤتمر الصلح الإجتماعي والوطني لترميم النسيج الوطني والإجتماعي الذي فتك بهما النظام الحالي بسياسات التفرقة العنصرية والتهميش علي مدار سنوات حكمه.
11- بناء دولة ديمقراطية وتأكيد المواطنة لكل السودانيين وفصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وضمان حرية الصحافة والمطبوعات والحريات والحقوق السياسية والمدنية لكل مكونات الشعب السوداني.
12- تكوين جيش وشرطة وجهاز أمن بشكل مهني وقومي يمثل كافة التنوع السوداني ويحمل عقائد تجعله في مقام الدفاع عن الوطن والمواطن لا السلطة والسلطان، ودعمه بما يلزم من المعدات لتحقيق الأمن والإستقرار في البلاد.
كل هذه القضايا وغيرها تمثل مسؤليات وتهديات كبيرة في السودان، وهي تحتاج لعقول منفتحة وضمائر حية ودماء حارة نقود بها التغيير بشكل جماعي من أجل وطن يسع الجميع.
ونثق في مقدرات الوطنيين ومحبي الحرية والسلام والديمقراطية من أبناء بلادنا الشرفاء، والذين قادوا عصيان 27 نوفمبر هم مواطنيين سودانيين شجعان همهم البحث عن وطن متقدم سياسيا وإقتصاديا، وهمهم البحث عن حياة كريمة ومجتمع حر طليق يساهم في البناء والتعمير، والذين يجلسون علي كراسي السلطة اثبت الواقع المعاش فشلهم في إدارة الدولة السودانية، وعليهم تسليم السلطة لغيرهم حفاظا علي ما تبقى من وطن، وعليهم أن يعلموا أن إرادة الجماهير الثائرة لا يمكن قمعها بقوة البندقية،والتجربة التاريخية لحراك البشرية علي سطح كوكب الأرض أثبتت في كل مراحل الإنحطاط و التطور تفوق الجماهير علي السلطات الإنكفائية وصعود القوى المنادية بقيم الديمقراطية والحرية والسلام وأنسنت الحياة، وحتمية التغيير والتحرر تنبع من إرادة جمهور يدفعه شعور قومي مشترك جعله يثور في وجه الظلم والدكتاتورية، وحتما إرادته منتصرة وسينال ما يستحقه من ثمار خمائل السلام والحرية وسيبني دولة الديمقراطية والمواطنة بلا تمييز.

سعد محمد عبدالله

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..