الحب يحصد الأرواح أكثر من الإرهاب في الهند

الإحصائيات الرسمية تربط الحب بمحاولات الانتحار والاختطاف بدافع الزواج وجرائم الشرف المرتفعة في بلد مختلط اجتماعيا ودينيا.
ميدل ايست أونلاين
قتل النساء بدافع الشرف يتكرر يوميا
نيودلهي – كشفت الإحصائيات الرسمية الموجودة في سجل الشرطة الهندية أن أعداد ضحايا الحب تفوق الذين يلاقون حتفهم إثر عمليات إرهابية.
بلغ عدد ضحايا الحب بين عامي 2001 و2015 في إحصائية نشرتها صحيفة “تايمز اوف انديا” حوالي 38.585 شخصا في جرائم قتل سببها الأول هو الحب، فيما كان الإرهاب سببا في وفاة 20 ألف شخص من المدنيين وقوات الأمن.
وربطت الإحصائيات الحب بحالات انتحار لـ79189 شخصا، إضافة إلى أن 260 ألف حالة اختطاف ذُكر فيها الزواج دافعا لاختطاف النساء.
وقال أوما تشاكرافارتي خبير علم الاجتماع، وفقا لموقع روسيا اليوم إنه “لفهم هذا العنف الذي يمارس في قمع اختيار الشخص حين يتعلق الأمر بالزواج، علينا أن نفهم المجتمع الأبوي والنظام الطبقي”.
وتظهر الأرقام السابقة أنه في كل يوم يحدث في المتوسط 7 حالات قتل، و14 حالة انتحار، و47 حالة اختطاف، معظم أسبابها تتمثل بفرار عاشقين معا دون موافقة أهليهما.
وكانت محاولة انتحار فاشلة ومروعة حدثت العام الماضي ألقت الضوء على الظاهرة المنتشرة، حين اقدم عاشقان هنديان على الانتحار معا في تاج محل، بعد ان اخفقا في اقناع عائلتيهما بالسماح بزواجهما المرفوض بسبب اختلاف الدين بينهما.
وعثر على الشاب الهندوسي والفتاة المسلمة مضرجين بالدماء داخل تاج محل، المعلم السياحي الاثري بعد أن حاولا جز عنقيهما.
ويندر ان تقع زيجات مختلطة بين الطبقات الاجتماعية او بين اشخاص من اديان مختلفة في كثير من مناطق الهند، وما زالت جرائم الشرف ردا على هذه الزيجات شائعة.
ونقلت صحيفة “تايمز اوف انديا” عن الشاب الذي يدعى راجفير سينغ قوله “حاولنا، شابنام وانا، ان نقنع اهلنا بزواجنا، لكن اختلاف الدين ما زال عائقا كبيرا”.
واضاف “بعدما فشلنا في ذلك قررنا ان ننتحر، وهي طريقة اخرى لنا لنكون معا”.
ويتعرض عدد من الشباب في الهند للتهديد وقد يقتلون من قبل أقربائهم فقط بسبب رغبتهم في الزواج ممن يحبون دون موافقة من الأهل.
وتشير بيانات اللجنة الوطنية لنساء الهند إلى أنه تتم في كل عام ما بين 70 إلى 80 عملية قتل، يتم تنفيذها على خلفية ضرورة احترام التقاليد القديمة، وهناك أرقام غير معلنة بسبب التكتم عن مثل هذه الجرائم ومحاولة إخفائها مثلا عبر الادعاء أن الشخص المعني أقدم على الانتحار.