فهذا هو لسان أمين حسن عمر

فهذا هو لسان ” أمين حسن عمر”
أحمد إبراهيم
[email][email protected][/email]
في يوم ٍ من عام ١٩٩٤ كان التلفزيون السوداني ينقل ، على الهواء مباشرة ً ، لقاءا ً جديداً آخر مع حفنة ٍ من قيادات الإنقاذ دأبوا على عقد حلقات ٍ دورية يفتون فيها في أمور الجهاد الدائر حينها في الجنوب ، وكانوا يفتون فيها بقول ٍ من حديد …
كانوا حفنة ً من ثلاثة (على ما أذكر) أو أربعة رجال … (بالطبع “رجال” ، وهل للنساء في زمن الإنقاذ قول !) … مزهوون بأنفسهم زهوا ً عظيما … يحسبون أنهم وحدهم يملكون الحقيقة الكاملة دون بقية العالمين …
وكان هوسهم بمظهرهم لا يبذه إلا هوس القذافي في عقد جبروته الأخير …
فكانوا يرتدون الجلاليب البيضاء …
والشالات المزخرفة في أطرافها ، تلك ذات الجديلات المضفرة … مزخرفة بشرائط زرقاء رفيعة ، لكنها ظاهرة بحيث لا تخطئها العين …
وعمم التوتل السويسري ، المترظة الأطراف ، ناصعة البياض ، التي أجادوا لفها معلاة على الرؤوس بحيث تكون علامة ً على رفعة القوم الجالسين في القاعة المكيفة …
فقد كانوا ، في ذلك اللقاء الذي يفتون فيه السائلين بالهاتف من جمهور الرعية ، كانوا حقاً ، وبقولة الطيب الضحوية ، “مكبرين عمامن ” بالحيل.
وكان احدهم إسمه : أمين حسن عمر .
وكانوا يتبادلون الإتيان بالآيات والأحاديث الداعية للجهاد … ويتتابعون في تبيان فرضه في الإسلام على المؤمنين … مفصلين أجره في الجنه … فأبانوا أن أجر الشهيد يشمل ، فيما يشمل ، أعدادا ً هائلة ً من الحور العين تزف إلي الشهيد مباشرة ً في أول ليلة بعد إستشهاده … (وكان ضمن قولهم ، إن لم تخني الذاكرة ، أن عدد الحور العين للشهيد الواحد سبعمائة في الليلة …)
وكان كلا ً منهم قد حضر لدار مجلسهم ذاك في سيارة ٍ فارهة ٍ وفقا ً لشهادة مواطن إتصل بالبرامج هاتفيا ً متعجبا ً من بذخ أهل تلك الفارهات … التي يحرسها سائقون في إنتظار مخدوميهم … وكل سائق ٍ واقف على أهبة الإستعداد للمشوار الذي يلي تلكم الجلسة …
عله مشوارٌ عاجلٌ للحاق بوليمة ٍ في بيت قيادي ٍ جاء دوره في قائمة إعداد الولائم …
أو للحاق بإجتماع ٍ تنظيمي ٍ يقوم فندق السودان بتزويده بالسندوتشات والمشروبات على حساب القصر كالعادة …
(وبالطبع لم يذكر المواطن ، الذي تعجب من البذخ ، لم يذكر إسمه الحقيقي … بل ذكر إسما ً مستعارا ً واضحا ً تفاديا ً لغضبة القوم منه وملاحقته… وأملا ً في الحياة والعيش ما أمكن … فحق الحياة وحق العيش ، في سودان الإنقاذ في ذلك الوقت العصيب ، كانا بإذن الإنقاذيين حصريا ً … يمنحان لمن أطاعهم … ويمنعان عمن عصاهم.)
وبعد عدة أسئلة بالهاتف من مواطنين آخرين عن الجهاد والرد عليها من قبل المفتين ، مالكي الحقيقة ، أعطيت فرصة السؤال لأم شاب ٍ قتل في الجنوب …
أم محروقة الحشاء ، جريحة الفؤاد ، مكسورة الجناح ، دامعة العين ، مكلومة …
أم فقدت إبنها … كبدها … نور عينها … أملها في الحياة … في محرقة الجنوب الجهادية… تشاهد أمامها في شاشة التلفزيون رجالا ً (مكبرين عمامن ) وجوههم مكتنزة ناعمة لامعة … يلبسون أفخر الثياب … يجلسون في صالون مكيف على كراسي وثيرة … وأمامهم على الطاولة زجاجات “موية الصحة” … وتحت العمارة تقف سياراتهم بسائقيها في الإنتظار … تشاهدهم وهم يحثون الناس على الجهاد … ويفصلون لهم أجر الشهيد بما فيه عدد حوره العين منذ ليلته الأولى في الجنة …
غاص قلب الأم واعتصر فؤادها ألما ً … وحر جوفها … واحتقنت شرايينها … وضاق نفسها وهي تشاهد ذلك المشهد الممعن في التضليل والخداع وتحقير عقول الناس … وإستغلال مشاعرهم الدينية لدفع الأبرياء منهم ، مثل إبنها ، إلى محارق الجنوب العبثية …
في حين أن نفس هؤلاء الضلاليين ، الذين يدفعون الناس للموت ، يغرقون في متع الحياة الدنيا إلى آذانهم … ويعبون كل مواعينهم من نعيمها بشراهة وصلف ، دون مبالاة ٍ أو خجل … وللعجب أن شره الضلاليين في كنز متاع الدنيا كان مركزا ً على قلع ونهب حقوق الفقراء المستضعفين … وليس شره ٌ في الكسب الحلال .
وكان لا بد أن تتصل أم الشهيد وتقول كلمة ولو واحدة لمحتكري الحقيقة الكاملة هؤلاء…
قالت الأم في مداخلتها عبر الهاتف بعد أن ذكرت إسمها الحقيقي وحددت مكان سكنها :
” تقولوا للناس أمشوا موتوا في الجهاد عشان يدخلوا الجنة … وإنتو قاعدين في المكيفات ولابسين فاخر اللبس وعرباتكن الفارهة واقفة في إنتظاركم تحت … ما تمشوا تجاهدوا إنتو … أمشوا للحور ال…”
وقبل أن تكمل ما أرادت أن تقوله ، قاطعها أمين حسن عمر قائلا ، وبالحرف الواحد:
” ما عندك شغلة بي لبسنا وعرباتنا ، كان عندك سؤال عن الجهاد بنجاوبك .”
فأوقف مدير البرامج الأم المكومة ، واستقبل متصلا آخر غيرها.
وأعترف لكم ، أيها الإخوة ، أن غطرسة هذا الكذاب المضل (المخادع وليس أمين) وعجرفته وتكبره وقبح قوله مزق أليافا ً في قلبي وأغلق مسامات في رئتي لزمن طويل …
عـيدٌ
ٌ
إذن ، هذا هو لسان هذا الرجل …
لا تمكنوا كلمات البلهاء عليلي الأنفس والألسن ، التي يطلقونها بشأن ثورتنا ، لا تمكنوها من الوصول إلى خلاياكم … إنها مؤذية … فإن في لسان الكذب أذى ً وعلة ً ونتانة .
==========================
كسرة:
لم أر في حياتي مشهدا ً يشابه تلك الحلقة إلا ذلك المشهد في قرية في الجزيرة نقلت منها كامرة التلفزيون حفلا ً كانوا يسمونه “زغردي (زغرتي) أم الشهيد” … وكان يقف أمام الكامرة ثلاثة من قادة الإنقاذ … على يمينهم الشيخ حسن الترابي ممسكا ً بعصاه في يسراه ورافعا ً يمينه … قابضا ً كفها وفاردا ً سبابتها تجاه السماء عاليا ً قائلا ً ، وهو يثقب الهواء بسبابته إلى أعلى : “الآن” … “الآن” …
وكرر ثقب الهواء بسبابته وقول “الآن” مرات … تجاوبا ً وردا ً على صيحات الأتباع بأن الشهيد مع الحور العين !
أي أنه كان يقول لهم : “الآن” تزف إليه الحور العين ” في الجنة ” …!
ووفقا لإشارة سبابته ، يكون إتجاه الجنة (من الجزيرة وقت الضحى) إلى أعلى …
فما هو إتجاه الجنة من الجزيرة وقت المساء يا ترى؟ وفي الخريف ؟ وفي الشتاء ؟ وذلك باعتبار دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس؟
ولكن في البدء هل أصابت سبابته (في ذلك الضحى ومن الجزيرة) “إتجاه الجنة” أم لم تصبه؟
هلا أفادنا علماء الإنقاذ (الحاليين والذين كانوا في السابق) المالكون الحقيقة المطلقة ؟
نسأل الله السلامة من كل مرض!
أحمد إبراهيم – تربال بالمعاش
” تقولوا للناس أمشوا موتوا في الجهاد عشان يدخلوا الجنة … وإنتو قاعدين في المكيفات ولابسين فاخر اللبس وعرباتكن الفارهة واقفة في إنتظاركم تحت … ما تمشوا تجاهدوا إنتو … أمشوا للحور ال…”
وقبل أن تكمل ما أرادت أن تقوله ، قاطعها أمين حسن عمر قائلا ، وبالحرف الواحد:
” ما عندك شغلة بي لبسنا وعرباتنا ، كان عندك سؤال عن الجهاد بنجاوبك .”
سبحان الله هذا الشخص المدعو أمين لم أر أقبح وجها منه في الحياة ولم أسمع كلمات أكثر خبثا من تلك
التي تنطلق من جوفه الملئ بالسوء عسى ربنا يرينا فيه وزمرته عظيم قدرته …
والآن ماذا قال الشيخ (الكاذب) و(الضلالي) قال انهم الآن ، الآن ، الآن (فطــــــــــايس) .. تأملوا ؟؟
… نكته …. ادروب استشهد له اثنين من الابناء حد( زعمهم) وعملوا ليهم عرس الشهيد واثناء الحفل اخبروه ان ابناؤه الان فى احضان الحور العين وقاموا بتعيين ادروب خفيرا مميزا على مخازن السكر الممتلئة براتب مغرى . وبعد فتره حضر الجماعه لاستلام السكر فوجدوا المخازن فاضيييييييييييييه فسألوا ادروب وين السكر ياحبيب ؟ فأجابهم بلهجته اللذيذه . الله تعلم كل يوم تجينا لورى معاهو سيره يقولوا عندهم عرس فوق ودبريل ( جبريل ) معاهم ذاتو ينطط ويشحنوا ويطلعوافوق .. !!!!!!!!!!!!!