أخبار السودان

أغلبية

أغلبية

د.بشرى الفاضل

كان هنالك حقل من البصل )أخضار!( وخضرة البصل تسر الناظر. عاش لعدة شهور في ألفة ورواء ومنعة، إلى أن جاء يوم ظهرت فيه أعراض المرض على بصلة في منتصف الحقل. واجتمع البصل الذي حولها وقرر أن يقتلعها حتى لا تنتقل العدوى لكل الحقل. وبينما كان البصل السوي يتشاور مع جماعاته العديدة، ظهرت أعراض المرض على جارات البصلة، فقررت جموع البصل اقتلاع البصلة المريضة وجاراتها. واحتجت الجارات البصليات، ودخلن
في مشادات مع كبار البصل ومع المسمس على السواء. واستمرت المعارك الكلامية لأسبوع كامل انتقلت خلاله العدوى إلى دوائر بصلية جديدة.
وهكذا ظل البصل يتناقل فيروس المرض ويتحاور يومياً ويباصر إلى أن أصبح الحقل
كله موبوءاً بمرض البصارة، عدا بصلة واحدة في طرف الحقل. وفاحت في أجواء الحقل روائح نتنة من سائر البصل عدا بصلة واحدة كانت في ركن الحقل، رائحتهاكالمسك.. وقررت البصلة السوية، التي أصبح صوتها جهورياً، والحقل يهمس، أن تنفي البصل التالف حتى لا يعديها. ولكن ذلك البصل كان أكثرية في الحقل. لذا صاح في بصلة العافية بصوت واحد:

– تقلعينا؟

وأردف متهكما:

– بالله؟!

وفي حركة خاطفة حدث النقيض. إذا هجم البصل التالف الغاضب على البصلة السوية المتطاولة فاقتلعها ورمى بها بعيداً وهو يزفر حنقا ويشهق غيظاً ومع ذلك فإن البصل الذي أصبح سيدا للحقل كان قد أدرك أن غلبته بلا طائل فهي غلبة خائبة، لذا فقد أصابته هاء السكت فسكت.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..