حكايات من على (الاسفلت)… هل غاب (الفضل).. وبقي (الظهر) فقط.؟

الخرطوم: صباح سيف الدين
تجاوزت الساعة العاشرة مساءً.. كانت الطرق الرئيسية في حالة من الخمول تماماً. بينما صفير الرياح يتسلل بهدوء، مانحاً المكان الكثير من الرهبة والتوتر معاً.. الرهبة ربما لصمت المكان.. أما التوتر فقد كان همها الأكبر في أن تصل لمنزلها قبل أن تتجاوز الساعة الحادية عشرة، وذلك على حسب تنبيه والدها، تلفتت في حيرة، قبل أن تضع يدها على رأسها وهي تقترب من أن تصاب بالاعياء، بسبب وقفتها الطويلة، فجأة وبدون مقدمات توقفت بمحاذاتها سيارة رمادية اللون ذات طابع كلاسيكي، مد سائقها برأسه من داخلها وقال لها عبارة واحدة وهي: (الجميل ماشي وين)..؟ اضطربت قليلاً، وكادت أن تطلق في وجهه قذيفة لغوية أعتادت صديقاتها في الجامعة أن يرددنها في لحظات الأنس، لكنها استدركت سريعاً أن الزمن يمضى، وانه لا بأس أن تتلاعب على ذلك الشاب في سبيل الوصول، وقد كان، صعدت للسيارة مبدية الرضا التام، بينما كان هو يسرب بعض العبارات الخادشة للحياء والمحفزة أحياناً على أشياء أخرى، مرت دقائق أخرى وهي تفتعل الحديث معه، حتى لمحت الشارع الرئيسي المؤدي لمنزلها، قالت له بدلال: (ممكن تقيف دقيقة اشتري لي اسكراتش من الدكان دا)، ابتسم في جذل وقال بسرعة: (طبعاً يا جميل)، توقفت السيارة وما إن لامست قدماها الأرض حتى قامت بالركض بسرعة جنونية نحو المنزل، بينما ظل هو فاغراً فاه في بلاهة يحسد عليها..!.. والقصة أعلاه- ليست للاستهلاك ? وإنما قصة حقيقية مرت بها إحدى الفتيات في الخرطوم، بعد أن أرادت الوصول لمنزلها بسلام، ولعلها قصة قد تفتح الباب على مصراعيه للحديث حول (فضل الظهر)، تلك الجزئية التى تحولت اليوم في مجتمعنا إلى نقطة تستدعي التوقف لديها قليلاً، وذلك بعد أن صار بعض الناس يتخذونها لمآرب أخرى، (السوداني) حاولت أن تفتح الملف، وجلست مع عدد من شرائح المجتمع المختلفة للحديث حول الموضوع وخرجت بالحصيلة التالية:
لوجه الله:
موظف بشركة النفط ? فضل حجب اسمه- قال (للسوداني): (أنا اتعامل بحُسن النية في حياتي عموماً فأي شخص يصادفني في الطريق العام لا اتردد لحظة واحدة في أن اتكرم عليه بما رزقني به الله من خير، فسيارتي ليست إلا وقف لوجه الله تعالى لكل من في الشارع ومن (الجنسين)، والله أدرى بنواياهم، أنا فقط افعل ما يمليه علىَّ ضميري).
الدنيا بخير:
وتضيف أيضاً أم وعد-ربة منزل- : (اذهب مرتين في الأسبوع إلى مركز للعلاج الطبيعي لعمل علاج طبيعي لابنتي التي تعاني من إعاقه منذ ولادتها).. وتضيف: (خرجت في يوم لا احمل في يدي ولا جنيه واحد مع العلم أنني احتاج على الأقل إلى مائة جنيه، فوقف لي صاحب عربة ملاكي ابتدر حديثه بأن ابنتي الصغيرة لفتت نظره وجذبت اهتمامه لصغر سنها، وأوصلني إلى المركز وقام بإعطائي المبلغ الذي احتاجه، وقد كان في قمة (الأدب والاحترام)، وصمتت قليلاً قبل أن تضيف: (والله يا اخوانا الدنيا لسه بي خيرها).
سرقة واحتيال:
ويقول الموظف محمد عادل (للسوداني): “إنه قد تعرض لموقف من قبل فتاتين اقلهما معه في عربته الخاصة التي كان يحمل فيها رسوم يريد سدادها إلى شركة الهاتف السيار وحين نزولهما منه، لم يجد المبلغ بعد وصوله إلى الشركة، ثم أضاف: (والله فقدت الأمل في قروشي، والله لا كسبهم.. خلوني آخد فكرة كعبة عن أي زول يأشر لي في الشارع).
قيم وموروثات:
عدد من رجال الدين أكدوا في إفادات سابقة حول الموضوع أن (الأعمال بالنيات)، وان فضيلة حمل الظهر، هي فضيلة ذات مغزى ومعاني إسلامية كبيرة تقوم على التكافل والتكاتف ما بين الناس، وعن اتخاذ البعض لها كـ(غطاء) لممارسة بعض الأفعال الغير أخلاقية، قالوا بأن هذا خطأ كبير، وان صاحبه يعرض نفسه للحساب يوم القيامة وللعذاب، ويرى عدد منهم أن المجتمع السوداني بالرغم من الكثير من العوامل التي طرأت عليه إلا أنه لايزال يتمسك بالقيم والموروثات الإسلامية السمحة.

السوداني

تعليق واحد

  1. سبق ان حملت معي رجلان ومحجبة وكنت ذاهب للمنارة وبعد الكبري نزل الرجلان والمحجبة قالت نازلة الصينية متوجة للسوق الشعبي قالت عطشانة والله نزلت امام الكافتيريا بحسن نية لا حضار الماء لها صدفة شاهدها تفتش قي ادراج السيارة للاسف لم تجد شئ ولدي مسند اتكل علية تحتة وجدته في غير مكانة وكانت بداخلة قطعة فاكهة (كيوي) اخذتها وامعانا في احراجها رفعتة والله محل تمشي وين المحجبة ما عرفت بعد نظارتي الغاضبة لها وغيرهن عاوزات حق المواصلات او قضاء وقت وتاني بقت توبة ظاهرة خطيرة وكنت بحمل معي دائما اطفال المدارس والله خفت من ظاهرة اختفاء الاطفال واغتصابهن وقتلهم اعذرونا يا ناس كنا فقراء ونركب الملح والله فتحها علينا قلنا لا نبصق لماضينا اصبح الواحد لا يفرق بين الطيب والكعب وبنخاف عديل كدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..