فوز البشير المعلوم برئاسة الجمهورية: بين مطرقة عدم الإعتراف الدولى وسندان مقاطعة السودانيين للإنتخابات‎

لا شك أن الغرض من الإعتراف لدولى بقيام دولة جديدة أوحكومة جديدة،هو العمل على قيام علاقات ذات صفة رسمية وفى مختلف المجالات بين الدولة الجديدة أو الحكومة الجديدة والدول التى تعترف بها،وهذا ما قال به أستاذنا العالم البروفيسور/البخارى عبدالله الجعلى فى سفره القيم(القانون الدولى العام ص-151-152):(بأن الغرض العملى من الإعتراف هو بالتحديد إبتدار علاقات رسمية مع الدول التى يتم الإعتراف بها ).
وبالرجوع للشق الأول من عنوان هذا المقال،نجد أن هنالك دولا ً كثيرة ذات وزن سياسى وإقتصادى وعسكرى كبير،رفضت بل وإنتقدت إجراء الإنتخابات فى السودان بدون الإلتزام بمقوماتهاأو متطلباتها،وأول هذه المتطلبات أو المستحقات،هو إستباب الأمن وذلك بوقف الحرب فى المناطق الثلاث وقيام مصالحة وطنية شاملة ،حرية الإعلام،حرية النشاط السياسى لكل الكيانات السياسية بدون فرز ،وإعطاء الفرص المتكافئة فى أجهزة الإعلام القومية المختلفة لكل ألوان الطيف السياسى وغير السياسى وقيام حكومة إنتقالية لإجراء إنتخابات حرة لكى تضفى عليها الصدقية والشفافية والنزاهة،وبعدم توفر هذه الأسباب،قامت الدول المذكورة أعلاه ممثلةً فى الإتحاد الأوربى ،كندا والولايات المتحدة الأمريكية،بإنتقاد إجراء اتخابات فى السودان من غير أن تقوم حكومة الخرطوم بدفع إستحقاقاتها ومستحقاتها والتى ذكرناها أنفاً،وهذا النقد الذى وجه للمقدمة أى إجراء الإنتخابات،فقطعاً سيكون بنفس القدر وربما أشد على النيجة المعلومة للجميع قبل فرز الأصوات،أى بمعنى سيكون هنالك عدم إعتراف بشرعية البشير،وذلك لعدم تقيده أو إستجابته لمتطلبات الإنتخابات الحرة والنزيهة ،وخاصةً عدم إجماع السواد الأعظم من السودانيين على قيامها فى ظل هذا الوضع الذى تتحكم فيه فئة لا تمثل إلا نسبة 5%من سكان السودان،فأين العدل من منظور إسلامى؟وأين العدالة الإجتماعية من منظور القانون الدولى والذى قطعاً لا يتعارض مع مفهوم العدالة فى الإسلام ؟
أما الشق الأخر من المقال،فإنَ المقاطعة الواسعة للشعب السودانى لهذه الإنتخابات المفروضة بالقوة على السودانيين،وهذه المقاطعة لها الأثر الكبير فى ضعف الإقبال على مراكز الإقتراع،وبالرغم من أنَ هنالك بعض الكتاب المحسوبين على الإسلاميين ،قالوا بأنَ حملة أرحل التى تقودها المعارضة لم يكن لها دورٌ كبير فى ضعف الإقبال على مراكز الإنتخابات ،إلا إننى أرى عكس ذلك تماماً،وأقول أنَ للمعارضة السودانية دورٌ فاعل ومشهود،فى تبصير المواطن بل وإقناعه بعدم الذهاب للإدلاء بصوته،فى إنتخابات لا طائل منها ولا جدوى من قيامها ،فى ظل وضعٍ مأساوى وفى جميع المجالات(الأمنية ،الإقتصادية،السياسية والإجتماعية…الخ)ومما لا شك فيه إنَ مثل هذه المقاطعة الشعبية الكبيرة لمثل هذه إنتخابات قد تكون عواقبها وخيمة،إن لم يتم ترك أسلوب وسياسةالتجاهل المتعمد لقادة المعارضة ولقواعدهم الكبيرة،وإذ لم يتم وقف الحرب بأعجل ما تيسر وإجراء مصالحة وطنية شاملة من غير أن تستثنى أحد.
وبالرجوع لعدم الأعتراف الدولى بنتائج هذه الإنتخابات،ربما تقوم هذه الدول التى إنتقدت العملية الإنتخابية فى السودان،بعرض إعتراف مشروط على الرئيس البشير ،وهذا النوع من الإعتراف المشروط موجود فى القانون الدولى ،وهو أن يقوم الرئيس البشير بإجراء مصالحة وطنية شاملة أولها وقف الحرب فى المناطق الثلاث وتشكيل حكومة قومية وإجراء إنتخابات جديدة ذات شفافية ومصداقية وبمشاركة كل أهل السودان وهذا الذى سيحدث بحول الله،ولو سمع قادة المؤتمر نصيحة المعارضة بالداخل وذلك ببقاءالرئيس فى منصبه لمدة خمس سنوات بدلاً من هذه الإنتخابات المخجوجة والممجوجة،ومن ثم القيام بما تم ذكره أنفاً لكان أفضل وأحسن لهم وللوطن العزيز وللمواطن الكريم.،وإذا تمت المصالحة الشاملة بين أبناء فرقاء الوطن الواحد ،فهذا الإتفاق يقود لصياغة دستور جديد يلبى طموحات كل أهل السودان ،بدلاً من الدستور الحالى (المعدلوالمرقع) وفقاً لرغبات وأهواء قادة المؤتمر الوطنى والذين يريدون التشبث بكراسى السلطة إلى أن يتوفاهم الله ،ولا نعلم إلى متى سيظلون على سدة الحكم والسواد العظم من الشعب السودانى ،ضد حكمهم وغير مقتنع بهم وغير راضٍ عن أدائهم السياسى والخدمى فى جميع المجالات ،بل وغير أبهٍ بشعاراتهم الإسلامية التى يرفعونها ولا يطبقونها أى يرفعون الشعارات بجهة اليمين ويسيرون من جهة اليسار ،فالعلم لله وحده وهو مالك الملك،فنسأله وحده أن يؤتى الملك لمن يصلح حالنا وأحوالنا،وأن ينزعه ممن أذلنا ودنس كرامتنا وما ذلك على الله بعزيز.
والله المستعان
د.يوسف الطيب محمدتوم-المحامى
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. امييييييييييييييييييييييييييييييييييييين بارب العالمين, اللهم استجب دعوة المظلومين, وما ذلك علي الله بعزيز,,,,,,,,,,, ومن ذا الذي يعجز الله,,,, حاشي وكلا,,,,,,,وتعالي الله جلا وعلا,,,,,يمهل ولايهمل,اخذه اليم,وهو الغفور الرحيم, اللهم اغفر لنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..