مقالات وآراء

فوضى راس السنة

مقاطع الفيديو والصور التي أصبحت تتداول على نطاق واسع داخل وخارج البلاد، والتي صورت عمداً أو” خلسة ” خلال إحتفالات رأس السنة في العاصمة الخرطوم ، تعكس وجه قبيح لم يألفه الناس من قبل .. صحيح نحن لانتحدث عن مدينة فاضلة أو مجتمع ملائكي ، غير أن المجاهرة بالمعصية أمر مستحدث .. ومن عجائب الزمان من يأتون بتلك الأفعال يهتفون “مدنييياووووااااا” يارجل ماعلاقة المدنية بما أنت تفعل؟!!..أنت تقبح المدنية ولاتدري ولن تدري.
الذي حدث في ساحة الحرية “الساحة الخضراء سابقا”، من إعتداء سافر على فتيات،أمر لايمكن قبوله أو السكوت عليه ،والذي يقول بأن زيهن كان فاضحاً، فتلك قضية أخرى وخطأ معلوم بالضرورة ،وماكان على ولاة امورهن أن يتركوهن يخرجن بهذا المظهر الفاضح .. ولكن لايمكن تبرير الفعل البربري الذي أقدم عليه بعض الشباب الذين لولا تدخل الشرطة لفتكوا بالفتيات .. وقد أمتدت مظاهر الفوضى المدهشة الى أسوار ساحة الحرية ..حيث تم تهشيم زجاج عدد من السيارات في مشهد مستفز !.
وقبل أن تشرق الشمس كان أطباء وطبيبات و طاقم التمريض بمستشفى أم بدة النموذجي يتعرضون لاعتداءات بالسواطير وهم داخل المستشفى وقد أصيب الطبيب “أيمن نادر ” بتهشم في يده اليمنى، وقد لام بعض الأطباء بطء تدخل الشرطة ، وهم يردون على الأطباء أن هذه هي المدنية التي تريدون.. عموما ربما هو رأي فرد في المجموعة لايمثل شرطة السودان بانضباطها المعهود .
عقب الاحداث صدر بيان من قوات الشرطة أكدت فيه أنها تمكنت من إحتواء ” التفلتات” التي صاحبت هذه الاحتفالات.. وهي سانحة أن نقول على أجهزة الشرطة بالتعاون مع أتيام المباحث المعروفة بقدرتها المميزة ان تقوم بعمليات استباقية ، من خلالها تستطيع واد الجريمة في مهدها وتمنع تماما حدوث هذه المظاهر المروعة.
ثمة أمر مهم أيضا يتعلق بدور الحكومة التي يقع عليها واجب حماية المواطنيين بمختلف أجهزتها حتى وان استدعى الحال الاستعانة بقوات الجيش، حتى لاتؤسس هذه المظاهر “للانفلات” الذي يكون مؤكد حين الاحتفال بأي حدث قادم .. أيضا ينبغي حسم المظاهر الفاجرة التي يبديها البعض كالذي يفتح “قارورة الخمر” لتنهمر على رؤس الحضور، أو الرقص الفاضح في الساحات المفتوحة والمقفولة ..فهي مظاهر لاتسر من يصطف في صفوف الحكومة او يقف في خانة المعارضة, فالسودان وأهله عُرفو بأنهم ليس من أصحاب المجاهرة بالمعاصي على النحو الذي يسعى له البعض مدفوعا بالعهد المدني وإشاعة الحريات الشخصية .
مصطفى محكر
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. معك حق أخي محكر…. كل ما قلته صحيح….. ما حدث لا يمكن تبريره ولا قبوله ولا السكوت عليه…. كنا نعرف سلفاً وحذرنا بقدر ما نستطيع كقراء معلقين أن الثورة سيتبعها بالضرورة ارتدادات تتسم بمظاهر العنف والسرقات الليلية والنهارية والسلب والنهب يغديها الخصوم ويؤجج أوارها الرجرجة والدهماء…… يجب كما طالبنا مرارا وتكرارا استباق الاحداث والاستعداد لها………….. إذ كان من الممكن جداً منع الاحتفال برأس السنة قي مكان واحد ك (ساحة الحرية)، وكان من الممكن نشر الشرطة والجيش…. قبل رأس السنة بوقت كاف.
    حكى لي صديقي أنه زار غانا في احتفالات رأس السنة، في سنة من السنوات بمدينة أكرا. ولقد هاله العدد الكبير والانتشار الكثيف لأفراد الشرطة وكل مجموعة منهم معها كلب بوليس شرس. فلما سأل عن سر الكلاب البوليسية أخبره أحد الغانيين أن كثير من الشباب النيجيري يحرصون على حضور احتفالات رأس السنة بغانا ويفرطون في الشرب ويتجاوزوا حدود الآداب واللياقة، لذا فإن الشرطة تستعد لهم منذ الآن. لم يمنعوهم ولم يحرموهم التمتع بأجواء أكرا الخيالية في رأس السنة، ولكنهم أعدوا لهم الدواء اللا زم لكبح جماحهم المجنونة……
    نلاحظ أن دولاب الدولة الأمني والشرطي يسير بنفس سلحفائية الأنفاذ….. فلو اتصلت على شرطة النجدة وقلت أن السماء الأولى وقعت فوقك فكن يأتيك أحد حتى تقع السماء السابعة…. لابد من إعادة هيكلة الشرطة والجيش والأمن…. ولابد من أن تمتلك هذه الأجهزة الاستجابة السريعة لنداءات الاستغاثة في أي منطقة في العاصمة…………………. بصراحة لم تزل قوى الظلام المعارضة تعمل بجد لتقويض الثورة ووأدها، ولكن هيهات لهم …. لن يعود هؤلاء مرة اخرى لسدة الحكم حتى يلج الجمل من سم الخياط…. عيال الثورة الصغار ديل قلنا ليهم كم مرة أن تصرفاتكم دي بتعطي فرصة لمنتقدي المدنية والحرية ولكن يبدو أنهم شباب طائش همومهم قدر ظلالهم القصيرة….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..