ملاحقات

ملاحقات

(1) كتب راجت .. ثم نسيت
في أوائل الستينيات .. ظهرت رواية »أيام معه« للكاتبة السورية كوليت سهيل.. وهي رواية رومانسية.. ذات موضوع بسيط.. كتبت على طريقة اليوميات.. في لغة شعرية ذات ايقاع عاطفي انثوي حار.. وقد راجت هذه الرواية بشكل صاخب وانتشرت من المحيط إلى الخليج ووصلت الخرطوم .. مما دفع وزير الثقافة السوداني وقتذاك عبد الماجد ابو حسبو لدعوة الروائية إلى السودان .. وأعد لها الاذاعي القاص ذونون بشرى جلسة ادبية تناقش روايتها ، تحدث فيها صلاح أحمد إبراهيم وعلي المك وشخصي ..
ولم يستطع المتحدثون ان يشتموا الرواية صراحة. . إذ لا يعقل ان توجه لها دعوة ، وان تشتم في ذات الوقت .. ومن الجانب الآخر كان يقال ان نزار قباني هو بطل الرواية ، وهذا ما أعطاها شيئاً من البريق .. وفيما بعد جداً نسيت هذه الرواية ، وبعد ان زال هذا البريق ، اتخذت الرواية حجمها الحقيقي فأهملت تماماً.
وبعد مدة قصيرة ظهرت في بيروت روائيات .. ليلى عسيران وليلى بعلبكي وغادة السمان .. وتوهجت هذه الأسماء ولكن سرعان ما انطفأ هذا البريق .. وكان السر يكمن لا في قوة هذه النصوص ولكنه يكمن في سحر المرأة .. هذا الغموض العاطفي الذي يتقود بسبب عزلة المرأة وعدم مشاركتها الميادين العامة التي يوجد فيها الرجل.. مما حول المرأة إلى أمنية عاطفية مستحيلة. وعندما انكشف هذا الغطاء أصبحت هذه النصوص مكشوفة وفي حجمها الأدبي الحقيقي .. وهذا ما يطبع نصوص المرأة العربية حتى اليوم.. بما فيهن أحلام مستغانمي التي أتهم حيدر حيدر بأنه هو الكاتب الحقيقي لنصوصها ..
(2) نصوص اكتشفت فيما بعد
على عكس ذاك الأدب النسائي المزعوم .. هناك نصوص ربما ظهرت في ذات الفترة لكنها لم تلفت نظر النقاد أو القراء معاً .. مثل النص الروائي الذي يحمل عنوان »الحنق« للكاتب غير المشهور وقتذاك »شوقي بدري« وفي ظني ان رواية »الحنق« هذه تسير في اتجاه السرد الخشن وهي مليئة بالقوة المتفجرة بالجمال والتي تمثل تقنية روائية شديدة البراعة .. ليتها تقرأ ثانية لتنال وضعها الحقيقي والطبيعي ..
(3) مبدعون لم ينالوا
حقهم كاملاً
هناك مبدعون.. ينتمون إلى فترات ابداعية مختلفة. إلا أنهم يشتركون في أننا نجهل قيمتهم الحقيقية .. إما لأننا لم نقرأهم كما ينبغي، وإما لأننا لم نقرأهم أصلاً ..
عمر الدوش يحتاج لأن نطبع كل أعماله وان نعيد القراءة على ضوء مناهج نقدية تستطيع ان تكشف اغوار هذه النصوص.
عبد الله شابو.. هو شاعر السهل الممتنع.. حيث القصيدة التي يختفي ثلثاها تحت الماء ولا يظهر منها إلا الثلث ..
عبد الرحيم ابو ذكرى .. ان نقرأه منذ البدايات حتى آخر ديوان له لم يطبع .. وهو شاعر يبدو سهلاً إلا أنه شديد الوعورة ..
أما ما كتب في الرواية والقصة القصيرة ، فهناك هاشم محجوب خاصة قصته »حين شرب الورد« وروايته »مقدمة السفر الأول«.. و»حسن ود قسومة ملك ملوك أم در«.. هذا كاتب مدهش .. علينا ان نستعيده بالقراءة الثانية والثالثة وهكذا ..
وهناك حقب كاملة جديرة بأن نكتشفها ونزيل الغبار عنها .. وبذا يمكن ان نضيف لإبداع تلك الفترات ما هو جدير بالتذكير والإضافة ..
ü ليت مهرجان الطيب صالح للإبداع الكتابي يأخذ على عاتقه هذه المهمة إلى جانب مهامه العظام الأخرى ..

الراي العام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..